كتب

فكر إنجيل برنابا



فكر إنجيل برنابا

فكر
إنجيل برنابا

 

إن دراسة فكر إنجيل برنابا تحتاج إلي بحث مستقل ولذلك سوف نركز هنا
على ثلاثة أفكار رئيسية:

1- موقف إنجيل برنابا من الكتاب المقدس

2- المسيح في إنجيل برنابا

3- قضية الختان

أ- موقف إنجيل برنابا من الكتاب المقدس

ناقض إنجيل برنابا الكتاب المقدس في أمور عديدة، وإذا حاولنا أن
نتتبع هذه التناقضات سوف يحتاج منا هذا العمل إلى دراسة أخرى مستقلة، ولكننا نحن
سوف نوجز بعض الأمور الهامة مثل:

1 -الوحي بين إنجيل برنابا والكتاب المقدس

2 -التحريف والنسخ

3 -وحدة الرسالة

4 – بعض التناقضات الهامة

5 – ذكر كتب ليس لها وجود

6 – الاقتباسات من العهد القديم

أولاً: الوحي إن الوحي في إنجيل برنابا هو عبارة عن تنزيل كتاب على
المسيح، وقد ُذكر ذلك في إنجيل برنابا أربع مرات تأكيداً لهذا المعنى.

برنابا 10: 1-5 ” ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني
بذلك نفسه، صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتوناً، وبينما كان يصلي في الظهيرة
وبلغ هذه الكلمات ” يا رب برحمة” وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا
يحصى من الملائكة كانوا يقولون: ليتمجد الله. قدم له الملاك جبريل كتاباً كأنه
مرآة براقة فنزل على قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما يريد الله
حتى أن كل شئ كان عرياناً ومكشوفاً له. ولقد قال لي: صدق يا برنابا إني أعرف كل
نبي وكل نبوة وكل ما أقوله إنما قد جاء في ذلك الكتاب “ومرة ثانية يؤكد هذا
المفهوم ليس لبرنابا فقط بل لتلاميذه أيضاً

“أجاب يسوع: صدقوني أنه لما اختارني الله ليرسلني إلى بيت
إسرائيل أعطاني كتاباً يشبه مرآة نقية نزلت إلى قلبي حتى أن كل ما أقوله يصدر عن
ذلك الكتاب ومتي انتهي صدور ذلك الكتاب من فمي أصعد عن العالم.

أجاب بطرس: يا معلم هل ما تتكلم الآن به مكتوب في ذلك الكتاب؟

أجاب يسوع: “إن كل ما أقوله لمعرفة الله ولخدمة الله ولمعرفة
الإنسان، ولخلاص الجنس البشري إنما هو جميعه صادر من ذلك الكتاب الذي هو إنجيلي
” برنابا 168: 2 -5″.

ومرة ثالثة يؤكد كاتب إنجيل برنابا هذا المفهوم ” حينئذ جاء
الملاك جبريل ليسوع. وأراه مرآة براقة كالشمس. رأى فيها هذه الكلمات مكتوبة لعمري
أنا الأبدي
(1) كما أن الجنة أكبر من السموات برمتها والأرض. وكما أن الأرض برمتها
أكبر من حبة رمل، هكذا أنا أكبر من الجنة ” برنابا 179: 1-4

وفكرة الوحي بالتنزيل ليست فكرة مسيحية، ولكنها فكرة إسلامية فالقرآن
كان في اللوح المحفوظ وأنزله الله إلى جبريل ثم أنزله الملاك جبريل على محمد
منجماً.

وهناك عدة نصوص قرآنية تخبر أن التوراة أُنزلت على موسى والزبور على
داود والإنجيل على عيسى والقرآن على محمد (آل عمران 3، 5،6، مائدة 47، 66. آل
عمران 93، مائدة 44، النساء163، الإسراء 17…. الخ)

وبالمقارنة بين ما حدث مع المسيح على جبل الزيتون، ومع محمد في حراء
نرى كثيراً من التشابه:

“قال ابن إسحق: حدثني وهب بن كيسان قال: قال عبيد.. خرج رسول
الله إلى ِحراء كما كان يخرج لجواره، ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه
الله فيها برسالته، ورحم العباد بها، جاءه جبريل بأمر الله تعالى، قال رسول الله:
فجاءني جبريل، وأنا نائم بنمط من ديباج فيه

كتاب، فقال: أقرا، قال: قلت: ما أقرأ، قال: فغتني به حتى ظننت أنه
الموت، ثم أرسلني فقال: أقرأ: قلت: ما أقرأ، قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت ثم
أرسلني. فقال أقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ. ما أقول لذلك إلا افتداء منه أن يعود لي
بمثل ما صنع بي فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق أقرا وربك الأكرم
الذي علَّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم. قال: فقرأتها، ثم انتهي فانصرف عني
وهببت من نومي فكأنما كتبت في قلبي كتاباً، قال: فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل
سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل: فرفعت رأسي إلى
السماء أنظر فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد أنت
رسول الله وأنا جبريل”
(2)

وفي القصتين نرى:

الوحي يبدأ انزاله على جبل (الزيتون – حراء)

الوحي يبدأ ساعة الظهيرة بعد الصلاة والتحنث

ملاك الوحي هو جبريل

كتاب ينزل على كل منهما

وحيث أن المسيحية لا تؤمن أنه هناك كتاب قد أنزل على المسيح(3).إذاً
القول بهذا يدل على أن إنجيل برنابا قد كُتب بعد ظهور الإسلام وانتشار هذه المقولة
أو أن كاتبه أو منقحه شخص مسلم.

“والوحي في المفهوم المسيحي يعرَّف عادة،أنه تأثير فائق الطبيعة
لروح الله على الكتَاب الذين كتبوا الأسفار المقدسة، وهذا التأثير ضمن أن كل ما
كتبوه كان تماماً ما قصد الله أن يكتبوا لتوصيل الحق الإلهي، ولذلك يمكن بحق
تسميته ” مُوحىَّ ” (
Theopneustos ثيوبنوستوس = تنفس به الله).

“كل الكتاب هو موحى به من الله ” 2 تي 3: 16

وليس من الضروري أن يتضمن هذا الوحي دائماً أي حالة شاذة للعقل في
الكاتب، مثل الغيبوبة أو الرؤيا أو سماع صوت، كما ولا يتضمن إلغاء شخصية الكاتب.
فإن الله في عنايته، قد أعد ناقلي الوحي من البشر لمهمتهم وجعلهم في كثير من
الحالات، ربما في معظمها أن يقوموا به عن طريق الاستعمال العادي للقوى التي منحهم
إياها.. وبما أن الحق يوصل عن طريق الكلمات، والخطأ اللفظي يسئ تمثيل المعني،
فالوحي ينبغي أن يكون لفظياً “
(4)

“عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه
لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان. بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس
” 2بط 1: 20-21

“لقد أرشد الروح القدس كتبه النص المقدس وأشرف عليهم، مستفيداً
من شخصياتهم الفريدة والمتميزة، حتى يكتبوا كل ما أراد الروح القدس أن يكتبوه بدون
زيادة أو خطأ. ويجب ملاحظة الآتي:

الوحي لا يمكن تفسيره أو تعليله، فهو عمل الروح القدس

الوحي مقصور على من كتبوا الأسفار المقدسة

الوحي بالضرورة إرشاد، أي أن الروح القدس أشرف على انتخاب المواد
التي استخدمها، والكلمات المستعملة في الكتابة

لقد حفظ الروح القدس الكنيسة من كل خطأ ومن كل حذف ومن كل إضافة.

يمتد الوحي ليشمل الكلمات والألفاظ وليس فقط الأفكار والمفاهيم

يتأكد الوحي فقط في النص الأصلي لمخطوطة السفر التي كتبها الكاتب
بنفسه فقط، وليس في الترجمات – سواء القديمة أو الحديثة – وليس في المخطوطات
العبرية أو اليونانية، وليس في أي نص آخر معروف، فكلها إما بها خطأً في بعض الأمور.
أو أن خلوها من خطأ

ليس مؤكداً. ومع أنه ليس لدينا مخطوطات أصلية بيد كتبه الأسفار فإن
عدد الكلمات التي لازالت محل جدل قليلة جداً، ولم يتأثر بذلك أي تعليم أو عقيدة
(5)

إذاً فكاتب إنجيل برنابا يؤمن أن الوحي هو بالتنزيل وأن هناك إنجيل
قد أنزل على يسوع مخالفاً بذلك الفكر المسيحي عن الوحي وأن المسيح لم ينزل عليه
إنجيل، بل ولم يكتب أي كتاب تاركاً هذه المهمة لتلاميذه ورسله بإرشاد الروح القدس
الذي وعدهم بإرساله (يو 14-16).

(1) في ترجمة أخرى “وإني وأنا الخالد الأبدي أقول….

(2) سيرة النبي. لأبي عبد الملك بن هشام تحقيق محمد محيى الدين عبد
الحميد. مجلد1. مكتبة التراث. ص 254 – 255

(3) يقول الشيخ محمد فريد وجدي ” لا يوجد نصراني في العالم يعتقد
أن الله أنزل على عيسى كتاباً اسمه الإنجيل بلغة إلهية.. ولكنهم يقولون بوجود
أناجيل عديدة كتبها جماعة من كبار أتباع المسيح لنشر تاريخ حياته، من يوم ميلاده
إلى يوم وفاته، واستيعاب جميع ما فاه به من التعاليم والوصايا “. الأدلة
العلمية على جواز ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية. ط2. مطبعة الرغائب. سنة
1936. ص 22.

(4) تفسير الكتاب المقدس. ج1. جماعة من اللاهوتيين. برئاسة د. فرنسيس
دافدس. منشورات النفير. ط2 سنة 1970. ص 41-22.

 

ثانياً: التحريف

وضع كاتب إنجيل برنابا أو منقحه أمامه أهدافاً واضحة

وهي انكار لاهوت المسيح وبنويته وصلبه، ولأنه كان مدركاً أن ما يكتبه
ليس هو الحقيقة وأنه يناقض ما جاء في الأناجيل الصحيحة. فلذلك قال بمقولة تحريف الكتب
المقدسة

وحيث أن هذا الاتهام قد أعلن بعد ظهور الإسلام (بقرة 75، 79،146. آل عمران
71،78،النساء 46، المائدة 13، 41) إذا ففي هذا دليل واضح على عدم كتابة هذا الإنجيل
في القرن الأول الميلادي، بل بعد القرن السابع؟ وسوف نذكر هذه النصوص متبوعة بعد ذلك
بتعليق مختصر.

برنابا 52: 14 قول يسوع لتلاميذه: ” وأنتم شهداء على هذا كيف أني
أنكر على هؤلاء الأشرار – الذين يدعونه إلهاً – الذين بعد انصرافي من العالم سيبطلون
حتى إنجيلي بعمل الشيطان”.

برنابا 96: 9-11 قول يسوع: “ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير
الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله
وابن الله، فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقي ثلاثون مؤمناً، حينئذ يرحم
الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله”

برنابا 124: 6-10 قول يسوع: “لما كان الله واحداً كان الحق واحداً،
فينتج من ذلك أن التعليم واحد وأن معنى التعليم واحد، فالإيمان إذاً واحد. الحق أقول
لكم إنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني ولو لم
يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إليَّ لأن الرب غير متغير. ولقد نطق رسالة واحدة
لكل البشر، فمتى جاء رسول الله يجئ ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي”.

برنابا 159: 12 “وكم قد أفسدوا بتقليدهم كتاب موسى، وكتاب داود نبي
الله وخليله”.

برنابا 189: 9-11: ” لو لم يفسد كتاب موسى مع كتاب أبينا داود بالتقاليد
البشرية للفريسيين الكذبة والفقهاء لما أعطاني الله كلمته. ولكن لماذا أتكلم عن كتاب
موسى وكتاب داود فقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يطلب اليوم شئ لأن الله أمر به، بل ينظر
إذا كان الفقهاء يقولون به والفريسيون يحفظونه كأن الله على ضلال والبشر لا يضلون”

برنابا 211: 10 قول يسوع وهو في بيت نيقوديموس لتلاميذه: “كونوا
شهودي على كل من يفسد الشهادة التي شهدتها بإنجيلي على العالم ”

برنابا 212: 2،3،5. في صلاة يسوع الختامية: “لا أقول خذهم من العالم
لأنه من الضروري أن يشهدوا على الذين يفسدون إنجيلي، ولكن أضرع إليك أن تحفظهم من الشرير..
العن إلى الأبد كل من يفسد إنجيلي الذي أعطيتني عندما يكتبون أني ابنك”

– هذه هي أقوال كاتب إنجيل برنابا عن تحريف الكتاب المقدس، ولأنه لم يستطع
أن يتخلص من عقدة الذنب هذه وخطية الاسقاط فإنه يقول في مقدمة إنجيله ” الإنجيل
الصحيح ليسوع المسمى المسيح ” وهذا ما لم يقل به أي إنجيل من الأناجيل القانونية
الصحيحة”. والتحريف هنا كما هو واضح هو إعلان إلوهية المسيح وبنوته.

– كتاب موسى قد حُرف فأرسل الله كتاب داود، وعندما حُرف أنزل الله
“الإنجيل وهنا نرى فكرة النسخ وهي ليست فكرة مسيحية بالمرة بل إسلامية “ما
ننسخ من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ” البقرة 106

وفي هذا دليل أيضاً على أنه قد كُتب بعد ظهور الإسلام

(5) محاضرات في علم اللاهوت النظامي. هنري ثيسن. ترجمة د. فريد فؤاد عبد
الملك. دار الثقافة. ط1 سنة 1987.ص 115-116

 

وحدة الرسالة لكل البشر:

وفيها تأثر الكاتب أيضاً بما جاء في القرآن

الشورى 13 ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك،
وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه “.

النساء 163 “إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده،
وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان
وأتينا داود زبوراً “

وجاء في الحديث ” أنا أولي الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والاخرة
والأنبياء إخوة من علات أمهاتهم شتي ودينهم واحد ”
(6)
(رواه البخاري ومسلم)

4 – بعض التناقضات الهامة:

عندما كان كاتب إنجيل برنابا ينسج على منوال الأناجيل الأربعة لم يخطئ
ولكنه عندما ذهب بعيداً سقط في كثير من الأخطاء والتناقضات، نذكر فيما يلي بعضاً منها:

 

1- تناقضات مع العهد القديم

– برنابا 42: 10 ولادة إسماعيل وعمر إسحق 7 سنوات والصحيح 14 سنة (تك
14: 5)

– برنابا 115: 8 عدد المدن التي هلكت ثلاث مدن ولم ينج إلا لوط والصحيح
مدينتان (سدوم وعمورة).

– برنابا 43: 20-25، 44: 1-2، 191 إسماعيل هو ابن الموعد والصحيح هو إسحق

– برنابا 191: 5-8 إسماعيل هو أب المسيا وإسحق أب رسول المسيا والصحيح
أن المسيا هو يسوع وهو من نسل إسحق.

– برنابا 40: 13 “لماذا لا تأكلان من هذا التفاح وهذه الحنطة
(7)

– مع برنابا 39: 36 وسفر التكوين لم يحدد نوع هذه الشجرة

– برنابا 11: 11 ندم الشيطان لأنه خسر الجنة وهذا لم يحدث

– برنابا 19: 11 إن أبشالوم أحب شعره فتحول إلى حبل وأداة لموته، وهذا
لم يذكر بالمرة في الكتاب المقدس.

– برنابا 80: 7 اسر دانيال وعمره سنتين مع دانيال 2: 48 نرى أن عمره
16 سنة.

– برنابا 160: 1 ينسب ما جاء في (1مل 22: 3-30) الذي كتبه ياهو بن حناني
إلى دانيال

– برنابا 27: 5-6 مسخ المصريين حيوانات

“ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناساً كثيرين في مصر حيوانات
مخوفة، لأنهم ضحكوا واستهزئوا بالآخرين
(8)

– كورش يقضي برمي دانيال للأسود (برنابا 50: 36) والصحيح أنه داريوس
(دانيال 6: 1- 17) وليس كورش

– اسم الله في برنابا 91: 8 ” فترتب على رئيس الكهنة تسكيناً للشعب
أن يركب في موكب لابساً ثيابه الكهنوتية واسم الله القدوس التنغراماتن على جبهته”.

“كان اسم الله الأعظم عند العبرانيين من أربعة حروف ” يهوه”
ويُسمي باليونانية “تتراغراماتن” فنقله واضع الإنجيل محرفاً اسم الله القدوس
التتغراماتن ” وتبعته الترجمة العربية في تحريفه. وما كان هذا الاسم ليلفظ بلفظة
اليوناني بين يهود إسرائيل في فلسطين ”
(9)

– برنابا 181: 11 “من المؤكد أن إلهنا يقول على لسان نبيه داود إن
الصديق يسقط سبع مرات في اليوم فكم مرة يسقط الفاجر إذاً ” وهنا يضع هذا القول
على لسان داود، وهو قول لسليمان (أم 24: 16) “لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم.
أما الأشرار فيعثرون بالشر”

– برنابا 185-185 ذكر قصة حجي وعوبديا وهوشع قائلاً: إنه مكتوب في دانيال
النبي” وهي قصة خيالية ليس لها وجود.

(6) لقد كتب الشيخ محمود أبو رية كتاباً قيماً حول هذا الموضوع “دين
الله واحد على ألسنة جميع الرسل ” عالم الكتب. ط2. سنة 1970

(7) جاء في دائرة المعارف الإسلامية مجلد1. طبعة دار الشعب. ص 26

“وعندئذ أكلت حواء من الشجرة وغلبت على الرواية اليهودية أن الثمرة
المحرمة كانت من العنب أو التين أو الحنطة. ونجد مثل هذه الفكرة في الرواية الإسلامية
” الطبري تفسير سورة البقرة 36 والثعلبي في عرائس المجالس”

وجاء في إخوان الصفاء ج 4. ص 192

وما هي الحنطة إذا حذرها آدم من بين النبات والخضر

وكيف لما ذاقها بدت له سواته وكان قبل مستتر

(نقلاً عن مذاهب التفسير الاسلامي. جولد تسيهر تعريب د. عبد الحليم النجار.
دار اقرأ.ط2 سنة 1983. ص 215

وجاء في تفسير الرازي. مجلد 2. ط دار الفكر. بيروت. سنة1981.ص 6.

“اختلفوا في الشجرة ما هي؟”

روى مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس ” أنها البر والسنبلة”

وروى أن أبا بكر الصديق، سأل رسول الله عن الشجرة، فقال هي الشجرة المباركة
السنبلة. وروى السدي عن ابن عباس وابن مسعود أنها الكرم.

وعن مجاهد وقتادة أنها التين وقال الربيع بن أنس: كانت شجرة من أكل منها
أحدث ولا ينبغي أن يكون في الجنة حدث”

(8) البقرة 65 ” ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم
كونوا قردة خسئين”

روى عن ابن عباس أن هؤلاء القوم كانوا في زمان داود (ع) بأيلة على ساحل
البحر بين المدينة والشام

ويقول الرازي: لما ثبت بما قررنا جواز النسخ أمكن إجراء الآية على ظاهرها.

أي مسخهم قردة تفسير الرازي مجلد. 2 ص 117-120.

(9) إنجيل برنابا شهادة زور على القرآن. الأستاذ الحداد. ص 34

 

2 – تناقضات مع العهد الجديد

ما أكثرها حيث نراها في كل اصحاح وحتى لا نطيل نذكر البعض منها:

العذراء هي التي أخبرت يوسف بحملها (برنابا 2: 3) يتناقض مع مت1: 20

يسوع هو الذي حذر المجوس من الذهاب لهيرودس (برنابا 7: 10) يتناقض مع
مت 2: 12

الأبرص الذي عاد ليشكر كان إسماعلياً (برنابا 19: 27) يتناقض مع لو
17: 11-18 الذي يذكر أنه كان سامرياً.

قصة المرأة الكنعانية (برنابا 21) بها كثير من التناقض مع ما جاء في مت
15

برنابا 46: 25 ما أكثر الذين يخشون النملة ولكنهم لا يبالون بالفيل؟ وكلمة
الفيل لم تذكر في أي موضع في العهد الجديد

رئيس الكهنة يريد أن يسجد ليسوع (برنابا 93: 16)، وهذا ما لم يحدث بالمرة
في العهد الجديد، ورئيس الكهنة لم يعترف بإلوهية المسيح حتى يسجد له، فالسجود – وخاصة
من رئيس الكهنة اليهودي – هو لله وحده

 

قرارات مجلس الشيوخ بشأن يسوع

برنابا 98: 3-4 “لذلك تحنن مجلس الشيوخ على إسرائيل وأصدر أمراً
أنه ينهي ويتوعد بالموت كل أحد يدعو يسوع الناصري نبي اليهود إلهاً أو ابن الله. فعلق
هذا الأمر في الهيكل منقوشاً على النحاس”

برنابا 210: 14-19 “فالتأم من ثم مجلس عام ضد يسوع لأن أمر الرومانيين
أخافهم. ذلك أن مجلس الشيوخ الروماني أرسل أمرين بشأن يسوع. يتوعد في أحدهم بالموت
من يدعو يسوع الناصري نبي اليهود الله ويتوعد في الآخر بالموت من يشاغب في شأن يسوع
الناصري نبي اليهود فلهذا السبب وقع الشقاق فيما بينهم. فرغب بعضهم في أن يعودوا فيكتبوا
إلى رومية يشكون يسوع “.

وهذه القرارات لم تحدث بالمرة، وليس لها أي ذكر في الكتاب المقدس أو أي
مصدر تاريخي آخر سوى إنجيل برنابا

هيرودس ملك الجليل (217: 56) وهو رئيس ربع (لو 3: 1)

الذي هرب عرياناً عند القبض على المسيح هو الرسول يوحنا (216: 11) والصحيح
أنه يوحنا مرقس (مر 14: 51 – 52)

المسيح يأمر الشمس فتقف (189: 1-3) وهذا لم يحدث والذي أمر بذلك هو يشوع
(يش 10: 12 – 14)

وضع على لسان المسيح بعض تعبيرات لا يمكن أن يكون قد قال بها مثل:

أ – خلق الكلب من التراب النجس (برنابا 39: 11-13، 57: 28)

ب – لأن كل كلمة عالمية تصير براز الشيطان على نفس المتكلم (برنابا84:
15)

ج- فقال يسوع: هل رأيتم مرة البراز ممزوجاً بالبلسم (برنابا 84: 5)

د – الحق أقول لكم أن قميص الشعر سيشرق كالشمس وكل قملة كانت على إنسان
حباً في الله تتحول لؤلؤة (برنابا 57: 14)

ه- “لأن الكسل مرحاض يتجمع فيه كل منكر نجس” (برنابا 75:
10)

و – “السكنى في المدينة تضر لأن المدينة كالأسفنجة تمتص كل إثم”
(115: 19-20)

ز- “لأن الله أعطى لكل إنسان ملاكين مسجلين أحدهما لتدوين الخير
الذي يعمله الإنسان والآخر لتدوين الشر. فإذا أحب الإنسان أن ينال رحمة فليزن كلامه
بأدق مما يزان الذهب ” (برنابا 121: 4-5).

ح – قال يسوع: الحق أقول لكم إن إحراق مدينة لأفضل من أن يترك فيها عادة
رديئة (برنابا 34: 5)

المسيح يعطف على الشيطان ويصلي إلى الله طالباً له الرحمة (برنابا
51: 4-40)

إتهام المسيح بأنه ساحر (210: 4) لقد اُتهم المسيح أنه سامري وبه شيطان
(يو 8: 48) وأنه مجدف (مت 26: 65) ولم يأت على لسان أي شخص في الأناجيل القانونية بأن
المسيح ساحر

مجيء مريم إلى يسوع في بيت نيقوديموس تطلب لأجل أخيها لعازر المريض (برنابا
192: 7-8) وهذا لم يحدث ويناقض ما جاء في (يو 11: 1-44)

برنابا 217: 9 ذكر أن الذي حاكم المسيح هو: “مجلس الفريسيين”
وهذا خطأ حيث أن المجلس الذي قام بالمحاكمة الدينية هو “السنهدريم” وهو من
طائفة الصدوقيين وبرياسة رئيس الكهنة قيافا وهو صدوقي

برنابا 146 قصة الابن الضال

ع 8-10 “فلما أخذ نصيبه انصرف وذهب إلى كورة بعيدة حيث بذر كل ماله
على الزانيات باسراف فحدث بعد ذلك جوع شديد في تلك الكورة حتى أن الرجل التعيس ذهب
ليخدم أحد الأهالي فجعله راعياً للخنازير في ملكه. وكان وهو يرعاها يخفف جوعه بأكل
ثمر البلوط مع الخنازير” وهذا يناقض ما جاء في إنجيل لوقا 15: 13-19: “وسافر
إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شئ حدث جوع شديد في تلك الكورة،
فابتدأ يحتاج، فمضىوالتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير،
وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد”

برنابا 48: 3″ كانت عادة الرومان أن يدعوا كل من فعل شيئاً جديداً
فيه نفع للشعب إلهاً ويعبدوه”. وليس هناك براهين تاريخية تؤكد هذا القول والشعب
الروماني كان شعباً متحضراً في ذلك الوقت، وبعيداً عن عبادة الأمبراطور، فهم لم يكونوا
يعبدون الإنسان
(10)

(10) لماذا لا يقبل المسيحيون إنجيل برنابا “Grant Henning

 

5 – ذكر كتب ليس لها وجود مثل:

1 – كتاب إيليا

برنابا 145: 17 “إن إيليا خليل الله كتب إجابة لتضرع تلميذه إليشع
كتيباً أودع فيه الحكمة البشرية مع شريعة الله أبينا”

ثم يورد نص هذا الكتيب (145: 22-49).وهذا ما لم يحدث

2 – كتاب موسى الحقيقي برنابا 191: 3-10 192: 1-4

جاء على لسان أحد الكتبة -نيقوديموس – ما يلي:

“فقال من ثم الكاتب: لقد رأيت كتيباً قديماً مكتوباً بيد موسى ويشوع
(الذي أوقف الشمس كما فعلت) خادمي ونبيي الله، وهو كتاب موسى الحقيقي، ففيه مكتوب إن
إسماعيل هو أب لمسيا وإسحق أب لرسول مسيا، وهكذا يقول الكتاب إن موسى قال: أيها الرب
إله إسرائيل القدير الرحيم أظهر لعبدك في سناء مجدك. فأراه الله من ثم رسوله على ذراعي
إسماعيل وإسماعيل على ذراعي إبراهيم، ووقف على مقربة من إسماعيل إسحق وكان على ذراعيه
طفل يشير بإصبعه إلى رسول الله قائلاً: هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شئ. فصرخ من
ثم موسى بفرح: يا إسماعيل إن في ذراعيك العالم كله والجنة، اذكرني أنا عبد الله لأجد
نعمة في نظر الله بسبب ابنك الذي لأجله صنع الله كل شئ (برنابا 191: 3-10).

“لا يوجد في ذلك الكتاب أن الله يأكل لحم المواشي أو الغنم، لا يوجد
في ذلك الكتاب أن الله قد حصر رحمته في إسرائيل فقط، بل أن الله يرحم كل إنسان يطلب
الله خالقه بالحق “.

“لم أتمكن من قراءة هذا الكتاب كله لأن رئيس الكهنة الذي كنت في
مكتبته نهاني قائلاً إن: إسماعيلياً قد كتبه ” (برنابا 192: 1-4)

ويرى الآب جاك جومييه أن هذه القصة تشبة قصة العثور على إنجيل برنابا
ويبدو واضحاً من هذه القصة والتوازي بينها وبين اكتشاف إنجيل برنابا أن النسخة الإيطالية
من هذا الإنجيل كانت تُقرأ بواسطة رئيس الكهنة (البابا) في روما
(11)

 

الاقتباسات من العهد القديم

1. إن كلمة العهد القديم غير موجودة في إنجيل برنابا

2. تحدث الكاتب (برنابا 96، 191-192 وغيرها) عن ” عهد إلهنا”
وهو يساوي كتاب موسى وهذا التعبير يتردد كثيراً

3. اكتشاف كتاب موسى بواسطة نيقوديموس

4. مفردات الاقتباسات توضح التأثير القوي للترجمة اللاتينية (الفولجاتا)(12)
والاقتباسات الحرفية منها

5. في الاقتباس من الترجمة اللاتينية تلاحظ ما يلي على النص المقتبس:

أ – اختصار النص إلى عناصره الأساسية

ب – توسيع النص بإضافة عناصر غريبة

ج- تكيف النص مع نصه الجديد

د – أحياناً يختلف ترتيب النص عن النص الأصلي

ه- أحيانا يُعزي النص إلى غير كاتبه (13)

وبما أن كاتب إنجيل برنابا قد اقتبس من الفولجاتا، فهذا يؤكد أنه كُتب
في فترة متأخرة

وحيث أنه توجد لدينا مخطوطة أسبانية تعود إلى القرن التاسع وحيث أن البيئة
المحتملة لكاتب إنجيل برنابا هي أسبانيا فمن المؤكد أن كاتب إنجيل برنابا قد رجع إلى
هذه المخطوطات.

هذا هو موقف كاتب إنجيل برنابا من الكتاب المقدس ولا يمكن أن يكون شخص
يهودي وأصبح بعد ذلك من تلاميذ المسيح له مثل هذا الموقف من الكتاب المقدس في مفهومه
عن الوحي، واتهامه إياه بالتحريف والوقوع في مثل هذه التناقضات الكثيرة. مما يؤكد أن
هذا الكتاب مزيف لغرض في نفس يعقوب.

11
 Islamochristiana. 4.
1978. Roma. The Gospel in Disput, by Jan Slomp. p. 74

(12) قام البابا داماسوس سنة 382 م بتكليف العالم الكتابي سفرونيوس يوسابيوس
ايرنيموس المعروف بالقديس جيروم بعمل ترجمة لاتينية كاملة للكتاب المقدس. ونعرف بعض
تفاصيل هذا من الخطاب الذي أرسله جيروم في سنة 383 م إلى البابا مع أول جزء تمت مراجعته
وكان هذا الجزء يحتوى الاناجيل الأربعة.

ويوجد ثمانية آلاف نسخة للفولجاتا، أهمها

1- نسخة الفولجاتا إماتينس Amiatinus وهي تحتوى على الكتاب المقدس كله وأُهديت للبابا
جريجوري سنة 716م

2 – نسخة الفولجاتا كافنسيس Cavensis وهي إحدى النسخ الأسبانية كتبت في القرن التاسع وتحتوي
على كل الكتاب المقدس.

3 – نسخة الفولجاتا دوتنسيس Dutinensis وهي إحدى نسخ المتحف الايرلندي وتحتوي على العهد
الجديد.(المدخل إلى العهد الجديد.د. فهيم عزيز. ص 140. ودائرة المعارف الكتابية، مجلد
2.ص 358).

(13) اسلاميات مسيحيات. ص 97-98. Islamochristiana. مرجع سابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار