المسيحية

هل جبريل معصوم؟



هل جبريل معصوم؟

هل جبريل معصوم؟

ان
هذا السؤال سؤال خطير جدا لأنه عليه يترتب الايمان بان القرأن الذى نزل على محمد
عن طريق جبريل هو هو نفسه القرأن الذى أمر الله جبريل ان يلقنه لمحمد فهى مسألة
غاية فى الخطورة وحقيقة ان المسلمون لا يوجد ليدهم اية دليل على عصمة الملائكة لا
فى القرأن ولا فى السنة اللهم الا نص واحد يزعمون به عصمة الملائكة الا وهو:

{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم

 

و
بداية نود ان نشير الى ان هذا النص يقول ان الملائكة لا يعصون الله ولكن هل يقول
النص بعصمة الملائكة؟

لا
اطلاقا

يقول
النص ان الملائكة لا يعصون الله ولكن هل قال انهم ينتهون عن ما ينهاهم عنه الله؟

لا
اطلاقا!

اى
ان هذا النص لا يفيد بأى شىء عصمة الملائكة فيسقط به الاستدلال ولكن مع هذا سنرى
ماذا قال شيوخ وائمة الاسلام فى تأويل قوله لا يعصون الله وتبيان ما هذا الذى لا
يعصون الله فيه وهل عدم العصيان شامل ام مختص بحالة واحدة هى التى ذكرت فى النص
الا وهى تنفيذ اوامر الله فى جهنم؟؟؟

 

لنرى

يقول الحافظ ابن كثير:

«
عليها ملائكة غلاظ شداد » أي طباعهم غليظة قد نزعت من قلوبهم الرحمة بالكافرين
بالله « شداد » أي تركيبهم في غاية الشدة والكثافة والمنظر المزعج كما قال ابن أبي
حاتم حدثنا أبي حدثنا سلمة ابن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثنا أبي عن
عكرمة أنه قال إذا وصل أول أهل النار إلى النار وجدوا على الباب أربع مئة ألف من
خزنة جهنم سود وجوههم كالحة أنيابهم قد نزع الله من قلوبهم الرحمة ليس في قلب واحد
منهم مثقال ذرة من الرحمة لو طير الطير من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه
الآخر ثم يجدون على الباب التسعة عشر عرض صدر أحدهم سبعون خريفا ثم يهوون من باب
إلى باب خمس مئة سنة ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول حتى
ينتهي إلى آخرها وقوله « لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون » أي مهما
أمرهم به تعالى يبادرون إليه لا يتأخرون عنه طرفة عين وهم قادرون على فعله ليس بهم
عجز منه وهؤلاء هم الزبانية عياذا بالله منهم

اى
ان النص لا يتكلم عن الملائكة العاديين بل عن الزبانية الذين انيابهم كالحة وهم
حزنة جهنم سود

 

قال القرطبى:

قوله
تعالى: «وقودها الناس والحجارة» « تقدم في سورة » البقرة «. » عليها ملائكة غلاظ
شداد « يعني الملائكة الزبانية غلاط القلوب لا يرحمون إذا استرحموا خلقوا من الغضب،
وحبب إليهم عذاب الخلق كما حبب لبني آدم أكل الطعام والشراب. » شداد « أي شداد
الأبدان. وقيل: غلاظ الأقوال شداد الأفعال. وقيل غلاظ في أخذهم أهل النار شداد
عليهم. يقال: فلان شديد على فلان؛ أي قوي عليه يعذبه بأنواع العذاب. وقيل: أراد
بالغلاظ ضخامة أجسامهم، وبالشدة القوة. قال ابن عباس: ما بين منكبي الواحد منهم
مسيرة سنة، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف إنسان
في قعر جهنم. وذكر ابن وهب قال: وحدثنا عبدالرحمن بن زيد قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم في خزنة جهنم: (ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب).قوله
تعالى: » لا يعصون الله ما أمرهم « أي لا يخالفونه في أمره من زيادة أو نقصان. »
ويفعلون ما يؤمرون” أي في وقته، فلا يؤخرونه ولا يقدمونه. وقيل أي لذتهم في
أمتثال أمر الله؛ كما أن سرور أهل الجنة في الكون في الجنة؛ ذكره بعض المعتزلة.

 

قال الالوسى:

غِلاَظٌ
شِدَادٌ } غلاظ الأقوال شداد الأفعال، أو غلاظ الخلق شداد الخلق أقوياء على
الأفعال الشديدة، أخرج عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» عن أبي عمران الجوني قال:
بلغنا أن خزنة النار تسعة عشر ما بين منكبي أحدهم مسيرة مائة خريف ليس في قلوبهم
رحمة إنما خلقوا للعذاب يضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحناً
من لدن قرنه إلى قدمه { لاَّ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ } صفة أخرى لملائكة و{
مَا } في محل النصب على البدل أي لا يعصون ما أمر الله

 

قال الشوكانى:

{
عَلَيْهَا مَلَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ } أي: على النار خزنة من الملائكة يلون
أمرها وتعذيب أهلها، غلاظ على أهل النار شداد عليهم لا يرحمونهم إذا استرحموهم؛
لأن الله سبحانه خلقهم من غضبه، وحبب إليهم تعذيب خلقه، وقيل: المراد غلاظ القلوب:
شداد الأبدان، وقيل: غلاظ الأقوال شداد الأفعال، وقيل: الغلاظ: ضخام الأجسام،
والشداد: الأقوياء { لاَّ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ } أي: لا يخافونه في أمره

 

قال الرازى:

{
عَلَيْهَا ملائكة } يعني الزبانية التسعة عشر وأعوانهم { غِلاَظٌ شِدَادٌ } في
أجرامهم غلظة وشدة أي جفاء وقوة، أو في أفعالهم جفاء وخشونة، ولا يبعد أن يكونوا
بهذه الصفات في خلقهم، أو في أفعالهم بأن يكونوا أشداء على أعداء الله

مما
سبق يتبين لنا ان الملائكة المقصودون فى هذا النص هم الزبانية التسعة عشر حراس
جهنم وليس كل الملائكة ولو نظرنا الى قول ابن كثير “وهؤلاء هم الزبانية عياذا
بالله منهم” وقول الرازى “ي أجرامهم غلظة وشدة أي جفاء وقوة” يتبين
لنا ان هؤلاء ليسوا كل الملائكة فالملائكة المخلوقين من نور لا يقول احدا عليهم
“و العياذ بالله” كما قال ابن كثير او “فى اجرامهم” كما قال
الرازى

 

النتيجة:

1-
ان هذا النص لم يقل ان الملائكة معصومون

2-
ان هذا النص قال ينفذون اوامر الله فقط ولم يقل انهم ينتهوا عن نواهيه

3– ان هذا
النص مرتبط بفئة معينة من الملائكة هم الزباينة خزان جهنم وليس كل الملائكة

 

أى
ان الاستدلال بعصمة جبريل من هذا النص هو استدلال ساقط لا يقدم او يؤخر شىء.

ونأتى
لاثبات عدم عصمة الملائكة بشكل عام وسنأخذ مثالا على ذلك وهو ابليس

وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة

ان
ظاهر النص وما يقوله العقل ان الاستثناء متصل اى ان ابليس من الملائكة والا لما
استثنى منهم وهذا ما يقوله ايضا شيوخ الاسلام فى تفسيرهم لهذا النص

 

قال ابن كثير:

وهذه
كرامة عظيمة من الله تعالى لاَدم امتن بها على ذريته حيث أخبر أنه تعالى أمر
الملائكة بالسجود لاَدم, وقد دل على ذلك أحاديث أيضاً كثيرة منها حديث الشفاعة
المتقدم, وحديث موسى عليه السلام «رب أرني آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة, فلما
اجتمع به قال أنت آدم الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته» وقال
وذكر الحديث كما سيأتي إن شاء الله. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب, حدثنا عثمان
بن سعيد, حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس, قال: كان إبليس
من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن, خلقوا من نار السموم من بين الملائكة,
وكان اسمه الحارث, وكان خازناً من خزان الجنة, قال: وخلقت الملائكة كلهم من نور
غير هذا الحي, قال: وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وهو لسان
النار الذي يكون فيه طرفها إذا ألهبت, قال: وخلق الانسان من طين, فأول من سكن
الأرض الجن فأفسدوا فيها, وسفكوا الدماء, وقتل بعضهم بعضاً, قال: فبعث الله إليهم
إبليس في جند من الملائكة وهم هذا الحي الذي يقال لهم الجن فقتلهم إبليس ومن معه
حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل إبليس ذلك اغتر في نفسه

 

قال
محمد بن إسحاق عن خلاد عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس, قال: كان إبليس قبل أن يركب
المعصية من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وكان من أشد الملائكة
اجتهاداً, وأكثرهم علماً, فذلك دعاه إلى الكبر, وكان من حي يسمونه جناً, وفي رواية
عن خلاد عن عطاء عن طاوس أو مجاهد عن ابن عباس أو غيره بنحوه, وقال ابن أبي حاتم
حدثنا أبي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن سفيان بن حسين عن
يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, قال: كان إبليس اسمه عزازيل, وكان من
أشرف الملائكة من ذوي الأجنحة الأربعة, ثم أبلس بعد وقال سنيد, عن حجاج عن ابن
جريج, قال: قال ابن عباس: كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة, وكان خازناً
على الجنان, وكان له سلطان سماء الدنيا, وكان له سلطان الأرض, وهكذا روى الضحاك
وغيره عن ابن عباس سواء. وقال صالح مولى التوأمة عن ابن عباس: إن من الملائكة
قبيلاً يقال لهم الجن: وكان إبليس منهم, وكان يسوس ما بين السماء والأرض, فعصى,
فمسخه الله شيطاناً رجيماً, رواه ابن جرير, وقال قتادة عن سعد بن المسيب: كان
إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا

 

قال الطبرى:

451
حدثنا به أبو كريب, قال: حدثنا عثمان بن سعيد, عن بشر بن عمارة, عن أبي روق عن
الضحاك, عن ابن عباس, قال: كان إبليس من حيّ من أحياء الملائكة, يقال لهم «الجنّ»,
خلقوا من نار السموم من بين الملائكة. قال: فكان اسمه الحارث. قال: وكان خازنا من
خزان الجنة. قال: وخلقت الملائكة من نور غير هذا الحيّ. قال: وخلقت الجنّ الذين
ذكروا في القرآن من مارج من نار, وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.

452
وحدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن خلاد, عن عطاء, عن طاوس, عن
ابن عباس, قال: كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل, وكان من
سكان الأرض وكان من أشدّ الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما, فذلك دعاه إلى الكبر,
وكان من حيّ يسمون جنّا.

453
وحدثنا به ابن حميد مرة أخرى, قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن خلاد, عن عطاء,
عن طاوس, أو مجاهد أبي الحجاج, عن ابن عباس وغيره بنحوه, إلا أنه قال: كان ملكا من
الملائكة اسمه عزازيل, وكان من سكان الأرض وعمّارها, وكان سكان الأرض فيهم يسمون
الجنّ من بين الملائكة.

454
وحدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد, قال: حدثنا أسباط, عن السدي في خبر
ذكره عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس, وعن مرة, عن ابن مسعود, وعن ناس من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: جعل إبليس على ملك سماء الدنيا, وكان من قبيلة من
الملائكة يقال لهم الجنّ, وإنما سموا الجن لأنهم خزّان الجنة, وكان إبليس مع ملكه
خازنا.

455
وحدثنا القاسم بن الحسن, قال: حدثنا حسين, قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال
ابن عباس: كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة, وكان خازنا على الجنان,
وكان له سلطان سماء الدنيا, وكان له سلطان الأرض. قال: قال ابن عباس: وقوله: كانَ
منَ الجنّ, إنما يسمى بالجنان أنه كان خازنا عليها, كما يقال للرجل: مكي, ومدني,
وكوفي, وبصري. قال ابن جريج: وقال آخرون: هم سبط من الملائكة قبيلة, فكان اسم
قبيلته الجن.

456
وحدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن صالح مولى
التوأمة وشريك بن أبي نمر أحدهما أو كلاهما, عن ابن عباس, قال: إن من الملائكة
قبيلة من الجن, وكان إبليس منها, وكان يسوس ما بين السماء والأرض.

وحدثت
عن الحسن بن الفرج, قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد, قال: أخبرنا عبيد بن
سليمان, قال: سمعت الضحاك بن مزاحم, يقول في قوله: فَسَجَدُوا إلاّ إبْلِيسَ كانَ
مِنَ الجِنّ قال: كان ابن عباس يقول: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم
قبيلة, ثم ذكر مثل حديث ابن جريج الأول سواء.

457
وحدثنا محمد بن المثنى, قال: حدثني شيبان, قال: حدثنا سلام بن مسكين, عن قتادة, عن
سعيد بن المسيب, قال: كان إبْلِيس رئيس ملائكة سماء الدنيا.

458
وحدثنا بشر بن معاذ, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: وَإذْ
قُلْنا للْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لاَِدَمَ فَسَجَدُوا إلاّ إبْلِيسَ كَانَ مِنَ
الجِنّ كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن. وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من
الملائكة لم يؤمر بالسجود, وكان على خزانة سماء الدنيا. قال: وكان قتادة يقول: جنّ
عن طاعة ربه.

وحدثنا
الحسين بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: إلاّ
إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ قال: كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجنّ.

 

464
وحدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلمة بن الفضل, قال: حدثنا المبارك بن مجاهد أبو
الأزهر, عن شريك بن عبدالله بن أبي نمرطط, عن صالح مولى التوأمة, عن ابن عباس, قال:
إن من الملائكة قبيلاً يقال لهم الجنّ, فكان إبليس منهم, وكان إبليس يسوس ما بين
السماء والأرض فعصى, فمسخه الله شيطانا رجيما.

 

قال القرطبى:

قوله:
“إلا إبليس” نصب على الاستثناء المتصل، لأنه كان من الملائكة على قول
الجمهور: ابن عباس وابن مسعود وابن جريج وابن المسيب وقتادة وغيرهم، وهو اختيار
الشيخ أبي الحسن، ورجحه الطبري، وهو ظاهر الآية. قال ابن عباس: وكان اسمه عزازيل
وكان من أشراف الملائكة وكان من الأجنحة الأربعة ثم أبلس بعد. روى سماك بن حرب عن
عكرمة عن ابن عباس قال: كان إبليس من الملائكة فلما عصى الله غضب عليه فلعنه فصار
شيطانا. وحكى الماوردي عن قتادة: أنه كان من أفضل صنف من الملائكة يقال لهم الجنة.
وقال سعيد بن جبير: إن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم، وخلق سائر
الملائكة من نور. وقال ابن زيد والحسن وقتادة أيضا: إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو
البشر ولم يكن ملكا، وروى نحوه عن ابن عباس وقال: اسمه الحارث.وحكى الثعلبي عن ابن
عباس: أن إبليس كان من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم،
وخلقت الملائكة من نور، وكان اسمه بالسريانية عزازيل، وبالعربية الحارث، وكان من
خزان الجنة وكان رئيس ملائكة السماء الدنيا وكان له سلطانها وسلطان الأرض، وكان من
أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما، وكان يسوس ما بين السماء والأرض، فرأى لنفسه
بذلك شرفا وعظمة، فذلك الذي دعاه إلى الكفر فعصى الله فمسخه شيطانا رجيما. فإذا
كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه، وإن كانت خطيئته في معصية فارجه، وكانت خطيئة
آدم عليه السلام معصية، وخطيئة إبليس كبرا. والملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، وفي
التنزيل: “وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا” [الصافات: 158]، وقال الشاعر في
ذكر سليمان عليه السلام:

وسخر
من جن الملائك تسعة قياما لديه يعملون بلا أجر

وأيضا
لما كان من خزان الجنة نسب إليها فاشتق اسمه من اسمها، والله أعلم

 

قال البغوى:

{
فَسَجَدُوا } يعني: الملائكة { إِلا إِبْلِيسَ } وكان اسمه عزازيل بالسريانية،
وبالعربية: الحارث، فلما عصى غير اسمه وصورته فقيل: إبليس، لأنه أبلس من رحمة الله
تعالى أي يئس.

واختلفوا
فيه فقال ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين: كان إبليس من الملائكة، وقال
الحسن: كان من الجن ولم يكن من الملائكة لقوله تعالى “إلا إبليس كان من الجن
ففسق عن أمر ربه”

 

قال الشوكانى فى فتح القدير:

وقوله
{ إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء متصل؛ لأنه كان من الملائكة على ما قاله الجمهور

 

قال ابو الفرج ابن الجوزى فى زاد المسير:

أنه
استثناء من الجنس، فهو على هذا القول من الملائكة، قاله ابن مسعود في رواية، وابن
عباس. وقد روي عن ابن عباس أنه كان من الملائكة، ثم مسخه الله تعالى شيطاناً.

 

قال البيضاوى:

{
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أبى واستكبر } امتنع عما أمر به، استكباراً من أن
يتخذه وصلة في عبادة ربه، أو يعظمه ويتلقاه بالتحية، أو يخدمه ويسعى فيما فيه خيره
وصلاحه. والإباء: امتناع باختيار. والتكبر: أن يرى الرجل نفسه أكبر من غيره. والاستكبار
طلب ذلك بالتشبع.

{
وَكَانَ مِنَ الكافرين } أي في علم الله تعالى، أو صار منهم باستقباحه أمر الله
تعالى إياه بالسجود لآدم اعتقاداً بأنه أفضل منه، والأفضل لا يحسن أن يؤمر بالتخضع
للمفضول والتوسل به كما أشعر به قوله: { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ } جواباً لقوله: {
مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ
مِنَ العالين } لا بترك الواجب وحده. والآية تدل على أن آدم عليه السلام أفضل من
الملائكة المأمورين بالسجود له، ولو من وجه، وأن إبليس كان من الملائكة وإلا لم
يتناوله أمرهم ولا يصح استثناؤه منهم، ولا يرد على ذلك قوله سبحانه وتعالى: {
إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن } لجواز أن يقال إنه كان من الجن فعلاً ومن
الملائكة نوعاً، ولأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما روي: أن من الملائكة ضرباً
يتوالدون يقال لهم الجن ومنهم إبليس

 

قال النسفى:

{
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله علي
وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم، ولأن الأصل أن الاستثناء يكون من جنس
المستثنى منه، ولهذا قال: { مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } [
الأعراف: 12 ]، وقوله: { كَانَ مِنَ الجن } [ الكهف: 50 ] معناه صار من الجن كقوله
{ فَكَانَ مِنَ المغرقين } [ هود: 43 ]

 

قال ابو الحسن البصرى الشهير بالماوردى:

أنه
كان من الملائكة، وهذا قول ابن عباس، وابن مسعود، وابن المسيب، وابن جريج، لأنه
استثناء منهم، فَدَلَّ على دخوله منهم

 

قال السيوطى فى الدر المنثور:

أخرج
ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد
والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل، وكان من أشرف الملائكة
من ذوي الأجنحة الأربعة، ثم أبلس بعد.

وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس قال: إنما سُمي
إبليس لأن الله أبلسه من الخير كله، آيسه منه.

وأخرج
ابن إسحاق في المبتدأ وابن جرير وابن الأنباري عن ابن عباس قال: كان إبليس قبل أن
يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل، وكان من سكان الأرض، وكان من أشد الملائكة
اجتهاداً، وأكثرهم علماً. فذلك دعاه إلى الكبر، وكان من حي يُسمون جنا.

وأخرج
ابن جرير عن السدي قال: كان اسم إبليس الحرث.

وأخرج
وكيع وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: كان إبليس من خزان الجنة،
وكان يدبر أمر السماء الدنيا.

وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال: كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا.

وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس قال: كان إبليس من أشرف الملائكة من أكبرهم قبيلة، وكان من
خازن الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وسلطان الأرض. فرأى أن لذلك له عظمة
وسلطاناً على أهل السموات، فاضمر في قلبه من ذلك كبراً لم يعلمه إلا الله، فلما
أمر الله الملائكة بالسجود لآدم خرج كبره الذي كان يسر.

 

جاء فى تفسير الخازن:

{
إلاّ إبليس } سمي به لأنه إبلس من رحمة الله أي يئس، وكان اسمه عزازيل بالسريانية
وبالعربية الحارث فلما عصى غير اسمه فسمي إبليس وغيرت صورته قال ابن عباس كان
إبليس وغيرت صورته قال ابن عباس كان إبليس من الملائكة بدليل أنه استثناه منهم
وقيل إنه من الجن لأنه خلق من النار ولملائكته خلقوا من النور ولأنه أصل الجن كما
أن آدم أصل الإنس والأول أصح لأن الخطاب كان مع الملائكة فهو داخل فيهم ثم استثناه
منهم

 

قال مقاتل:

ثم
قال: { وَإِذْ }، يعنى وقد { قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ } الذين خلقوا من مارج من
نار السموم { اسجدوا لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } وحده، فاستثنى لم يسجد
{ أبى واستكبر }، يعنى وتكبر عن السجود لآدم، وإنما أمره الل عز وجل بالسجود لآدم
لما علم الله منه

 

قال ابن عبد السلام:

كان
من الملائكة فيكون قوله تعالى: { كَانَ مِنَ الجن } [ الكهف: 50 ] وهم حي من
الملائكة يسمون جِنّاً، أو كان من خزان الجنة، فاشتق اسمه منها، أو لانه جن عن
الطاعة، أو الجن اسم لكل مستتر مجتنن. قال:

براه
إلهي واصطفاه لدينه.. وملكه ما بين توما إلى مصر

وسخر
من جن الملائك تسعة.. قياماً لديه يعملون بلا آجر

واشتق
من الإبلاس، وهو اليأس من الخير، أو هو اسم أعجمي لا اشتقاق له

 

قال ابو بكر الجزائرى فى ايسر التفاسير:

{
إبليس }: قيل كان اسمه الحارث ولما تكبر عن طاعة الله أبلسه الله أى أيأسه من كل
خير ومسخه شيطاناً

قال الاعقم الزيدى:

الا
ابليس } استثناء متصل وكان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن وكان اسمه عزرايل،
وكان من ذوي الأجنحة الأربعة،

 

النتيجة:

ان
ابليس ليس من الجن وانه من الملائكة وانه عصى الله وأبى السجود وتكبر فكان من
الكافرين وعليه نصل الى النتيجة الطبيعية لذلك وهى ان الملائكة ليسوا بمعصومون وأن
جبريل ليس بمعصوم وعليه نسأل سؤالنا لكل انسان يفكر ويعمل عقله:

 

والسؤال الآن لمن يفقه!

والآن بعد إثبات أن جبريل ليس معصوم

فما
هو
الدليل أن
هذا القر
آن الذى لقنه جبريل لمحمد هو من وحى الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار