كتب

أول باب في السماء



أول باب في السماء

أول
باب في السماء

11
(1) فحوّل ميخائيل المركبة وقاد ابراهيم إلى المشرق، إلى أول باب في السماء. (2)
هناك رأى ابراهيم طريقين، واحداً ضيقاً محصوراً، والآخر رحباً واسعاً. (3) ورأى في
هذا الموضع بابين، باباً واسعاً في طريق واسع، وباباً ضيقاً في طريق ضيّق. (4) وخارج
البابين اللذين هناك، رأيا رجلاً جالساً على عرش مطعّم بالذهب. كان منظرُ هذا
الرجل مرعباً على صورة السيّد الربّ. (5) ورأيا عدداً كبيراً من النفوس يدفعها
الملائكة أمامهم ويعبِّرونها في الباب الواسع. ورأيا نفوساً أخرى قليلة يعبّرها
الملائكة في الباب الضيّق. (6) فما إن يرى الرجل اللاعاديّ الذي كان جالساً على
العرش الذهبيّ، العدد القليل من النفوس التي تمرّ في الباب الضيّق، ساعة تمرّ في
الباب الواسع نفوس عديدة، فما إن يراها هذا الرجل القديس واللاعادي حتى ينتف شعر
رأسه ولحيته، وينطرح على عرشه إلى الأرض باكياً منتحباً. (7) ولكن عندما يرى
نفوساً عديدة تمرّ في الباب الضيّق، كان ينهض عن الأرض ويجلس على العرش ويفرح
مبتهجاً. (8) فسأل ابراهيم رئيس القوّاد: “سيّدي، رئيس القواد، من هو هذا
الرجل الذي أدهشني جداً، وهو مزيَّن بكل هذا المجد؟ تارة يبكي وينتحب، وطوراً يفرح
مبتهجاً”. (9) فأجابه رئيس القوّاد: “هو آدم المكوَّن الأول يجلس هناك
في مجده وينظر إلى الكون، لأنهم كلّهم خرجوا منه. (10) فحين يرى نفوساً عديدة تعبر
الباب الضيّق، ينهض (عن الأرض) ويجلس على عرشه فرحاً مبتهجاً، لأن هذا الباب
الضيّق هو باب الأبرار الذي يقود إلى الحياة. والذين يعبرونه يذهبون إلى الفردوس.
لهذا يفرح آدم، المكوَّن الأول، لأنه يرى النفوس المخلَّصة. (11) ولكن عندما يرى
نفوساً عديدة تعبر الباب الواسع، ينتف شعر رأسه ولحيته ويرتمي إلى الأرض باكياً
منتحباً بمرارة، لأن الباب الواسع هو باب الخطأة، الذي يقود إلى الهلاك والعقاب
الأبديّ. لهذا ينهض آدم، المكوَّن الاول، عن عرشه، فيبكي وينتحب لهلاك الخطأة.
فالذين يهلكون عديدون، والذين يخلصون قليلون. (12) فعلى سبعة آلاف نفس، قد لا نجد
نفساً واحدة تخلص لأنها بلا عيب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار