المسيحية

سورة الحديد 25 – 29



سورة الحديد 25 – 29

سورة
الحديد 25 – 29

في
القسم الأخير من سورة الحديد موجز لرسالة الأنبياء وموقف محمد من اليهود (26)
والنصارى (27) ويوجه الدعوة إلى النصارى خصيصاً للايمان بمحمد (28 و29).

أولاً:
عيسى خاتمة المرسلين، فقد اختص اتباعه بالرأفة والرحمة والرهبانية (25 – 27).

25
لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط.
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب أن
الله قوي عزيز,

26
ولقد أرسلنا نوحاً وابراهيم وجعلنا من ذريتهما النبوة والكتاب: فمنهم مهتد وكثير
منهم فاسقون.

27
ثم قفينا على آثارهم برسلنا، وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الانجيل.

وجعلنا
في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة، ورهبانية ابتدعوها، ما كتبناها عليهم الا ابتغاء
رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها.

فآتينا
الذين آمنوا منهم أجرهم، وكثير منهم فاسقون.

في
هذا المقطع لمحة خاطفة عن تاريخ الوحي وعن النتائج التي وصل إليها عند أهل الكتاب
في زمانه: لقد أرسل الله الأنبياء من ذرية نوح وابراهيم، حصراً. وأيدهم بالبينات،
بالحجج والمعجزات. وأنزل معهم الوحي والعدل أي الحقيقة والعدالة. ونصرهم بأسلحة
الحديد ليعلم بها من أنصاره. وهذه السلسلة النبوية من الذرية المصطفاة تبدأ من نوح
وابراهيم وتنتهي بعيسى: “ارسلنا رسولاً بعد رسول حتى انتهى إلى عيسى”
(البيضاوي): فعيسى خاتمة المرسلين.

وامتازت
رسالة عيسى، ليس فقط بأنها الخاتمة، بل في طابعها الانساني الرحماني: “وجعلنا
في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة”. ومن خصائص اتباع عيسى: الرهبانية. قد تكون
مكتوبة عليهم من عيسى وقد تكون مبتدعة من عند أنفسهم، لا يجزم القرآن بذلك. ويلاحظ
الفتور المخيم في زمانه وبلاده على تلك المؤسسة النصرانية: “فما رعوها حق
رعايتها”. ثم يخرج بنتيجة مُرة عن أهل الكتاب من اليهود (26) والنصارى (27): فمنهم
مهتد، عامل بإيمانه، مثاب عليه، وكثير منهم فاسقون, والفسق ليس الضلال في الدين بل
الطلاح في العمل. لذلك يوجه الدعوة إلى أهل الكتاب ليجددوا به إيمانهم.

 

ثانياً:
دعوة خاصة بالنصارى ليؤمنوا بمحمد ويتعاونوا معه (28 و29)

28
يا أيها الذين آمنوا: اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم
نوراً تمشون به، ويغفر لكم. والله غفور رحيم.

29
لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله.

وأن
الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم.

 

هذه
السورة من منتصف العهد بالمدينة، وقد وقعت الواقعة النهائية، بعد واقعة الخلاف
وتحزب اليهود مع مشركي العرب على محمد، بين محمد واليهود، فيلتفت النبي إلى
النصارى ليستميلهم إليه. ويعدهم بنصيبين من رحمته لإيمانهم بالإنجيل ثم بالقرآن
إذا قبلوه، وبالنور، والمغفرة على ما سبق لهم من فسق. يدعوهم إلى الإيمان برسول
الله الجديد لتحطيم اليهود المتآمرين عليه فيعلموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل
الله. ويعلموا أن النبوة والملك بيد الله يؤتيهما من يشاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار