المسيحية

حقاً العقل الإنساني يعجز تماماً عن فهم واحتواء ذات الله



حقاً العقل الإنساني يعجز تماماً عن فهم واحتواء ذات الله

حقاً
العقل الإنساني يعجز تماماً عن فهم واحتواء ذات الله

قال
المحاور الغير مؤمن:
لقد بدأت اشعر بمزيج من المشاعر، نحن نتحدث عن
امور الهيه، حين يريد الإنسان البشري أن يعرف بمجرد عقله، وجود الله، وذاته،
وقدرته، وحكمته، ومحبته، يصاب بدوار، فالعقل الإنساني يعجز تماماً عن فهم، واحتواء
ذات الله.

قلت
بنعمة الرب::
هذا حق لقد تحدث أيوب، وهو نبي قديم عاش قبل موسى إلي
أصدقائه أليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي، فوصف الله بهذه الكلمات: ”
هُوَ حَكِيمُ الْقَلْبِ وَشَدِيدُ الْقُوَّةِ. مَنْ تَصَلَّبَ عَلَيْهِ فَسَلِمَ؟
الْمُزَحْزِحُ الْجِبَالَ وَلا تَعْلَمُ. الَّذِي يَقْلِبُهَا فِي غَضَبِهِ،
الْمُزَعْزِعُ الارْضَ مِنْ مَقَرِّهَا فَتَتَزَلْزَلُ أَعْمِدَتُهَا، الآمِرُ
الشَّمْسَ فَلَا تُشْرِقُ وَيَخْتِمُ عَلَى النُّجُومِ. الْبَاسِطُ السَّمَاوَاتِ
وَحْدَهُ وَالْمَاشِي عَلَى أَعَالِي الْبَحْرِ. صَانِعُ النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ
وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ. فَاعِلُ عَظَائِمَ لا تُفْحَصُ وَعَجَائِبَ
لَا تُعَدُّ ” (أيوب9: 4 10)

والنعش
والجبار والثريا، كلها نجوم مصنوعة وموضوعة في الفلك بنظام عجيب,

وقال
صوفر النعماتي في رده على أيوب: ” أَإِلَى عُمْقِ اللّهِ تَتَّصِلُ، أَمْ إلي
نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟ هُوَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا
عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ الْهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَدْرِي؟ ” (أيوب
11: 7 8)

وقال
داود النبي في المزمور وهو يخاطب الله تبارك وتعالى: ” يَا رَبُّ، قَدِ
اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ
فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي
عَرَفْتَ. لأنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي إلاّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا
كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ.
عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ فَوْقِي. ارْتَفَعَتْ، لا أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ
أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إلي
السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.
إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ
أيضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. فَقُلْتُ: إِنَّمَا الظُّلْمَةُ
تَغْشَانِي. فَا للَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أيضاً لا تُظْلِمُ
لَدَيْكَ، وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هكَذَا النُّورُ ”
(مزمور 139: 1 12).

وقال
القديس بولس الرسول وهو يتحدث عن الله إلي رجال أثينا: الأله الذِي خَلَقَ
الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إذ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، لا
يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بالأيَادِي، وَلا يُخْدَمُ بِأَيَادِي
النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إلي شَيْءٍ، إذ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً
وَنَفْساً وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ
النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأرْضِ، وَحَتَمَ بِالأوْقَاتِ
الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللّهَ لَعَلَّهُمْ
يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ
بَعِيداً. لأنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ (أعمال 17: 24-28),

هذا
الكائن الأزلي الأبدي، الموجود في كل مكان، العارف بكل شيء، القادر على كل شيء، هو
سر الأسرار، وعلة ذلك أن: ” اللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ” (يوحنا1:
18).

وأنه
جل جلاله يسكن في نور لا يُدنى منه, ” مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ
الْأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لا يُدْنَى
مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلا يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ،
الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالقُدْرَةُ الاأَبَدِيَّةُ. آمينَ ” (1 تيموثاوس
6: 15 و16).

لقد
توسل إليه موسى النبي قائلاً: ” أَرِنِي مَجْدَكَ ” (خروج 33: 18)، أي
أرني وجهك، فأجابه الله تبارك وتعالى قائلاً: ” لا تَقْدِرُ أَنْ تَرَى
وَجْهِي، لأنَّ الإنسان لا يَرَانِي وَيَعِيشُ ” (خروج 33: 20).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار