المسيحية

المسيح في القرآن عبد لا رب حسب الظاهر



المسيح في القرآن عبد لا رب حسب الظاهر

المسيح
في القرآن عبد لا رب حسب الظاهر

قال
المحاور الغير مؤمن:
المسيح في القرآن عبد لا رب, لكنه كلمته وروح
منه تعالي ومن المقربين.

قلت
بنعمة الرب:
ان هذه الإزدواجية هي لغز السيد المسيح في القرآن وسر
شخصيته. اننا نرى الواقع القرآني أولا ثم نحاول تحليله وتفسيره بتمحيص أقوال
المفسرين.

الواقع
القرآني قائم علي ان السيد المسيح ابن مريم هو عبد الله. هذه هي الكلمة الأولي
التي ينطق بها المسيح في القرآن قال: ” إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني
نبيا ” (مريم 19: 30) – وكلمة عبد الله في لغة الكتاب والقرآن تعني بشرا
رسولا.

وفي
جدال القرآن لليهود يجعله عبدا وعلماً للساعة: ” إن هو إلاّ عبد أنعمنا عليه،
وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ” (الزخرف 43: 59).. وأنه لعِلم – لعلم – للساعة (الزخرف
43: 61) فمهما علا دور المسيح في الخلق، هو عبد ميزه الله علي الخلق، لا رب

وهذه
العبودية لله لا تنفي أن المسيح كلمته ألقاها إلي مريم وروح منه (النساء 4: 170) والإزدواجية
ظاهرة في هذا التعريف الجامع: كلمته ألقاها إلي مريم وروح منه (النساء).. ” لن
يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله، ولا الملائكة المقربون (النساء 4: 171) والمسيح
عبد الله لآنه ابن مريم ومن الملائكة المقربين لأنه روح منه – هذا هو الحق القرآني
لذلك يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلاّ الحق (النساء 4: 170).

انطلاقا
من هذا التعريف بالمسيح يعلن القرآن إخلاصه للتوحيد الذي لا يقبل في الله ولادة
ولا بنوة: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سورة
الإخلاص.

لا
ولد لله من ذاته، ولا ولد لله من خلقه: ” وقالوا اتخذ الرحمن ولداً – لقد
جئتم شيئا إدًا، تكاد السماوات ينفطرن منه أو تنشق الأرض وتخر الجبال هدًا، أن
دعوا للرحمان ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً: أنْ كل ما في السماوات والأرض
إلاّ آتي الرحمان عبدا (مريم 19: 88- 93) كل خلق الله عبد الرحمان.

أنها
استحالة واقعية ومبدئية معا وقالوا: اتخذ الله ولدا!- سبحانه بل له ما في السماوات
والأرض كلُ قانتون! بديع السماوات والأرض وإذا قضي أمراً إنما يقول له: كن! فيكون
(البقره 2: 116 – 117)

 

وتقوم
جدلية القرآن كما سبق واشرنا في استنكار البنوة منه وله تعالي علي ثلاث نظريات:

نظرية الأخذ من خلقه

وقالوا
اتخذ الرحمان ولدا (مريم 88) وقالوا اتخذ الله ولدا (البقرة 117) ذلك عيسي ابن
مريم قول الحق الذي فيه يمترون: ما كان الله أن يتخذ من ولد! سبحانه!(مريم 34).

قال
البيضاوى في تفسير (البقرة 2: 117)
: نزلت لما قالت اليهود عزيز ابن الله
والنصارى المسيح ابن الله ومشركوا العرب الملائكة بنات الله – سبحانه تنزيه له عن
ذلك يقتضي التشبيه والحاجة وسرعة الفناء.. حجة أولي

بل
له ما في السماوات والأرض: رد لما قالوه واستدلال علي فساده والمعني أنه تعالي
خالق ما في السماوات والأرض حجة ثانية

كل
له قانتون: منقادون لا يمتنعون علي مشيئته وتكوينه ؛ وكل ما كان بهذه الصفة لم
يجانس مكوَنه الواجب لذاته فلا يكون له ولد لأن من حق الولد أن يجانس والده بكل ما
فيها. ويجوز أن يراد كل من جعلوه ولدا له مطيعون مقرون بالعبودية.. والآية مشعرة
علي فساد ما قالوه من ثلاث أوجه حجة ثالثة

بديع
السماوات والأرض الله مبدعهما بديع سماواته وأرضه ومن بدع فهو بديع حجة رابعة

وتقريرها
الوالد عنصر الولد المنفصل بانفصال مادته عنه والله سبحانه تعالي مبدع الأشياء
كلها فاعل علي الإطلاق منزه عن الانفعال فلا يكون والدا – وإذا قضي أمرا وأصل
القضاء إتمام الشئ قولا كقوله تعالي: وقضي ربك أو فعلا كقوله تعالي: فقضاهن سبع
سموات – وأطلق علي تعليق الإرادة الإلهية بوجود الشئ من حيث أنه يوجبه – إنما يقول
له: كن! فيكون فيه تقرير لمعني الإبداع وإيماء إلي حجة خامسة وهو أن إيجاد الولد
مما يتكون بأطوار ومهلة وفعله تعالي يستغني عن ذلك


نقلنا هذا التعليق لبيان معني استحالة الأخذ ولداً لله.

نظرية ضم جزء لله من خلقه

والقول
ابن لله تعالي معناه ضم جزء لله من خلقه: وجعلوا له من عباده جزءاً! إن الإنسان
لكفور مبين ” (الزخرف 43: 15)

فسره
البيضاوى:
وجعلوا
له من عباده ولداً ولعله سماه جزءا، كما سمي بعضا لأنه بضعة من الوالد دلالة
استحالته علي الواحد الحق في ذاته.

والقول
بالإبن لله هو ضم جزء له من خلقه وهذا ممتنع بين الخالق والمخلوق حيث لا نسبة
بينهما ولا صلة كيانية.

نظرية البنوة الجسدية والولادة التناسلية

وهذه
هي النظرية السائدة لإمتناع الابن أو الولد علي الله: وجعلوا لله شركاء الجن!..
وخلقهم! وخرقوا له بنين وبنات بغير علم! سبحانه وتعالي عما يصفون! بديع السموات
والأرض! أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة! وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ” (الأنعام
6: 100 101).

فسره
البيضاوى:
أني
يكون له ولد: والمعني من أين؟ وكيف يكون له ولد؟ ولم تكن له صاحبة يكون منها
الولد..والآية استدلال علي نفي الولد من وجوه:

الأول:
من
مبدعاته السماوات والأرض وهي مع أنها من جنس ما يوصف بالولادة مبرأة عنها
لإستمرارها وطول مدتها والله أولي أن يتعالي عنها.

الثاني:
المعقول
من الولد ما يتولد من ذكر وأنثي متجانسين والله تعالي منزه عن المجانسة.

الثالث:
أن
الولد كفء والده وسبحانه لا كفء له من وجهين:

الأول
كل ما عداه هو مخلوقه فلا يكافئه

الثاني
أنه لذاته عالم بكل المعلومات وغيره ليس كذلك بالإجماع

القرآن
ومفسروه يحصرون البنوة في انها من ذكر وأنثي ولا ولد إلاّ من صاحبة وتعالي الله عن
الصاحبة والولد علواً كبيراً حتي الجن نفسها تعلن: أنه تعالي جد ربنا: ما إتخذ
صاحبة ولا ولداً (الجن 73: 3)

فسره
البيضاوى:
تعالي
جدُ ربنا أي عظمته من جدَ فلان في عيني والمعني عظم ملكه وسلطانه وغناه والوصف هنا
تعاليه سبحانه عن الصاحبة والولد لعظمته وسلطانه وغناه وقوله: ما اتخذ صاحبة ولا
ولدا تبيان لذلك وقُرئ جدٌا أو جٍدا بالكسر أي صدق ربوبيته.

لا
يعرف القرآن الولادة والبنوة في الله أيا إن كانت إلاّ بزوجة وزوج فهي بنوة جسدية
وتناسلية. تلك هي جدلية القرآن في نسبة البنوة إلي الله تعالي – ولا وجود لبنوة من
هذا النوع أو ما يشبهه في الإنحيل والمسيحية.

 

البنوة في ذات الله فوق الحس والمادة وفوق المخلوق كله

الإنحيل
والمسيحية يقولان:
البنوة في ذات الله بنوة فوق الحس وفوق المادة
وفوق المخلوق كله. إنها من ذات الله في ذات الله لصلة ذاتية في الله كتسلسل النطق
من الناطق في تفاعل الذات الإلهية: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان في الله،
والله كان الكلمة وهي بنوة روحية نطقية ذاتية في ذات الله.

لذا
بسبب جدلية القرآن في البنوة بالنسبة لله تعالي يكون المسيح في نظره عبد لا رب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار