عهد قديم

الإصحاح الثالث والثلاثون



الإصحاح الثالث والثلاثون]]>الإصحاح الثالث والثلاثون

 

آية1:- و هذه هي البركة التي بارك بهاموسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته

موسى هنا يبارك شعبه قبل أن يتركهم ويموتكما بارك إسحق يعقوب وبارك يعقوب أولاده. ونجد هنا موسى لا ينطق سوى بالبركةللأسباط فموسى طالما نطق بالبركات لمن يطيع وباللعنات لمن يعصى أوامر الناموسولكنه هنا يصلى لأجل أن تحل البركة على كل شعبه، هو يتمنى ويرجو أن تحل البركة،بالرغم من أنهم طالما أساءوا إليه بل بسبب تذمرهم حرموه من دخول أرض الميعاد. لكنهالآن يسامح الجميع ويصلى من أجل الجميع. فهذه البركة هى صلوات ودعاء بالبركةلشعبه. هى حب متدفق لشعبه كأولاد له

 

بين يعقوب وموسى

يعقوب حينما بارك أولاده وجدنا فى بركتهأحكام ضد من إرتكب شراً منهم مثل رأوبين وشمعون ولاوى ولكن موسى لم ينطق سوىبالبركة. وكثيرين رأوا تعارض بينهما!! والحقيقة أنه لا تعارض فموسى هنا يعلن إرادةالله أن يبارك الجميع والله يريد أن الجميع يخصلون… هذه هى إرادة الله من نحوأولاده. وموسى هنا يمثل المسيح الذى بارك الكنيسة وتلاميذه قبل صعوده (لو5:24)فالمسيح يبارك الآن فلا مجال للدينونة الآن. أما يعقوب فهو يسرد الحقائق كما هى،ما هى حقيقة كل إنسان وهذه تشبه كم مرة أردت…. ولم تريدوا (مت37:23). فكم مرةأردت هذه هى بركة موسى…. ولم تريدوا هذا هو الواقع الذى نطق به يعقوب.

 

موسى كنبى

ولكن موسى الآن وهو فى آخر ساعات عمرهوهو أعظم نبى لن تكون صلاته صلاة عادية ولا بركته بركة عادية بل هو بروح النبوةقال كلماته التى شرحت عمل المسيح المبارك وصلبه وكنيسته وإنتشارها وعمل الروحالقدس وقبول الجميع والكرازة لكل الأمم

لا بركة لشمعون

لم يذكر موسى شمعون بين الأسباط فيعقوبسبق وعبر عن إستيائه من شمعون ولاوى بسبب حادثة شكيم. ولكن لاوى تاب وظهرت غيرتهعلى الله عدة مرات (خر26:32 – 29 + عد 11:25). أما شمعون فإزدادت خطيته وفجوره(عد6:25-9). ولنلاحظ أن شمعون ولاوى ثارا لكرامة أختهما وحين أهين الله بالخطيةثار له لاوى وحدهُ ولم يتحرك شمعون لأنه كان غارقاً فى خطاياه. على أنه وُجد فىبعض النسخ السبعينية ” ليحيا رأوبين ولا يمت وليكثر عدد شمعون” (6:33).ولكن هذه الإضافة غير واردة فى العبرانية لذلك فمن المرجح أنها أضيفت فى هذهالنسخ. وهناك من قال إن بركة شمعون كانت ضمنية فى بركة يهوذا فشمعون عاش وسط أخيهيهوذا فكانت بركتهما مشتركة

موسى رجل الله = هذه تظهر أن الإصحاح كتببعد موت موسى

 

آية2:- فقال جاء الرب منسيناء و اشرق لهم من سعير و تلالا من جبال فاران و اتى من ربوات القدس و عن يمينه نارشريعة لهم.

جاء الرب من سيناء = يقصد بمجيئه تجلى مجدهوظهوره الإلهى فى سيناء عند إعطاء الشريعة المقدسة لشعبه. وأشرق لهم من سعيروتلألأ من جبل فاران = إن مجد الرب الذى تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروقوأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل إنعكست أضواؤه البهية علىالجبال القريبة والبعيدة جبل سعير على الجانب الشرقى للعربة شمال شرق سيناء ومنرؤوس جبال سعير جبل هور. وقد إحتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية(تك3:32). وجبل فاران هذا يقع فى جنوب فلسطين وكان يسكنها الإسماعيلين. وتلألؤ مجدالرب على سيناء فى إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الربفيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع الشعوب التى ستقبل كلمة الرب يوماًما ولاحظ التسلسل

سيناء … حيث إسرائيل (أى نسل يعقوب )

سعير …. حيث أدوم (أخو يعقوب)

ثم فاران … حيث إسمعيل (عم يعقوب)

ومن القصص المسلية فى التفاسير اليهوديةلهذه الآية أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصيةلا تقتل فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرقفذهب بها إلى اليهود فى جبل سيناء فقبلوها. ولكن المعنى هو إنتشار كلمة اللهتدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأوا بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثمالسامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هى نار ونور يتلألأويمتد نوره والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال ثم يسقطعلى قمة أخرى فقمة ثالثة والقمم هى الكنائس التى تقبل المسيح. وأتى من ربواتالقدس = وفى الترجمات الأخرى وأتى من بين ربوات القديسين أو مع ربوات القديسينوالسبعينية تترجم القدس الملائكة (أع53:7 + عب3،2:2) والملائكة دعوا قديسين أوقدوسين (دا13:8 + مت 31:25) والملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات. وقد تشتمل هذهالربوات على القديسين حيث كان لعازر فى حضن إبراهيم. فالمسيح أتى من السماء حيثالملائكة لنشر شريعته وكرازته للعالم، ليسلك شعبه بحسب هذه الشريعة ويصير لهم حياةسماوية كالملائكة. وبهذا أتى المسيح ليصير كما فى السماء كذلك على الأرض”

وعن يمينه نار شريعة لهم = وفى ترجمات أخرى ومن يمينهخرجت نار الشريعة لهم. أى أن الله أعطاهم شريعته المضيئة المشرقة. وقوله عن يمينه يشيرللقوة والشخص المتميز يكون موضعه على اليمين. والرب أعطى شعبه شريعته بيمينه لأنهيحبهم وقد جعلهم على يمينه. وكما يعطى الإنسان عطاياه بيمينه هكذا يقدم الله أعظمعطية لشعبه أى شريعته، يقدمها بيمينه. وهى نار وهذه تشير لقوة الشريعة وفاعليتهافى تغيير القلوب وفى التطهير والتنقية وإذابة القلوب المتحجرة لمن يقبلها وهى لهاقوتها فى أن تحرق من لا يقبلها.

 

آية3:- فاحب الشعب جميعقديسيه في يدك و هم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك.

فأحب الشعب = الله أحب الشعب ودليل هذا أعمالهالعجيبة وشريعته المنيرة ، ورعايته الإلهية.

جميع قديسيه فى يدك = إن شعب الله هم قديسوه وهمفى يده محروسون بقوته (يو28،27:10)

هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عندقدميه يتعلم وهو يحملهم فى يديه إذاً هم فى يديه محفوظين (ولاحظ أن يد الله تشيرللمسيح) وعند قدميه فهو يعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفةالكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم اللهالشريعة (خر20،19)

 

آية4:- بناموس اوصانا موسىميراثا لجماعة يعقوب.

ميراثاً = فهو غالٍ وثمين ويتوارثه الخلف عنالسلف وهو خير من ألوف ذهب وفضة (مز 72:119) والآب لا يورث إبنه إلا أغلى ما عنده

 

آية5:- 5- و كان في يشورونملكا حين اجتمع رؤساء الشعب اسباط اسرائيل معا.

غالباً المقصود بأنه كان ملكاً هو موسى.فهو يقول فى آية “4” بناموس أوصانا موسى”

وكان فى يشورون ملكاً. فالله أعطاه أن يكون ملكاًورئيساً ومشرعاً لشعبه وهو الذى أعطاهم الشريعة.

 

آية6:- ليحيي راوبين و لايمت و لا يكن رجاله قليلين.

رأوبين أخطا ضد أبيه وبسبب خطيته حُرم منالبكورية. وظهر من سبطه داثان وأبيرام وجماعتهما وأهلكها الرب وقد أخذ رأوبيننصيبه شرق الأردن فإنعزل عن باقى الأسباط وموسى هنا يصلى لأجله لكى يحيا ولا يموتوينقرض بل يزيد عدده فموسى هنا رأى الماضى وأن كثيرين هلكوا من السبط ورأىالمستقبل أن رأوبين هو الذى سيتعرض للهجمات قبل إخوته لذلك يصلى لله أن يحميه

التفسير الرمزى النبوى:- رأوبين سقط وكان يجب أنيموت لكن هنا رجاء أن لا يموت وهذا هو موقف آدم ونسله. فالله أعطى للإنسان رجاء أنلا يموت (حز6:16) بدمك عيشى ولقد فقد آدم البكورية (كما فقدها رأوبين) حتى يكونالمسيح هو البكر كما كان يوسف رمز المسيح

 

آية7:- و هذه عن يهوذا قالاسمع يا رب صوت يهوذا و ات به الى قومه بيديه يقاتل لنفسه فكن عونا على اضداده.

نجد هنا موسى قدم يهوذا على لاوى وغالباًفهذا تواضع منه لأنه من سبط لاوى وربما بروح النبوة لأن من سبط يهوذا سيخرج الملوكوسيخرج المسيح الملك الذى ملكه  سيستمر للأبد. إسمع يا رب صوت يهوذا = فسبطيهوذا سبط خرج منه رجال صلاة كداود وسليمان وآسا ويهوشافاط وحزقيا بل حتى منسىمحفوظة له صلاة فى الكنيسة. وموسى رأى كل هذا. وات به إلى قومه = أى إعطهالنجا فى خروجه ودخوله فى السلم والحرب.

 بيديه يقاتل = طالما إنتصر ملوكيهوذا فى حروبهم بقوة الرب.

التفسير الرمزى :- إسمع يا رب صوت يهوذا= أى إستجب يا رب لشهوة قلب المسيح فى أن يتجسد (أش 5،4:27) وإستجب لشفاعته عنا. وأتبه إلى قومه = أى ليتجسد فى وسط إخوته الذين سيأخذ جسداً منهم. بيديه يقاتل= صراعه ضد الموت وضد إبليس بصليبه. (أش16:59 + أش3:63 + رؤ5:5) فهو الأسد الخارجمن سبط يهوذا. ويهوذا أتى بعد رأوبين فلقد صارت للكنيسة جسد المسيح البكوريةالروحية ويهوذا عوضاً عن رأوبين أى الكنيسةعوضاً عن اليهود.

 

آية8:- و للاوي قال تميمكو اوريمك لرجلك الصديق الذي جربته في مسة و خاصمته عند ماء مريبة.

سبط لاوى هو سبط الخدمة الروحية المجيدة.تميمك وأوريمك لرجلك الصديق رجلك الصديق هنا هو هرون ومن يخلفه من رؤساءالكهنة الذين أعطاهم الرب الأوريم والتميم الذين يكشف بهما الرب إعلاناته.والأوريم يعنى الأنوار والتميم يعنى الكمالات فكأن المعنى هب يا رب نورك وكمالكوحكمتك لرئيس أحبارنا. ولنلاحظ أن رئيس كهنتنا هو الرب يسوع الذى يرسل لنا روحهفيعطينا الإستنارة ويعيننا على طريق الكمال. على ألا نجربه ونخاصمه كما فعل أولئك= الذى جربته فى مسة = ومن (1 كو 8:10-12) نجد أن من جربوه هو المسيح.وكانت التجربة فى مسة هو تذمر الشعب قائلين ” أفى وسطنا الرب أم لا”

التفسير الرمزى = نجد هنا عمل المسيحالكهنوتى كرئيس كهنة. ومخاصمة الشعب بل الكهنة له فرئيس كهنة اليهود الذى أعطاهالله الأوريم والتميم هو الذى تآمر لصلب المسيح.

 

آية9:- الذي قال عن ابيهو امه لم ارهما و باخوته لم يعترف و اولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك و صانوا عهدك.

هذه الآية تحدثنا عن الخدمة الكهنوتيةوكيف تجعل الخادم يهتم بالشعب أكثر من أهله تشبهاً بالمسيح الذى أخلى ذاته لأجلناولكن المعنى البسيط هنا أن سبط لاوى فى حوريب قتلوا كثيراً من المعاندين فى حادثةالعجل الذهبى وكذلك فى حادثة بعل فغور (راجع خر32 ، عد 25) فهم لم يبالوا بإخوتهموأقاربهم الذين أخطأوا لكنهم إهتموا بمجد الله أكثر = بل حفظوا كلامك وصانواعهدك

التفسير الرمزى :- هكذا قال المسيح “ينبغى أن أكون فيما لأبى + طعامى أن أصنع مشيئة الذى أرسلنى  ” من أحب أباًأو أماً…. لا يستحقنى”

 

آية10:- يعلمون يعقوب احكامكو اسرائيل ناموسك يضعون بخورا في انفك و محرقات على مذبحك.

الرب أعطاهم نعمة الكهنوت والخدمةالروحية والتعليم ورفع البخور وتقديم المحرقات

التفسير الرمزى :- المسيح هو رائحة البخورالزكية وهو ذبيحة المحرقة الحقيقية المقبولة عند الآب = فى أنفك وهو الذىجاء كمعلم صالح وأرسل تلاميذه ليعلموا العالم كله.

 

آية11:- بارك يا رب قوتهو ارتض بعمل يديه احطم متون مقاوميه و مبغضيه حتى لا يقوموا.

هذه تشبه صلاة كنيستنا للبطريرك “إخضع أعداؤه تحت قدميه، وثبته على كرسيه”

متون = جمع متن أى ظهر وهو علامة القوة فىالإنسان

 

آية12:- و لبنيامين قال حبيبالرب يسكن لديه امنا يستره طول النهار و بين منكبيه يسكن.

حبيب الرب هو بنيامين يسكن لدى الله آمناًأى يعيش فى حماه وفى طاعته فى سلام. ولقد حظى سبط بنيامين بإمتياز عظيم حيث أنهيكل الرب بنى على جبل المريا الذى يقع شرق أورشليم. وكان هذا الجبل وأورشليم ضمنأراضى بنيامين (يش28:18) فالرب بمحبته قد سر وتنازل أن يكون بيته فى أراضى بنيامينوالحقيقة أن بنيامين هو الذى كان يسكن فى ضيافة الرب وفى حمى هيكله المقدس آمنا.ًولقد إستمر سبط بنيامين متحداً مع سبط يهوذا بعد إنفصال العشرة أسباط مكونينالمملكة الشمالية.

التفسير الرمزى :- بنيامين تعنى إبن اليمينفالمسيح بعد أن قدم نفسه ذبيحة جلس عن يمين الآب. لذلك وُضع بنيامين هنا فىالترتيب بعد لاوى سبط الكهنوت وقبل يوسف أخيه الأكبر.

 

آية13:- و ليوسف قال مباركةمن الرب ارضه بنفائس السماء بالندى و باللجة الرابضة تحت.

اللجة = مياه الأنهار والعيون والينابيع فموسىيطلب لسبط يوسف البركات الكثيرة المتمثلة فى الماء من السماء ومن الأرض

التفسير الرمزى:-

الأرض هى الكنيسة والندى هو الروح القدسواللجة هى الروح القدس الذى إنسكب بغزارة على الكنيسة بعد فداء المسيح ويقودهاويرشدها للآن

 

آية14:- و نفائس مغلات الشمسو نفائس منبتات الاقمار.

المغلات من غلة والمنبتات من أنبت. والمقصود بالآية ليبارك الله فى محاصيل أرض يوسف . مغلات الشمس ومنبتات القمر= فالنبات يحتاج لضياء الشمس صباحاً ولبرودة الليل ( والقمر كناية عن الليل) حتىينعم ببعض الرطوبة

التفسير الرمزى :- الشمس تشير للمسيح شمسالبر والقمر يشير للكنيسة التى تستمد نورها من مسيحها. ولذلك قال مغلات الشمس precious fruits of the sun   

 وقال منبتات الأقمار… with the precious produce of  فالثمار يحددها المسيح والإنبات يحتاج لخدام. فالخادم يزرع ويسقى ولكن الله هوالذى ينمى

آية15:- و من مفاخر الجبالالقديمة و من نفائس الاكام الابدية.

ليعطه الله أيضاًَ أفخر ما تنتجه الأرضالجبلية ولقد تحققت نبوة موسى لأن منسى بن يوسف أخذ نصيبه شرقى الأردن فى أخصبالبقاع وكذلك أفرايم فى غربى الأردن

الجبال القديمة = أى المشهورة منذ القدمبأشجارها وخيراتها والأكام الأبدية = الدائمة المحاصيل

التفسير الرمزى:- الجبال القديمة تشير للعهدالقديم والأكام الأبدية تشير للعهد الجديد. كلمة الله التى تزرع فى المؤمنينفتعطيهم حياة

 

آية16:- و من نفائس الارضو ملئها و رضى الساكن في العليقة فلتات على راس يوسف و على قمة نذير اخوته.

موسى لا ينسى المنظر الرهيب الذى رآه فىالعليقة. الله يظهر لهُ كنار والشجرة لا تحترق.  وهو يطلب من الله الذى رآه وباركهأن يبارك على يوسف قمة نذير إخوته النذير هو الشخص المفرز والمقدس أىالمكرس لأجل عمل خاص ويوسف كان مميز عن إخوته لأنه رمز للمسيح (بكر بين إخوةكثيرين) والقمة هى الرأس أو الهامة

التفسير الرمزى:- الساكن فى العليقة هوالمسيح المتجسد وكل نفائس الأرض وملئها سرها هو المسيح المتجسد فالتجسد كانبداءة كل هذه البركات. والبركات إنسكبت على الرأس أى المسيح رأس الكنيسة ثم منخلاله إنسكبت على الكنيسة كلها. ” عظيم هو سر التقوى الله ظهر فىالجسد”.

 

آية17:- بكر ثوره زينة لهو قرناه قرنا رئم بهما ينطح الشعوب معا الى اقاصي الارض هما ربوات افرايم و الوف منسى.

بكر ثوره زينة له= الثور أحسن الحيوانات عنداليهود فهو يقدم للذبائح ولفوائده فى الزراعة . والآية تفيد أن ثروة يوسف منالمواشى ولاسيما من الثيران عظيمة جداً حتى انها زينة ومجد له وهذا قد تحقق فعلاً.على أن الآية تترجم أيضاً مجده كبكر ثوره = وهذا يشير لمكانة هذاالسبط. فبكر الثور يكون عزيزاً لدى صاحبه فهو بدء النتاج وبشير الخير والثروةوالبكر هو مكرس للرب لا يستخدم فى عمل ما ويوسف إعتبر نذيراً بين إخوتهوالنذير هو مكرس لله، يكرس حياته لحساب ملكوت الله. وهكذا كان يوسف الذى إنفصل عنإخوته وذهب إلى مصر ليؤسس شعباً لله فى مصر. وكان شعباً قوياً وهذا المكرس للهتنهمر عليه البركات فكان سبط إفرايم سبط قوى لكن خيراته إستفاد بها إخوته لنموهم.والثور يشير للقوة. ولاحظ أن البكورية صارت ليوسف (له نصيب البكر) عوضاً عنرأوبين. وقرناه قرنا رئم = يقصد بقرنيه هنا إفرايم ومنسى اللذان تفرعا منيوسف (نصيب البكر يكون الضعف) والرئم حيوان منقرض هائل القوة وهو لقوته لا يستأنسولا يحنى عنقه للنير فلا يمكن للإنسان أن يستخدمه فى الشغل (أى 9:39-12). وهذايشير لقوة سبط يوسف وتمتعه بالحرية زماناً طويلاً. والقرون رمز للقوة والمجدوالسيادة ( مز 10،5:75 + 24،17:89 + 9:112 + لو69:1). ربوات إفرايم وألوف منسى= هذا يتفق مع نبوة يعقوب بأن أفرايم يفوق منسى البكر. ولقد كان إفرايم هو صاحبالعلم وإسمه أطلق على المحلة بل على مملكة إسرائيل كلها

التفسير الرمزى :- يوسف يشير للكنيسة التىصارت كنيسة أبكار بإتحادها بمسيحها البكر (عب23،22:12) وهذه الكنيسة كنيسة قوية(نش4:4 + 4:6 + 2كو4:10) وهى مكرسة لله ولا تحنى رأسها لنير عبودية … “إنحرركم الإبن…”

وإفرايم الصغير يفوق منسى الكبير إشارةلأن كنيسة العهد الجديد أكبر عدداً وقوة من كنيسة العهد القديم. ” هى كنيسةمرهبة كجيش بألوية”

 

الآيات 19،18:- و لزبولون قال افرحيا زبولون بخروجك و انت يا يساكر بخيامك. الى الجبل يدعوان القبائل هناك يذبحان ذبائحالبر لانهما يرتضعان من فيض البحار و ذخائر مطمورة في الرمل.

كانت محلة يهوذا تتكون منهما ومن سبطيهوذا وعاشا متجاوران معاً فى أرض كنعان وهما أولاد ليئة

إفرح يا زبولون بخروجك = فكان زبولون كثير الخروجمن أرض للتجارة والحرب وكانوا لهم موانى فى أرضهم ومنها يتاجرون مع الشعوبالفينيقية . وأنت يا يساكر بخيامك = هذا السبط إستقر فى مكانه وكانت أرضهخصبة فإتجه للزراعة وتربية الماشية وهذا متفق مع نبوة يعقوب إلى الجبل يدعوانالقبائل = تعنى أن زبولون فى أسفاره وتعامله مع بقية الشعوب سينشر الكرازة ويدعو الشعوب الوثنية  للإيمان بالرب. وسبط يساكر يخرج منه معلمين وهذا السبطإشتهر بالتعليم. لأنهما يرتضعان من فيض البحار = ثروتهم أتت من التجارة فىالبحر والأسماك وذخائر مطمورة فى الرمل = قد تشير للمعادن المطمورة فىالأرض. أو المحاصيل الزراعية التى تخرج  من الأرض وهى تعتبر ذخائر وكنوز. ومنرمالها صنعوا الزجاج ومن الأصداف صنعوا صبغة الأرجوان الثمينة

التفسير الرمزى:- لو لاحظنا أن معظم تلاميذالمسيح كانوا من أرض زبولون والأراضى المحيطة بها وراجع (أش2،1:9 + مت16،15:4)نفهم أن هذه الآية تحدثنا عن الكرازة فالكنيسة هى كنيسة كارزة خرجت للعالم كلهتعلمه طريق الخلاص بالمسيح. وهى كنيسته تدعو العالم إلى جبل المسيحية (جبل بيتالرب أش2:2) (ولاحظ نبوة موسى أن بيت الرب يبنى على جبل وقد كان) ولكن المعنىالرمزى سماوية وإرتفاع وثبات بيت. الرب هذا معنى إلى الجبل يدعوان القبائل.وهى كنيسة الذبائح غير الدموية = هناك يذبحان ذبائح البر. وهذا معنى يرتضعانمن فيض البحار = فغذاء الكنيسة المشبع هو كثرة المؤمنين فهم ذخائر كانتمطمورة فى الرمل وأعطاهم الإيمان حياة وأعطاهم جسد المسيح بر فهو برنا.فالكنيسة تدعو المؤمنين لديانة سماوية وتعطيهم جسد المسيح لتبريرهم فتنقلهم منالموت إلى الحياة. وهى كنيسة تحيا فى خيام حالياً = أى لأننا مازلنا فىالجسد (2كو1:5) (هو جسد مؤقت)

 

آية20:- و لجاد قال مباركالذي وسع جاد كلبوة سكن و افترس الذراع مع قمة الراس.

بارك موسى الرب الذى وسع سبط جاد فىالعدد. ولقد إستقر الجاديون فى مكانهم وكانوا ذو بأس فى الحرب (1أى8:12) لذلكشبههم باللبوة التى تفترس الذراع أى صغار الجنود مع قمة الرأسأى قادة الأعداء. فهم وسعوا نصيبهم الذى أخذوه بيد موسى.

التفسير الرمزى:- حين يشبه جاد لم يشبههبأسد بل بلبوة أى زوجة الأسد. وحين يعلن عن عمل جاد فى الإفتراس لا يتكلم بصيغةالمؤنث بل بصيغة المذكر حتى أن بعض الترجمات قالت كأسد سكن. ولكن هذا التشبيه الذىقاله موسى بلغ الروعة فى النبوة فجاد يرمز لكنيسة المسيح. والمسيح هو الأسد الخارجمن سبط يهوذا والكنيسة هى عروسه وهو الذى يلتهم لها ويفترس مؤامرات إبليسوتدبيراته (قمة الرأس) ويفترس لها ذراعه (أى عمله) وعمل المسيح مع كنيسته أنيوسعها فتنتشر فى العالم كله. وبنفس المفهوم كانت نبوة يعقوب (تك9:49)

 

آية21:-  و راى الاول لنفسهلانه هناك قسم من الشارع محفوظا فاتى راسا للشعب يعمل حق الرب و احكامه مع اسرائيل.

ورأى الأول لنفسه = أى قبل أن يجتازوا الأردنإختار جاد لنفسه أرضاً شرق الأردن. لأنه قسم من الشارع محفوظاً = الشارع أىالله لأنه هو الذى كان يشرع لهم وأعطاهم الشريعة وقسم معناه نصيب. والمعنى أن اللهكمشرع حفظ لهم حقهم فيما إختاروه أى وافق وأمّن على إختيارهم . وكان هذا بشرط أنيحاربوا مع إخوتهم ولا يتركوهم فأتى رأساً للشعب = أى أنه كان أميناً فىتنفيذ مع ما وعد به موسى فعبر الأردن على رأس الشعب وفى مقدمتهم ليحارب مع إخوته. يعملحق الرب = خروجه للحرب كان لينفذ حق الرب.

وأحكامه مع إسرائيل = حاربوا الشعوب الوثنيةفكانوا كأداة لتنفيذ قضاء الرب على هذه الشعوب وحكمه المقدس بأن يمتلك شعبه مكانهم

التفسير الرمزى:- رأينا فى الآية السابقة أنالأسد هو الذى يفترس لحساب كنيسته ولكن كنيسته التى ستمتلك نصيبها الذى حدده لهاالله فى أمجاد السماء عليها أن تجاهد مع عريسها لا أن تنام وتتكاسل معتمدة على أننصيبها محفوظ. ” أما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة” لم تقاوموا بعدحتى الدم مجاهدين ضد الخطية

 

آية22:- و لدان قال دان شبلاسد يثب من باشان.

خرج شمشون الجبار من سبط دان وتميز هذاالسبط بالقوة فى حروبه راجع (قض15،14 + يش40:19-48 + قض27:18-29). وباشان شرقىالأردن وهى شهيرة بكثرة مواشيها وغناها الوفير ولكن بالرغم من هذا تثب كشبل أسدلتمتلك أكثر

المعنى الرمزى:- الكنيسة بالرغم من كل ماأعطاه الله فهى تجاهد كشبل لتأخذ أكثر. والله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة.وإليشع طلب من إيليا نصيب إثنين من روحه عليه ” 2مل9:2). وهذا يتفق مع قولالسيد المسيح ” طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون”

 

آية23:- و لنفتالي قال يانفتالي اشبع رضى و امتلئ بركة من الرب و املك الغرب و الجنوب.

يطلب موسى لسبط نفتالى بركة ورضى أىقناعة وسرور بما أعطاه له الله  وقد أخذ نفتالى نصيبه من الأرض غربى بحر الجليل فىتربة خصبة ووفرة فى الأسماك

التفسير الرمزى:- من هذه الأرض خرج التلاميذصيادى الناس (أش2،1:9) ليملأوا الأرض سلام ورضى وفرح وبركة. فى الغرب والجنوب =نبوة عن إمتداد وكرازة الرسل.

 

الآيات 25،24:- و لاشير قال مباركمن البنين اشير ليكن مقبولا من اخوته و يغمس في الزيت رجله.حديد و نحاس مزاليجك و كايامكراحتك.

تحققت هذه البركة لأشير فهو نال نصيباًحسناً من الأرض على البحر المتوسط يمتد من جبل الكرمل جنوباً إلى صيدون شمالاً.وكانت أرضه غنية بأشجار الزيتون والكروم ليكن مقبولاً من إخوته = أى ينالرضى إخوته فيحبونه لصفاته وللأشياء النفيسة التى كان يصدرها لهم فأرض مشهورةبالزيتون وزيت الزيتون .

يغمس فى الزيت رجله = أى بجهاده برجليه فىالآلات التى تعصر الزيتون لإستخراج الزيت. أو يكون المعنى أنه لكثرة الزيت فكأنهيغمس رجليه فى هذا الزيت وليس فقط يدهن به .

حديد ونحاس مزاليجك = أى فلتكن أرضك محصنة غايةالتحصين فيصعب على العدو إقتحامها.

 وكأيامك تكون راحتك = أى بقدرطول حياتك يتوفر لك الراحة والسلام والإطمئنان والخير مدى الأجيال

التفسير الرمزى:- الزيت رمز للروح القدسوثماره التى هى سلام وفرح ومحبة يشار لها هنا بالإطمئنان والراحة والله يعطى الروحالقدس بفيض.

 

آية26:- ليس مثل الله يايشورون يركب السماء في معونتك و الغمام في عظمته.

ختام بركة موسى بعد كل ما اعلنه الله لهمن بركات له ولشعبه، يعلن موسى لشعبه ليس مثل الله بين آلهة العالم. وموسى نفسهجرب هذا فهو للآن موفور النضارة والصحة والله يسرع لنجدة شعبه كمن يركب السحابوالغمام أى إشارة لسموه وعظمته ومجده وأنه حال فوق شعبه وحوله أمامه.

 

آية27:- الاله القديم ملجاو الاذرع الابدية من تحت فطرد من قدامك العدو و قال اهلك.

الإله القديم = أى الله الكائن منذ الأزلالذى أعماله ومشوراته ومحبته أزلية

الأذرع الأبدية من تحت = الله يحمل شعبه بذراعيهويرفعهم فوق جميع المتاعب والصعوبات وهذه الحماية أبدية. فكأن مشوراته وحمايتهومحبته أزلية أبدية (فهو السرمدى)

أِهلِك = قد تكون أمراً لأعداء الله وشعبهبالهلاك. وقد تكون أمراً لشعب الله أن يهلك أعداؤه.

 

آية28:- فيسكن اسرائيل امناوحده تكون عين يعقوب الى ارض حنطة و خمر و سماؤه تقطر ندى.

عين يعقوب = يقصد بها عين الماء أو مصادر الماءمصدر الخير، الحنطة والخمر لذلك جاءت الآية فى ترجمات أخرى ” يسكنإسرائيل آمناً منفرداً عند عين يعقوب فى أرض حنطة وخمر

آية29:- طوباك يا اسرائيلمن مثلك يا شعبا منصورا بالرب ترس عونك و سيف عظمتك فيتذلل لك اعداؤك و انت تطا مرتفعاتهم

قال النبى من قبل ليس مثل الله (آية26)والآن يقول من مثلك يا شعب الله = فإذا كان الله ليس له نظير أو شبيه فهوأيضاً سيجعل شعبه متميزاً وليس مثله فالرب يحميهم وهو ملجأهم وهم يسكنون عنده فى سلاموهو يحملهم ويدعمهم ويقودهم ويعطيهم النصرة على أعدائهم ويعولهم وهو يعطيهم سلامهمويضمن لهم النصر.

طوبى = كلمة طوبى من الطيب وهو الشىء الحسنالجيد فيكون المعنى يا لسعادتك وخيرك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار