كتب

المديح الخامس



المديح الخامس

المديح الخامس

 

ضيق
المضطهد، نهاية العالم ومولد المسيح المخلص

3
(6)… احتقروني وما اعتبروني، فصارت نفسي مثل سفينة في أعماق البحر (7) ومثل
مدينة محصّنة أمام الذين يحاصرونها. وصرت في حيرة، كالمرأة التي تلد للمرة الأولى.
فالرعب (8) والآلام المريعة هجمت بأمواجها بحيث إن الحبلى وضعت بكرها. فالأبناء
بلغوا إلى أمواج الموت (9) والحبلى برجل الضيق هي في ألم الولادة. ففي أمواج الموت
ستلد ذكراً، وفي قيود الجحيم يخرج (10) من بوتقة الحبلى مشير عجيب مع قدرته.
وينجّي من الأمواج كل إنسان بفضل تلك التي حبلت به.

كل
الصدور تشعر بالآلام (11) وتحسّ بأوجاع مرّة حين تضع مولودها. وتمسك الرعدة أولئك
اللواتي حبلن بهؤلاء الأولاد. وساعة وضْع البكر تجتاح الرعدُة (12) بوتقة الحبلى.

وتلك
التي حبلت بالأفعى هي فريسة أوجاع مرّة. وأمواج الهاوية تهجم بكل أعمال الفزع.
وتهزّ (13) أسس السور كالسفينة على سطح المياه. وترعد الغيوم في ضجّة الرعد.
والمقيمون في التراب صاروا كالسائرين في المياه وقد ارتاعوا من هدير المياه. وصار
حكماؤهم كبحّارة في الأعماق، لأن (15) كل حكمتهم قد زالت بسبب هدير المياه، بسبب
فوران اللجيج على ينابيع المياه وتحرّكت الأمواج وارتفعت في الهواء (16) واسمعت
هدير صوتها. ووسط تحرّكها انفتح الشيول (أي الجحيم ومثوى الاموات) وأبدون (أي عنصر
الابادة والموت)، وكل سهام الهاوية (17) صارت اللحاق بهما. أسمعت اللجّةُ صوتها.
وانفتحت أبواب الشيول لجميع أعمال الأفعى (18)، ومصاريع الهاوية انغلقت على التي
حبلت في الشرّ، والمزاليج الأبديّة على كل أرواح الأفعى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار