علم الانسان

المفهوم المسيحى للسلوك



المفهوم المسيحى للسلوك

المفهوم
المسيحى للسلوك

وضع
الكتاب المقدس الأساس الكامل للسلوك المسيحى لكل الأزمنة والأوقات مع اختلاف
أجيالها وللمجتمعات مهما اختلفت موقعاً أو رقياً وحضارة.. إذ الكل جسد واحد وروح
واحد

 وقد
علمنا السيد المسيح أنه يجب علينا أن نعمل الأعمال الحسنة وشبهنا بملح الأرض وأكد
لنا أننا نور العالم (مت5: 13، 14) وأوصانا ” فليضئ نوركم هكذا قدام الناس
لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي فى السماوات (مت5: 16).

بل
علمنا السيد المسيح الكثير فلم تنهى المسيحية عن القتل فقط بل حذرنا من الغضب


وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ومن قال
لأخيه رقاً يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم ”
(متى5: 22) وكذلك من الإساءة للغير بالقول أو بالفعل وأوجب علينا ألا نقدم قربانا
إلا بعد الصلح مع الجميع ” فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك
شيئاً عليك ” (متى 5: 23) ” فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً
اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك ” (مت5: 24).

 ورسم
السيد المسيح فى الموعظة على الجبل الطريق إلى التسامح وعدم الوقوف فى وجه الشر
وانهى الشرائع القديمة فلا عين بعين ولا سن بسن ولكن السمو المسيحى يقول لنا
” وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له
الآخر أيضاً ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً ومن سخرك ميلاً
واحداً فأذهب معه اثنين ومن سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده ”
(متى 5: 39 – 42)

 علمنا
السيد المسيح كيف نسلك مع الأعداء فيقول ” وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم
باركوا لاعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (متى
5: 44).

و
أبان لنا أننا إن أحببنا الذين يحبوننا فليس لنا أجر وكذلك إذا سلمنا على أخوتنا
فقط فلا فضل لنا لأننا نشابه الخطاة وطلب منا ” فكونوا أنتم كاملين كما أن
أباكم الذي فى السماوات هو كامل (متى 5: 48).

علمتنا
المسيحية أيضاً عدم إدانة الغير وأن ننظر إلى أنفسنا وأخطائنا ” لا تدينوا
لكى لا تدانوا ” (متى 7: 1) ولماذا تنظر القذى الذي فى عين أخيك وأما الخشبة
التى فى عينك فلا تفطن لها (متى 7: 3).

و
حدد لنا قاعدة اجتماعية عظيمة وهى أننا نضع أنفسنا فى موضوع الغير ونتعامل معهم
بما يجب أن يعاملونا به ” فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم
أيضاً بهم لأن هذا هو الناموس والأنبياء (متى 7: 12).

علمنا
أيضاً معاملة الأخوة وأن أخطأ إليك أخوك فأذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما إن سمع
منك فقد ربحت أخاك وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحد أو اثنين لكى تقوم كل كلمة على
فم شاهدين أو ثلاثة وأن لم يسمع فقل للكنيسة وإن لم يسمع فليكن عندك كالوثنى
والعشار (متى 18: 15 – 18).

 يجب
على المسيحى أن يعطى كل ذى حق حقه ولا يغتال أموال الآخرين أو حقوقهم والآية صريحة
” قالوا له لقيصر فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله (متى22:
21).

 ويجب
على المسيحى أن يمتنع عن الغضب وأن يسالم الجميع ولا ينتقم وأن يعتنى بالأمور
الحسنة وقد شرح بولس الرسول ذلك رسالته إلى أهل رومية ” لا تجازوا أحداً عن
شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس أن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع
الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب لأنه مكتوب لى النقمة
أنا أجازى يقول الرب فإن جاع عدوك فإطعمه وإن عطش فاسقه لأنك أن فعلت هذا تجمع جمر
نار على رأسه لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير (12: 17 – 21).

 وعلى
المسيحى أن يحتمل الجميع ويقول الرسول بولس ” فيجب علينا نحن الأقوياء أن
نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضى أنفسنا (رومية 15: 1).

من
السلوك المسيحى الامتناع عن الأنشقاق:


ولكننى أطلب إليكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولا واحد
ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد (كورنثوس الأولى
1: 10).

و
فى السلوك بين الإنسان ونفسه ” هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله
ومستاسرين كل فكر إلى طاعة المسيح (كورنثوس الثانية 10: 5) ويمتنععن التصرفات التى
تشابه أهل العالم فى شهوات الجسد وعمل مشيئات الجسد والأفكار. هذا ولا تصدر عن
المسيحىأى أنواع الجرائم سواء بالنسبة للأشخاص أو الأموال.. فلا يسبب الآخرين فالكتاب
منع السماء عن الشتامين وكذلك لا ينم أحد الآخر ويجب أن يلجم لسانه فلا يتلفظ
بكلام القباحة والسفاهة والهزل.. بل يحفظ لسانه وكرامته.. ويجلس مجلس الشرفاء
مبتعدا عن مجلس المستهزئين ولا يقف فى طريق الخطاة ويهرب من الشهوات الشبابية.

 وأن
يحفظ الإنسان نفسه بلا دنس فى العالم.. مفتقداً اليتامى والأرامل فى ضيقاتهم.. وأن
يهتم بأولاده مربياً إياهم التربية المسيحية فهو المسئول أمام الله عنهم.. وكذلك
الاهتمام بأهل بيته فيجب أن يهتم بخاصته وإلا أعتبر نفسه أنكر الإيمان وصار شراً
من غير المؤمنين.. وأن يمتنع عن كل ما يسئ إلى الآخرين أن كان بالقول أو الفعل..
وأن يكون فى كل الأوساط ممثلاً للمسيح فهو الصورة المقرؤه من جميع الناس وهو النور
الوضاح بين الأمم.. وأن يتمسك بالقيم المسيحية وهى التواضع والمحبة وإنكار الذات
والتسامح وعدم الغضب ولا تغرب الشمس على غيظه.. وكذلك البذل والعطاء الخفى وممارسة
الفضائل المسيحية فى صوم وصلاة وصدقة وخدمة جليلية للكل.

 لخص
فيلسوف المسيحية السلوك اليومى فى حياة الإنسان المسيحى رسالته إلى أهل كولوسى
الإصحاح الثالثل فيما يلى:

1-
الإهتمام بما فوق لا بما على الأرض.

2-
أميتوا أعضائكم على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة السرية، الطمع الذي هو
عبادة الأوثان، الأمور التى من أجلها يأتى غضب الله على أبناء المعصية.

3-
اخرجوا عنكم: السخط – الغضب – الخبث – التجديف – الكلام القبيح من أفواهكم.

4-
لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ الإنسان العتيق ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب
صورة خالقة.

5-
ألبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول
أناة محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً.

6-
إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً.

7-
ألبسوا المحبة التى هى رباط الكمال وليملك فى قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم
جسد واحد وكونوا شاكرين.

8-
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرين بعضكم بعضاً بمزامير
وتسابيح وأغانى روحية.

9-
كل ما عملتم بقول أو بفعل فأعملوا الكل بأسم الرب.

 

نموذج
لسلوك المسيحى (أفسس 4: 17 – 32)

17–
فأقول هذا وأشهد فى الرب أن لا تسلكوا فى ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضاً ببطل
ذهنهم.

18-
إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم.

19-
الذين إذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة فى الطمع.

20-
وأما انتمفلم تتعلموا المسيح هكذا.

21-
أن كنتم قد سمعتموه وعلمتم فيه كما هو حق فى يسوع.

22-
أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور.

23-
وتتجددوا بروح ذهنكم.

24-
وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق.

25-
لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لأننا بعضنا أعضاء البعض.

26-
اغضبوا وتخطئوا لا تغرب الشمس على غيظكم.

27-
ولا تعطوا إبليس مكاناً.

28-
لا يسرق السارق فى ما بعد بل بالحرى يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يعطى من
له احتياج.

29-
لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كى يعطى
نعمة للسامعين.

30-
ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء.

31-
ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.

32-
وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً فى المسيح.

معالم
السلوك المسيحى التى وضعها بولس الرسول فى هذه الرسالة:

يخطئ
كثيرين فى إدراك المفهوم الحقيقى للإيمان ويعتقدون أن الخلاص هو مجرد خلاص من
دينونة جهنم مع إن الإيمان الحقيقى هو الإيمان الحى العامل لأن الإيمان الذي ليس
له عمل هو إيمان ميت أما الخلاص الحقيقى فهو الخلاص من الخطيئة وقد أكد بولس ذلك
قائلا: ” حاشا نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها (روميه 6: 2) وإذا
كان بولس الرسول ينادى بالإيمان فى الجزء التعليمى من رسالته إلى أهل أفسس فإنه
يبدأ نداه بالأعمال فى الجزء التطبيقى العملى من الرسالة والذي يبدأ – كما ذكرنا –
بالإصحاح الرابع ويتركز فى الأعداد من 17 إلى 32.

فى
هذه الأعداد السته عشر من الإصحاح يضع الرسول الكبير عددا من الوصايا التى يلزم أن
نستوعبها ناظرين إليها كثمار للإيمان لا كشرائع جديدة وتتضمن هذه الوصايا ما يلى:

1-
عدم السلوك نظير الأمم:

 وهم
أولئك الذين كانوا يعيشون فى ظلام الجهل وينعمون بالملذات والشهوات فى ظل عبادة
وثنية قوامها ألهه من دون الله يحتقرها نفس أتباعها وقد أوضح الرسول بولس الفرق
الشاسع بين الذين عرفوا المسيح وبين هؤلاء الأمميين. (أقوال رسالة برلس الرسول إلى
أهل أفسس 4: 17 – 19).

 

2-
التخلى نهائياً عن الشرور والمعاصى:

 وذلك
بخلع الإنسان العتيق والتجدد بلبس الإنسان الجديد الذي هو المسيح والسير فى خطواته
باعتباره نموذجاً للمحبة والطهارة والنقاوة والخدمة وبالجملة كل الكمالات وكل
الفضائل النبيلة والسامية.

(اقرأ
رسالة بولس الرسول إلى أفسس 4: 20 – 24)

3-
نبذ الكذب والتحلى بالصدق:

 إن
مسيحنا هو الحق نفسه وهو الصدق أما الشيطان فهو الكذاب وأبو الكذاب وقد نادى بولس
الرسول قائلاً: ” لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه
لأننا بعضنا أعضاء البعض (أفسس 4: 25).

أن
الكذب عاقبته وخيمة ويؤدى إلى مواقف صعبة مشينة. إذ ما يلبث الكذب أن يفتضح أمره.
أو تتكشف فعلته.

 ولا
شك أن الكذب عصيان الله ولذلك تكثر الأكاذيب بين الناس لا يؤمنون بالله الذي هو
مصدر الحق كله أو بين الناس ذوى الإيمان السطحى. وإذا كانت هناك حالات يكون فيها
من الحكمة وأصالة الرأى أن يخفى الحق فهى حالات أقل بكثير مما يتوهم الناس.

4-
تجنب الغضب:

 ففيه
شرور كثيرة فالقتل مثلاً يبدأ بالغضب وقد جاءت الوصية السادسة من الوصايا العشرة
تحرم القتل ” لا تقتل ” وأشار إليها السيد المسيح فى تعاليمه التى
تضمنتها الموعظة على الجبل. بل أنه ذهب خطوة أبعد فى معالجة جريمة القتل من جذورها
حين نادى قائلاً ” وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون
مستوجب الحكم ومن قال لأخيه رقاً يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب
نار جهنم (متى 5: 22).

و
الغضب ذاته ينشأ من كلمة نابية مثيرة تكون سبباً للغضب وبالتالى سبباً للقتل.

5-
الابتعاد عن السرقة كلية:

 وقد
وردت الوصية الثامنة من الوصايا العشرة تحرم السرقة ” لا تسرق ” والسرقة
خطية مقترنة بالخطايا الأخرى التى نهتنا عنها الوصايا. وخاصة وصية الطمع
والاشتهاء. كما أنها تشمل كثيراً من التعديات الأخلاقية. وألوانا وأشكالا مختلفة
للأعمال العدوانية. فهناك أصحاب الشركات الذين يوهمون الناس بأرباح لا يمكن
تحقيقها وهم يعلمون ذلك يقيناً. والمضاربون فى البورصات التجارية الذين يتلاعبون
بالأسعار لتحقيق مغانم شخصية بغض النظر عما يصيب الآخرين من خسائر ثم أن القمار
(الميسر والمراهنات هى سرقات أيضاً لأنها تنقل إلى الناس أموالأ دون أن يؤدوا خدمة
أو منفعة. والغش فى الامتحانات سرقة كذلك وهكذا.

 والمسيحية
تحترم حق الملكية عامة وفردية وتدعو إلى تطبيق العدالة الاجتماعية وتعتبر أن الله
الذي يضع الأشياء المادية التى يشكلها الإنسان وفق حاجاته ومطالبه ولكن لا يفيد من
هذه كلها إلا بكفاحه وجهاده وبعرفه واجتهاده وقد ورد فى تعاليم الرسل الأثنى عشر
(يا بنى لا تكن كذاباً لأن الكذب يسوق إلى السرقة ولا تكن محباً للمال ولا مزهوا
فخورا لأن هذه تولد السرقات) وقد عرف بولس الرسول الظروف التى كتبت فيها رسالته
إلى أفسس فسجل فى الرسالة ” لا يسرق السارق فى ما بعد بل بالحرى يتعب عاملاً
الصالح بيديه ليكون له أن يعطى من له احتياج (أفسس 4: 28).

فبولس
الرسول لا ينهى الإنسان أن يأخذ مال غيره فحسب بل ينادى بولس بأن يعمل الإنسان
بعرق جبينه حتى يمكن أن يحن من ماله إلى المحتاجين ويساعد الآخرين وأنه نادى
قائلاً: ” لا تكنزوا لكم على كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث
ينقب السارقون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ
وحيث لا ينقب سارقون لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً (مت6: 19 – 21).

6-
ضبط اللسان:

فاللسان
الذى يسبح الله لا يلعن ولا يشتم ولا يفوه بألفاظ لا تليق ” لا تخرج كلمة
رديئة من أفواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كى يعطى نعمة للسامعين
” (أفسس 4: 29)

ليكن
كلامنا متزنا صالحا وفيه بركة ونعمة إن فى بعض الكلام شرورا تحزن روح الله القدوس
الذى ختمنا ليوم الفداء أى ما يثبت أننا أبناء الله فهل يليق بابن الله أن يتلفظ
بلغة الشياطين؟ إن بولس الرسول يوصينا ” ولا تحزنوا روح الله القدوس الذى به
ختمتم ليوم الفداء ” (أفسس 4: 30)

إن
روح الله القدوس يناشدكم أيها الأبناء أن تطهروا قاموس حياتكم من الألفاظ البذيئة
النابية والأقوال الشريرة وكل ما يطفئ النور الذى بداخلكم.

وقد
حفل الأدب العربى بحكم ووصايا وأشعار عن فضائل ضبط اللسان. قال لقما لأبنه ”
يا بنى أنه من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبرة وأمر من الصبر وإن
القلوب مزارع فازرع فيها طيب الكلام.

وقال
أحد الشعراء:


واحفظ لسانك واحترز من لفظة فالمرء يسلم باللسان ويعطب وزن الكلام إذا نطقت وتكن
ثرثارا فى كل ناد تخطب ”

أما
الكتاب المقدس فهو يزخر بالوصايا ومن ضمنها ضبط اللسان الذى ذكره فى جميع الرسائل
على وجه الخصوص وإننا نلجأ الذى هو روح الحق ضارعين إليه أن يعيننا على تنفيذ هذه
الوصية مرددين مع داود النبى فى المزامير: ” قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا
مستقيما جدده فى داخلى ” (مز 51: 10) لتكن أقوال فمى وفكر قلبى مرضية أمامك
يا رب صخرتى ووليى (مز 19: 14) قلت أتحفظ لسبيلى من الخطأ بلسانى أحفظ لفمى كمامة
فيما الشرير مقابلى (مز 39: 1)

كذلك
أعلن المسيح المصير المظلم لم لا يتورع عن ضبط لسانه حين قال: ” ولكن أقول
لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين لأنك بكلامك
تتبرر وبكلامك تدان ” (مت 12: 36: 37).

إننا
نرى الحق كله فى المسيح الذى يعيننا دائما أن نقتبس نورا من هذا الحق فإذا كسرنا
هذا العهد مع الآخرين فكأننا نكسره معه هو علينا أن نحب بعضنا بعضا ونحترم بعضنا
البعض ونحفظ الشرف ونحافظ على الكرامة.

وفى
مجال الحياة الاجتماعية على أوسع نطاق فى المنزل وفى المدرسة وفى الشارع وفى
النادى وفى أى مؤسسة على كافة أنواعها وفى كل مكان عندما نلتزم بالألفاظ المهذبة
ونراعى مشاعر الآخرين ونتعفف عن الألفاظ المعيبة فإننا كأننا الواحد فى السماء
نحيا ملؤها السعادة والتقدير والاحترام المتبادل.

وإذ
نختتم هذه الوصايا نسجل كلمة الرسول الرائعة نسجلها كما سجلها الوحى الإلهى على
لسان بولس: ” ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث
وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا فى المسيح
” (أف 4: 31 – 32)

علينا
أن نتحرر من الحقد والمرارة ولا نغضب أو نصيح بل نعامل بعضنا البعض بالشفقة
والتسامح متحررين من كل دواعى الإنفعال أو الإثارة بعيدين كل البعد عن مكامن الاثم
متمثلين بالسيد المسيح حتى نعيش حياة تتوجها النقاوة والطهارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار