الإصحاح الثامن عشر
الإصحاح الثامن عشر]]>الإصحاح الثامن عشر
الآيات1-6:- وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلا اذهب وتراءلاخاب فاعطي مطرا على وجه الارض. فذهب ايليا ليتراءى لاخاب وكان الجوع شديدا فيالسامرة. فدعا اخاب عوبديا الذي على البيت وكان عوبديا يخشى الرب جدا وكان حينماقطعت ايزابل انبياء الرب ان عوبديا اخذ مئة نبي وخباهم خمسين رجلا في مغارة وعالهمبخبز وماء وقال اخاب لعوبديا اذهب في الارض الى جميع عيون الماء والى جميع الاوديةلعلنا نجد عشبا فنحيي الخيل والبغال ولا نعدم البهائم كلها. فقسما بينهما الارضليعبرا بها فذهب اخاب في طريق واحد وحده وذهب عوبديا في طريق اخر وحده.
نرىالآن أحد أسباب هذا الجدب فإن أخاب وإيزابل قطعا أنبياء الرب أى قتلوهم. وهناك رأىبأن إيزابل إنتهزت فرصة إختفاء إيليا وأنه السبب فى منع المطر فقتلت أنبياء الرب(كما فعل الرومان بعد ذلك حين كانوا يقتلون المسيحيين إذا إمتنع المطر). وسواء هذاالرأى أو ذاك أى أن الجدب سببه قتل أنبياء الرب أو أن إيزابل قتلت أنبياء الرببسبب الجدب فكلاهما يشيران لوحشية عباد البعل. إلا أن الله له رجاله فى كل مكان.ونجد هنا عوبديا الذى على البيت = فهو وكيل أعمال أخاب ونجده رجلا مؤمنا خبأ 100من أنبياء الله كل 50 فى مغارة. وخبأهم 50 رجلا فى مغارة. وفى نسخ أخرى (الكتاببشواهد) خمسين خمسين. أى كل 50 منهم فى مغارة. فالله يسمح بإنتقال البعضوإستشهادهم وله القدرة على إنقاذ من يريد. وعجيب أن يختار ملك شرير مثل أخاب رجلابارا مثل عوبديا فى هذا المنصب ولكن المؤمنين لهم شهرتهم وهم محل ثقة الجميع مثلدانيال فى بابل ثم فارس ويوسف فى مصر ونفهم من أمر الله لإيليا فى آية (1) تراءلأخاب فأعطى مطراً = أن الله رأى أن الشعب إستفاد من التجربة ومن عطشهم عرفواالسبب فى ذلك وأنهم خانوا الرب وأصبحوا مستعدين للتوبة والإيمان. وفى (6) قسماالأرض بينهما = دليل ندرة العشب وهناك ملحوظتين:
1. إيزابلحاولت قتل أنبياء الرب ولكن الله له طرقه فى حفظ أولاده فنجد أن الله له7000 ركبةلم تنحنى لبعل (18:19). وأنه أبقى 100 من أنبيائه عن طريق عوبديا.
2. يقولهنا وفى السنة الثالثة آية (1) وفى يع 17:5 يقول أن المطر إمتنع 3. 50 سنة والحلسهل فإنذار إيليا كان قبل فترة المطر بستة أشهر وأن المطر إنقطع فترة قبل إنذارإيليا.
الآيات7-16:- وفيما كان عوبديا في الطريق اذا بايليا قد لقيه فعرفه وخر على وجهه وقالاانت هو سيدي ايليا. فقال له انا هو اذهب وقل لسيدك هوذا ايليا. فقال ما هي خطيتيحتى انك تدفع عبدك ليد اخاب ليميتني. حي هو الرب الهك انه لا توجد امة ولا مملكةلم يرسل سيدي اليها ليفتش عليك وكانوا يقولون انه لا يوجد وكان يستحلف المملكةوالامة انهم لم يجدوك. والان انت تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا. ويكون اذا انطلقتمن عندك ان روح الرب يحملك الى حيث لا اعلم فاذا اتيت واخبرت اخاب ولم يجدك فانهيقتلني وانا عبدك اخشى الرب منذ صباي. الم يخبر سيدي بما فعلت حين قتلت ايزابلانبياء الرب اذ خبات من انبياء الرب مئة رجل خمسين خمسين رجلا في مغارة وعلتهمبخبز وماء. وانت الان تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا فيقتلني. فقال ايليا حي هو ربالجنود الذي انا واقف امامه اني اليوم اتراءى له. فذهب عوبديا للقاء اخاب واخبرهفسار اخاب للقاء ايليا.
فى(12) روح الرب يحملك = هم فتشوا عنه طول هذه السنين ولم يجدوه فظن أن روح الرب هوالذى إختطفه وخبأه حتى لا يجده أخاب. وظن أنه بعد أن يتركه يرجع روح الرب ويحملهثانية لأنه واثق أن أخاب لابد وسيقتله حين يراه لذلك لابد أن يحميه روح الرب. وفى(13) يخبر إيليا بما فعله مع أنبياء الرب ليظهر لإيليا أنه غير موافق على أفعالأخاب فلا يتعرض لسخط إيليا وعقابه. ويرجو إيليا أيضا أن لا يعرضه لعقوبة أخاب إنعاد روح الرب وإختطف إيليا ثانية.
الآيات 17-28:- ولما راى اخاب ايلياقال له اخاب اانت هو مكدر اسرائيل. فقال لم اكدر اسرائيل بل انت وبيت ابيك بترككموصايا الرب وبسيرك وراء البعليم. فالان ارسل واجمع الي كل اسرائيل الى جبل الكرملوانبياء البعل اربع المئة والخمسين وانبياء السواري اربع المئة الذين ياكلون علىمائدة ايزابل. فارسل اخاب الى جميع بني اسرائيل وجمع الانبياء الى جبل الكرمل.فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين ان كان الرب هو اللهفاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة. ثم قال ايليا للشعب انا بقيتنبيا للرب وحدي وانبياء البعل اربع مئة وخمسون رجلا. فليعطونا ثورين فيختاروالانفسهم ثورا واحدا ويقطعوه ويضعوه على الحطب ولكن لا يضعوا نارا وانا اقرب الثور الاخرواجعله على الحطب ولكن لا اضع نارا. ثم تدعون باسم الهتكم وانا ادعو باسم الربوالاله الذي يجيب بنار فهو الله فاجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. فقال ايليالانبياء البعل اختاروا لانفسكم ثورا واحد وقربوا اولا لانكم انتم الاكثر وادعواباسم الهتكم ولكن لا تضعوا نارا. فاخذوا الثور الذي اعطي لهم وقربوه ودعوا باسمالبعل من الصباح الى الظهر قائلين يا بعل اجبنا فلم يكن صوت ولا مجيب وكانوايرقصون حول المذبح الذي عمل. وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال ادعوا بصوت عال لانهاله لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبه. فصرخوا بصوت عالوتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم.
بترككموصايا الرب = لأن الشعب كله ترك الرب وساروا وراء العجول.
وبسيركوراء البعليم = هذه خطية أخاب الخاصة فهو الذى أدخل هذه العبادة ولاحظ قوة إيليافى كلامه مع الملك وأنه يأمر الملك وأخاب يطيع فهو أى أخاب كان خائفا من قوة روحيةهو غير قادر أن يراها أو يفهمها لكنه شاعرا بها. وفى (19) أنبياء البعل = أى كهنةالبعل فهم يدعون أنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه فلم يجبه الشعب بكلمة = لأنهمشعروا بأن كلامه صحيح وكون إيليا يقدم ذبيحته بعد فشل أنبياء البعل فهذا سيكون لهتأثير عظيم على الناس. الذى يجيب بنار لأن عبدة البعل إدعوا بأنه إله الشمسوالنار، ولم يتكلم فى موضوع المطر حتى يتم الإتفاق أولا على من هو الإله الحقيقىالذى يطلبون منه المطر وعموما فالله لا ينزع الضربة قبل أن تؤتى ثمارها ونقدم توبةعن خطيتنا فهو يرجع إلينا بعد أن نرجع إليه. وإيليا إختار جبل الكرمل لأنالكنعانيون وعبدة البعل يعتبرونه أرضا مقدسة لآلهتهم. ونلاحظ أن الديانات الوثنيةديانات مجاملة فمن السهل فى نظرهم التوفيق بين البعل ويهوة فى نظام عبادة واحد. ولكنإيليا رفض هذا تماما ففى نظره أن عبادة البعل وحده أفضل من إهدار كرامة اللهبعبادتهم المشتركة. وهذا ينطبق الآن على كل من يريد أن يعبد الله بمنطق “ساعة لقلبك وساعة لربك “.
فهويذهب للكنيسة وباقى الأسبوع غارق فى لذاته أو همومه وقلبه بعيدا عن الله.
الآيات29-40:- ولما جاز الظهر وتنباوا الى حين اصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولامصغ. قال ايليا لجميع الشعب تقدموا الي فتقدم جميع الشعب اليه فرمم مذبح الربالمنهدم. ثم اخذ ايليا اثني عشر حجرا بعدد اسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرباليه قائلا اسرائيل يكون اسمك وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب وعمل قناة حول المذبحتسع كيلتين من البزر. ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب وقال املاوا اربعجرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب. ثم قال ثنوا فثنوا وقال ثلثوا فثلثوا.فجرى الماء حول المذبح وامتلات القناة ايضا ماء. وكان عند اصعاد التقدمة ان ايلياالنبي تقدم وقال ايها الرب اله ابراهيم واسحق واسرائيل ليعلم اليوم انك انت اللهفي اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور. استجبني يا رب استجبنيليعلم هذا الشعب انك انت الرب الاله وانك انت حولت قلوبهم رجوعا. فسقطت نار الربواكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة. فلما راىجميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهمايليا امسكوا انبياء البعل ولا يفلت منهم رجل فامسكوهم فنزل بهم ايليا الى نهرقيشون وذبحهم هناك.
قبولالله للذبيحة هنا يعنى 1) صدق إيليا 2) غفران خطايا شعبه.
فلاغفران ولا صلح إلا بدم الذبيحة وكما سقط المطر بعد إصعاد الذبيحة إنسكب الروحالقدس على الكنيسة بعد ذبيحة الصليب.
وفى(29) تنبأوا أى كرروا إسم البعل فى صلواتهم وصرخوا بصوت عظيم فى صلواتهم مع الرقصوسفك دمائهم مذبح الرب المنهدم = هدمه أخاب ومنع السجود للرب وترميم إيليا للمذبحعلامة الرجوع إلى شريعة الرب. وهو لذلك رمم مذبح سبق إستخدامه للرب ولم يبنى مذبحاجديدا. وفى (31) 12 حجرا = هذا إشارة أن الشعب هو شعب واحد حتى لو إنقسموا إلىشعبين لأسباب سياسية وهذا أيضا معنى قوله إسرائيل يكون إسمك = أى أن الأسباط كلهممن أب واحد هو إسرائيل هكذا دعاه الله ودعاهم الله ليكونوا شعبه الواحد. وأيضابكلامه هذا يظهر لهم كيف إنحطوا إلى هذه الدرجة وليقارنوا بين مجد يعقوب أبيهموإنحطاطهم هم، وهم نسله. القناة المملوءة ماء = حتى لا يظن أحد أنه خبأ نارا تحتهاوذلك لأن كهنة الوثنيين كانوا يخدعون البسطاء بأنهم يحفرون حول مذابحهم ويشعلونالنار بطرق خفية لتلتهم الذبيحة فيظن البسطاء أن النار الإلهية أكلتها وفى (32)تسع كيلتين بذر = أى أن عمق القناة كعمق مكيال يسع كيلتين. وبعد كل هذا الماء لايمكن لأحد أن يدعى أن النار طبيعية فكيف تلحس كل هذا الماء. الكيلة = 3 جالون.
ملحوظة:- كهنة الأوثان لهم طرقهم الملتوية فى أن يخدعوا البسطاء كما ذكرنا الآن ولكن لايمكن أن نتصور أنهم يقبلون أن يقفوا هذا الموقف الصعب أمام إيليا وأمام الملك وكلالشعب بدون أن يكون لهم ما يستندون عليه. ونحن لا يمكن أن ننكر قوة السحر وأنالشيطان يمكنه بسهولة أن يشترك مع كهنة الأوثان فى خداع الناس. وأن هؤلاء الكهنةكان بإمكانهم وبقوة شيطانية أن ينزلوا نارا من السماء وحدث هذا فى أيام موسى وكانالسحرة يقومون بأشياء شبيهة بما يفعله موسى. وفى الأيام الأخيرة سيأتى ضد المسيحويصنع نفس الشىء وسيكون له سلطان أن ينزل نارا من السماء رؤ 13:13. وهذا بقوةإبليس فهو له قدرة إبليس رؤ 2:13. ولكن لماذا لم يتمكن كهنة البعل وأنبياؤه أنيصنعوا هذا الآن؟ لأن إيليا موجود = إيليا الآن له سلطان الله وأمام الله يخزىإبليس ومن يتبعه. وبنفس المفهوم إلتهمت حية موسى حيات السحرة. ولماذا كانت قوةإبليس قبل ذلك قادرة على خداع الناس؟ الإجابة ببساطة لأن الناس يريدون إبليس ولكنمع وجود إيليا وبسلطانه الروحى الجبار ومع توبة الشعب وإشتياقهم لأن يعرفوا الحقيقةولرجوعهم إلى الله لم يتمكن أنبياء البعل ولا سيدهم إبليس من أن ينزلوا نارا.
حولتقلوبهم رجوعاً = هذا يثبت أن عمل الله قد إكتمل بتحويل قلوب الشعب وفى (38) النارأكلت الحجارة = هذا يشير أن الله يود لو أزالوا كل المذابح التى على المرتفعات حتىالتى بأسمه يعودوا للمذبح الوحيد الذى فى أورشليم. وفى (40) يذبح إيليا أنبياءالبعل ولكن هرب منهم جزء. وهناك من يقول أنه ذبح كهنة البعل من اليهود وترك كهنةالبعل الصيدونيين فنحن نرى 400 منهم بعد ذلك. وهؤلاء كان لهم وظيفة آخرى فهم الذينضللوا أخاب بعد ذلك (إصحاح 22) ومات ولحست الكلاب دمه.
الآيات41-46:- وقال ايليا لاخاب اصعد كل واشرب لانه حس دوي مطر. فصعد اخاب لياكل ويشربواما ايليا فصعد الى راس الكرمل وخر الى الارض وجعل وجهه بين ركبتيه. وقال لغلامهاصعد تطلع نحو البحر فصعد وتطلع وقال ليس شيء فقال ارجع سبع مرات. وفي المرة السابعةقال هوذا غيمة صغيرة قدر كف انسان صاعدة من البحر فقال اصعد قل لاخاب اشدد وانزللئلا يمنعك المطر. وكان من هنا الى هنا ان السماء اسودت من الغيم والريح وكان مطرعظيم فركب اخاب ومضى الى يزرعيل. وكانت يد الرب على ايليا فشد حقويه وركض اماماخاب حتى تجيء الى يزرعيل.
إصعدكل = إيليا يعلم أن أخاب لا يهتم سوى بهذا وهو ربما نزل مع إيليا ليرى ذبح كهنةالبعل. وإيليا بالإيمان يقول له إذهب فهناك حس دوى مطر = وهى كلمة إيمان فلم يكنبعد أى علامة. وفى (42) لاحظ أن أخاب ذهب ليأكل ويشرب بينما إيليا يصعد ليصلى. ومعأن الله وعد إيليا بالمطر إلا أن إيليا لا يستطيع أن يكف عن الصلاة. وكانت صلاتهكصلاة يعقوب ” لا أتركك إن لم تباركنى ” وهى صلاة بلا يأس فنجد الغلاميذهب 6 مرات ولا يجد أى علامة وفى (46) وكانت يد الرب على إيليا = هذه الآية لهاتفسيران 1) إيليا فى محبته ظل يجرى متابعا عربة أخاب مظهرا له محبته حتى يتأثرقلبه فيترك عبادة البعل ويرجع للرب. حتى تجىء إلى يزرعيل = فهو وصل مع المركب إلىيزرعيل لكنه رفض دخولها 2) أن الروح أعطى لإيليا قوة مثل ما نسمع عن السواح الآنفإنطلق إلى يزرعيل وسبق الملك وحينما وصل الملك وجد إيليا هناك وقد سبقه وكان هذاإثباتا آخر لأخاب أن إيليا مرسل من الله. هو فعل هذا ليعطى قوة لأخاب فى مواجهةإيزابل الشريرة.