تَفْسِير سِفْرُ التَّكْوِينِِ
تَفْسِير سِفْرُ التَّكْوِينِِ]]>
تَفْسِير سِفْرُالتَّكْوِينِِ
يبدأالسفر ب “في البدء خلق الله السموات والأرض.. وروح الله يرف ليعطي حياة. وهذهالبداية تعطينا فكرة أن الله يريد أن يعطي حياة للبشر، بل نرى أن الله خلق الإنسانعلى صورته ومثاله وأعطاه سلطان على كل الخليقة. فالإنسان كان كسفير لله على الأرضيحمل سلطاناً وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في البحار وما في الجو،ليس له سيد من كل الخليقة، بل هو سيد الخليقة الأرضية. وكان هذا مجداً للإنسانوإعلاناً عن إرادة الله من ناحية الإنسان ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط،والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة، وكان هذا معناهالموت، فالله هو مصدر الحياة. ولذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية “ثم ماتيوسف.. فحنطوه وَوُضِعَ في تابوت في مصر. حقاً كما يقول القداس الغريغوري”أنا أختطفت لي قضية الموت” ولاحظ أن الله لم يكن يريد الموت للإنسان.ولاحظ أيضاً أن يوسف مات في أرض مصر وهي تشير لمكان العبودية. إذاً بعد أن كانالإنسان على صورة الله فقد السلطان والحرية وصورة المجد التي كان عليها من قبل،فالله خلق آدم على صورته حراً وله سلطان، ولكن التحنيط يعطي رجاء الخلاص فهو إشارةلحياة أخرى.
خطةالله لخلاص الإنسان
1. الوعدالإلهي: منذ سقط آدم والله أعطاه وعداً بالخلاص “نسل المرأة يسحق رأسالحية” ثم نجد وعود الله لإبراهيم ونرى تجدد الوعد في نسله.
2. الاختيار:ظهر الوعد الإلهي متجلياً في الاختيار. فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحملالسيادة على الأرض كلها. ولا فضل لإبراهيم ولا للشعب حتى يختارهم الله كرجال لهيخرج منهم المخلص الذي يخلص العالم.
3. العهود:كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أقيم بين إبراهيم وأبيمالكوبين يعقوب وحميه (تك23:21،44:31). ونجد أن الله قد رفع شأن الإنسان ودخل معه فيعهود مثل قوس قزح (تك9) ثم مع إبراهيم (تك15). ثم أعطى الله علامة في جسد كل ذكرأي الختان (تك9:17-14) ثم ختم الله العهود بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهدالذي يسجله الآب على الصليب بدم إبنه.
4. الشريعة:إرتبطت في سيناء الشريعة والذبائح، فلا إنفصال بين الوصية والعبادة.
سفرالتكوين يقدم لنا الله كأب حنون يرعى أولاده ويدبر أمورهم المادية والروحية فهوالذي أسس لهم الأرض وما عليها ليحيوا ويشبعوا، وهو الذي يهيئ لهم الخلاص. أي أنهخلق للإنسان الأرض المادية والسماء المادية لينطلق به إلى السماء الجديدة والأرضالجديدة. وهذا السفر يعرض لنا العلاقة بين الله والبشر. ونرى في هذا السفر اللهكصديق للبشر يتمشى في الجنة ليلتقي بالإنسان. ونراه يأكل مع عبده إبراهيم، ونراهيصارع مع يعقوب. ورأينا في هذا السفر أهمية الذبائح وهي عبادة وكيف أن العبادة هيسر مصالحة مع الله. ونرى في هذا السفر العداوة المستمرة بيننا وبين الشيطان(15:3). ونرى الله يتعامل مع كل إنسان في ضعفه محاولاً أن يرفعه.
كاتبالأسفار الخمسة هو موسي النبي
1. شهادةالعهد القديم:- نسمع كثيراً “كلم الرب موسي” (خر 25: 1) في الأسفارالخمسة وفي باقي العهد القديم نسمع كثيراً ” كما هو مكتوب في شريعة موسي رجلالله (عز 2:3) والله هو الذي أمر موسي أن يكتب كل هذا تذكاراً (خر 14:17) فاللهأراد أن يذكر ويسجل كل أعماله مع شعبه. راجع (عز 2:3، 18:6 + نح 1:8 + دا 13:9 +مل4:4).
2. شهادةالعهد الجديد:- نسب المسيح والرسل الشريعة والناموس لموسي (يو5: 46-47 وراجع أع21:15 + رو 10: 5).
3. تثارأسئلة كيف كتب موسي وكيف عرف كل هذه المعلومات
أ. الكتاب كله موحي به من الروح القدس الذي ساقأناس الله القديسون لكي يكتبوا ما كتبوه راجع، (2تي16:3 + 2بط 21:1).
ب. أخبار الخلقة وأخبار الآباء تناقلت عبر رجالالله الأتقياء بدون تشويه عبر أجيال نحددها كالآتي، آدم – متوشالح – سام – إبراهيم– إسحق – لاوى – قهات – موسي. والأحداث هنا تم تناقلها شفوياً من جيل إلي جيل.
ج. إذا كان الله قد أظهر لموسي مثال لخيمة الإجتماععلي الجبل ليصنع مثلها راجع (خر 40:25)، فهل لا نتصور أن الله لا يظهر كل الحقلموسي سواء بصورة أو برؤيا ليكتبه شهادة للأجيال وهذا الكلام سيبقي لآخر الأيام،في الوقت الذي يظهر له الله مثالاً لخيمة سينتهي إستخدامها بعد عدة مئات منالسنين.
د. موسي تهذب بكل حكمة المصريين (خر 10:2 + أع21:7) فهو قادر علي الكتابة.
ه. جاءت الأسفار الخمسة تضم كثير من الكلماتالمصرية. صفنات فعنيح (تك 45:41) وأسنات (تك 45:41) وبعض اسماء المدن وإستخدملكلمة كأس الكلمة المصرية طاس. وأورد عادات مصرية معروفة مثل عزل إخوة يوسف عنيوسف والمصريين علي المائدة (تك 32:43 + تك 34:46 + 22:47) والمعلومات الجغرافيةالواردة صحيحة فهذا يقطع بأن كاتب هذه الأسفار عاش في مصر ويعرفها.
إسمالسفر
يدعيفي العبرية “بي راشيت” وهي الكلمة الآولى في السفر وهي عبرية وتعني”في البدء” وتسميته التكوين فمترجمة عن السبعينية وتعني الأصل أو بدايةالأمور وفي الإنجليزية Genesis ومنهاGenerate بمعنييلد أو يولد أو ينتج، “Generation” بمعني توليدأو نسل أو ذرية أو جيل أو نشوء. وهكذا جاءت نفس الكلمة في أول آية في أنجيل متي Thebook of the generation of Jesus وهي اليونانية BiBλOSΓeυσEWς.
والسفريحوي فعلاً البدايات لكل شئ فهو يحوي بداية الخليقة وبداية الجنس البشري وبدايةالزواج وبداية دخول الخطية والموت وبداية نشأة الأمم والحرف والفنون وإختراعمخترعات. وهو يحوي أيضا سلسلة الأنساب الأولى.
سماتالسفر وغايته
1. كتبموسي وسجل تاريخ العالم في شئ من البساطة التي يفهمها الرجل العامي فهو ليس كتاباًعلمياً، ولكن حين تعرض للعلم لم يخطئ. وكان أن إبتعد في كتاباته عن الخزعبلات التيإنتشرت في وقته وكانت في وقتها هي النظريات العلمية السائدة. هو نظر في أعمال اللهليظهر نفعها للبشر ويظهر الله كخالق ماهر يخلق كل هذه الطبيعة حتي يتمتع بني ادمبها، ولم ينظر إلي فلسفات أو نظريات علمية في طبيعة الخلقة.
2. كونأن الله خلق العالم فهذا يثبت أن العالم ليس أزلياً ولا أبدياً فله بداية ولهنهاية.
3. يبرزهذا السفر أن الإنسان ليس مجرد خليقة وسط ملايين الكائنات لكن كائن فريد يحملالسمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح. وقد وهبه الله الإرادة الحرة دوناً عنباقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعيه.
4. يظهرالسفر إعتزاز الله بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه ” إله إبراهيم وإسحقويعقوب… فهو يود أن يكون إلهاً خاصا بكل إبن له”. بل هو أب للإنسان ولم يخلقهأسيراً ولا في ذل يتحكم فيه كيفما أراد، بل خلقه ليكون إبناً له، خلق لأجلهالمسكونة، وهيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلي حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسانشريكاً في المجد، متنعماً بالأبوة الفائقة. إذن هو السفر الذي بدأ بشرح علاقة اللهبنا. وشرح السفر أهمية الوصية الإلهية وخطورة مخالفتها.
5. فضحعدو الخير وأعلن خططه المهلكة وشهوته من جهة هلاك الإنسان. ووعد الله بالخلاص منهذا العدو، وفي نفس الوقت يظهر الله صداقته للإنسان، فيتمشي صوته عند هبوب ريحالنهار علي الجنة ليلتقي بالإنسان الساقط، وفي الحقل يحاج قايين الخاطئ القاتل،”وعند ثورة بابل ينزل ليري ماذا يفعل الإنسان، ويقبل ضيافة إبراهيم معملاكيه” ويصارع مع يعقوب ليصلح شيئاً ما في داخله. ولنلاحظ أن السفر يظهرقدرة الله علي الخلقة ويظهر محبة الله للإنسان ولكن إعلان قدرته سهل فالسمواتبجندها تحدث بمجد الله والفلك بمداراته يخبر بعمل يديه، أما محبة الله وحتي يظهرهاللإنسان كلفته الكثير فقد خبر بها إبنه الوحيد المتجسد علي الصليب. إذاُ هناك صراعبين الله المحب الذي لا يريد أن يهلك أي أحد بل أن يخلص كل واحد وبين الشيطان الذييتودد للإنسان بملذات العالم، وميدان الصراع هو الإنسان الذي خلقه الله حراً. بلهناك من قال أن الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث اللهللحية ” أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنتتسحقين عقبه (15:3). فالكتاب المقدس يعلن الصراع المر بين عدو الخير والإنسان.
6. نجدأن الخطية قد أفسدت عيني الإنسان وأفقدته القدرة علي لقاء صديقه الأعظم الله. فكانالله قد خلق الإنسان بعد أن هيأ له خلال ملايين السنين أرضاً وسماء وبحراً هي جنةبالحقيقة، بل كان الله شريكاً للإنسان في عمله ورفيقاً له يكلم الإنسان ويريدمجده. وجاءت الخطية فأقامت حاجزاً كثيفاً بين الله والإنسان فعجز الإنسان عن أنيدخل في حوار مع الله وذلك للآتى:-
أ. لا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريقالظلمة أي الخطية.
ب. مع زيادة حجم الخطية إزداد سمك هذا الحاجزالكثيف، فنجد أن الله بعد سقوط آدم وقايين مباشرة يأتي ليكلمهم. ولكن نجد أنالإنسان بدأ يهرب من لقاء الله، فآدم مثلاً إختبأ من أمامه خائفاً أن يفتضح مننوره، كان آدم مثل من لا يستطيع ان ينظر في نور الشمس حتي لا تحترق عيناه وكمنيفضل أن يتستر بالظلام ليتداري شكله المزري.
ج. حَرصَ الله فى محبته أن يخفي نفسه عن الإنسانوكان هذا رد الله علي موسي حين طلب أن يري مجده (خر33) والسبب ” لا يرانيالإنسان ويعيش” فالله خاف علي موسي وعلي الإنسان أن يحترق ويموت عند رؤيتهوهو نار ونور والخطية أضعفت طبيعة الإنسان مثل المرض حينما يفسد صحة إنسان. فكانإحتجاب الله يظهر محبته من ناحية حتي لا يهلك الإنسان ويظهر أيضا قداسته فلا شركةللنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة، طريق الإنفصال.
د. لم يسكت الله علي هلاك الإنسان بل كان التجسدليعيد الوحدة بين الله مع الإنسان ثم الصليب لتموت طبيعة الإنسان العتيقة ويأخذطبيعة جديدة. وهذا شرحه الله في سفر التكوين حينما شرح الطريقة التي سترت آدم وهيالذبيحة ثم السلوك الحي حتي يتحقق عودة الصداقة بين الله والإنسان.
7. فيعرض السفر لحياة الأباء البطاركة رأينا
أ. الله يعمل في أولاده طالما وجد فيهم بصيصاً منالإيمان (إبراهيم/ إسحق…).
ب. أبرز الله بطولاتهم الرائعة الإيمانية الحية.
ج. كشف الله عن ضعفاتهم ولم يضفي عليهم مسحة منالعصمة من الخطأ وذلك:- 1-حتي لا نيأس إذا أخطانا، فقد أخطأ الآباء ولم يهلكوا.2-حتي ندرك أنه ليس صالح ليس ولا واحد والكل محتاج للمسيح الصالح وحده.
د. رأينا في بركة الله لهم، ثمار الطاعة، هذهالطاعة التي كملت بطاعة المسيح.
ه. عناية الله بهم خلال حياتهم وصداقته لهم.
و. إستغل الله حياتهم وإستخدمهم كرموز ليشرح بهمخطته الخلاصية كما حدث في قصة إبراهيم مع إسحق وتقديمه له ذبيحة.
8. كشفالسفر عن مفهوم البركة واللعنة، فالله الطيب الحنون الذي أعطانا نعمة الوجودوأسكننا في الجنة وخلقنا علي صورته، هو نفسه الله القدوس العادل الذي لا يتركالخطية بدون عقوبة.
البركة: عندما خلق الله الإنسانباركه بركة مجانية فهو لم يفعل شيئاً يستحق عليه البركة “وباركهم الله وقالأثمروا… (تك 28:1) ” وأعطاهم بركة السلطة والسيادة. فأصبح الإنسان مثل اللهعلي الأرض أو نائباً له وسيداً لكل الخليقة. ثم بارك نوحاً وبنيه بعد الطوفان 9:2،1 ثم بارك إبراهيم وإسحق ويعقوب (1:12-3) ورأينا البركة درجات 1- تكون مباركاً2- تصير بركة بل رأينا البشر يباركون آخرين (تك 19:14) وإبراهيم بارك إسحق… إلخوكان الله يعتمد هذه البركة. ومن أمثال هذا النوع بركة الوالدين لأبنائهم. وهناكبركة مجانية يعطيها الله، كما لآدم، وهناك بركة نتيجة عمل صالح كما بارك اللهإبراهيم لتقديمه إبنه ذبيحة. وهناك بركة الإبن البكر هذا إذا حافظ علي بكوريته بلاعيب ولم يكن كعيسو مستبيحا لبكوريته. والبكر كان يعتبر رئيساً للأسرة وسيدها وهوالكاهن للأسرة، يأخذ نصيبين من الميراث. وكان من المفهوم أن البكر سيأتي منهالمسيح، وهذه هي البركة الحقيقية للبكر. وكان الآباء يصارعون للحصول علي هذهالبركة سواء من الله أو من إنسان، بل كانوا جوعي بركة ” لا أطلقك حتيتباركني” بل يشتريها يعقوب من عيسو ويتحايل علي أبيه إسحق ليأخذها. ولا يهتمبأن يخلع فخذه بل المهم أنه قد أخذ بركة فسفر التكوين يعطينا فكرة عن البركة، أنهابركة علي أساس العلاقة التي تربط الإنسان بالله والعلاقة التي تربط الأب بأولادهوالكاهن برعيته. فالله يريد أن يبارك كل ما هو لنا بل كل ما نلمسه يتبارك. لكن هذهالبركة ممكن أن تفقد نتيجة الخطية ويأتي بدلها اللعنة.
واللعنة:شئ دخيل علي الأرض ودخيل علي الإنسان وهو نتيجة الخطية وتنقسم إلي:
أ. لعنة الحية: الحية أول كائن يلعن في الكتاب المقدس. واللهلعنها دون أن يحاكمها وصارت تأكل التراب بعد أن كانت تأكل العشب. وهناك تأملللقديس أغسطينوس فآدم من تراب وإلي تراب يعود فالحية تأكل الإنسان وإذا أرادالإنسان أن لا تأكله عليه أن لا يخطئ. وفي هذه اللعنة رأينا أول عداوة بين إنسانوحيوان بعد أن كان له سلطة علي كل الحيوانات. ومن يرفض الخطية تفشل الحية في أنتسحق عقبه. لذلك فلعنة الحية تضمنت عقوبة للإنسان وهي سحق عقبه.
ب. لعنة الأرض: حينما أخطأ آدم لم يلعنه الله بلقال ملعونة الأرض بسببك فصار الإنسان يتعب ليخرج الخير من الأرض. وصارت خيراتالأرض قليلة. والبركة معناها أن الأرض تعطي بلا تعب، وأدم كان في الجنة يعمل ولكنعمله كان بلذة ولما لعنت الأرض أخرجت شوكاً وحسكاً ولكن في الأصحاح الأول لا نسمعشيئاً عن الشوك وهذا الشوك حمله عني المسيح. (راجع تك12:4) أمثلة للعنة الأرض(الدودة/ الحر….) ولم يكن ممكناً أن يلعن الله أدم لسببين:-
1) عطيةالله بلا ندامة: فالله بارك آدم والله لن يرجع في بركته وهذا ما حدث مع إسحق حينمابارك يعقوب ثم إكتشف الخدعة فقال نعم ويكون مباركاً (33:27).
2) سيأتيمنه المسيح: لذلك إستبقي الله البركة مع آدم وعاقبه عقوبة جزئية.
ج. لعنة الإنسان: الله لعن قايين حينما قتل وطاردته اللعنةوهو خائف وليس من يطارد. ثم ظهرت لعنة الإفناء مثل الطوفان وسدوم وعمورة لأنالخطية تفشت حتي أنه قيل “فحزن الرب أنه عمل الإنسان” فالخطية تشعل غضبالله والعكس فإذا وجد إنسان بار يستبقي الله الحياة (نوح/ لوط…) وكذلك لعن كنعانمن جده نوح.
9. أظهرسفر التكوين آثار الخطية
أ. الموت: أجرة الخطية موت والموت له أنواع:
1) موت أبدي: الهلاك الأبدي نتيجة الخطية. إنفصال أبديعن الله.
2) موت جسدي: إنفصال الروح عن الجسد.
3) موت أدبي: فقدان الإنسان لكرامته ولصورة اللهومثاله.
4) موت روحي: إنفصال الروح عن الله.
ب. المرض: وله نوعان تعب الجسد وتعب النفس.
1) المرض الجسدي: بالتعب تأكل… بالوجع تلدين. وقبلالخطية لم يكن هناك مرض.
2) المرض النفسي: قلق وخوف. هذا ما جعل الإنسانيعمل الخطية في الظلام. والخوف ضعف في الشخصية وأما الإنسان الروحاني فلا يخاف.ومن الأمراض النفسية الكذب وتبرير الذات “المرأة التي أعطيتني… الحية هيالسبب” ولم يقل أحد أخطات ولأن من آثار الخطية الخوف قيل في سفر الرؤيا أنالخائفون نصيبهم البحيرة المتقدة بالنار. ومن الأمراض النفسية الخجل بسبب الخطية.بل من الأمراض النفسية ما حدث لقايين وهى نوع من الهلوسة أو الشيزوفرنيا. هو صارهارباً من منظر هابيل المقتول.
ج. فسدت طبيعة الإنسان البسيطة فبعد أن كان لا يعرفسوي الخير أصبح يعرف الخير والشر. ولكن صارت له أيضا طبيعة عاصية متمردة ضد الخير.وصارت له شهوة للشر سببت له صراعاً نفسياً أليماً. كانت عينيه مقفلة أما الآنفمفتوحة (نش 12:4).
د. فقدان السلام: فقد الإنسان السلام بينه وبين الله وبينهوبين الإنسان وبينه وبين نفسه. وبينه وبين سائر الحيوانات التي صارت تؤذيه.
ه. اللعنة: وقد تحدثنا عنها. وتمردت الأرض عليالإنسان. لكن المشكلة أن الإنسان حزن لفقدان بركة الأرض ولم يحزن لأن الله حزين.عموماً الخطية أفقدت الإنسان البركة.
و. سمعنا عن العبودية: وصار كنعان عبداً لإخوته (تك 25:9) فالعبوديةلعنة من الله كما أن السيادة بركة من الله.
ز. كانت هناك عقوبات عامة: الطوفان/ سدوم وعمورة/بلبلة الألسنة التي ظهر فيها كراهية الله للكبرياء.
ح. عقوبة نقص العمر: فصار 120 سنة عوضاً عن ما يقرب من الـ1000 سنةلمتوشالح.
ط. عقوبة السبي والهزيمة: كما حدث لأهل سدوم وعمورةمع كدر لعومر.
ي. فقد الإنسان صورة الله.
10. سفر التكوينإستغرقت أحداثه 2369 سنة من آدم إلي يوسف بحسب الأسماء المذكورة وقد يكون هناكأسماء لم تذكر. وبدأ بأن خلق الله السماء والأرض وإنتهي نهاية محزنة بموت يوسف فيأرض العبودية في مصر. هكذا شاء الله أن يحيا الإنسان وإختار الإنسان الموت”أنا إختطفت لي قضية الموت” القداس الغريغوري
السفرواللغة العلمية
يعيبالبعض علي الكتاب المقدس وخاصة الأصحاح الأول من سفر التكوين أنه غير علمي ولايتماشي مع أحدث نظريات العلم. ولكن نشكر الله علي ذلك للأسباب الآتية.
1. لوكتب السفر بلغة علمية لظل كتاباً مغلقاً لا يفهمه أحد لآلاف السنين.
2. وحتياليوم لن يفهم أحد اللغة العلمية سوي قلة من العلماء.
3. لوكتب باللغة العلمية للقرن العشرين سيصبح بالياً في القرن الحادي والعشرين.
وكانما كتب ليس الغرض منه العلم ولكن:-
1. اللهيظهر بخليقته نوره وجلاله وعظمته.
2. أنهظل يمهد للإنسان لآلاف الملايين من السنين، وحين يخلق الإنسان يجد الأرض والسمواتكجنة. فالله يظهر محبته للإنسان كأب وأم يعدان كل شئ لمولودهما الجديد المنتظر.
3. الكتابمكتوب بلغة بسيطة يفهمها كل الناس ويفرحون بها. ولكنه لا يخطئ علمياً.