المسيحية

المسيح



المسيح

المسيح.. أتَى إلى العالم على غَير سُنَّة البشر في
التوالد

ومن فتاة اختارها الله
مرة بعد مرة من بين نساء العالمين وقد قام تعالى بذاته بتطهيرها قبل إلقاء كلمته
إليها لتُصبِح سيدة نساء الدنيا والآخرة:

(أ) المسيح.. يأتي على
غير سُنَّة البشر في التوالد
:

يخبرنا القرآن أن بنى
آدم يتوالدون (أو يتناسلون) بالعلاقة بين رجل وامرأة:

” وَبَدَأَ خَلْقَ
الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ
مَهِينٍ “. (السجدة / 7
، 8)

جاء في تفسير ابن كثير:
” يعنى خلق أبا البشر آدم من طين (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين) أي
يتناسلون كذلك من نطفة تخرج من بين صلب الرجل وترائب*** المرأة
“.([i])

وقال الجلالان: (مهين):
ضعيف، وهى النطفة.(
[ii])

وجاء في (المرسلات /
20): ” ألم نخلقكم من ماء مهين “

جاء في تفسير المنتخب: ألم
نخلقكم من ماء حقير هو النطفة.(
[iii])

لكننا في ولادة المسيح
نجد خَرْقاً لسُنَّة البشر في التوالد فهو كلمة الله ألقاها إلى فتاة عذراء
(مريم) وروح منه (النساء /171). ولم يأتِ من ماء مهين حقير كسائر بنى آدم.
والقصة في القرآن معروفة.

 

(ب) مريم.. الفتاة
التي اختارها الله مرة بعد مرة
.. من بين نساء العالمين وقام تعالى
بذاته بتطهيرها ليجئ منها المسيح وبذلك تصبح سيدة نساء الدنيا والآخرة:

” إذْ قَالَتْ المَلائِكَةُ
يا مَرْيَم إِنّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَرَكِ
à واصطَفاكِàà عَلَى نِساءِ
العالَمِين.”

(آل عمران / 42)

جاء في التفسير: “..
واصطفاها مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين”. (
[iv])

وجاء أيضاً في تفسير
الآية:
ان الله
اختارك لتكوني أم نبيه، وطهرك من كل دنس وخصك بأمومتك لعيسى بفضل على كل
نساء العالمين”
. (
[v])

والعبارة الأخيرة
يؤكدها البيضاوي في تفسيره (آل عمران/36) ” وَلَيْسَ الذَّكّرُ كَالأُنْثَىْ ”
حيث قال:

” لأن لها (يقصد
مريم) شأناً عظيماً لم يحصل للذكر، وهو كونها أم عيسى“. (
[vi])

قال المفكر الإسلامي
عزت السعدني في صدد الآية السابقة (آل عمران/42): ” السيدة مريم أطهر نساء الخلق
أجمعين
.” (
[vii])

وقال
المفكر
الإسلامي أحمد بهجت: ” أضاء المحراب بكلمات الملائكة.. نوع من الضوء تبدو
الشمس إلى جواره مثل شمعة مطفأة. وقال: بهذه الكلمات البسيطة فهمت مريم أن الله
يختارها، ويطهرها ويختارها، ويجعلها على رأس نساء الوجود.. هذا الوجود، والوجود
الذي لم يخلق بعد.. هي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة ”
(
[viii]). ويقول عنها في
موضع آخر: ” الأميرة التي تَوَّجَها الله على نساء العالمين” (
[ix])

ويقول المفكر الإسلامي
حسن دوح: “مريم سيدة نساء العالم.. سيدة نساء الدنيا والآخرة..”. (
[x])

وقالت د.عائشة عبد
الرحمن (بنت الشاطئ)
ààà: إن مريم
أفضل
من
جميع
النساء من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة وأن الله تعالى خصها بما لم يُؤْتِه
امرأة غيرها قط..” (
[xi])

وقالت في موضع آخر: “عندما
أتكلم عن السيدة مريم أم المسيح عليهما السلام، أجد حرجاً بالغاً لما أتهيب من
شخصية أم ليست كمثلها أخرى من الأمهات بمن فيهن من أمهات الأنبياء عليهم السلام
. ([xii])

 

وقد نقل الشيخ أبو
الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة
á: ” أنه ليس في
النساء نبية إنما فيهن

 صديقات كما
قال تعالى مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران..
([xiii])

·      مريم
أيضاً هي الوحيدة التي ذُكِر اسمُها في القرآن. ومن العجب أن أم البشرية وأول
امرأة في الحياة لم يذكر اسمها في القرآن ولو مرة واحدة!!

·              
مريم أيضاً هي الوحيدة التي تَسَمَّت سورة من
سوره باسمها (سورة مريم).

·              
يقول د. عطية عامر تحت عنوان المرأة المثالية في
القرآن:

فَمَنْ هي تلك المرأة
التي ذكر القرآن أن الله اصطفاها مرتين في آية واحدة؟ اسمها “مريم
ابنة عمران”. ذكرها الله في قُرآنه بالاسم مرات ومرات، وفصل قصة حياتها مرة
بعد مرة، وخصص سورة كاملة تحمل اسمها. وهو فضل لم تحظ َبه امرأة في القرآن،
وشرف كبير لمريم تلك التي نعدها صورة صادقة للمرأة المثالية في كل زمان ومكان.

·              
ولقد قام د. عطية عامر بدراسة لبعض الآيات
القرآنية خلص منها إلى أن الله فضل مريم على جميع البشر نساءاً ورجالاً
*à..([xiv])

·              
ليس هذا فقط..

مريم أيضاً هي الوحيدة
بين نساء العالمين والتي لم يستطع الشيطان أن يمسها أثناء ولادتها كعادته مع كل
مولود يأتي إلى العالم (أي ليس للشيطان سلطان عليها).

فقد جاء في السنة
النبوية ما يلي:

1-         
“ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين
يولد فيستهل صارخاً من مَسِّه إياه إلا مريم وابنها “.

وفى لفظ آخر: ” ما
من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرَتَين إلا عيسى بن مريم ومريم.”
أخرجاه البخاري ومسلم. (
[xv])

2- ” كل إنسان
تلده أمه يَلْكِزُه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها “. (
[xvi])



*** ترائب : عظام الصدر مما يلي الترقوتين – بحسب المُعجَم الوجيز .

à يلاحظ أن الله هو الذى طهرها ولم
يرسل ملاكاً يشق ويطهر( انظر
النقطة [5 ] ).

àà الصفى : ما يصطفيه الرئيس من الغنيمة
قبل قسمتها- بحسب المعجم الوجيز.

ààà بنت
الشاطئ هى أستاذ التفسير والدراسات العليا بكليات الشريعة. ( الأهرام 13 / 5 /
1986م ) .

á أهل
السنة والجماعة .. هم جمهرة الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الدين المشاهير. (
فضيلة د. يوسف القرضاوى – كتاب الشفاعة..- نهضة مصر للنشر بالفجالة – القاهرة –
أغسطس1999- رقم الإيداع 11066 / 1999 – ص12 ).

 ààكتابة الدراسة نوع من
التطويل على القارئ ويمكن الرجوع للمرجع ( رقم 21) . ويعضد دراسة د. عطية عامر
تفسير البيضاوى للآية 36 من آل عمران .



[i] تفسير ابن كثير ( سورة
السجدة ) – المجلد السادس – ص362- طبعة دار الشعب – تحقيق ( عبد العزيز غنيم- محمد
أحمد عاشور- محمد ابراهيم البنا ) .

[ii] تفسير الجلالين ( سورة
السجدة ) – ص 348- طبعة الشمرلى – وقد طبع بتصريح من مشيخة الأزهر الشريف ومراقبة
البحوث الثقافية الاسلامية ، وتقرير اللجنة المختصة الصادر برقم 297 بتاريخ 5/ 5/
1977- تحقيق وتعليق د. محمد اسماعيل المدرس بجامعة الأزهر ، وعضو لجنة مراجعة
المصاحف بالأزهر الشريف .

[iv] تفسير ابن كثير ( سورة آل
عمران ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص32.

[v] تفسير المنتخب ( سورة آل
عمران ) – الطبعة السابقة – ص77.

[vi] تفسير البيضاوى ( سورة آل
عمران ) – حاشية العلامة أبى الفضل القرشى المشهور بالكازرونى – إشراف مكتب البحوث
والدراسات – دار الفكر للنشر – بيروت لبنان – 1416هـ / 1996م – الجزء الثانى – ص32
.

[vii] مقالة : “وإنك لعلى
خلق عظيم” – عزت السعدنى – الأهرام 3 / 1 / 1998م .

[viii] أحمد بهجت – أنبياء الله –
ص127، 128- طبعة دار الشروق – طبعة ثانية – 1418هـ/ 1997م .

[ix] الأهرام – رمضان 1980م –
مقالة طين عيسى [ 4 ] .

[x] أخبار اليوم 15/ 1 / 1980م
.

[xi] د. بنت الشاطئ – جريدة
الأهرام 27 / 2 / 1994م .

[xii] د. بنت الشاطئ – جريدة
الأهرام 26 / 2 / 1994م .

[xiii] تفسير ابن كثير ( سورة
يوسف ) – الطبعة السابقة – المجلد الرابع – ص346.

[xiv] د. عطية عامر – قراءة
جديدة للقرآن – دار النعارف للطباعة والنشر – تونس – ص62- 65 – الطبعة الأولى
1999م.
I.S.B.N: 9973- 16- 609- 4

[xv] تفسير ابن كثير ( سورة آل
عمران ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص27، 28.

[xvi] بغية كل مسلم من صحيح
الإمام مسلم – ص270 – طبعة 1389هـ / 1969م – مؤسسة الحلبى للطبع والنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار