المسيحية

ورقة بن نوفل



ورقة بن نوفل

ورقة
بن نوفل

لقد
أجمعت السير النبوية على أن محمدا، قبل مبعثه، كان “يتحنف” مثل جده عبد
المطلب، مع ورقة بن نوفل قس مكة. وقد نقلت السيرة الحلبية (1: 259) في ذلك قول ابن
الاثير في تاريخه: ” اول من تحنث في حراء عبد المطلب: كان اذا دخل شهر رمضان
صعد حراء وأطعم المساكين، ثم تبعه على ذلك من كان يتعبد كورقة بن نوفل، وأبي أمية
بن المغيرة”.

نص
تاريخي منقول بالتواتر وبالاجماع، يكشف لنا أسرار التاريخ والدعوة القرآنية.

 تنقل
لنا السيرة الحلبية الخطب المتبادلة بمناسبة زواج محمد من خديجة بين والي محمد أبا
طالب ووالي خديجة القس ورقة. وبعد خطبة ابا طالب، خطب ورقة فقال: الحمد لله الذي
جعلته كما ذكرت، وفضلتنا على ما عددت. فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله،
لا ينكر العرب فضلكم، ولا يرد احد من الناس فخركم وشرفكم، ورغبتنا الاتصال بحبلكم
وشرفكم. فاشهدوا علّي معاشر قريش: اني ازوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله.

 يعنينا
في الرواية اولا مقام القس وابنة عمه في مكة: “نحن سادة العرب وقادتها”.
والدور الذي يلعبه القس في عقد النكاح: انه ولي العقد كما يفعل كل رجل دين نصراني
او مسيحي. — فهو الذي خطط لزواج محمد من خديجة: نقل ابن هشام (1: 203) ما قاله
ورقة: انه سيكون نبي هذه الامة! هكذا أطلع ورقة خديجة على كلمة السر بشأن محمد 15
عاما قبل مبعثه!! – – وهو الذي يشرف على التنفيذ، لاجل تهيئة محمد للدور العظيم
الذي ينتظره، ولتهيئة الاسباب له في كنف الثرية العظيمة والقس الحكيم.

 قس
نصراني يزوج ابنة عمه خديجة من محمد، فعلى أيّ ديانة أزوجهم؟؟

ويعترض
الاخوة المسلمين بان ورقة لم يكن قساً او عالماً مسيحياً!!

 

نعرف
من تاريخ اليعقوبي ” وأما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش”. هذه
شهادة بغزو النصرانية قبيلة قريش!!

تنقل
لنا السيرة الحلبية (1: 274) والسيرة المكية ايضاً حديث محمد مع ورقة: ” فلما
توفي ورقة قال رسول الله ص: لقد رأيت القس في الجنة، وعليه ثياب الحرير..”

 والقس
بلغة النصارى الاراميه السريانية، يرادف الاسقف بلغة الروم. فقد كان ورقة
“رئيس النصارى” اي مطرانهم بمكة!!

مطران
نصراني مع جماعته بمكة؟؟

“فاشهدوا
علّي معاشر قريش: اني ازوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله” — المطران
ورقة ابن نوفل.

 

 في
صحيح البخاري

 ‏حدثنا
‏يحيى ‏(بن)‏ بكير ‏قال حدثنا ‏الليث ‏عن ‏عقيل ‏عن ‏ابن شهاب ‏عن ‏عروة ‏(بن)‏
الزبير ‏عن ‏عائشة أم المؤمنين ‏أنها قالت ‏..‏فرجع بها رسول الله ‏‏ ‏يرجف فؤاده
فدخل على ‏خديجة ‏(بنت)‏ خويلد ‏فقال ‏زملوني ‏زملوني ‏فزملوه حتى ذهب عنه ‏الروع
‏فقال ‏لخديجة ‏وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت ‏خديجة ‏كلا والله ‏ما
يخزيك ‏الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل ‏الكل ‏وتكسب ‏المعدوم ‏وتقري ‏الضيف وتعين
على ‏نوائب ‏الحق فانطلقت به ‏خديجة ‏حتى أتت به ‏(ورقة بن نوفل بن‏ أسد ‏‏ بن)عبد
العزى ‏ابن عم ‏خديجة ‏وكان امرأ قد ‏تنصر ‏في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني
فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له
‏خديجة ‏يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ‏‏(ورقة)‏ ‏يا ابن أخي ماذا ترى
فأخبره رسول الله ‏خبر ما رأى فقال له ‏‏(ورقة)‏ ‏هذا ‏الناموس ‏الذي نزل الله على
‏موسى ‏يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله ‏أومخرجي
هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا
‏مؤزرا ‏ثم لم ‏ينشب ‏‏(ورقة)‏ ‏أن توفي وفتر الوحي

 

‏‏حدثنا
‏عبد الله ‏(بن)‏ يوسف ‏حدثنا ‏الليث ‏قال حدثني ‏عقيل ‏عن ‏ابن شهاب ‏سمعت ‏عروة
‏قال قالت ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏..‏فرجع النبي ‏إلى ‏خديجة ‏يرجف فؤاده فانطلقت
به إلى ‏‏(ورقة بن نوفل)‏ ‏وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية ‏فقال ‏‏(ورقة)‏
‏ماذا ترى فأخبره فقال ‏‏(ورقة)‏ ‏هذا ‏الناموس ‏الذي أنزل الله على ‏موسى ‏وإن
أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا

 

‏فرجع
بها رسول الله ‏ترجف بوادره حتى دخل على ‏خديجة ‏فقال ‏زملوني ‏زملوني ‏فزملوه
‏حتى ذهب عنه الروع قال ‏لخديجة ‏أي ‏خديجة ‏ما لي لقد خشيت على نفسي فأخبرها
الخبر قالت ‏خديجة ‏كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا فوالله إنك لتصل الرحم
وتصدق الحديث وتحمل ‏الكل ‏وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق
فانطلقت به ‏خديجة ‏حتى أتت به ‏‏(ورقة بن نوفل)‏ ‏وهو ابن عم ‏خديجة ‏أخي أبيها
وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما
شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت ‏خديجة ‏يا ابن عم اسمع من ابن
أخيك قال ‏‏(ورقة)‏ ‏يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي ‏خبر ما رأى فقال ‏‏(ورقة)‏
‏هذا الناموس الذي أنزل على ‏موسى ‏ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا ذكر حرفا قال
رسول الله ‏أومخرجي هم قال ‏‏(ورقة)‏ ‏نعم لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي وإن
يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ‏‏(ورقة)‏ ‏أن توفي وفتر الوحي فترة
حتى حزن رسول الله

 

‏فرجع
بها ترجف ‏بوادره ‏حتى دخل على ‏خديجة ‏فقال ‏زملوني ‏زملوني فزملوه حتى ذهب عنه
الروع فقال يا ‏خديجة ‏ما لي وأخبرها الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له كلا
أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل ‏الكل ‏وتقري
‏الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به ‏خديجة ‏حتى أتت به ‏‏(ورقة بن نوفل
بن)‏ أسد ‏(بن)‏ عبد العزى ‏(بن)‏ قصي ‏وهو ابن عم ‏خديجة ‏أخو أبيها وكان امرأ
تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله
أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له ‏خديجة ‏أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال
‏‏(ورقة)‏ ‏ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي ‏ما رأى فقال ‏‏(ورقة)‏ ‏هذا الناموس
الذي أنزل على ‏موسى ‏يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله
‏أومخرجي هم فقال ‏‏(ورقة)‏ ‏نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن
يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ‏ينشب ‏‏(ورقة)‏ ‏أن توفي وفتر الوحي فترة حتى
حزن النبي ‏فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما
أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له ‏جبريل ‏فقال يا ‏محمد ‏إنك رسول الله
حقا فيسكن لذلك ‏جأشه ‏وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك
فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له ‏جبريل ‏فقال له مثل ذلك

 

في
صحيح مسلم

‏فرجع
بها رسول الله ‏ترجف ‏بوادره ‏حتى دخل على ‏خديجة ‏فقال زملوني زملوني فزملوه حتى
ذهب عنه الروع ثم قال ‏لخديجة ‏أي ‏خديجة ‏ما لي وأخبرها الخبر قال لقد خشيت على
نفسي قالت له ‏خديجة ‏كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك ‏لتصل ‏الرحم
‏وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت
به ‏خديجة ‏حتى أتت به ‏‏(ورقة بن نوفل بن)‏ أسد ‏(بن)‏ عبد العزى ‏وهو ابن عم
‏خديجة ‏أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من
الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له ‏خديجة ‏أي
عم اسمع من ابن أخيك قال ‏‏(ورقة بن نوفل)‏ ‏يا ‏ابن أخي ماذا ‏ترى فأخبره رسول
الله ‏خبر ما رآه فقال له ‏‏(ورقة)‏ ‏هذا الناموس الذي أنزل على ‏موسى ‏يا ليتني
فيها ‏جذعا ‏يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله ‏أو مخرجي هم قال
‏‏(ورقة)‏ ‏نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا
مؤزرا

 

في
مسند أحمد

‏فرجع
إلى ‏خديجة ‏يرجف فؤاده فدخل فقال ‏زملوني ‏زملوني ‏فزمل فلما ‏سري ‏عنه قال يا
‏خديجة ‏لقد أشفقت على نفسي ‏بلاء ‏لقد أشفقت على نفسي ‏بلاء ‏قالت ‏خديجة ‏أبشر
فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصدق الحديث وتصل الرحم وتحمل ‏الكل ‏وتقري ‏الضيف
وتعين على ‏نوائب ‏الحق فانطلقت بي ‏خديجة ‏إلى ‏‏(ورقة بن نوفل بن)‏ أسد ‏وكان
رجلا قد ‏تنصر ‏شيخا أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية فقالت له ‏خديجة ‏أي عم اسمع من
ابن أخيك فقال له ‏‏(ورقة)‏ ‏يا ابن أخي ماذا ‏ترى فأخبره رسول الله ‏بالذي رأى من
ذلك فقال له ‏‏(ورقة)‏ ‏هذا ‏الناموس ‏الذي نزل على ‏موسى ‏يا ليتني فيها ‏جذعا
‏يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله ‏أو مخرجي هم قال نعم لم يأت رجل
بمثل ما جئت به قط إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا ‏مؤزرا

 

هدى
محمد في صباه

هناك
ثلاث روايات عن حدث جرى لمحمد في صباه، تفسرها جميعاً كلمة القرآن ” وجدك
ضالاً فهدى” (الضحى 7).

رواية
اولى في “شق الصدر” وهو ابن خمس سنين: عن أنس انه أتاه جبريل وهو يلعب
بين الغلمان، فأخذه، فشق صدره، فاستخرج منه علقه، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم
غسله في طست من ذهب بماء زمزم..ثم أعاده الى مكانه. رواية متواترة في الحديث
يوردها الخازن عند تفسير قوله: ” ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي
أنقض ظهرك” (الشرح 1-3).

لقد
جسّموا ما جاء مجازاً في القرآن، والحديث عن تطهير محمد من الاثم في صباه، وبما
أنه لا يوجد معجزة في سيرة محمد سوى القرآن، فما معنى رواية شق الصدر وتطهير محمد
من الاثم؟؟

 رواية
ثانية تقول بأن أمه آمنة ذهبت بمحمد الى يثرب “لزيارة أخواله” أي أخوال
جده من بني النجار؛ وربما لزيارة قبر زوجها عبدالله. فمكثت به شهراً بينهم. ولما
قفلت راجعة به الى مكة ماتت ودفنت في الابواء، محل بين مكة والمدينة. ” وكانت
معها بركة الحبشية، أم أيمن التي ورثها عن ابيه عبدالله. فحضنته وجاءت به الى جده
عبدالمطلب”. وهكذا كان محمد ابن خمس سنوات لما فقد امه ايضا. وحاضنته
المسيحية هي التي رجعت به بعد زمن الرضاعة وبعد الزيارة ليثرب، الى مكة، الى جده
عبد المطلب.

 

رواية
ثالثة عن ابن هشام (1: 176) يقول: (قال ابن اسحق: وزعم الناس في ما يتحدثون –
والله اعلم – أن أمه السعدية (مرضعه) لما قدمت به الى مكة، أضلها (محمد) في الناس،
وهي مقبلة به نحو أهله. فالتمسته فلم تجده. فأتت عبد المطلب فقالت له: اني قدمت
بمحمد هذه الليلة. فلما كنت بأعلى مكة أضلني. فوالله ما أدري اين هو. فقام عبد
المطلب عند الكعبة يدعو الله ان يرده. فيزعمزن أنه وجده ورقة بن نوفل، بن أسد،
ورجل اخر من قريش، فأتيا به عبد المطلب. فقالا له: هذا ابنك وجدناه بأعلى مكة.
فأخذه عبد المطلب على عنقه،وهو يطوف به الكعبة، يتعوذه ويدعو له. ثم أرسل به الى
أمه آمنة”.

 

ان
الانتحال ظاهر على الرواية كما يشعر ابن اسحق ناقلها: فما الداعي ان يبقى طفلا مع
مرضعه خمس سنين؟ وكيف تطيق امه فراق وحيدها اليتيم طوال هذه المدة؟؟ إن هذه
الرواية الثالثة تحريف للثانية. إن أم أيمن، بركة الحبشية، هي التي رجعت الى مكة
بمحمد. وهنا تستقيم الرواية.

 فجاءت
الحاضنة المسيحية بمحمد الصبي الى ورقة بن نوفل، قس مكة، وهو بمعبده ومنسكه في
حراء فعّمده بماء زمزم. وهذا معنى اسطورة ” شق الصدر ” لوضع الوزر الذي
ينقض الظهر عن محمد. ولا معنى ” للهدى ” في صباه بقوله ” ووجدك
ضالاً فهدى ” (الضحى 7) إلا الهداية بالعماد والتنصير، كما يرشح من واقع
الحال. قد يكون لقاء ورقة لمحمد أمرا طارئا، وقد يكون مقصودا. فما يعمل القس بمكان
تعبده بأعلى مكة؟؟ وكيف يفلت محمد من حاضنته ويضيع؟؟ والغسل لتطهير الصدر بماء
زمزم؟؟ وما معنى وقوف عبدالمطلب ” يدعو الله ان يرده”؟؟ ولما تسلمه من
القس أخذ يطوف به حول الكعبة، بيت الله، على عادة اهل الانجيل الى اليوم، حيث يطوف
الكاهن المعمِّد مع الكفيل يحمل المعمود في الكنيسة. انه طواف العماد والتنصير
الذي يفسر قوله: وجدك ضالا فهدى” ؛ وقوله: ” ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا
عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك” (الشرح 1-3).

هذا
هو ” الهدى” في الصبا، ولا هدى سواه، مهما حرّج المتخرصون

 

كان
للعرب قصص

 كان
للعرب قصص، وهو باب كبير من أبواب أدبهم. وفيه دلالة كبيرة على عقليتهم. وهذا
القصص في الجاهلية أنواع. منها أيام العرب وهي تدور حول الوقائع الحربية التي وقعت
في الجاهلية بين القبائل (كيوم داحس والغبراء، ويوم الفجار، ويوم كلاب) او بين بعض
العرب وامم اخرى (كيوم ذي قار بين بني شيبان والفرس)؛ ومنها أحاديث الهوى، وهذا
كثير في كتب الادب. وهناك نوع من قصص العرب أخذوه من أمم أخرى وصاغوه في قالب يتفق
وذوقهم. وقد عرف العرب في الجاهلية قصصاً كثيرة عن الروم كقصة شريك مع المنذر
(الاغاني ج 19 ص 78) او كقصة السبعة من بني ضبّة التي تشبه قصة أهل الكهف السبعة
(أمالي القالي ج 1 ص 61). وقد عرفت العرب في الجاهلية قصصا كثيرة عن الفرس وكانوا
يروونها ويتسامرون بها.

 

جاء
في سيرة ابن هيشام (ج1 ص 190 من الروض الانف) ان النضر بن الحارث ممن كان يؤذي
الرسول قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك فارس، ورستم واسفنديار، كان اذا جلس رسول
الله ص. مجلساً (وقص القصص القرآني) خلفه في مجلسه اذا قام ثم قال: أنا والله يا
معشر قريش أحسن حديثاً منه فهلمّ اليّ. قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: ”
سأنِزل مثل ما انزل الله “.

ملاحظه
هامه: سورة الطور الاية 52: فليأتوا بحديث مثله” تأملوا ما يسمي القرآن نفسه
“حديثا”!! وكم مرة اتهم القوم صاحبنا محمد بأساطير الاولين > أحمد
أمين: فجر الاسلام: طبعه 6: ص 66-68.

 

ملاحظه:
اغراض القصص القرآني: وللقصص القرآني براعتان: العبرة بأحوال الماضين، وتصرير
الحاضر المكي في سير الغابيرن، بطريقة

مستورة،
تقلل من استفزاوهم.

قال
إن القرآن: “لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ; (النحل 16: 103)

والمبين
هو الذي لا يحتاج إلى تفسير،

لكنه
يقول في آل عمران 7: إن فيه آيات متشابهات وأنه “مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا
اللَّهُ. فكيف يكون مبينا في الوقت الذي لا يعلم تأويله إلا الله؟ وكيف يكون مبينا
وفيه آيات متشابهات؟.

كيف
يكون القرآن مبينا وفيه من الطلاسم ما لم يعلم معناها لا انس ولا جن؟

سؤال:
أن كان القرآن مبينا حقا،

فما
معنى (الر) الواردة في سورة يونس? وهود? ويوسف? وإبراهيم? والحجر.

ما
معنى (اَلَمَ) الواردة في سورة البقرة? وآل عمران? والعنكبوت? والروم? ولقمان?
والسجدة؟.

 ما
معنى (حَم) الواردة في سورة غافر? وفصلت? والزخرف? والدخان? والجاثية? والأحقاف؟.

 ما
معنى (حَمَ عَسَقَ) الواردة في سورة الشورى؟.

ما
معنى (ص) الواردة في سورة ص؟.

 ما
معنى (طَسَ) الواردة في سور النمل؟.

ما
معنى (ق) الواردة في سورة ق؟.

 ما
معنى (كَهَيَعَصَ) الواردة في سورة مريم؟.

ما
معنى (نَ) الواردة في سورة القلم؟.

 و(يَسَ)
الواردة في سورة يس؟.

كيف
يمكن أن يكون القرآن مبينا وفيه من الشيفرة ما عجز عن فكها الانس والجن؟.

إن
كانت هذه الحروف لا يعلمها إلا الله (كما يقولون(فما فائدتها لنا?

 إن
الله لا يوحي إلا بما يفيد. فكلام الله بلاغ وبيان وهدى للناس.

 

وسوف
نشرح لكم كلمة (كهيعص) كهدية تشجيعية حتى نحث بقية الأخوة على حل بقية الألغاز
القرآنية أعلاه.

(كهيعص):
(كه) في العبرية تعني (هكذا) أما (يعص) فتعني (يعض) أو (يأمر) وهذه الكلمة أستخدمت
عشرات المرات أن لم تكن مئات المرات في العهد القديم (التوراة) وكان اليهود يبدأون
بجوابهم بهذه الكلمة لكل من يسأل عن ما جاء في توراة موسى وعلى ما يبدو أن محمد
أستخدمها لشدة أعجابه بها ولكي يضفي على قرآنهُ شيء من الشرعية! ولغرض مشابهة
قرآنهُ للكتب السماوية.(حقوق الأقتباس محفوظة لابن الشرق).

 

اساليب
الرد الاسلامي (لسماحة الامام اسلوبه ايضا)

نقلا
عن كتاب:

 المسيحية
في ميزان المسلمين لابو موسى الحريري.

 

يقول
الكاتب:


منذ بدا الاسلام وحتى اليوم، هناك خط واحد مستمر، وموقف صريح مستقر يعتمده
المسلمون في مفهومهم للمسيحية، وفي فهمهم لعقيدتها وقضاياها. واذا ما استعرضنا
كبريات المؤلفات الاسلامية لكبراء المؤلفين المسلمين عبر التاريخ، وجدنا المواقف
إياها والفهم إياه. وفي استعراضنا هذا، لن نكون مجحفين بحق احد من الذين لا نذكرهم،
لانهم جميعهم، في قهمهم للمسيحية، سواء.

 

ولسنا
في هذا البحث متوخين مناقشة مواقف القرآن من المسيحية وعقائدها. فهي تختصر في
موقفين: موقف، فيه المسيحيون هم أهل مودة وإحسان، وموقف، فيه هم أهل كفر وشرك.
وورث المسلمون، عن القرآن موقف الثاني، وقالوا بأن مسيحيي الموقف الاول قضي عليهم
وعلى انجيلهم وعقيدتهم. ولم يبق إلا مسيحيو الاناجيل المتعددة، ومسيحيو مجامع
الكنيسة، وتباع القديس بولس. هؤلاء قضوا على عيسى وإنجيله الحقيقي.

 

جميع
المسلمين وقفوا مع القرآن في موقفه الثاني. وجميع كتبوا وحللوا وفسروا وناقشوا
وانتقدوا مسيحيي الكفر والشرك. ومسيحيو اليوم هم هؤلاء الذين كفروا إذ قالوا
” ان الله هو المسيح ابن مريم”، وقالوا ” ان الله ثالث ثلاثة”،
وقالوا ” ان المسيح صلب وقتل” وقالوا: ” ان المسيح وامه
الهان” الى ما الى هنالك من عقائد تنسب الى مسيحيي اليوم وبها يختلفون عن
مسيحيي الموقف الاول.

 

..سنأخذ
عينات من الكتب والكتاب، القديمين والحديثين، ونستعرض مفهومهم للمسيحية، كما هم
فهموها وكتبوا عنها. منهم من كتب برصانة وهدوء، ومنهم من كتب بتعصب ونزق. لكن
المفهوم واحد. لا يختلفون الا في الاسلوب وطريقة العرض، وسنبدأ بالاحدث من الكتب
والكتاب الى الاقدم..

 

الكتاب
الاول: للسيد شريف محمد هاشم: الاسلام والمسيحية في الميزان. يدور الكتاب في معظمه
على الرد على كتاب ” قس ونبي” لابو موسى الحريري.

 

الكتاب
الثاني: لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد: موقف الاسلام من الوثنية
واليهودية والنصرانية. معالجة واضحة للعقيدة المسيحية بحسب ما يتمكن منها السملمون.

 

الثالث:
للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغي: الرحلة المدرسية والمدرسة السيارة في مهج الهدى.
يستعرض العقائد المسيحية برمتها، بأسلوب حوار بين شخصيات وهمية.

 

الرابع:
لسماحة الامام الاكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء: التوضيح بين حال الانجيل
والمسيح. كتاب جريء على المسيح وأخلاقه.

 

الخامس:
للشيخ الامام محمد ابو زهرة: محاضرات في النصرانية. بحث في الادواء التي مرت عليها
عقائد النصارى وفي كتبهم وفي مجامعهم المقدسة وفرقهم.

 

السادس:
لمحمد ابن الخطيب: هذه هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة. أسلوب جريء هجومي
يدافع به عن الاسلام الذي عالج أموره كاهن قبطي.

 

السابع:
الامام العلامة شمس الدين محمد ابن أبي بكر ابن قيم الجوزية: كتاب هداية الحيارى
في أجوبة اليهود والنصارى.

 

الثامن:
لشيخ الاسلام ابن تيمية: الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح. هو اساس لجميع
المسلمين الذين عالجوا الامور المسيحية. على نهجه نهجوا وبأسلوبه كتبوا.

 

هذه
الكتب، مع العديد غيرها، هي عينات من كتب اسلامية عالجت العقيدة المسيحية واتخذت
منها موقفا صريحا. وموقفها هو توضيح وتفسير لموقف القرآن من أهل الكتاب الذين في
ظنها غلوا في دينهم وكفروا، بل اشركوا. وقصدنا في التركيز عليها هو للتأكد من أن
موقف المسلمين اليوم لا يزال هو هو، في الامس كما اليوم وبعد اليوم.

 

والنوذج
الثالث من اسلوب الرد الاسلامي نأخذه من سماحة الامام الاكبر محمد حسين آل كاشف
الغطاء، وهو عالم شيعي ذو شأن في عالمه، له جملة مؤلفات معتبرة في العلوم الشيعية.
ومنها كتابه: التوضيح في بيان حال الانجيل والمسيح.

 

لسماحته
مبادىء صريحة في الرد على المسيحين، يأخذها من الحكم السائرة ومن القرآن والحديث.
من الخكم يقول: “إن دفع الشر بالشر أزم”. ومنها ايضا: ” وحلم الفتى
في غير موضعه جهل” ومن القرآن قوله: قمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما
اعتدى عليكم” ومن الحديث النبوي: ” رد الحجر من حيث جاء، فان الشر لا
يدفعه الا الشر”.

 

ومما
يميز سماحة الامام في اسلوبه انه لا يرد على كاتب مسيحي معين، ور على كتاب يطعن في
الاسلام. بل هو يتناول المسيح في شحصه، والاناجيل والمسيحين عامة.

 

فالاناجيل،
بنظر سماحته، ” هي اساطير، تصور لك المسيح رجلا، دجالان محتالا، خائنا، جبارا،
عاقا، قاطعا، مفرقا، سكيرا، شريب خمر. يغازل الغلام في حضنه، ويتكى والفتاة يمسح
بشعرها رجليه، ويحابي الزانية في درء حدود الناموس عنها..”

 

وبالجملة
يقول سماحته: ” إننا معشر المسلمين لا نعترف بالمسيح الذي تعبده النصارى
اليوم. وندل بالحجج القاطعة: أنه رجل كذاب دجال. خمير سكير. جبار شقي. خّوار جبان.
الى آخر ما نصت عليه أناجيلهم من وصفه. والعجب كله: كيف غفل علماء المسلمين منذ
ثلاثة عشر قرنا عن هذه الحقيقة”. المسيح هو: ابن زنا وولد سفاح”. ”
يسوع تلك الاناجيل، الذي تعبده النصارى، هو مجموعة خطايا وآثام، تجعله احوج ما
يكون الى مخلص وشفيع”.

 

ثم
يروح سماحة الامام يشرح ويفصل في فصول مستقلة من كتابه شحصية المسيح الذي تعبده
النصارى. ويضفي عليه من الاوصاف ما لم يخطر ببال. فنحن لسماحته مدينون لما عنده من
مقدرة على استجلاء النصوص الانجيليه واستنطاقها، كما نحن له اضا مدينون في تعريفنا
بنفسية نوع غريب من انواع الرجال. جاء في عناوين سماحته ما يلي:

 

1.
يسوع المسيح كاذب مفتري

2.
يسوع الاناجيل كاذب مغّير للناموس ومبدل لاحكام الله

3.
مسيح الاناجيل كاذب مختال مخادع

4.
مسيح الاناجيل معطل لحدود الناموس ومبطل لها من غير سبب ولا علة

5.
مسيح الاناجيل قاطع الرحم، عاق لامة واخوته، مفرق بين الاقارب

6.
مسيح الاناجيل مخبط ومخلط، متناقض الافعال والاقوال

7.
مسيح الاناجيل ملعون

8.
نعم يسوع الاناجيل كان يرتكب الجرائم يقترف المآثم، فكان يأخذ أموال الناس ظلما

9.
مسيح الاناجيل جبار متكبر مسرف مبذر

10.
مسيح الاناجيل لا قداسة فيه، ور كرامة ولا أمانة

11.
مسيح الاناجيل يغازل النسوان ويجلس في حضنه الغلمان

12.
يسوع الاناجيل يستعمل الظلم والعدوان، فيُدخل الشيطان في الانسان، وفي الحيوان، بل
يُدخل الظلم والبوار حتى على الاشجار.

 

وبالنتيجة
” ان يسوع بحسب ذات انجيلهم، كان مجموعة خطايا وجرائم وجرثومة فساد ومآثم.
وأي جريمة تريد أكبر من الكذب الصريح في أكثر من عشرين مورد، ومن تحقير الانبياء،
وجعلهم لصوصا وسراقا، ومن تبديل احكام الناموس، وتعطيل حدود الله. وإمثال ذلك.
فحقا انه هو بذانه أحوج ما يكون الى مخلص يخلصه وشفيع يشقع له. وظني (وظن الالمعي
يقين) (*) انه لا ينال الخلاص من القصاص الا بالتمسك بطهارة اذيال حبيب الله محمد
وأهل بيته”.

 

هكذا
ورد حرفيا في النص.

أما
المسيحيون فليسوا بأقل شرا من مسيحهم. فهؤلاء هم ” دعاة السوء ومبشري الشؤم
المنتشرين في الافاق..يحملوت بضاعة الصلف والقحة وعدم الحياء، داعين الى دين الخمر
والخنزير وترويج سلعة المكر والتزوير”. هؤلاء يتعرضون ” لبسطاء المسلمين
بالاغواء والاضلال والتويه والتعمية. وانهم يعيشون الفساد..حتى بلغت بهم القحة
والصلف والجراءة والستهوان انهم دخلوا في بلدان الاسلام..على حين أن ليس عند أولئك
السود الغرابيب من بضاعة سوى الاكاذيب والاعاجيب والقحة والصلف والخداع والمكاشرة..إن
أولئك السفالة مستأجرون على تلك الاعمال..تلك الشرذمة الرعاع (هم) بمقام من رداءة
الجوهر وخباثة العنصر بحيث كأن الله لم يخلق في طباعهم ذرة من الحياء والانصاف..أناجليهم..لا
يليق أن تصدر من الصبية والمجانين..أولئك الرعانفة..الذئاب العادية، وشرورها
السارية..”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار