قبل ان يجتمعا وجدت حبلي

قبل
ان يجتمعا وجدت حبلي

قال المحاور الغير مؤمن: يقول البروتستانت ان
العذراء تزوجت من يوسف طبقا للآيه التي تقول: ” قبل ان يجتمعا وجدت حبلي
”

و
يقولون انهما اجتمعا بعد الولاده.

قلت بنعمه الرب: هذه الآيه: ” قبل
ان يجتمعا وجدت حبلي ” (مت 1: 18) لا تعني اطلاقا زواج السيده العذراء ويكفي
للرد علي ذلك ان نذكر قول القديس ايرونيموس ضد البيديوس حيث قال.. لو قلنا ان
البيديوس قبل ان يتوب مات، فهل ينتج عن ذلك انه تاب بعد موته؟

 

لم يعرفها حتي ولدت ابنها البكر

قال المحاور الغير مؤمن: سبق وقلت لك ان
البروتستانت يقولون ان القول أن يوسف لم يعرف امرأته حتى وضعت ابنها البكر يدل على
أنه عرفها، أي تزوجها بعد أن ولدت ابنها البكر، أي يسوع. إذ أن معنى كلمة
“حتى” في هذه الجملة يفسرونه بمعنى “إلى أن”. ومعنى لم يعرفها
حتى ولدت ابنها البكر. تعني في رأيهم أنه عرفها كزوجة بعد أن ولدت ابنها البكر. ولم تجيبني،
فما هو تعليقكم؟

قلت بنعمه الرب: يقول متي الأنجيلي عن
السيده العذراء ان القديس يوسف: ” لم يعرفها حتي ولدت ابنها البكر ” (مت
1: 25)، وكأنه عرفها بعد ذلك ويقولون ان تسميه السيد المسيح بالبكر تعني انه له
اخوه جاءوا بعده.

كلمه (حتي)

و
للرد علي ذلك نقول ان كلمه (حتي) لا يراد بها الغايه، بل يراد بها زمان محدود لما
قبله في الحكم، كما جاء في قوله ” قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي اضع
اعداءك موطيء قدميك ” (مز 109)

و
” هانا معكم كل الأيام حتي انقضاء الدهر “

و
قوله ” ولم تلد ميكال ابنه شاول حتي ماتت ” (2 صم 6: 3).

و
قوله ” ولم يرجع الغراب حتي نشفت المياه “.

هذه
الأيات وغيرها تدل علي ان كلمه (حتي) لا يراد بها لغايه والا

هل
يبطل جلوس السيد المسيح عن يمين الآب بعد وضع اعدائه موطيء قدميه؟

هل
لا يكون السيد المسيح معنا بعد انقضاء الدهر؟

هل
ولدت ميكال بعد مماتها؟

هل
رجع الغراب بعدما نشفت المياه؟

 

هل كلمه البكر تعني وجود اخوه؟

قال المحاور الغير مؤمن: البروتستانت يقولون ان القول
أن يوسف لم يعرف امرأته حتى وضعت ابنها البكر يدل على أنها ولدت بعد ابنها البكر فما هو
تعليقكم؟

قلت بنعمه الرب: ان قول البروتستانت بأن
تسميه البكر تعني ان هناك ابناء بعده ليس صحيحا، فالكتاب المقدس يدعو البكر كل من
يولد اولا سواء ولد بعده اخوه ام لا، وهذا قول الله لبني اسرائيل ” قدس لي كل
بكر فاتح رحم “(خر 13: 1، 2) فلو كان مدعاهم صحيحا لألتزم الكهنه بأن لا
يقدسوا البكر الا بعد الأنتظار هل يولد له أخوه لأم لا؟

قال المحاور الغير مؤمن: هل هناك ما يؤكد
العقيده التي تؤمنون بها؟ والا سنعود من حيث بدأنا ونري ان المسيح أو كما تقولون
(الله) له اخوه

 

الأخوة والأخوات قد لا يكونون أخوة أشقاء

قلت بنعمه الرب: هناك بعض الآيات التي
تشير إلى أن الأخوة والأخوات قد لا يكونون أخوة أشقاء من أم وأب. فقد ورد في إنجيل
متى ما يلي: “وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وأخوته وقفوا خارجاً طالبين أن
يكلموه، فقال له واحد: هوذا أمك وأخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك فأجاب
وقال: من هي أمي ومن هم أخوتي؟ ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وأخوتي، لأن
من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي” (متى 12: 46-50).

ما
ورد في هذه الآية يشير إلى أن أخوة المسيح هم المؤمنون به. وقد وردت هذه الفكرة
نفسها في بعض المراجع التي ذكرت سابقاً. فعندما قالوا ليسوع: “أمك وأخوتك
واقفون خارجاً، أجاب وقال لهم: أمي وأخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون
بها” (لوقا 8: 21 و22). وورد المعنى نفسه في إنجيل (مرقس 2: 31-35).
فاستناداً على هذه الآيات يقول البعض، إن استعمال كلمة أخ وأخت هي مجازية. فأخوة
المسيح هم المؤمنون به.

 

كلمة أخ تعنى الأخ المؤمن أو الشريك في الخدمة أو الأهل

وقد
استعملت كلمة أخ عدة مرات في الكتاب المقدس بمعنى الأخ المؤمن أو الشريك في
الخدمة، كما ورد في معظم رسائل بولس الرسول. ففي رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل
كورنثوس ورد: ” يسلّم عليكم الأخوة” (1كورنثوس 16: 20). فكلمة أخوة هنا
هي مجازية أيضاً. ويشير البعض إلى أن أخوة المسيح هم الشركاء في الخدمة أو
المؤمنون. كما أن معنى كلمة الأخ أو الأخت تشير مجازاً إلى الأهل أو الأقرباء
المقربين والأصدقاء الأوفياء. بمعنى القول السائد: ” رب أخ لك لم تلده
أمك”، وكما نقول أيضاً: ” فلان أخي”، بمعنى أنه صديقي المخلص وأخي
في الإنسانية. إن كلمة أخوة عند اليهود والآراميين تعني أولاد العم والعمة والخال
والخالة وأبناء الأخ والأخت.

 

كلمة الأخوة بالنسبة للمسيح تشير إلى أولاد خالته

ويقول
البعض إن كلمة الأخوة والأخوات بالنسبة للمسيح ربما تشير إلى أولاد خالة يسوع، إذ
أن خالة يسوع أخت أمه تدعى مريم أيضاً، كما جاء في إنجيل يوحنا، “وكانت
واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية” (يوحنا
19: 25) ويقول البعض إن مريم، أخت مريم أم يسوع، أي زوجة كلوبا هي أختها بالقرب لا
بالولادة، وهناك ترجيح آخر بالنسبة للإشارة عن أخوة المسيح وهو أن يوسف البار خطيب
مريم كان متزوجاً قبلاً، وله أولاد من زوجته المتوفاة، وهؤلاء هم أخوة ليسوع. ولكن
ليس هناك ذكر لذلك في الإنجيل.

 

موضوع اخوه المسيح لا علاقه له ببتوليه العذراء

لقد
اوردت لك الرأيين المختلفين حول الموضوع وما اود قوله، إن مثل هذه الأمور لا تؤثر
على إيماننا. فما يؤكده الكتاب المقدس هو أن مريم حبلت بيسوع من روح الله بدون زرع
بشري، وأن يسوع جاء لخلاص العالم من الخطية. لذلك كانت ولادته من عذراء طاهرة نقية
اختارها الله لهذه الغاية. فولدت يسوع المسيح بطريقة عجائبية لم يولد بها أي شخص
على مدى الأجيال. وأنه علينا أن نؤمن بالمسيح المخلص، الإله المتجسد، الذي حبل به
من الروح القدس وولد من مريم العذراء، وتجسد لأجل خلاصنا وفدائنا. كما علينا أن
نقدم لمريم العذراء كل تقدير واحترام لأن القدير صنع بها عظائم واختارها لتكون أم
المسيح المخلص. اما اذا كان الأخوه هم ابناء خالته او ابناء يوسف فكل هذا لا علاقه
له ببتوليه السيده العذراء علي الإطلاق