كتب

كتاب نظام الحرب



كتاب نظام الحرب

كتاب
نظام الحرب

من
نصوص وادى قمران

 

كتاب
حروب الرب

وهو
أحد الكتب العديدة التي يشير إليها العهد القديم، والتي كان لها دورها في الآداب
اليهودية، ولكننا لا نعلم عنه شيئاً الآن. وقد ذكر هذا الكتاب بهذا الاسم في سفر
العدد (21 : 14) تأييداً لما هو مدون في سفر العدد عن أرنون تخم موآب بين موآب
والأموريين. والعبارة المذكورة يلفها الغموض فلا نعرف شيئاً عن “واهب” و
“سوفة”. ويبدو أيضاً أن الإشارة إلى ما يقوله أصحاب الأمثال (عدد 21 :
27-30). هي إشارة إلى ذلك الكتاب كما يرى بعض العلماء من التشابه الكبير بين
العبارات والأسماء مع الآية الرابعة عشرة.

والأرجح
أن الكتاب كان يحتوي على عدد من أناشيد الانتصار في الحروب، كتبت للتغني بها في
الاحتفالات بذكرى هذه الانتصارات التي جعلهم الرب يحرزونها فهو “رجل
الحرب” وواضح أيضاً أنه كان هناك كتاب آخر من نفس الطراز هو سفر
“ياشر” أو “البار” الذي ورد ذكره في سفر يشوع ( 10 : 13 ) وفي
سفر صموئيل الثاني ( 1 : 18 ).

ولا
يمكننا الجزم بالعلاقة بين هذين السفرين، أو هل كانا سفراً واحداً، وهل كتبت فيهما
الأناشيد المذكورة في سفر الخروج ( 15 : 1-18 )، وفي الإصحاح الخامس من سفر
القضاة. كما لا يمكننا معرفة من كتب هذا السفر أو متى كتب. ولكنه لابد أنه كتب في
زمن البطولات الإسرائيلية، وعليه فهو يرجع إلى التاريخ المبكر لإسرائيل.

 

مدخل الى كتاب نظام الحرب

نظام
الحرب” كتاب شعبيّ في جماعة قمران، وقد وُجدت منه أجزاء هامة في المغارة
الرابعة، وهي تنتمي إلى ست مخطوطات. في هذه المخطوطات. نجد اختلافات لها معناها
بالنسبة إلى اللفيفة التي وُجدت في المغارة الأولى، ونشرت سنة 1954.

إلهام
واحد وأسلوب واحد، ومع ذلك كم من الأمور المتباينة. لهذا اختلف تحليل هذا الكتاب.
فيمكننا أن نلاحظ أن خبر نهاية القتال قد انتهى في 9: 9. وبعد ذلك يعود النص في 9:
10 إلى استعدادات للمعركة، فبُدخل سلاحاً جديداً هو أبراج الحرب الأربعة المعدّة
لرؤساء الملائكة الأربعة. بعد ذلك، نقرأ سلسلة من الخطب والصلوات تعطي هذا القسم
من “نظام الحرب” وجهاً خطابياً، ساعة سيطر على القسم الأول الصور والفرائض.
غير أن القسم الثاني ليس من لون واحد: فخطبة رئيس الكهنة قبل القتال (ع 10- 12)
ستلخّص من جديد في ع 15، حيث يبدأ قسم ثالث كما يقول بعض الباحثين.

في
القسم الأول من حيث الأسلوب بعيد كل البعد عن الخطابة، وحيث الاستشهادات البيبلية
قليلة، نكتشف الطابع الأصيل لهذا الكتاب مع نظرة “وهمية” إلى حرب وقتال.
منذ البداية يقال لنا أننا أمام حرب اسكاتولوجيّة، هي مقدّمة لزمن الخلاص الذي
سيظهر في وقت يحدّده الله. استلهم الكاتب ولا شك موضوعاً نبوياً يتحدّث عن الهجوم
الأخير لأمم الأرض على أورشليم (زك 15: 1 ي)، فزاد عليه، وجعل المبادرة تنطلق من
معسكر المؤمنين الذين سيطروا على أورشليم (7: 14). فالهجوم لن يبدأ قبل هذا
التجمّع الاسكاتولوجي لكل المنفيّين. وهذا الهجوم يدوم وقتاً حُدِّد مسبقاً ويُلزم
مجمل الشعب (لا يجنّد “درج الهيكل” سوى نصف الشعب). ويكون هدفه تدمير
أمم الأرض التي يمثّلها أولاً أعداء اسرائيل التقليديون أي الادوميون والموآبيون
والعمونيون الذين ينضم إليهمم بنوكتيم الذين جاؤوا في النهاية من وراء البحار.

غير
أن الكفّار، وهم الذين خانوا العهد، فيهدَّدون في الوقت عينه، لأنّ هذه الحرب هي
في النهاية حرب الخير على الشرّ، وفيها يشارك الملائكة والبشر في كل من المعسكرين.

تنقسم
الفرق على مثال إسرائيل في البرية (تث 1: 15) في ألف ومئة وخمسين وعشرة. ونلاحظ
سيطرة الكهنة واللاويين على العوام. كما نلاحظ صراخ الحرب (ت ر و ع ه) (8: 10)
الذي كان يدفع المقاتلين إلى ساحة الوغى. أما دور “أمريكا كل الجماعة”
(5: 1) فهو دور ثانويّ بجانب دور رئيس الكهنة. والأسلحة والرايات والخطط، كل هذا
يتأثّر بتقنيّة الحرب عند الرومان. هذا يدلّ على أن النصّ دوّن بعد دخول رومة إلى
الشرق مع بومبيوس الذي احتلّ فلسطين سنة 63 ق. م.

إن
اللفيفة المسمّاة “حرب أبناء النور ضد أبناء الظلمة”، قد وُجدت سنة 1947
في المغارة الأولى. وقد نُشرت سنة 1954. ووُجدت أيضاً جزءان في المغارة الأولى قد
يكونان بعض المخطوط الكبير. ووُجدت في المغارة الرابعة ست نسخ لنظام الحرب وهي في
ما يقارب 200 جزء صغير.

أما
هذه اللفيفة فمن جلد. طولها 1.90 م. تتألّف من خمس وريقات كاملة. أما السادسة
فمقطّعة نتفاً. نجد في هذا الرقّ 19 عموداً، وفي كل عمود 17 أو 18 سطراً. وقد
تضرّرت أسفل العواميد فصعب على العلماء قراءتها. وهذا ما يظهر في الترجمات حيث
تتوالى الفجوات فتعطينا كلمات لا رابط بينها.

نظام
الحرب دوّن بعد دخول رومة بقليل إلى الشرق، فجاء ردّة فعل رمزية على سيطرة
“كتّيم” على فلسطين بعد أن عرفت بعض الاستقلال لا سيّما مع الحشمونيين
الذين حكموا البلاد في القسم الأول من القرن الأول ق م.

 

دراسة حول كتاب نظام الحرب

 

نتوقّف
في هذا المقال عند ثلاثة أمور: الفنّ الأدبي لهذا الكتاب، الوضع التاريخيّ،
المعطيات اللاهوتيّة.

 

1-
الفن الأدبي

عرف
الكاتب في قراءته للعهد القديم أن ملكوت الله سيحتلّ الكون كله، وأن عدّة لعنات
ستصيب الشعوب الوثنيّة. غير أنه لم يهتمّ بالأقوال النبويّة التي تدلّ على شموليّة
الخلاص وتتحدّث عن ارتداد الوثنين. لهذا تخيّل، شأنه شأن اليهود في أيامه، أن
ملكوت الله هذا سيتدشّن في حرب لا هوادة فيها تُفني كلّ الأمم، ولا تُبقي إلا على
عبّاد يهوه الأمناء.

كان
دقيقاً في تطلّعاته فهيّأ كلّ شيء بتفصيل ليكون للجماعة النجاح التام. فالممارسة
الدقيقة لفرائض الشريعة تستجلب بركة الله على هذا المسعى الكبير. كان رجل قانون
ولاهوتياً قبل أن يكون صاحب تقنيّات حربيّة، فبنى “حربه” على حلم غريب
يمتزج فيه وهم حقيقيّ وواقعيّة خاطئة: حدّد بدقّة زينة الأسلحة، والكتابات على
الأبواق، ولكنه اكتفى بستراتيجيّة بدائيّة. ثم إنه رأى أن تدخّل الله القدير سيتمّ
بدون شك، فينصر الأبرار ويعاقب الأشرار ويدمّرهم دماراً تاماً.

كانت
له “نظريات” حربية غامضة أخذها من الأخبار البيبليّة وبما سمعه عن تحرّك
الجيوش الرومانيّة، فنظّم العمليّات العسكريّة بشكل مسيرة ليتورجيّة على واقع
الأبواق العديدة كما في احتلال أريحا على يد يشوع. وكان خطيباً وشاعراً، فاعتقد
بأهميّة الخطب، وألّف مسبقاً عدداً منها ليشحذ همّة المقاتلين.

وخلال
عرض الأفكار، حصر الكاتب نفسه في مخطّط محدّد، وجمع في فصول متعاقبة المسائل
المتعلّقة بالأبواق والرايات والأسلحة والخيل والخدم المعاونة والأبراج المهاجمة
والكمائن. غير أن منطقة يختلف عن منطقنا. فهو يعود مرتين إلى تفاصيل العمليّات
العسكريّة، ليشدّد على ما يعنيه صوت الأبواق (ع 8؛ 9: 1- 9)، أو على التحريضات
المناسبة (ع 16- 17). ثم جُمعت خطبة المتعدّدة في سلسلتين تتابعان أولاً حسب
النظام التراتبي (ع 10- 14) وثانياً حسب النظام الكرونولوجي (ع 15- 18).

ويتميّز
الأسلوب بتكرارات عديدة، وعودة متواترة إلى نصوص التوراة. فالذاكرة تلعب عنده
دوراً لا تلعبه المخيّلة. لهذا فهو يقدّم فكره في قوالب هيّئت سابقاً. فهو لا يخاف
الملل، كما لا يخاف أن يجعل عبارات قديمة في إطار جديد. عرف الكتاب المقدس معرفة
واسعة، ولكنه لا يستعمله إلا نادراً ليسند براهينه. وعى سلطته فتكلّم باسمه الخاص
دون أن يعود إلى الإيرادات الواضحة. أما التذكرات البيبليّة في جملة فتتتابع في
جمله وقد أخذها من أسفار الشريعة والأنبياء والمزامير. نثره يبدو باهتاً. أما شعره
فيدلّ على حرارة في الإلهام، مع ايقاع تقدّمه ألفظّ بحثَ عنها الكاتب من أجل الجرس
الموسيقي.

لقد
أراد الكاتب، كما قال في عنوان مقاله أن يقدّم “تنظيماً” موضوعه حرب
التحرير الآتية، وهي حرب تفني أعداء الله وإسرائيل. غير أن هذا التنظيم ليس فقط
فرائض مجرَّدة، بل صوراً ملموسة تجعل أمامنا مثالاً يجب تحقيقه. ولهذا المثال قيمة
دينيّة حقيقيّة تجعل منه “ليتورجيا الحرب المقدّسة”.

 

2-
الوضع التاريخي

قُدمت
في هذا المجال افتراضات عديدة. رأى بعضهم في جماعة “كتيم” (اسم الأعداء
بشكل عام) السلوقيين. واكتشفوا في نظح تلميحات مختلفة إلى الحروب المكابيّة. لهذا
اعتبروا أن الكتاب دوّن في منتصف القرن الثاني ق. م.

ورأى
آخرون أن الكاتب عرف بشكل دقيق سلاح الفيالق الرومانية وستراتيجيّتها. لهذا حدّدوا
زمن التأليف بعد احتلال بومبيوس الروماني لأورشليم سنة 63 ق. م.

ورأت
فئة ثالثة أن أساس هذه الروح الحربيّة في نظح تعود إلى تأثير الغيورين على صاحب
الكتاب. لهذا، اعبروا أن الكتاب دوّن في القسم الأول من القرن الأول ب. م.، ساعة
كان التوتّر على أشدّه بين الشعب اليهوديّ والسلطة الرومانيّة. وقد استلهمت هذه
النظرة العهد القديم وما فيه من تطلّعات نجدها في سفر التثنية، وهي تدعو إلى إفناء
الوثنيين. واعتبرت فئة رابعة أن أهل قمران كانوا من الغيورين، قرأت في نظح عمل
أشخاص متوّسين على خطى رئيسهم اليعازر بن يائير. بين سنة 16 وسنة 70 ب.م.

ما
نلاحظه هو قرابة وثيقة بين ونج، وبين نظح ومد. هذا يعني أننا أمام كاتب واحد لهذه
الكتيّبات الثلاثة. أما صاحب المدائح فيتكلّم عن نفسه بسمات تذكّرنا بمعلّم البرّ.
ونج برينا عمل منظّم الجماعة. في هذه الظروف يجب أن يكون نظح من تأليف معلّم البرّ
الذي حاول أن ينظّم مسبقاً الصراع المحرّر الذي استشفه وتخيّله “قبل
حدوثه”.

فهناك
أقلّه حالة واحدة (6: 29- 35) تورد المدائح نظح. فإذا قلنا إن معلّم البرّ هو صاحب
نظح، يجب أ، يكون أيضاً صاحب مد. وإذا أردنا أن نوفّق هذه المعطيات مع معطيات فحب
حول خلاف معلّم البرّ مع الكاهن الشرير، نصل إلى فرضيّة معقولة ترى الكاهن الشرير
في اسكندر يناي الذي اضطهد حوالي سنة 100 (بداية عهده) مشرّع جماعة قمران الذي كان
في ذلك الأيام شيخاً جليلاً. وفي هذه الحالة يكون تدوين نظح في نهاية حياة معلّم
البرّ، حوالي السنة 100 ق. م.

 

3-
المعطيات اللاهوتية

بما
أن نظح هو قبل كل شيء “تنظيم”، فهو لا يقدم لنا عرضاً لاهوتياً. لذلك
نكتفي بجمع الارشادات التي وردت هنا وهناك.

الله
هو أصل كلّ شيء. هو سيّد الخلق (10: 11- 15)، بل هو الذي خلق بليعال مع ملائكته
الأشرار (12: 11). ولقد اختار برحمته إسرائيل وفصله عن سائر الشعوب (10: 9). وقد
دُوِّنت كلمته الشخصيه في التوراة (10: 2، 6؛ 11: 5- 6، 11). وعمله القدير هو الذي
ينظّم مسيرة الأحداث. أما الكفر الجوهري الذي اقترفه أبناء الظلمة فيقوم بعدم
اكرام الله، بالاستناد إلى ما ليس بموجود. هو لا يوبّخهم على جحود أو شرك، بل
لأنهم ليسوا عباداً أمناء لإله إسرائيل. من أجل هذا، فهو يجعلهم وسط عملاء بليعال
ويعدّهم لفناء عادل. أما أبناء النور فهمهم الوحيد هو تأمين انتصار إلههم على
الأرض، وهم متأكدون من حمايته القديرة. أما صفاته فهي البرّ والقداسة والأمانة
والقدرة.

يحيط
بالله ملائكته الذين يشكّلون بلاطه السماوي ويشاركونه في عمله في العالم (12: 1-
5). رئيسهم هو ميخائيل (17: 6- 7) يرافقه جبرائيل وسريئيل ورفائيل (9: 15- 16).
ويقوم بحرب على هؤلاء الملائكة الذين من حزب النور، بليعال وأرواحه الفاسدة: هم
أيضاً ملائكة، وقد خلقهم الله من أجل الشرّ (13: 11). إنهم المسؤولون عن المضايقات
التي تصيب بشكل عابر أبناء النور (13: 4- 6). والصراع بين ثنائيّة الخير والشرّ
يجد حلّه في عمل سرّي يقوم به الله الذي يحقّق الخير ويخلق السلام وإن ترك أرواح
الشرّ تعمل.

وتنضمّ
نفوس الأبرار إلى الملائكة، ومعاً يقاتلون من أجل أبناء النور (1: 13- 16؛ 12: 1-
7؛ 15: 13- 15). ليس من حديث في نظح عن مصير الأشرار الذين زالوا عن الأرض، ولكن
يبدو أنهم يكوّنون الفئة الثانية بين الفئات الثلاث المتحالفة من أجل الشرّ (1:
13). وهكذا تكون أفكار الكاتب حول خلود النفوس والدينونة بعد الموت، الأفكار عينها
التي ستكرّسها المسيحيّة فيما بعد.

خلق
الله الإنسان، ولكن يبدو أن الإنسان لا ينعم بحريّة واسعة مع أن الكاتب يحرّض
الضعفاء والجبناء على الشجاعة ليتصرّفوا كالشجعان (10: 5- 6؛ 5: 7). ويبدو أبناء
الظلمة أناساً أشرار دون أن يتطلّع نظح إلى إمكانية ارتدادهم. وبما أن جميع
اللايهود قد جُعلوا في حزب الظلمة، فهذا الشرّ ليس نتيجة خيار شخصي بل حتميّة
وقدر. غير أن الكاتب يذكر “متجاوزي العهد” (1: 1) وبالتالي يعتبر أن
اليهودي يستطيع أن يسقط وينتقل إلى المعسكر الآخر، معسكر الظلمة. أما أبناء النور
فينعمون بكل مراحم الله، وينشدون مجده بألف نشيد ونشيد. يسمح الله لبعض الوقت بأن
تضايقهم قوى الشرّ، وهو بذلك يتوخّى أن يستطع تدخّله العجيب في اليوم الذي حدّده.

ما
الذي نعرفه عن الحياة الاخلاقيّة عند “أبناء العهد” (17: 8) هؤلاء؟
يهتمون بالاحتفاظ من النجاسات بحسب الشريعة (7: 2- 6؛ 9: 8- 10؛ 14: 2- 3).
يُنعشهم مثال دينيّ رفيع وهم يعملون دوماً من أجل مجد الله تعالى. أما الفداء
فيتمّ بشكل بسيط جداً: جميع أهل الظلمة سيقتلهم أبناء النور الذين يقيمون ملك الله
النهائي في عالم تخلّص من الشرّ والخطيئة. لم يذكر المسيح، اذن يبدو أن لا دور له.
كلّ هذا أخذه الكاتب من العهد القديم مع تحويل بعض المعطيات التقليديّة. إلاّ أننا
نلاحظ على مستوى الاسكاتولوجيا ضيق أفق يحصر الخلاص في فئة محدّدة وينسى الشموليّة
التي نادى بها الأنبياء.

ماذا
يقول المسيحي الذي يقرأ نظح؟ يجد بعض التشابهات بين المسيحيّة وهذا الكتاب، لأن
الاثنين يستعملان النصّ البيبلي الواحد (1: 12؛ مت 24: 21. كلاهما يعودان إلى دا
12: 1). وهناك لاهوت الملائكة الذي نجد مثله عند القديس بولس (2 كور 2: 10؛ أف 6:
12؛ ق نظح 1: 13- 16؛ 7: 6).

عمل
المسيحيون كما عملت جماعة قمران من أجل ملكوت الله. ظنّت أنها تستطيع أن تحقّقه
حين تفني جميع الوثنيين. أما المسيحيون فتطلّعوا إلى نداء يتوجّه إلى الجميع، سواء
كانوا يهوداً أم وثنيين، إلى الخلاص الذي يقدّمه يسوع المسيح. نحن أمام خطّين
انطلقا من التوراة، ولكن الخط المسيحي تقبّل وحي العهد الجديد، أما خطّ قمران
فانغلق على جماعة من الجماعات ترفض سائر الجماعات. هذه الجماعة دعت إلى بغض
الأعداء بغضاً لا هوادة فيه (1: 4، 10؛ 10: 9: 21؛ رج 2: 4- 10). وصلت بنا إلى قول
يرد في الإنجيل: قيل لكم: “أحبب قريبك وأبغض عدوّك”. أما يسوع فقال:
“أحبوا أعدائكم وصلّوا من أجل مضطهديكم” (مت 5: 43- 44). على مستوى
المحبة والغفران تفترق المسيحية عن الاسيانيّة، كما تفترق على مستوى شمولية تدعو
الرسل إلى أن يذهبوا إلى العالم كله ويحملوا البشارة إلى الخلق أجمعين ويعدوا كل
البشر إلى الإيمان من أجل الخلاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار