الفصل الرابع
الفصل
الرابع
الإدعاء
بسرقة الجسد وحقيقة القبر الفارغ؟!
1 – محور الفيلم وحبكته
الخيالية الملفقة:
عندما نشاهد فيلم ” قبر يسوع الضائع ” نجده يبدأ بداية غريبة
وشاذة بل وغير معقولة على الإطلاق، ولا علاقة لها بالتلاميذ أو بالمسيح، ولا يمكن
أن تصدق!! إذ يتخذ من الإشاعة – التي أطلقها رؤساء اليهود بعد قيامة الرب يسوع
المسيح من الأموات وقولهم أن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوا جسده من القبر والحراس نيام
– حقيقة ويبني عليها كل فكرة الفيلم!! بل ويريد أن يقنعنا بحقيقتها ويزعم أن
المسيح قد قام من الأموات بالروح فقط وليس بالجسد!! في حين أنه وبقية من اشتركوا
في أنتاج الفيلم وإخراجه لا يبدو أنهم يؤمون بأي دين من الأديان!! فيصور لنا مشهد
دفن المسيح بعد صلبه وموته ثم تسلل تلاميذه ليلا لسرقة جسده ودفنه فيما يسمونه
بمقبرة العائلة!! ثم عودتهم للقبر بعد تحلل الجسد المزعوم ووضع عظامه في عضامة
وكتابة اسم ” يسوع بن يوسف ” عليها!!
ولكي نبين كذب هذه
المزاعم والإدعاءات الخيالية لكتاب أهانوا الله ومسيحه، وذهبوا وراء خيال سينمائي
فاسد وهوس أصاب خيال صناع أفلام الكوارث والخيال الذي لا يتفق مع المنطق والعقل
ولا يحترم المقدسات وقد عملوا بمبدأ ” إذا لم يكن الله موجوداً فكل شيء مباح
من أصغر الشرور حتى أكبر الجرائم “. فكل شيء بالنسبة لأمثالهم مباح!! يجب أن
ندرس أحداث الدفن والقيامة كتابياً وتاريخياً ووثائقياً ومنطقياً.
كان من عادة
اليهود أن يدفنوا المصلوبين في نفس اليوم لئلا تتنجس الأرض بسببهم: ” وإذا
كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على
الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله.
فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا ” (تث21: 22و23). ويؤكد القديس
بولس بالروح القدس على ذلك بقوله ” المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار
لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة ” (غل3: 13). والكلمة
العبرية المستخدمة خشبة هنا ” עץ – ates “، وكذلك الكلمة اليونانية ” ξύλον – xoo’-lon ” وتعني خشبة أو شجرة، ويؤكد ذلك التلمود
والمشناة والترجمة اليونانية السبعينية، ومن ثم يمكن أن تترجم، وخاصة في اليونانية،
على صليب. وحسب التقاليد اليهودية والتي أكدت عليها كتب التلمود والمشناة وكتابات
يوسيفوس كان الموتى بهذا الشكل لا يدفنون في مقابر عائلاتهم، بل في مدافن مخصصة
لمثل هؤلاء المذنبين، خاصة لأن تهمتهم الرئيسية كانت هي التجديف وهذا ما أتهم به
الرب يسوع المسيح بسبب إعلانه أمام رئيس الكهنة أنه المسيح ابن الله: ” استحلفك
بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ” (مت26: 64)،
“ فقال يسوع أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا
في سحاب السماء. فمزّق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا
بعد إلى شهود.
قد سمعتم التجاديف. ما رأيكم. فالجميع حكموا عليه انه مستوجب
الموت
” (مر14: 62-64)، ” فمزّق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه
قائلا قد
جدّف. ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه ”
(مت26: 65)، “ أجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا
يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله ” (يو7: 19). ولذا فبحسب
الناموس اليهودي الذي يقول لا يدفن الشرير مع البار كان يجب أن يدفن المسيح في
مقابر المذنبين، هذا فضلا على أن المسيح لم يكن من أورشليم بل من الناصرة ولم يكن
لعائلته قبر في أورشليم.
ونظرا لأن من قام
بتنفيذ حكم الموت في المسيح هم الرومان وكان الوالي بيلاطس البنطي الذي كان موجودا
بينهم منذ عدة سنوات، يعرف عادات اليهود جيداً، ولكنه كان في نفس الوقت يرى في
المسيح شخصا بارا لا يستحق الموت، بل وكان يرى فيه شخصية مهابة لم ير مثله في
حياته. وحتى لا يدفن الرب يسوع في مقابر المذنبين، كان الله قد رتب في مشورته
الأزلية وعلمه السابق، كما سبق أن تنبأ اشعياء النبي أن يدفن في مقبرة وحده ”
وجعل
مع الأشرار قبره ومع غني عند موته ”
(اش53: 9)، تمهيدا لإعلان قيامته من الأموات. ومن ثم تدخل رجل غني وصاحب مكانة يصفه
الكتاب بأنه ” مشير – εὐσχήμων – euschēmōn
“، أي نبيل و ” شريف – βουλευτής – bouleutēs
“،
فهو عضو في السنهدرين اليهودي. ومن الواضح أن له علاقة جيدة مع بيلاطس ومن ثم طلب
أن يدفن جسد يسوع في قبره الجديد الذي نحته في الصخر ولم يدفن فيه أحد قط. لذا فبعد صلبه
وإنزاله من على الصليب يقول الكتاب: ” ولما كان
المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف. وكان هو أيضاً تلميذاً ليسوع. فهذا
تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فأمر بيلاطس حينئذ أن يعطى الجسد. فاخذ
يوسف الجسد ولفه بكتان نقي. ووضعه في قبره الجديد
الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى ”
(مت27: 57-60).
ويصفه الإنجيل
للقديس مرقس بقوله: ” جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف وكان
هو أيضاً منتظرا ملكوت الله فتجاسر ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع ” (مر16:
44). ويقول الإنجيل للقديس لوقا: ” وإذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا
صالحا بارا. هذا لم يكن موافقا لرأيهم وعملهم. وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان
هو أيضاً ينتظر ملكوت الله. هذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. وانزله ولفه
بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط ” (لو23: 50-53).
كما اشترك معه في
عملية الدفن أحد رجال الدين اليهود الأغنياء جدا وأحد أعضاء السنهدرين الذي هو
أعلى سلطة يهودية في ذلك الوقت، يقول الإنجيل للقديس يوحنا: ”
ثم أن يوسف الذي من الرامة وهو تلميذ يسوع ولكن خفية لسبب الخوف
من اليهود سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع. فأذن بيلاطس فجاء واخذ جسد يسوع. وجاء
أيضاً نيقوديموس الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مرّ وعود نحو مئة منا.
فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا. وكان
في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط. فهناك
وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود لان القبر كان قريبا ” (يو19: 38-42).
ونلاحظ هنا أن جسد
الرب يسوع المسيح كُفّن بالأكفان حسب عادة اليهود، وقام بدفنه يوسف الرامي والذي
كان من تلاميذ المسيح ولكن سرا بسبب الخوف من اليهود ” لأن اليهود
كانوا قد تعاهدوا انه أن اعترف احد بأنه المسيح يخرج من
المجمع ” (يو9: 22). و ” لم يكن
موافقا لرأيهم وعملهم ” كما يقول القديس لوقا. وكان هذا الرجل
مشيراً وصالحاً وغنياً حتى أنه كان يمتلك بستاناً كبيرا وينحت فيه قبرا في الصخرة،
وقد اشترك معه في عملية التكفين والدفن نيقوديموس الثري وعضو مجلس السنهدرين
اليهودي الذي حكم على المسيح بالصلب، ولكنه، نيقوديموس، كان تلميذا للرب يسوع المسيح
ولكن في الخفاء. ويتضح ثراء هذا الرجل من كية العود والمر التي استخدمها ” مزيج
مرّ وعود نحو مئة منا “!! أي حوالي 33 كجم، وكان العود غالي
الثمن جداً.
وأنه دفن في قبر جديد منحوت
في صخرة في بستان معروف وشهير وقريب من موضع الجلجثة الذي صلب فيه. ولم يدفن لا في
مقبرة عامة ولا في مقبرة عائلته في الناصرة. وقد وضع على قبره حجر كبير دحرج على
باب القبر لا يستطيع عشرون رجلاً على دحرجته عن بابا القبر، كما سنرى.
2 – التكفين والدفن
تاريخيا وحضاريا وعملياً:
كان دفن جسد الرب يسوع
المسيح له أهمية خاصة جدا سواء عند اليهود أو الرومان أو التلاميذ، ولذا يقول أحد
الدارسين: ” إن ما نعرفه عن دفن الرب يسوع يفوق ما نعرفه عن دفن أية شخصية
أخرى في التاريخ القديم كله. فنحن نعرف عن دفنه أكثر مما نعرفه عن أية شخصية أخرى
في العهد القديم، أو ملوك بابل، أو فراعنة مِصر، أو فلاسفة الإغريق، أو قياصرة
الرومان. إننا نعرف من أخذ جسده من على الصليب، ونعلم شيئاً عن تعطير جسده
بالأطياب وعن أكفانه، ونعرف القبر الذي دُفن فيه، واسم صاحبه، يوسف من مدينة تدعى
الرامة. ونعرف أيضاً أن موضع القبر كان في بستان قريب من مكان الصلب، خارج أسوار
المدينة. وعندنا أربعة سجلات تاريخية عن الدفن، تتوافق جميعها، واحد منها لمتى
تلميذ المسيح الذي حضر حادثة الصلب. والثاني لمرقس الذي يقول البعض إنه كتب القصة
بعد صعود الرب بأقل من عشر سنوات. والثالث للوقا المؤرخ العظيم ورفيق الرسول بولس.
والرابع ليوحنا آخر من غادر مكان الصلب، وكان مع بطرس، أول من رأى القبر الفارغ
صباح أحد القيامة “(1).
ويقول المؤرخ ألفريد
إديرشايم اليهودي السابق والذي تحول إلى المسيحية في كتابه ” حياة وأوقات
يسوع المسيا ” عن عادات الدفن عند اليهود: لم يكن الأغنياء وحدهم هم الذين
يملكون قبوراً خاصة، بل كان متوسطو الحال أيضاً لهم قبور، وكانوا يجهزون القبر قبل
الحاجة إليه بوقت طويل، وكانت القبور تورَّث وتَّعامل على أنها ملكية خاصة. وفي
هذه الكهوف، أو القبور المنحوتة في الصخر، توضع الأجساد بعد تعطيرها بالأطياب مثل
نبات الأس والعود، وفي زمن لاحق أيضاً بالزوفا وماء الورد وزيته. وكانت الأجساد
تُكسى بالثياب، ثم أصبحت فيما بعد تلف بالأكفان، ولو أمكن كانوا يلفونها بأقمشة
استعملت قبلاً في لف كتب الشريعة. وكانت القبور إما منحوتة في الصخر أو كهوف
طبيعية أو سراديب ذات حوائط كبيرة بها فتحات على جانبي الجدران “(2).
وقال عن دفن الرب يسوع
المسيح: ” لعله بسبب اقتراب السبت وضرورة الاستعجال، أن يوسف الرامي اقترح
دفن المسيح في قبره الجديد الذي لم يسبق لأحد أن وُضع فيه. وأُنزل الصليب إلى
مستوى الأرض، وانتزعت منه المسامير الخشنة، وحُلَّت الحبال. ولف يوسف ومن معه
الجسد المقدس ” في كتان نقي “، ثم حمله مسرعاً إلى القبر المنحوت في
الصخر في بستان قريب. وهذا القبر المنحوت في الصخر أو الكهف (Meartha) كان به فتحة جدارية (Kukhin) لوضع الجسد بها.
وجدير بالذكر أنها كانت في مدخل القبر، داخل الكهف الصخري، ردهة مربعة طولها تسعة
أقدام حيث كان يوضع النعش ويقوم حاملوه بآخر الواجبات من نحو جسد الميت “(3).
ويضيف أيضاً: ” أن
نيقوديموس، عضو مجلس السنهدريم 000 جاء حاملاً مزيجاً عطراً من المر والعود كان
يستخدمه اليهود لأغراض التعطير والتكفين. وفي ردهة القبر تمت عملية التحنيط – لو
كان يسوغ أن نطلق عليها ذلك – على عجل “(4).
وكانت
العادة في أيام الرب يسوع المسيح قد جرت على استخدام كميات كبيرة من
الأطياب لتكفين الجسد وخاصة للشخصيات ذات المكانة الكبيرة.
ويقول چيمس هاستنجز عن
الأكفان التي وجدت في قبر يسوع الفارغ: ” منذ عصر يوحنا فم الذهب (القرن
الرابع الميلادي) عُرف أن المرّ كان دواءً يلتصق بالجسد ويلتحم به فيصعب معه نزع
الأكفان عن بدن الميت “(5).
ويصف ميريل
تيني عملية التكفين والدفن كالتالي: ” عند إعداد الجسد للدفن بحسب عادة
اليهود، كانوا يغسِّلونه ويسوونه، ثم يلفَّونه بإحكام من الإبطين إلى الكاحلين
بقطع طولية من القماش الكتاني بعرض قدم. وكانت الأطياب العطرية، ذات القوام اللدن
غالباً ما توضع بين طيات الأكفان. فكانت تعمل على حفظ الجسد وعلى لصق طيات القماش
لتتماسك معاً في ذات الوقت 000 ويتفق تعبير يوحنا تماماً: ” ولفَّاه بأكفان
مع الأطياب ” مع تعبير لوقا 23: 53 حيث يقول الكاتب: ” ولفَّه بكتان 000
وفي صباح اليوم الأول من الأسبوع اختفى جسد يسوع، لكن الأكفان بقيت “(6).
ويقول وليم لين كريج
عن حماية قبور رجال الله المقدسين من اليهود: ” في أيام المسيح كان هناك
اهتمام غير عادي بقبور شهداء اليهود ورجال الله المقدسين منهم، فكانوا يولون عناية
خاصة بها ويبجلونها. وهذا يدل على أن قبر يسوع قد حظي بنفس هذه الرعاية. فلم يكن
التلاميذ لديهم أدنى فكرة عن القيامة سوى القيامة العامة في نهاية العالم، ومن ثم
فلم يكن من الممكن أن يتركوا الموضع الذي دُفن فيه المعلم دون أن يلاحظوه. وهذا
الاهتمام يفسر أيضاً مراقبة النسوة لعملية الدفن ورغبتهم فيما بعد أن يدهن جسد
يسوع بالحنوط والعطور (لوقا 23: 55، 56)(7).
3 – وضع الحجر على باب
القبر:
يقول عالم الآثار عاموس
كلونير أن 98% من القبور وقت المسيح كان يوضع عليها حجر مربع، أما قبور الأغنياء
جداً فكان يوضع عليها حجر مستدير ضخم، ويوجد من هذه الحجارة المستديرة الآن أربعة.
وكان وضع هذه الأحجار الضخمة المستديرة على القبور لحمايتها من لصوص المقابر
والحيوانات المفترسة. وقد دفن الرب يسوع المسيح في قبر يوسف الرامي هذا الرجل
الثري جداً ووضع على القبر ” حجراً كبيرا (عظيما) ” كما يقول القديس متى
(27: 60)، ويستخدم هنا الكلمة اليونانية ” μέγας – megas ” والتي تعني ” عظيماً، ضخماً “. ويقول القديس
مرقس أنه ” كان عظيماً جداً ” (مر16: 5). فقد كان القبر
منحوتاً في الصخر، ويقول أحد الدارسين أن وزن الحجر كان 2 طن. ويستخدم القديس في
وصفه لدحرجة الحجر في الآية ” وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك
الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه ” (مت28:
2)، الكلمة اليونانية ἀποκυλίω – apokuliō ” وتعني ” يدحرج بعيداً “،
واستخدم القديس مرقس في قوله ” فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج.
لأنه كان عظيما جداً ” (مر16: 4)، الفعل
” ανακεκυλισται” وأصله ” كاليو “، التي تعنى يدحرج إلى أعلى. وتوضح
أنه كان هناك منحدر نزل فيه الحجر وعند رفعه من على باب القبر كان يجب أن يُرفع
لأعلى. كما يستخدم القديس لوقا أيضاً كلمة ” كاليو ” مع حرف
“أبو” الذي يعنى ” يدحرج ” إلى مكان بعيد أو منفصل. وهو يقول
أن الحجر دحرج ليس فقط عن مدخل القبر لكن عن القبر نفسه. أما القديس يوحنا فيستخدم
الكلمة اليونانية بمعنى أن الحجر حُمل ودُحرج بعيداً.
يقول آ.ب. بروس عالم
النقد النصي والمخطوطات عن الحجر الذي كان على قبر الرب يسوع المسيح: ” كان
اليهود يسمونه ” جوليل “(8). ويقول ه. و. هولومان نقلاً عن ج. م.
ماكي: ” كان مدخل الحجرة المركزية عليه حجراً دائرياً ثقيلاً وكبيراً يدور في
مجرى منخفض قليلاً عند المنتصف أمام مدخل القبر “(9).
وويقول ت. چ.
ثوربرن أن هذا الحجر كان يُستخدم ” للحماية ضد عبث الناس والوحوش ”
ويمضي قائلاً: ” ويُشار إلى هذا الحجر مراراً في التلمود، إذ يشير إليه
العالم اليهودي سيمونيدس “. ويعلق الدكتور ثوربرن على ضخامة حجم هذا الحجر
قائلاً: ” كان عادة يحتاج لبضعة رجال ليحركوه “. وبما أن الحجر الذي
وُضع على قبر يسوع كان بغرض منع السرقة، فلعلَّه كان أضخم من الحجارة المستخدمة في
الظروف العادية “(10).
وينقل لنا ثوربرن ما
يؤكد عظم هذا الحجر وثقله أيضاً مما جاء بهامش المخطوطة البيزية المحفوظة في مكتبة
جامعة كمبريدچ: ” وجِد في إحدى مخطوطات القرن الرابع تعليق بين قوسين على
مرقس 16: 4 يقول: ” وعندما وضع هناك، وضع (أي يوسف) على باب القبر حجراً
لا يستطيع عشرون رجلاً أن يدحرجوه “. ويعلق جوش مكدويل على ذلك بقوله
” وندرك أهمية ملاحظة الدكتور ثوربرن إذا عرفنا قواعد تدوين المخطوطات. جرت
العادة على أن الناسخ إذا كان يريد أن يضيف تعليقاً خاصاً له، فإنه يقوم بتدوينه
في الهامش ولا يضعه داخل النصّ. ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن وضع هذه العبارة داخل
النصّ كان نقلاً عن نصّ مبكر أقرب لزمن المسيح، ربما عن مخطوطة ترجع إلى القرن الأول.
وقد يكون من سجل هذه العبارة شاهد عيان أدهشته ضخامة الحجر الذي دُحرج على قبر
يسوع. ويشير جلبرت وست من جامعة أكسفورد أيضاً إلى أهمية هذه العبارة الموجودة
بالمخطوطة البيزية وذلك في صفحتي 37 و 38 من كتابه ” ملاحظات على تاريخ
وبراهين قيامة يسوع المسيح(11).
ويقول ألفريد إديرشايم
المتخصص في تاريخ العهد الجديد، عن دفن الرب يسوع المسيح: ” وهكذا وضعوا جسده
داخل القبر الجديد المنحوت في الصخر، وعند خروجهم دحرجوا ” حجراً عظيماً
” – أو ” جوليل ” – ليغلقوا مدخل القبر حسب عادة اليهود.
ولعلهم سندوا الحجر الكبير، كما جرت العادة، بحجر آخر صغير يسمونه ” دوفج
“، والأغلب أن السلطات وضعت الختم عند اتصال الحجرين في اليوم التالي، رغم
أنه كان سبتاً، حتى يظهر أقل تغير يطرأ عليهما “(12).
ويعلِّق فرانك موريسون
في كتابه ” من دحرج الحجر؟ ” على زيارة للقبر صباح الأحد باكراً بقوله: ”
لابد أن مسألة دحرجة الحجر قد حيرت النسوة. فقد شاهدت اثنتان منهن على الأقل عملية
الدفن وعرفتا كيف ُوضع الحجر. فكان الحجر الكبير يمثل مشكلة كبيرة أمامهن. فعندما
نقرأ الكلمات الآتية في أقدم الروايات الإنجيلية، وهي رواية مرقس: ” من يدحرج
لنا الحجر عن باب القبر؟ ” لا نملك سوى الشعور بأن انشغال النسوة بمسألة
الحجر ليست عاملاً نفسياً أساسياً في المشكلة فحسب، بل أنها أيضاً عامل تاريخي
فاعل حتى لحظة وصولهن إلى القبر “(13).
بل ويدعو موريسون
الحجر الذي كان على قبر يسوع ” الشاهد الصامت الذي لا يخطئ على مجمل الأحداث –
وهناك حقائق معينة بشأن هذا الحجر تستدعي الدراسة الدقيقة والبحث.
ولنبدأ أولاً بمسألة
حجم الحجر وطبيعته 000 لا شك أن الحجر كان كبيراً ثقيل الوزن. وهذه الحقيقة يؤكدها
أو يدلل عليها كتبة الوحي. فيقول القديس مرقس إنه كان ” عظيماً جداً “،
ويقول القديس متى أنه كان ” حجراً كبيراً “. ويقول القديس بطرس: ” لأن
الحجر كان كبيراً ” وما يؤيد ذلك أيضاً ما قيل عن حيرة النسوة بشأن تحريكه.
ولو لم يكن الحجر ثقيلاً لكانت قوة النساء الثلاث معاً كافية لتحريكه. وهذا يدلنا
على أنه كان أثقل مما يستطعن زحزحته وحدهن. وكل هذه الشواهد لها أهميتها بالنسبة
للقضية “(14).
4 – الختم:
يقول الإنجيل للقديس
متى: ” وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر وفي
الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين. يا سيد
قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حيّ أني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط
القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام
من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة اشر من الأولى. فقال لهم بيلاطس عندكم حراس. اذهبوا
واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر ” (مت27: 62-66).
وقد كان
رؤساء اليهود محقين في قولهم أنه ” قال وهو حيّ أني بعد ثلاثة أيام
أقوم ” قال وهو حيّ أني بعد ثلاثة أيام أقوم “.
فقد كرر الرب يسوع المسيح أنه سيقوم في اليوم الثالث أو أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام
من موته مرات كثيرة كما يقول الكتاب: ” لأنه كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم
أن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه. وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث
” (مر9: 31)، ” وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم
ويقوم من الأموات في اليوم الثالث ” (لو24: 46)، ” من ذلك
الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ
ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم ” (مت 16: 21)،
” فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ” (مت17: 23)، ” ويسلمونه
إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه. وفي اليوم الثالث يقوم
” (مت20: 19)، ” فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم
الثالث يقوم ” (مر10: 34)، ” ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم
” (لو9: 22)، ” فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب (يقصد هيرودس) ها أنا
اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث أكمل ” (لو13: 32)،
” ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ” (لو18: 33).
” ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم ” (لو24: 7)، ” ويقتل.
وبعد ثلاثة أيام يقوم ” (مر8: 31)(1).
لذا طلب رؤساء اليهود من بيلاطس أن يضع حراسة مشددة على القبر.
وكان يوسف
الرامي قد وضع على القبر الذي وضع فيه الجسد المقدس حجراً كبيراً لا يقدر على
دحرجته عدة رجال ووضع رجال السنهدرين حراسة مشددة من الجنود الرومان حول القبر
وختموا الحجر وكان هناك استحالة أن يرفع أحد هذا الحجر ويفك ختومه دون حدوث معركة
مع هؤلاء الحراس، كما بينا أعلاه.
يقول
الدارسون كان الختم يوضع في حضور واحد من الحراس الرومان
وكانوا يضعون قطعتين من حبال مصنوعة من جلد غير مدموغ وممدود، ثم يجعلونه في
شكل سمبوكسة ذات أربعة أضلاع ثم يضعوا الختم في وسطه. كان هذا الختم هو ختم
طيباريوس قيصر، وكانت السلطة الرومانية وسطوتها
وراء هذا الختم، وكان عقاب من يعبث بهذا الختم
القتل في وضع مقلوب، ولا يمكن أن يكون الرسل هم
الذين كسروا الختم. فقد كان الختم الذي وضع على الحجر أكثر أهمية من الحجر نفسه
رغم ثقله وذلك لأن الختم يحمى القبر من السارقين. وقد ذهب الفريسيون إلى بيلاطس
بعد موت المسيح قائلين له: ” أن هذا المضل قال قبل موته أنه سيقوم في اليوم
الثالث ” ولذلك سألوه أن يضبط القبر ويضع حراس عليه. قال لهم بيلاطس
“إذهبوا أنتم واضبطوه” وهكذا وضعوا الختم ثم الحراس على القبر (مت 27: 64-66).
ويصف أ. ت روبرت في كتابه ” الكلمات التصويرية في العهد الجديد ” كيفية
ختم الحجر فقال غالباً ما كانوا يمرون حبلاً من طرف الحجر إلى الطرف الآخر مع وضع
ختم على كل نهاية حبل كما في (دانيال 6: 17) نقرأ والحجر الذي وضع على فم الجب
وختمه الملك بخاتمه حتى لا يتغير شئ من الحكم على دانيال. وقد كان الختم يختم أمام
الحراس الرومان المسئولين عن حراسة الختم حتى يحافظوا على سلامة الختم الروماني
رمز السلطة والقوة. وقد عملوا كل ما استطاعوا ليحرسوه من اللصوص ويمنعوه من
القيامة، وأثناء حراستهم التى زادت عن الحد أضافوا شهادة أخرى قوية وحقيقة واضحة
وهى أن القبر كان فارغاً لأن المسيح قد قام.
ويقول أ.ب. بروس أن ”
عبارة ” وختموا الحجر ” تشير إلى إجراء احتياطي إضافي من جانبهم بوضع
خيط على الحجر وختم القبر عند كلا طرفيه. وفعلوا ما بوسعهم لمنع السرقة والقيامة
“(15).
فقد كان الختم
الروماني على قبر الرب يسوع المسيح إذاً يهدف إلى منع أية محأولة للعبث بمحتوياته.
فأي شخص يحأول أن يزحزح الحجر عن باب القبر كان سيكسر الختم وبالتالي يقع تحت
طائلة القانون الروماني.
ويقول هنري ألفورد: ”
كانوا يختمون الحجر عن طريق شد حبل أو خيط عرضياً على الحجر عند باب القبر،
ويثبتونه عند الطرفين على الصخر بصلصال لاصق “(16).
ويقول مارفين فينسنت: ”
كانوا يختمون الحجر في حضور الحراس، ثم يتركون الحرَّاس للقيام بعملهم هناك. وكان
من الضروري أن يشهد الحرَّاس ختم القبر. كان الختم يتم بأن يمد حبل عَرضياً على
الحجر ويثبت على الصخر عند الطرفين بصلصال لاصق. ولو كان باب القبر يغلق بعارضة
خشبية على الحجر، كانوا يختمون هذه العارضة على الصخر “(17).
ويقول د.د.
ويدون: ” وهكذا لم يكن ممكناً فتح باب القبر دون كسر الختم، وهذا كان يعتبر
جريمة في حق سلطة الدولة الرومانية التي وضعت الختم. وضُع الحرَّاس لحراسة القبر
والحيلولة دون خداع التلاميذ، بينما وُضع الختم لضمان عدم تواطؤ الحرَّاس. وذكر في
(دانيال 6: 17): ” وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم
عظمائه “(18).
ويسجل يوحنا فم الذهب،
أسقف القسطنطينية في القرن الرابع، الملاحظات التالية عن إجراءات الحراسة التي
اتخذت عند قبر يسوع: ” وعلى أية حال نرى أن هذه الكلمات تشهد لصحة كل من هذه
الحقائق إذ يقول الإنجيل: ” تَّذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي (أنه بعد موته):
إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر (أي أنه قد دفن) لئلا يأتي تلاميذه
ويسرقوه “. إذ أنه لو خُتم القبر، لما كانت هناك خدعة، لأن هذا يصبح غير ممكن.
إذاً فقد تبرهنت القيامة بما تقدم لأنه لما خُتم القبر لم يكن مجال للخداع. وإذ
أنه ليس في الأمر خداع، ومع وجود القبر الفارغ، فمن الواضح أنه قد قام، وهذا أمر
بَيِّن لا جدال عليه. هل ترى إذاً كيف قدموا البرهان على حقيقة القيامة، دون قصد
منهم “(19).
5 – الحراس عند
القبر:
طلب رؤساء اليهود من
بيلاطس وضع حراسة على القبر فقال لهم: ” عندكم حُرَّاس. اذهبوا واضبطوه كما
تعلمون “. (مت27: 65) والسؤال هو: هل كان الحُرَّاس جنوداً رومانيين، أم
كانوا من حرس الهيكل؟ وقد أجمع العلماء والدارسين على أن الحراس كانوا من الجنود
الرومان لأن الكتاب يستخدم تعبير ” κουστωδία – Koustodia ” واصلها في اللاتينية ” custody ” والتي تعني حارس روماني. وتوضيحاً لذلك يقول ألبرت
روبر في كتابه: ” هل قام يسوع من الأموات؟”: ” وعلى رأس الحُرَّاس
كان قائد المائة الذي عيَّنه بيلاطس، ولعله كان يحظى بالثقة الكاملة لديه، وقد حفظ
التقليد لنا أن اسمه بترونيوس. فمن المنطقي أن يكون ممثلو الإمبراطور هؤلاء قد عهد
إليهم بحراسة القبر بكل حرص وأمانة تماماً كما نفذوا عقوبة الصلْب. فلم تكن لديهم
مصلحة في أداء المهمة التي أنيطت بهم سوى التزامهم بأداء واجبهم كجنود من نحو
الإمبراطورية الرومانية التي أعلنوا ولاءهم إليها. كان الختم الذي على الحجر عند
باب القبر شيئاً مقدساً بالنسبة لهم أكثر من كل فلسفة إسرائيل أو قدسية عقائدها
القديمة. فالجنود الذين يتجرَّدون من مشاعرهم لدرجة المقامرة على رداء مصلوب يحتضر
لا يمكن أن يخدعهم جليليون ضعفاء أو يخاطروا بحياتهم بالنوم في فترة حراستهم
“(20).
ويقول إ. لو كامي: ”
يعتقد البعض أن بيلاطس هنا يقصد خدام الهيكل الذين كان يعيِّنهم رؤساء الكهنة
والذين كانت لهم مصلحة في حراسة القبر. ويمكننا أن نعلل بسهولة فساد هؤلاء أكثر
مما لو كانوا جنوداً رومانيين عندما حثهم رؤساء اليهود على القول بأنهم كانوا
نياماً أثناء فترة حراستهم. إلا أن الكلمة المستخدمة هنا وهي (Koustodia) المستعارة من اللغة اللاتينية تشير إلى الحرس الروماني. كما أن
ذكر ” الوالي ” (متى 28: 14) تجعل هذا الرأي هو الأرجح(21).
ويقول أ. ت. روبرتسون،
العالم الضليع باللغة اليونانية إن عبارة: ” عندكم حُرَّاس ” (Kousodian) تعبر عن صيغة الأمر وتشير إلى الحراس الرومانيين وليس حرس الهيكل
“(22).
ويشير روبرتسون أيضاً إلى
أن الكلمة اللاتينية ” حراس ” Koustodia ترد في بردية
أوكسرينكوس Oxyrhynchus التي ترجع إلى عام 22م “(23).
وفي القاموس
اليوناني الإنجليزي للعهد الجديد الصادر عن جامعة شيكاغو، 1952، يورد أرندت
وجينجريتش التعريف التالي لهذه الكلمة: ” حرس من مجموعة من الجنود ”
(متى 27: 66، 28: 11) 00 وعبارة: ” عندكم حُرَّاس ” تعني ” خذوا
حراساً ” (متى 27: 65)(24).
ويقول لنا هارولد سميث
في ” قاموس المسيح والأناجيل ” المعلومات التالية عن الحرس الروماني: ”
كلمة حُرَّاس ” هي ترجمة لكلمة Koustodia (وباللاتينية Custodia) (مت27: 65و66؛ 28: 11)، وهي تشير في النصوص المشار إليها إلى
الجنود الذين أخذهم رؤساء الكهنة والفريسيون من بيلاطس لحراسة القبر. وحاجة اليهود
للحصول على تصريح من بيلاطس في هذا الأمر، وخشية الجنود من عقوبته لهم (مت28: 14)
تبيِّن أن هؤلاء الحراس كانوا من جنود القوات الرومانية في أورشليم وليس من حراس
الهيكل اليهودي. ولعلَّهم نفس الجنود الذين كانوا يحرسون الصليب 000 وقد تكون
عبارة ” عندكم حراس ” جملة أمر يقصد بها: ” خذوا حُرَّاساًَ “(25).
ويقول جوش مكدويل: ”
يؤكد سياق الحديث في (مت27، 28) أن الحُرَّاس الرومانيين هم الذين كانوا يحرسون
قبر يسوع. ولو أن بيلاطس كان يشير إلى حرس الهيكل، لكان هؤلاء الحراس مسئولين أمام
رؤساء الكهنة فقط وليس أمام بيلاطس. ولكن لو كان بيلاطس يشير إلى الحرس الروماني،
لكانوا مسئولين أمام بيلاطس وليس أمام رؤساء الكهنة. وهذا الأمر نراه في الآيتين
11 و14 من أصحاح 28.
تسجل الآية 11 أن
الحُرَّاس أتوا إلى رؤساء الكهنة وأُخبِروا بالقيامة. ويبدو للوهلة الأولى من هذه
الآية أنهم كانوا مسئولين أمام رؤساء الكهنة. و لكن لو أن الحُرَّاس قد أخبروا
بيلاطس بذلك لكانوا قد قُتلوا على الفور- كما سنرى. وتؤكد الآية 14 الرأي القائل
بأنهم كانوا من الحُرَّاس الرومانيين تحت رئاسة بيلاطس مباشرة: ” وإذا سمع
ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين ” (مت 28: 14). فلو كانوا من
حرس الهيكل، فلماذا يخشون معرفة بيلاطس بالأمر؟ لا يوجد ما يدل على أنهم كانوا
تابعين لبيلاطس. ومن ثم فإن الكاتب يروي الأحداث على النحو التالي: أمر بيلاطس
الحُرَّاس الرومانيين أن يحرسوا القبر ترضية لقادة اليهود الدينيين، بعد أن طلب
رؤساء الكهنة الحراسة الرومانية للقبر: ” فمر بضبط القبر ” (مت27: 64).
وكان من المستحيل أن
ينام هؤلاء الحراس في خدمهم أو يقصروا فيها أو أن يسرق منهم الجسد بسبب القوانين
الصارمة التي كان تحكمهم وكان العقاب المتوقع هو الموت. يقول چورچ كاري: ” كان
ترْك خدمة الحراسة يعاقب بالموت طبقاً للقانون(26). وأشهر ما قيل عن
صرامة النظام العكسري نجده في كتابات بوليبيوس، وهو يشير إلى أن الخوف من العقوبة
أدى إلى الالتزام الشديد بواجبات الخدمة العسكرية وخاصة في الحراسات الليلية.
وتكتسب هذه الكتابات أهميتها من مركز الكاتب الذي كان يصف ما أتيح له أن يراه
بعينيه. ونجد مثيلاً لما كتبه بوجه عام في كتابات غيره من المؤرخين “(27).
كما يقدم لنا ت. چ.
تكر الصورة الحية التالية للأسلحة التي يحملها الجندي الروماني: ” يحمل في
يده اليمنى الرمح الروماني الشهير، وهو سلاح قوي طوله يزيد على 6 أقدام، ويتكون من
رأس حادة من الحديد مثبتة في قصبة خشبية. ويمكن للجندي أن يهاجم به كحربة، أو يرمي
به كرمح ثم يقاتل عن كثب بسيفه. وعلى ذراعه اليسرى يحمل درعاً كبيراً، وهذا له
أشكال متعددة وأحد أشكاله الشائعة هو الدرع المقوس إلى الداخل عند الحواف، ويصل
طول هذا الدرع إلى 4 أقدام طولاً 2.5 قدم عرضاً، وهناك أيضاً الدرع
السداسي الشكل – على شكل معين ولكن بزوايا غير حادة. وأحياناً يكون الدرع على شكل
بيضاوي. وهو يصنع من الأغصان المجدولة أو الخشب المكسو بالجلد 00 ويُزَّين بزخارف
حربية معدنية، وأحد أشهر هذه الزخارف هو نقش للصاعقة. ويصنع للدرع مقبض حتى يمكن
حمله، وقد يكون له أيضاً حزام لحمله على الكتف اليمنى. وحتى يكون السيف – وهو سلاح
للطعن أكثر منه للبتر يصل طوله إلى ثلاثة أقدام – بعيداً عن الدرع، فهو يعلق على
الجانب الأيمن بواسطة حزام يصل إلى الكتف اليسرى. وقد يبدو هذا الوضع غير ملائم
للحركة، ولكن علينا أن نتذكر أن السيف لا يُستخدم إلا عندما تفرغ اليد اليمنى من
حمل الرمح، وأنه يمكن حمله بسهولة على الجانب الأيسر بواسطة حزام معلَّق، وهكذا
يمكن استلاله. ويحتفظ الجندي بخنجر في حزامه على الجانب الأيسر “(28).
ولكن في فجر الأحد
” اليوم الأول من الأسبوع ” يقول الكتاب: ” وإذا زلزلة عظيمة
حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان
منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه أرتعد الحراس وصاروا كأموات ”
(مت2: 28-4). ثم يقول الكتاب: ” إذا قوم من
الحراس جاءوا إلى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ
وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين. قولوا أن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن
نيام. وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فاخذوا الفضة وفعلوا
كما علّموهم. فشاع هذا
القول
عند اليهود إلى هذا اليوم(29) ” (مت28: 11-15).
وهذا النص
الأخير هو الذي بنى عليه صناع الفيلم حبكتهم!! فقد رُفع الحجر من على باب
القبر بقوة سمائية غير مادية، فقد نزل الملاك من السماء وظهر بصورة فائقة للطبيعة
” منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج “، هذا المشهد السمائي جعل
الحراس يسقطون على الأرض هلعاً ورعباً ” من خوفه ” وصاروا
كالأموات، ولما بدأ الملاك يخفف البهاء الذي ظهر به تمالك الجنود أنفسهم وهربوا من
موقع القبر في ذهول ورعدة وذهب بعض منهم إلى رؤساء الكهنة وأخبروهم بما جرى، وأدرك
رؤساء الكهنة أن يسوع المسيح قام حقاً ومع ذلك رفضوا أن يصدقوا كعادتهم في إنكار
كل ما صنعه من معجزات خوفاً من أن يذهب الشعب ورائه(3) ولجئوا
للضلال الذي سبق أن اتهموا به التلاميذ!! وطبقوا على
أنفسهم ما سبق قاله الرب يسوع المسيح عنهم ” ولا أن قام واحد من الأموات
يصدقون ” (لو31: 16)، ويعلل كاتب إنجيل بطرس الأبوكريفي، المنحول أو المزيف، والذي
كتب في منتصف القرن الثاني، موقفهم هذا بقوله أنهم خافوا الناس أكثر من الله: ”
انه من الأفضل لنا أن نكون مذنبين أمام الله بالآثم العظيم من الوقوع في أيدي شعب
اليهود فنرجم “(4)!! وأعطوا الجنود رشوة كبيرة(5)
لكي يذيعوا بين الناس أن تلاميذه سرقوه(6) ليلاً المحوا لهم
برشوة بيلاطس أيضاً إذا
عرف بحقيقة الأمر.
والعجيب أن
ما لفقه رؤساء الكهنة وردده عنهم الجنود له أكبر دليل على قيامة الرب يسوع المسيح
من الموت:
أولاً: لأنه لا
يمكن أن يترك جنود الحراسة، جميعاً، الحراسة ويناموا وقد كانت هذه ليلتهم الأولى،
رغم التشديد الصارم من أعضاء السنهدرين والمسئولية المباشرة أمام الوالي!! يقول
إنجيل بطرس الأبوكريفي المنحول (35: 9) ” في ليلة اليوم الذي دفن فيه الرب
والجنود يقومون بحراستهم، أثنين أثنين في كل ساعة “.
ثانياً: كما أنه لا
يمكن أن يتم أخذ الجسد من القبر دون مواجهة الحراس وقيام معركة دموية، وهذا لم
يحدث، ولا يمكن أن يُسرق الجسد في ظلام الليل دون فك الأختام ودون ضوضاء مما يوقظ
الحراس، وهذا أيضاً لم يحدث.
ثالثاً: وهل يمكن أن
يُأخذ الجسد المقدس بدون الأكفان التي وجدت ملفوفة وموضوعة كما كانت حول الجسد؟!
ولماذا؟!!
رابعاً: لم يُذكر قط
أنه حدثت محاكمات للحراس، لماذا؟ هل بسبب الرشوة فقط؟ أم لأن بعض الجنود ذهبوا
وأبلغوا بيلاطس بحقيقة القيامة كما يذكر كاتب إنجيل بطرس الأبوكريفي والذي يقول:
” وعندما
رأى قائد المئة والذين كانوا معه ذلك (أي قيامة المسيح من الأموات) أسرعوا ليلاً
إلى بيلاطس تاركين القبر الذي كانوا يحرسونه وأخبروا بيلاطس بكل شئ رأوه، وكانوا
مضطربين بدرجة عظيمة وقالوا: حقاً كان ابن الله. فأجاب بيلاطس وقال: أنا برئ من دم
ابن الله، أنتم الذين قررتم هذا. فاقتربوا منه متوسلين إليه وطالبوه أن يأمر قائد
المئة والجنود أن لا يخبروا أحداً بما رأوه. لأنهم قالوا: أنه من الأفضل لنا أن
نكون مذنبين بالإثم العظيم أمام الله ولا نقع في أيدي شعب اليهود فنرجم. فأمر
بيلاطس قائد المئة والجنود أن لا يقولوا شيئاً ” (45: 11-49)؟
ويذكر المؤرخ الكنسي
يوسابيوس والقس ترتليان وشذرات باقية عن هيجسبوس من القرنين الثاني والرابع أن
بيلاطس عرف بخبر قيامة المسيح وأرسل تقريراً مفصلاً لطيباريوس قيصر عن المسيح
يتضمن خبر القيامة العظيم وما رافقه من أحداث فائقة للطبيعة،
ولأنه كان مقتنعاً بالقيامة فلم يعاقب الجنود.
خامساً: إذا كان
الجسد المقدس قد سُرق والجنود نيام فكيف عرفوا أن الذي سرقه التلاميذ؟!! وهذا لم
يخطر على بال الكهنة!! فشهادة الجنود التي لفقوها باطلة لأنهم شهدوا على شئ،
اعترفوا بأنفسهم، أنهم لم يروه!!
سادساً: إذا كان
الأمر كذلك فلماذا لم يقبض الكهنة على التلاميذ ويحاكموهم لكي يجبروهم على
الاعتراف بهذه السرقة المزعومة، ويدلوا على مكان الجسد؟!! لماذا لم يسلموهم للموت
بتهمة التضليل والتجديف كما فعلوا بالسيد من قبل؟!! ولكن شئ من ذلك لم يحدث!! وقد
وقف التلاميذ بعد ذلك سبعة أسابيع ينادون في الهيكل وفي كل ميادين أورشليم
وشوارعها بأن المسيح قد قام من الموت ولم يستطع رجال السنهدرين مواجهتهم إلا
بالحبس والجلد حتى أن واحداً منهم يدعى ” غيمالائيل مُعلم للناموس مكرم عند
جميع الشعب 000 قال لهم تنحوا عن هؤلاء الناس وأتركوهم.لأنه أن كان هذا الرأي وهذا
العمل من الناس فسوف ينقض. وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه. لئلا توجدوا
محاربين لله أيضاً ” (أع 34: 5-40)!! فهل كان يجرؤ أحد أعضاء السنهدرين له
وزن غيمالائيل هذا على القول بهذا الرأي الذي قبلوه وقتها لو كان هناك أي شبهة ضد
القيامة؟!! مستحيل، فكل ما لفقه هؤلاء كان مؤكداً لصحة قيامة المسيح!!
6- القبر الخالي وشهادة
الملاكين والأكفان:
وصلت النسوة إلى القبر
بعد هروب الحراس فوجدن الحجر مدحرجاً والقبر مفتوحاً فعادت مريم المجدلية مسرعة
لتخبر القديس بطرس والقديس يوحنا وقالت لهما “أخذوا جسد السيد ولسنا نعلم أين
وضعوه ” (يو2: 10). أما بقية النسوة ” فدخلن(القبر) ولم يجدن جسد الرب
يسوع وفيما هن محتارات في ذلك إذ رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات
ومنكسات وجهوهن إلى الأرض قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات ليس هو ههنا
لكنه قام. أذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل. قائلاً: إنه ينبغي أن يسلم ابن
الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم ” (لو 3: 24-7). وذهب
بطرس ويوحنا إلى القبر فنظرا ” الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه
ليس موضوعاً مع الأكفان بل ملفوفاً في موضع وحده ” (يو5: 20-7)، بطريقة
تؤكد أن المسيح خرج من الكفن دون أن يفك الأربطة، انسحب من الكفن بصورة إعجازية
جعلت القديس بطرس يمشي ” متعجباً في نفسه مما كان ” (لو12: 23)،
كما جعلت القديس يوحنا يؤمن بالقيامة قبل أن يرى الرب المُقام ” ورأى فآمن
” (يو8: 20).
ولما جاء سمعان بطرس
ودخل القبر وجد الأكفان ملفوفة هناك. أما غطاء الوجه وجه السيد ورأسه لم يكن مع باقي
الأكفان لكنه كان موضوعاً في مكان وحده (يوحنا 20: 3-9) ويعقب ر. و ستات على ذلك
بقوله ” ليس من الصعب تخيل المنظر الذي رآه التلميذين حين دخلا القبر فقد
وجدا الحجر مدحرجاً – الملابس موضوعة بترتيب – أما منديل الوجه كان في مكان وحده.
ولذلك لا عجب أنهما رأيا ثم آمنا لأن نظرة واحدة إلى الملابس وموضعها يثبت الحقيقة
ويعلن عن طبيعة القيامة إن الملابس لم تُلمس ولا رُتبت بواسطة إنسان لكن كان
ترتيبها كما لو كان يسوع قد إنْسلت بجسده منها ولم تمتد إليها يد إنسان، لقد كان
المشهد يشبه الشرنقة المهملة التى خرجت منها الفراشة.
مدخل كنيسة القبر
المقدس
(1)Smith, TS,
370- 71.
(2)Edersheim,
LTJM, 318- 19.
(3)Edersheim,
LTJM, 617.
(4)Edersheim,
LTJM, 617.
(5) Hastings,
DCG, 507. Joan. Hom. 85.
(6) Tenney,
RR, 117.
(7) Craig, DJRD, as cited in Wilkins, JUF, 148- 49.
(8) Bruce,
EGNT, 334.
(9) Holloman,
EPR, 38.
(10) Thorburn,
RNMC, 97- 98.
(11) Thorburn,
RNMC, 1-2.
(12) Edersheim,
LTJM, 618.
(13) Morison,
WMS, 76.
(14) Morison,
WMS, 147.
(1) ” لأنه
كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب
الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ” (مت12 :40). ” هذا قال أني اقدر أن انقض
هيكل الله وفي ثلاثة أيام ابنيه ” (مت26 :61). ” قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه
في ثلاثة أيام خلّص نفسك. أن كنت ابن الله فانزل عن الصليب ” (مت27 :40).
” وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ
ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل.وبعد ثلاثة أيام يقوم ” (مر8 :31). ” نحن
سمعناه يقول أني انقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام ابني آخر غير
مصنوع بإياد ” (مر14 :58). ” وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون
رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام ” (مر15 :29). ” أجاب
يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. فقال اليهود في ست وأربعين
سنة بني هذا الهيكل أفانت في ثلاثة أيام تقيمه ” (يو2 :19و20). ” من ذلك
الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من
الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم ” (مت16 :21).
” فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. فحزنوا جدا ” (مت17 :23). ” ويسلمونه
إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه.وفي اليوم الثالث يقوم ” (مت20
:19). فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا
للشعب انه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة اشر من الأولى” (مت26 :64).
” لأنه كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم أن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس
فيقتلونه. وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث ” (مر9 :31). ” فيهزأون به
ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ” (مر10 :34). ” قائلا
انه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة
ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم ” (لو22 :9). ” فقال لهم امضوا وقولوا لهذا
الثعلب ها أنا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث أكمل ” (لو13
:32). ” ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ” (لو18 :33). ” قائلا
انه ينبغي أن يسلّم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم
” (لو24:7). ” وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم
ويقوم من الأموات في اليوم الثالث ” (لو24 :46). ” هذا أقامه الله في
اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهرا ” (اع10: 40). ” وانه دفن وانه قام في
اليوم الثالث حسب الكتب ” (1كو15: 4).
(15) Bruce,
EGNT, 335.
(16)
Alford, GTCRT, 301.
(17) Vincent,
WSNT, 147.
(19) Chrysostom,
HGSM, as cited in Schaff, SLNPNF, 525.
(21) Le
Camus, LC, 392.
(22) Robertson,
WPNT, 239.
(23) Robertson,
WPNT, 239.
(25) Smith, as cited in
Hastings, DCG, 694.
(26) Dion.
Hal, Antiq
Rom. VIII. 79.
– 56 –
(28) Tacker,342-44.
(29) تعني عبارة ” إلى اليوم ” هنا اليوم
الذي دون فيه القديس متى الإنجيل مسوقاً من الروح القدس (2بط 21:1) وذلك قبل سنة
60 ميلادية. ويقول يوستينوس الشهيد (110-165م) في حواره مع تريفوا اليهودي والذي
كتبه في بداية القرن الثاني الميلادي : أن اليهود، بعد أن قام الرب من الموت،
أرسلوا رجالاً مختارين إلى كل العالم ليذيعوا أن المسيحية التي وصفوها بالهرطقة
الشريرة “خرجت من يسوع مخادع جليلي، الذي صلبناه ولكن تلاميذه سرقوه بالليل من القبر الذي وضع فيه
بعد أن أنزل من على الصليب والآن يخدعون الناس بالتأكيد أنه قام من الموت وصعد إلى
السماء ” Dialogue
with Tr. ch.
103.
(3)
يو19:12،37، 47:11،48؛31:16.
(4)
أنظر إنجيل بطرس المنحول 48:11.
(5)
كانت الرشوة بالنسبة للولاة الرومان في ذلك الوقت أمراً طبيعياً ويذكر القديس لوقا
في سفر الأعمال (26:24) أن الوالي الروماني فيلكس ” كان يرجو أن يعطيه بولس
دراهم ليطلقه” لذا كان من الطبيعي أن يثق الجنود الرومان في وعد رجال
السنهدرين.
(6)
كانت سرقة المقابر شائعة في ذلك العصر وقد صدر أمر إمبراطوري ضد سرقة المقابر يقول
بروس Bruce أنه وجد في
الناصرة مما يدل على القصة التي لقفها رؤساء الكهنة وشيوخ إسرائيل كان يمكن
تصديقها في فلسطين في تلك الفترة.