المسيحية

سورة الزخرف57 – 62، 63 – 65



سورة الزخرف57 – 62، 63 – 65

سورة
الزخرف57
62، 63 65

 سورة
الزخرف من السور المكية التى تدعو إلى ذكر الرحمان (63) وتوحيده حسب تعليم
الالنبياء الأولين: ” وَسْئلْ مَن أرسلنا من قبلك من رسُلنا: أَجَعلنا من دون
الرحمن آلهة يُعبَدون؟” (45) وحسب الكتاب الاول: “أَم آتيناهم كتابا من
قبله (القرآن) فهم به متمسكون” (21).

 نجد
ههنا نصّاً يردّ به على قومه القرشيين (57) الذين اتخذوا من عبادة عيسى، وهو من
انبياء الكتاب، ذريعة لتمسكهم بعبادة آلهتهم. قال لهم: إنطم وما تعبدون من دون
الله حصب جهنم!-أجابوا: رضينا ان تكون آلهتنا مع عيسى لانه عُبِدَ من دون الله.
فقال “إن هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبنى اسرائيل” (59).

 ويضيف
إليه نصّاً متأخراً يجيب به على أحزاب به على اليهود والنصارى كما رأينا فى سورة
مري، وهذا الجدل مع الكتابيين ليس من العهد المكّي يل من زمن متأخر فى المدينة.

 النص
الاصلي (57-62)
جواب للقرشيين عن عبادة عيسى.

 57
ولمّاَ ضُرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصّون. [1]

 58
وقالوا: أَآلهتنا خيرُ أم هو؟-ما ضربوه لك اّلا جدلاً! بل هم قوم خَصِمون![2]

 59
إنْ هو الأ عبدُ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبنى اسرائيل.[3]

 60
ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكه فى الارض يخلُفون.[4]

 61
وانه لَعلم للساعة، فلا تَمترُنَّ بها واتبعونِ، هذا صراط مستقيم. [5]

 62
ولا يَصُدّنّكم الشيطان، انه لكم عدوُّ مبين.

 يقولون
له: المسيح الذى تذكره وتؤمن به عَبْدُ عُبدَ فآلهتنا الملائكة خيرُ منه واحق ان
تعبد. فأجاب: المسيح لا يُعْبد لانه عبدُ أنعمنا عليه بالنبوّة وجعلناه نبياً،
وجعلناه مثلاً لنبي اسرائيل بخلفه العجيب الفريد الذى يثبت نبوّته ويشهد الله له
بهذه المعجزة.

 ويضيف
فى وصف دور المسيح: “إنه لَعلْم للساعة” أي تُعلْم بنزوله. وهو
“عَلَمُ”لها أي علامة تدل على دنوّها. وهذه ايضاً ميزة أخرى في القرآن
للمسيح اختص بها دون سواه من الانبياء والمرسلين.

 فكلما
كان مجيئه الاول “مثلاً” لبنى اسرائيل يهديهم، يكون مجيئه الثاني قبل
يوم الدين “علما” للساعة يهدى العالم أجمع.

 وكما
دعا القرآن المسيح وحده بين الانبياء “آية” بخلقه وشخصه، جعله كذلك وحده
بين الانبياء “مثلاً”.

 

النص
الاضافي 63-65

 63
ولما جاء عيسى بالبينات قال: قد جئتكم بالحكمةو

 لابينَ
لكم بعض الذى تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون.[6]

 64
انّ الله هو ربي وربكم فاعبدوه: هذا صراط مستقيم.[7]

 65
فاختلف الاحزاب من بيمهم. فويل للذين ظلموا من

 عذاب
يوم أليم![8]

 يذكر
القرآن فى هذا النص الاضافى اليهود وحدهم اولئك الذين تحزيوا على المسيح فلم يتقوا
الله ولم يطيعوا المسيح رسولَه. وقد جاء بالبيّنات، والمعجزات الباهرة، وعلمهم
آيات الله التى فيها الحكمة، وموضعها التوحيد: فتعلمه صراط مستقيم

 فخالفه
قوم منهم تحزبوا عليه كما تحزبوا على محمد، فسمّاهم “الاحزاب”. فنستخلص
من هذا النص ان المسيح علّم التوحيد لا غير، وفى هذا التوحيد “الحكمة”
وأيّد ذلك بالمعجزات

 وهذه
الجملة على أَهل الكتاب تشير إلى ان النص مدني لا مَكّي لانه فى مكة لا جدال مع
الكتابيين بل مع المشركين لا غير.



[1] آية 57-قالت قريش:
النصارى اهل الكتاب وهم يعبدون عيسى ويزعمون انه ابن الله، والملائكة التى نعبدها
(15, 19) أولى بذلك. و”المثل” هو الوعظة او القصة العجيبة تسير مسير
الامثال. “اذا قومك” قريش. “يصُدّقون” بالكسر أي يضجونفرحاً،
او بالضم من الصدود أي يعرضون عن الحق، وقيل هما لغتان (البيضاوى).

[2] أيه 58-قالت قريش :
نحن اهدى من النصارى لانهم عبدوا آدميّاً ونحن نعبد الملائكة، تفضيلاً لآلهتهم على
عيسى. “أآلهتنا” بتثبيت الهمزة أو إمالتها. “ام هو” فى حرف
ابن مسعود “أم هذا” ظأَي محمد، وغرضهم بالموازنة بينه وبين آلهتهم
السخرية به والاستهزاء (الزمخشرى).

[3] آية 59 جواب على
اعتراضهم فى آية 58: المسيح عبد، والملائكة أيضاً عبيد يقدر الله ان يخلقهم منكم
كما خلق عيسى خلقاً عجيباً من أم بلا اب، وما عيسى “الا عبد” كسائر
العبيد “انعمنا عليه” حيث جعلناه آية بأن خلقناه من غير سبب كما خلقنا
آدم وشرفّناة عبرة عجيبة كالمثل السائر لبنى اسرائيل (الزمخشري).

[4] آية 60
“والمعنى ان حال عيسى عليه السلام وان كانت عجيبة فالله تعالى قادر على ما هو
اعجب من ذلك. وان الملائكة مثلكم من حيث انها ذواتُ ممكنة، يُحتمل خلقها توليداً
كما جاز خلقُها ابداعاً فمن اين لهم استحقاق الالوهية والانتساب إلى الله”
(البضاوى).

[5] آية 61 “وانه
لَعلم للساعة” وان عيسى عليه السلام لَعِلمُ للساعة أي شرط من اشرطها تُعلم
به فسمي الشرط علْماً لحصول العلم به. وقرأ ابن عباس “لَعَلَمُ ” وهو
العلامة. وقُرئ “للعْلم”. وقرأ أبي “وانه لذكرُ للساعة” على
تسمية ما يذكر به ذكراً كما سُمّى ماَ يُعْلم به علماً. وعن الحسن: “ان
الضمير للقرآن لان فيه الاعلام بالساعة” (الزمخشرى)- والقول الاخير بعيد
الاحتمال لانه لا ذكر للقرآن فى المقطع المذكور.

[6] آية
63-“بالبينات” بالمعجزات أو بآيات الانجيل أو بالشرائع الواضحات.
“قال قد جئتكم بالحكمة” بالانجيل أو بالشريعة. “ولأبين لكم بعض
الذى تختلفون فيه” من آمر الدين (البيضاوى والزمخشري).

[7] آية 64 “بيان لما آمرهم عيسى بالطاعة فيه وهو اعتقاد التوحيد
والتعبّد بالشرائع”. “هذا صراط مستقيم” اشارة إلى مجموعالامرين،
وهو تتمة كلام عيسى صلىّ الله عليه وسلمّ، او استئناف من الله يدل على ماهو
المقتضى للطاعة فى ذلك (البيضاوى).

[8] آية 65 “فاختلف الاحزاب من بينهم” الفرق المتحزّبة من بين
النصارى، او اليهود والنصارى من بين قوم المبعوث هو اليهم (البيضاوى).
“الاحزاب” الفرق المتحزبة بعد عيسى، وقيل اليهود والنصارى. والضمير فى
“من بينهم” يرجع إلى الذين خاطبهم عيسى فى قوله: “قد جئتُكم بالحكمة”
وهم قومه المبعوث اليهم (الزمخشرى). ونقول “من بينهم” تعود إلى اليهود
الذين كان المسيح يخاطبهم “فلا يتقون الله ولا يطيعون المسيح”: لذلك
“فالأحزاب الذين ظلموا” بكفرهم بالمسيح هم اليهود لا النصارى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار