المسيحية

المسيح



المسيح

المسيح..
ليس للشيطان سلطان عليه

بعكس جميع البشر
والأنبياء الكبار أولى العزم
:

فقد جاء فى صحيح الإمام
مسلم: “كل بنى آدم يطعن
ه الشيطان فى جنبه حين تلده أمه إلا
عيسى
ذهب يطعن فطعن فى الحجاب
“. ([i])

هذا بالإضافة إلى
الأحاديث السابقة (النقطة [2] / ب).

هذا هو موقف الشيطان من
المسيح أما موقفه من باقي الأنبياء والناس فيتضح في الآتي:

ففي صحيح البخاري جاء:

” الشيطان يجرى من
ابن آدم مجرى الدم “. (
[ii])

ومن مواقفه مع الأنبياء
نرى:

في (سورة ص/34):
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ
أَنَابَ “.

قال السدي فى تفسير هذه
الآية: ” إن الشيطان جلس على مجلس سليمان وخرج سليمان تائهاً ومكث الشيطان
يحكم بين الناس أربعين يوماً “. (
[iii])

وقال ابن عباس: هو
الشيطان. أخرجه ابن أبى حاتم. (
[iv])

وفى (الأنعام/68): “.. وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ..”.

قال السدى: (وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) قال: إن نسيت وذكرت فلا تجلس معهم (يقصد المشركين)
وكذلك قال مقاتل بن حيان. (
[v])

الكلام السابق موجه
للنبى (ص) وهو دليل على استطاعة الشيطان أن يُنْسِي نَبِي.

وكان النبى يتعوذ من
همزات الشياطين..

فقد جاء فى (المؤمنون/97)
” وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ “.

وقال النبى: ” إنه
لَيُغان
áعلى قلبي،
وإني أستغفر الله في اليوم مائة مرة “. (
[vi])

وجاء فى صحيح ابى داود
أن النبى (ص) كان يقول فى دعائه: ” وأعوذ بك أن يتخبطنى الشيطان عند الموت “.
(
[vii])

وفى قصة شق صدر النبى
مرتين قال ابن هشام:

الأولى: في حالة
الطفولة لينقى قلبه من مغمز الشيطان، وليطهر وليقدس من كل خلق ذميم.. “

والثانية: فى حالة
الإكتهال، وبعدما ن
ُبِّئَ، وعندما أراد الله أن
يرفعه إلى الحضرة المقدسة التى لا يصعد إليها إلا مُقدس..” (
[viii])

وكان الشيطان يوسوس
للنبى فى صلاته أحياناً:

ففى (الأحزاب/4): ”
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ.. “

قال ابن عباس: قام رسول
الله (ص) يوماً يصلى فخطر خطرة (يريد الوسوسة التى تحصل للإنسان فى صلاته)، فقال
المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون له قلبين قلباً معكم وقلباً معهم
؟ فأنزل الله
عز وجل: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ). وهكذا رواه
الترمذى [(
[ix])

أنظر أيضاً قصة
الغرانيق الع
ُلا فى
تفسير(النجم/19
-22)، (الحج/52)
والتى ذكرها أبو جعفر الطبرى وذكرها كل من السيوطى والواحدى النيسابورى فى أسباب
النزول

بسَنَدٍ صحيح عن ابن جُبير، وأخرجه البخاري عن ابن عباس، وأخرجه ابن إسحق في
السيرة، والطبري شيخ المُفَسِّرين.

وقد بلغ سلطان الشيطان
درجة أنه سحر النبى
(ص) نفسه.([x])

والروايات عن عائشة
تقول: “

إن
فعل السحر استمر ستة أشهر.. ” (
[xi])

ما سبق وما سوف يأتى من
أخطاء الأنبياء (س) يخبرنا بمدى سيطرة الشيطان على بنى آدم حتى الأنبياء الكبار
أولى العزم، فى الوقت الذى لم يستطع فيه الإقتراب من المولود العجيب ابن البتول
“مريم


ولا
جعله يُخطِئ كسائر البَشَر (سيأتي في النقطة [9])
ولا حتى الإقتراب من
الفتاة التى ولد منها.. سيدة كل النساء.



á الغين
: الغطاء – يغان ( يغشى ) – غشى الشيئ أى جعل عليه غشاء. ويقال غشى الله على بصره –
بحسب المعجم الوجيز.



[i]
تفسير ابن كثير ( سورة آل عمران ) – الطبعة السابقة – المجلد
الثانى – ص27 ، 28.

[ii]
تفسير ابن كثير ( سورة ق ) – الطبعة السابقة – المجلد السابع –
ص376.

[iii]
تفسير ابن كثير ( سورة ص ) – الطبعة السابقة – المجلد السابع –
ص58.

[iv]
مفحمات الأقران للسيوطى – مصدر سابق – ص176.

[v]
تفسير ابن كثير ( سورة الأنعام ) – الطبعة السابقة – المجلد
الثالث – ص272 , 273.

[vi]
جمع الجوامع ( المعروف بالجامع الكبير ) للإمام جلال الدين
السيوطى – العدد 22 – جزء1 – الطبعة الأولى 1975م – مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر
– حديث رقم 3331-7817 – ص2753 . والحديث فى المعجم الصغير للطبرانى برقم 2621 ورمز
له بالصحة.

[vii]
تفسير ابن كثير ( سورة المؤمنون ) – الطبعة السابقة – المجلد
الخامس – ص486.

[viii]
السيرة النبوية لابن هشام – طبعة دار الجيل – بيروت (1/ 153)

أنظر أيضاً تفسير ابن كثير
لسورة الإسراء والشرح – مصدر سابق حيث ذكر الإمام أحمد قى مسنده (5/139) أن الملك
أخرج من صدره الغل والحسد ( ابن كثير – مصدر سابق – ج 8 – ص451 ) .

[ix] تفسير ابن كثير ( سورة
الأحزاب ) – الطبعة السابقة – المجلد السادس – ص377.

[x] أنظر تفسير ابن كثير (
سورتى المعوذتين ) – الطبعة السابقة – المجلد الثامن – ص556. وأنظر أيضاً لبانة
القارى من صحيح الإمام البخارى – ص167 – طبعة 1389هـ- 1969م – مؤسسة الحلبى للطبع
والنشر. أنظر أيضاً فتح البارى بشرح صحيح البخارى للحافظ لبن حجر العسقلانى –
المجلد التاسع – العدد 87 – ص396- توزيع الأهرام .

[xi] تفسير ابن كثير ( سورتى
المعوذتين ) – الطبعة السابقة – المجلد الثامن – ص557 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار