المسيحية

هل السيد المسيح هو الديان؟ وهل هو أيضاً غافر الخطايا؟



هل السيد المسيح هو الديان؟ وهل هو أيضاً غافر الخطايا؟

هل
السيد المسيح هو الديان؟ وهل هو أيضاً غافر الخطايا؟

قال
المحاور الغير مؤمن:
نحن متفقين علي ان اللَّه وحده هو الذي سيدين
العالم. وبالتالي هو وحده غافر الخطايا. وبالطبع لن يعطي الله هذه الصفات لأحد. لا
للسيد المسيح أو لأحد آخر فما قولك؟

قلت
بنعمة الرب:
يقول داود النبي (وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان)
(مز50: 6) ويقول الوحي الالهي أيضاً ان السيد المسيح هو الديان وبالتالي يكون
السيد المسيح هو الله.

قال
المحاور الغير مؤمن:
واين جاء بالوحي ان السيد المسيح هو الديان؟

قلت
بنعمة الرب:
يقول السيد المسيح له المجد لليهود (لأن الآب لايدين أحد. بل
قد أعطي كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لايكرم
الابن لايكرم الآب الذي أرسله) (يو5: 22-23).

ويقول
القديس بولس الرسول: (من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً
الذي هو أيضاً عن يمين اللَّه الذي أيضاً يشفع فينا) (رو8: 34)

وأيضاً
يقول: فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل
لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع
إيماناً إذ أقامه من الأموات) (أع17: 30-13) ويكتب لتيموثاوس (فإني أنا الآن أسكب
سكيباً ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان
وأخيراً وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل. وليس لي
فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا) (2تي 4: 6-8).. (لأنه لابد أننا جميعاً نظهر
أمام كرسي السيد المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ماصنع خيراً كان أم
شراً) (2كو5: 10)

(ومتي
جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علي كرسي مجده
ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء)
(مت25: 31-32)..(ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه من وجهه هربت الأرض
والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللَّه
وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار
بحسب أعمالهم) (رؤ20: 11-12) وإذا قارنا بين كلمات السيد المسيح (لأن الآب لايدين
أحداً بل قد أعطي كل الدينونة للابن) وبين الكلمات القائلة (ورأيت الأموات صغاراً
وكباراً واقفين أمام اللّه.. ودين الأموات بحسب أعمالهم) تأكدنا أن السيد المسيح
هو اللَّه الديان، الذي وقف أمامه ابراهيم وناداه بأنه (ديان كل الأرض) (تك18: 25)
والذي قال عن نفسه (كثيرون يقولون لي في ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمك تنبأنا
وبأسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط.
اذهبوا عني يافاعلي الإثم) (مت7: 22-23) فعلي أساس أن السيد المسيح هو ديان كل
الأرض فالسيد المسيح هو الله.

ولأن
السيد المسيح هو الله ولأنه هو الديان فهو أيضاً غافر الخطايا

 

ما هذا التجاوز الذي تقوله؟

قال
المحاور غير المؤمن:
أنا أعلم انه لايستطيع إنسان أن يغفر الخطايا
علي الأرض أو في السماء. فما هذا التجاوز الذي تقوله؟

قلت
بنعمة الرب:
لايستطيع إنسان علي الأرض أن يغفر خطايا الناس لأن اللَّه
وحده عنده المغفرة، كما تقول كلمات المزمور (لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك) (مز130:
4) وكما يقول دانيال (للرب إلهنا المراحم والمغفرة) (دا9: 9) وكما نقرأ في سفر
ميخا (من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب) (ميخا7: 18) ويعلن العهد الجديد
أن السيد المسيح له السلطان المطلق لغفران خطايا الراجعين اليه، ولهذا فأنا أومن
أنه اللَّه.

ذات
يوم كان السيد المسيح في كفر ناحوم، وسمع الناس أنه في بيت (وللوقت اجتمع كثيرون
حتي لم يعد يسع ولا ماحول الباب. وهناك (جاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة،
وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه
دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه) أن الذين زاروا فلسطين يدركون أن
عملية كشف السقف ونقبه في كثير من بيوتها ليست صعبه، فالسقوف في المباني العادية
مبنية من جذوع الشجر المغطاة بطبقة من الخشب الرقيق، عليها طبقة من القطع الخزفية،
يمكن رفعها بسهولة، وإنزال مايريدون إنزاله من بين العروق بالحبال. (فلما رأي يسوع
إيمانهم قال للمفلوج يابني مغفورة لك خطاياك) (مر2: 5) (وكان قوم من الكتبة هناك
جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا
إلاّ اللَّه وحده). ولو كان السيد المسيح مجرد إنسان لاعتبرناه وهو يغفر خطايا ذلك
المفلوج مجدفاً، إذ أن أي إنسان من البشر يدعي أن في قدرته أن يغفر الخطايا يجدف.
ولأن السيد المسيح هو اللَّه فله سلطان الغفران، وقد شعر بروحه أنهم يفكرون في
أنفسهم هكذا فقال لهم: (لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ أيما أيسر أن يقال للمفلوج
مغفورة لك خطاياك؟ أم يقال قم واحمل سريرك وامش) (مر2: 8-9)

إن
غفران الخطايا أصعب جداً من شفاء المرض، لأن الغفران اقتضي أن يموت السيد المسيح
علي الصليب (لأن أجرة الخطية هي موت) بينما شفاء هذا الرجل من مرضه المستعصي تم
بكلمة من بين شفتيه المباركتين. ” ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً
علي الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج. قم واحمل سريرك واذهب إلي بيتك. فقام
للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتي بهت الجميع ومجدوا الله قائلين مارأينا مثل
هذا قط”.

لقد
شفي السيد المسيح ذلك المفلوج ليؤكد سلطانه لغفران الخطايا ولا يقدر أحد أن يغفر
خطايا إلاّ اللَّه وحده. ومرة ثانية يمارس السيد المسيح سلطانه للغفران فقد “سأله
واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي وأتكا. وإذا امرأة في المدينة
كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من
ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه
وتدهنهما بالطيب ” (لو7: 36-38) وتضايق سمعان الفريسي- مضيف السيد المسيح- أن
تدخل بيته امرأة خاطئة فتلوثه بنجاسة حياتها، وسمعتها الرديئة، وتضايق بالأكثر أن
يسمح لها السيد المسيح أن تلمسه بيديها وأن تمسح قدميه بشعرها، وتكلم في نفسه
قائلاً (لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وماهي. إنها خاطئة). وعرف
فاحص القلوب أفكار قلب سمعان، وأراد أن يظهر له شر بره الذاتي فقال له: (ياسمعان
عندي شئ أقوله لك) فقال: (قل يامعلم) وتابع السيد المسيح حديثه قائلاً: (كان
لمداين مديونان علي الواحد خمسمائة دينار وعلي الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما
مايوفيان سامحهما جميعاً. فقل أيهما يكون أكثر حباً له؟ فأجاب سمعان وقال: أظن
الذي سامحه بالأكثر).

وهنا
قام الرب بمقارنة بين سمعان الفريسي المتكل علي بره الذاتي، وبين المرأة الخاطئة
التي عزمت أن تتوب توبة حقيقية. فقال لسمعان (بالصواب حكمت) (ثم التفت إلي المرأة
وقال لسمعان أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فمنذ
دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي. بزيت لم تدهن رأسي. وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي). ثم
قال للمرأة (مغفورة لك خطاياك).

فابتدأ
المتكئون معه يقولون في أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضاً). ولم يعتذر السيد
المسيح، ولم يتراجع، لإنه بحق هو (اللَّه الابن) الذي له سلطان الغفران. (لأن الآب
لايدين أحداً بل قد أعطي كل الدينونة للابن) (يو5: 22).

ولذا
تابع حديثه للمرأة قائلاً: إيمانك قد خلصك. أذهبي بسلام (لو7: 50) لقد أكد السيد
المسيح سلطانه المطلق لغفران الخطايا، واعلن انه هو اللَّه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار