المسيحية

حقيــقة صلــب المســيح



حقيــقة صلــب المســيح

هدف تجسد الله هو فداء الإنسان

+ سؤال: تكلمنا
قبلاً عن
حقيقة
الله واحد فى ثالوث وليس ثلاثة آلهة،
ثم تطرقنا بعد ذلك إلى حقيقة تجلى
وتجسد الله فى الإنسان يسوع المسيح واليوم نناقش حقيقة
صلب المسيح.

فهل صُلِبَ
المسيح أم ش
ُبِهَ
لهم؟
وعلى هذا الأساس هناك أسئلة أخرى مثل: كيف
يؤمن المسيحيين بإله مصلوب
؟ ومن كان
يحكم الكون عندما مات المسيح وقبر فى القبر؟
وأسئلة أخرى بنعمة
الله ستجاوبنا عليها.

+ الإجابة: الواقع أن فكرة
التجسد هدفها فداء الإنسان وهذا سينقلنا للحديث عن الحكاية من البداية، فما
الحكاية وما بدايتها والبداية تبدأ منذ خلقه الإنسان والحكاية هى سقوط الإنسان وتدبير خطة فداء له وسنبدأ حديثنا
من البداية:

والكتاب المقدس يقدم لنا حقائق مهمة جداً عن
البداية وخلقة الإنسان وفى سفر الأمثال { أمثال سليمان الحكيم } الإصحاح 8 وعدد 31
يقول

لذتى مع بنى آدم ” أى لذة ربنا
مع بنى آدم بمعنى فرحته وسروره وبهجته مع الإنسان وبسبب ذلك منذ الأجل فى تصوره
وهو القادر على كل شئ أن يخلق الإنسان فى أحسن صورة وأحسن مثال. والكتاب المقدس فى سفر التكوين يكلمنا الله عن الإنسان أنه
خلقه على أروع صورة وأبرع مثال وعلى رأى القرآن يقول أن الله خلق الإنسان فى أحسن
تقويم.
سورة التين 4

 

فيقول الله أنه خلق الإنسان على صورته على صورة
الله خلقه وليس صورة جسدية من عينين وخلافه ولكن صورة البهاء والعظمة والعقل
والخلود فالإنسان مخلوق عاقل مثل الله وهو خالق مثل الله فإذن الله خلق الإنسان
على أسمى صورة وهذا من الحب الذى عبر عنه الله فى لذاتى مع بنى آدم.

 

فهل ممكن الله كان يخلق الإنسان مثل الأسد فى
قوته ولكن فى النهاية حيوان وكان يستطيع أن يخلق المرأة مثل الغزال وفى النهاية
أيضاً حيوان.

 

فنلاحظ محبة ربنا منذ الأزل وتعبير الكتاب
المقدس عن إجابة من هو الله؟ قال الله
محبة لأنه قلبه فائض من الحب نحو خلقة يديه وبالأخص نحو الإنسان المخلوق على صورته
ومثاله.

 

فخلق الإنسان ووضعه فى جنة عدن ووفر له كل وسائل
الراحة والمعيشة فى جنة كاملة فى فرح وسرور وليبتهج به الله. الإنسان عايش فى
سعادة مع أبوه كطفل يعيش فى سعادة فى منزل أبيه، فلك أن تتخيل السعادة التى يعيش
الطفل فى منزل أبيه فى أيام طفولته فى تدليل بدون هموم ومتاعب وهذه هى البداية
لخلقه البشرية، حتى جاءت نقطة الخطر وهى الشيطان حسد
الإنسان
لأنه وجده فى حال
ة أحسن منه وأكثر حالاً
فى راحته وسعادته لأن الشيطان كان رئيس ملائكة وسقط لأجل كبرياءه،
فأبتدأ يدبر
له المكيدة.

** سندخل إلى النقطة
الثانية:

فلقد أوصى الرب الإله آدم من جميع شجر الجنة
تأكل أكلاً ما عدا شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً
تموت وهذا هو محك بداية المشكلة.
أوصى الرب
الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا
تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت ” (تكوبن 2: 16، 17)

ونفس هذا الكلام موجود فى القرآن فى سورة طه.

وفى سورة البقرة من آية 35 فقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما فلا تقربا
هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.
نفس الفكرة.

ومن هنا بدأت المشكلة وهى مشكلة السقوط وهنا
نلقى فكرة تسلسل الموضوع لنفهم سوياً تكلمنا عن خلقة الإنسان على أحسن صورة ومثال،
وتكلمنا عن
سعادة الإنسان وسروره وهو فى الجنة وأبتدأ الشيطان يغويه بالأكل من شجرة معرفة
الخير والشر.

وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا ربنا أوجد الشجرة من أساسها؟ وسؤال آخر لماذا خلق الله الشيطان؟

وسؤال القارئ لماذا خلق الشجرة والشيطان أساس
الغواية والشر أليس كذلك؟

 

فى البداية نجاوب على خلق الشيطان: فى
الحقيقة الله لم يخلق الشيطان. الشيطان من أين جاء أخلق نفسه؟ بالطبع لا.

الله خلق ملائكة والشيطان كان رئيس ملائكة. فى
سفر إشعياء النبى إصحاح 14 وأيضاً فى سفر حزقيال النبى إصحاح 28.

فى إشعياء 14 يقول
كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم وأنت
قلت فى قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسيى فوق كوكب الله وأجلس على جبل الاجتماع
فى أقاصى الشمال، أصعد فوق مرتفعات السحاب
أصير
م
ثل العلى لكنك
انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب.
. فهذه خلقة الملاك فى
صورة بهية ولكن دخله الكبرياء. والكتاب المقدس يقول قبل الكسر الكبرياء وقبل
السقوط تشامخ الروح.

ونفس الكلام فى حزقيال إصحاح 28 الله يكلم
ثتنائيل الملاك.

 

+ سؤال: من
أين جاءت
تسمية شيطان؟؟.

+ الإجابة: كلمة
ثتنائيل مكونة من مقطعين ثتن، إيل وكلمة ثيتن كانت كلمة جميلة لما كانت مرتبطة
بالله لأن إيل معنى الله مثال ميخائيل يعنى ملاك ميخا يخص الله وغبرائيل ملاك الله
وبيت إيل بمعنى بيت الله.

فلما أنفصل ثيتن عن الله أصبح شيتن أى شيطان
بعدما كان من ملائكة الله.

ويقول عنه فى سفر حزقيال النبى 28 أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال، كنت فى عدن جنة الله،
كل حجر كريم ستارتك عقيق أحمر وياقوت أصفر وعقيق أبيض وزمجرد وجزع ويشب وياقوت
أزرق وبهرمان وزمرد وذهب أنشأوا فيك صنعة الفصوص وترصيعها يوم خلقت، أنت الكروب
المنبسط المظلل قد أرتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك سأطرحك إلى الأرض.

وحتى الآن الإنسان يصيبه الغرور لصحته أو امرأة
جميلة يصيبها الغرور لأجل جمالها.

يقول أيضاً قد نجست مقادسك بكثرة آثامك وتكون
أهوالاً ولا توجد إلى الأبد. بمعنى أنك لا توجد فى محضر الله إلى الأبد.

ولما سقط الشيطان وترك مجده السابق رأى آدم فى
نفس المجد فكيف يتركه وعزم على إيقاعه وذهب إليه.

ويركز فى الإصحاح الثالث أن الشيطان ذهب إلى
حواء لأن حواء تحب الاستطلاع وتحب المعرفة فذهب إليها بسؤال ماكر أصحيح أن الله
قال لكم لا تأكلوا من جميع شجر الجنة؟ فردت عليه من قال هذا؟ الله قال من جميع شجر
الجنة نأكل ما عدا شجرة واحدة لا نأكل منها وهى شجرة الخير والشر فسأل الشيطان
لماذا هذه الشجرة بالذات؟ قالت حواء الله قال هكذا يوم تأكلا منها موتاً تموتا..
فابتدأ الشيطان يكذب الله وقال لها لن تموتا! فاستغربت حواء لماذا قال الله هكذا؟
فرد الشيطان بالطبع ربنا لا يريدكما أن تأكلا من هذه الشجرة لأن الله ماكر جداً وأنا
أعرفه جيداً لأنه لا يريد أن تصبحا مثله عندما تأكلون. فنصيحتى لكما أن تأكلا من
الشجرة وتستقلا عن الله.وفى الحقيقة هى تنفصل عن الله فأكلت حواء وأعطت زوجها
وشارك آدم حواء المسؤولية.

 

وبقى سؤال لماذا
الله خلق الشجرة؟

وهذا مهم جداً والذى لا يفهم إجابة هذه النقطة
يصعب عليه فهم باقى الحقائق لأنها نقطة جوهرية:

ربنا خلق الحيوانات والنباتات والجماد فهل هناك
عقل لهذه المخلوقات؟ فالإنسان الوحيد بين هذه المخلوقات الذى يتميز بالعقل وهناك
مثل يقول اللى عنده عقل يميز فإعطاء العقل للإنسان يقتضى أن يكون له حرية إرادة وهنا
احتياج العقل لحرية الإرادة ضرورة حتمية لأن الإرادة يحكمها العقل.. وكما أن الله
خلق حرية الإرادة فى الإنسان فلابد أن يكون هناك حرية اختيار. مثال أذهب يميناً أم
شمالاً، إذ أُريد هذا الشئ أم شئ آخر.

فالذى عنده إرادة حرة لابد وأن
يكون له عقل ح
ُر يختار وإلا
سيعبد ربنا مرغم وليس عنده حرية اختيار أى بالريموت كنترول. فالله خلق له محك
اختيار أن يختار بين أن يحيا مع الله فى سعادة أو يأكل من الشجرة وينفصل.

 

** قصة: أذكر
قصة فى بداية خدمتى كنت فى زيارة إحدى الأسر فكانت أسرة ممتازة ورب الأسرة رجل
موظف كبير وبيت سعيد ولكنهم عندهم نقطة حزن وهى ولد شاب يبدوا عليه الاحترام فقال
لى هذه هى نقطة الحزن هو هذا الشاب. وهو لا يتحرك من مكانه إلا لو حركناه ولا يأكل
إلا لو أكلناه وهكذا التواليت والنوم والقيام والجلوس فسألت لماذا هكذا فردوا عليه
أنه لا يوجد عقل ولكن لا يمثل خطورة ولا يؤذى أحداً ولكن يجلس مثل الكرسى وكانوا
فى منتهى الحزن وكان الرجل مفتش
فى مصلحة الرى وهذا
الكلام منذ 45 عاماً وكان حزين على أبنه
ومتألم
من ربنا جداً متفكراً فى قلبه لماذا يجربه الله هذه التجربة. وفى يوم حلم هذا
الرجل أنه ذهب إلى قرية فأرد أهل القرية أن يقتلوه لأنهم غاضبين بسبب قطع المياه
عنهم وجهزوا على قتله ولكنهم نظروا فرأوا العمدة آتى محذراً إياهم بتركه بسبب أبنه
الذى يعوله هذا وعندما أستيقظ من نومه قبل أبنه شاكراً ربه لإنقاذ حياته بسبب أبنه.

وما رأيك لو ربنا خلق آدم وحواء بدون عقل هل
الله يقول لذاتى مع بنى آدم وعلى ذلك الله خلق الإنسان بعقل يفكر بيه علشان لو
أراد المعيشة مع الله تصبح بإرادته وهذه هى الميزة ووضع له شجرة معرفة الخير والشر
محك اختبار.

 

** قصة أخرى:

مرة واحد ملحد تقابل مع قسيس وقال له
أن شجرة معرفة الخير والشر هى سبب البلاء ولو كنتم أنتم تؤمنون بذلك فلماذا الله
خلقها؟ فرد عليه القسيس لتكن محك اختبار. فرد عليه الملحد بنوع من اللامبلاة
مبرراً ذلك أنها لم تكن ذات أهمية. فبادره القسيس بعزومته على الغذاء فوافق الملحد
وفى منزل القسيس جهز سفرة كبيرة جداً عليها كل أنواع الأكل ومشتهياتها وكل الأطباق
مفتوحة ما عدا طبق على هيئة صينية مغطاة ونظر الملحد إلى كل أنواع الأكل وإذ عينيه
على هذه الصينية المغطاة متسائلاً. وإذ به يكشف الصينية وإذ بفار يقفز فى وجهه فهب
الرجل صارخاً فتسائل القسيس ماذا فعلت؟

 

ورد عليه أيضاً بقوله هذه هى شجرة الخير والشر.
هذه شجرة معرفة الخير والشر.والإنسان بإرادته أكل منها لأنه ذو عقل والعقل أساس فى
الإنسان ولهذا خلق الله للإنسان محك اختبار.

 

وكما أن قصة سقوط الإنسان فى الإصحاح الثالث.
قالت الحية للمرأة أ حقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة، فقالت المرأة للحية
من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه
ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان
منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة
فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً فأكل فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان
فأخذا أوراق تين وصنع لأنفسهما مآزر ونفس القصد فى القرآن فى سورة ط
ه آية 117،
123 فوسوس إليه الشيطان وقال يا آدم هل أدلك على شجرة
الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها وبدت لهما ” سوآتهما ” أى عوراتهما. فعصى
آدم ربه فغوى.

وهذه هى بداية الحكاية خلق الله الإنسان بالحب ثم مارس الإنسان حرية إرادته بعقله
وأكل من الشجرة وخالف العصية فسقط من المركز الرائع السابق وجوده وهذا السقوط
يستلزم الفداء لأن أجرة الخطية موت والله فى محبته لابد وأن يغفر ولهذا لابد وأن
تكون هناك خطة للفداء
وسنتكلم عليها لاحقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار