سفر اعمال الرسل

الإصحاح السادس عشر



الإصحاح السادس عشر]]>الإصحاح السادس عشر

 

(مت1:16-12 + مر 10:8-21):

(مت1:16-12):-

وجاء إليه الفريسيونوالصدوقيون ليجربوه فسألوه أن يريهم آية من السماء. فأجاب وقال لهم إذا كان المساءقلتم صحو لان السماء محمرة. وفي الصباح اليوم شتاء لان السماء محمرة بعبوسة يامراؤون تعرفون أن تميزوا وجه السماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون. جيل شريرفاسق يلتمس آية ولا تعطى له أية إلا آية يونان النبي ثم تركهم ومضى. ولما جاءتلاميذه إلى العبر نسوا أن يأخذوا خبزا. وقال لهم يسوع انظروا وتحرزوا من خميرالفريسيين والصدوقيين. ففكروا في أنفسهم قائلين أننا لم نأخذ خبزا. فعلم يسوع وقاللهم لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا. احتى الآن لاتفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم. ولا سبع خبزات الأربعةالالاف وكم سلا أخذتم. كيف لا تفهمون أنى ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خميرالفريسيين والصدوقيين. حينئذ فهموا انه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل منتعليم الفريسيين والصدوقيين.

(مر10:8-21):-

وللوقتدخل السفينة مع تلاميذه وجاء إلى نواحي دلمانوثة. فخرج الفريسيون وابتداوايحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذاالجيل آية الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية. ثم تركهم ودخل أيضا السفينة ومضىإلى العبر. ونسوا أن يأخذوا خبزا ولم يكن معهم في السفينة إلا رغيف واحد. وأوصاهمقائلا انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس. ففكروا قائلين بعضهم لبعضليس عندنا خبز. فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز إلا تشعرون بعدولا تفهمون احتى الآن قلوبكم غليظة. الكم أعين ولا تبصرون ولكم أذان ولا تسمعونولا تذكرون. حين كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم قالواله اثنتي عشرة. وحين السبعة للأربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم قالوا سبعة.فقال لهم كيف لا تفهمون

(مر 10:8 ) يقولمرقس أن السيد جاء إلى إلى نواحى دلمانوثة، ويقول متى جاء إلى تخوم مجدل(مت 39:15). وهذا المكان بالقرب من طبرية على الشاطىء الغربى للبحيرة. وإلإختلاففى الأسماء راجع لأن نفس المكان قد يكون لهٌ إسمان، إسم قديم وإسم حديث، ومتىإستخدم أحدهما بينما إستخدم مرقس الآخر.

(مت1:16-4):- الفريسيينمتعارضون فكرياً، لكننا هنا نجدهم قد إتفقوا معاً ضد المسيح فمملكة الظلمة لا تقبلالنور. وقد جاءوا للمسيح يطبون آية، ولم يكفهم كل الآيات التى صنعها السيد المسيح.وهم طلبوا آية من السماء= ربما قصدوا بهذا نزول مَنْ مِنَ السماء، أو علامةطبيعية غريبة مثل إختفاء الشمس مثلاً أو بروق ورعود كما فعل موسى. ولكن الأقرب هوفكرة طلبهم مَنْ سماوى، فشيوخهم كانوا يقولون أن المسيا حين يأتى سينزل مناً منالسماء كما فعل موسى (يو 30:6،31). والمسيح ما كان عنده مانع من عمل معجزة ولكنلمن يعمل المعجزة ؟ هو يعملها لمن تجعله يؤمن.ولكن هؤلاء عقدوا العزم على عدمالإيمان، بل هم قد أتوا ليَتَحدوُا المسيح فى عناد ومقاومة، ولو كان قد فعل آيةلكانوا قد إخترعوا أى شىء ليقاوموه. لذلك هو رفض عمل آية لهم.ولاحظ اتفاقالفريسيين والصدوقيين ضد المسيح بالرغم من اختلافهم.

والمسيحيفضل أن يؤسس ملكوته بالتعليم وليس بعمل الآيات “طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو 29:20). والتعليم يقود للتوبة، لذلك نادى يوحنا المعمدان أولاًبالتوبة، ثم نادى المسيح بالتوبة ومن بعده التلاميذ فالزمان هو تأسيس الملكوت وذلكيتم بالتوبة، فلن يدخل أحد الملكوت بدون توبة، كما تاب أهل نينوى سابقاً، لذلكيشير السيد إلى يونان النبى. ولكننا نجد هؤلاء المقاومين لا يبحثون سوى عن آية،وحتى الآن فهناك من يفكر فى المعجزات دون أن يقدم توبة. وإشارة المسيح لآية يونانالنبى تعنى أن كل ما قدمه يونان لأهل نينوى هو قوله أن المدينة ستهلك إن لميتوبوا، وبهذه الكلمات فقط تابوا. والآن أمامهم المسيح بكل ما يقوله ويفعله وهم لايؤمنون ولا يتوبون. والسيد يقول تعرفون أن تميزوا وجه السماء = أى يتعرفواعلى حالة الجو خلال العلامات الظاهرة فى السماء. وهؤلاء مثل كثيرين يظهرون ذكائهمفى الأمور المادية لكنهم لا يهتمون بالأمور الروحية وإكتشافهم لفرص التوبة والتعرفعلى الرب. فهؤلاء الفريسيين برعوا فى معرفة علامات الطقس ولم يعرفوا زمان الإفتقادالإلهى، فالمسيح فى وسطهم ولم يعرفوه أماّ علامات الأزمنة = هم كدارسينللناموس لابد وأنهم يعرفون النبوات التى تحدد زمان مجىء المسيح بالسنة (دا24:9-27) وظهور يوحنا المعمدان كسابق (ملا1:3 +أش 3:40) ثم ظهر المسيح ومعجزاته(أش5:35،6). وغيرها كثير من النبوات، فلماذا لم يستخدموا ذكائهم فى دراسة هذهالنبوات، ولو فعلوا لكانوا قد عرفوا المسيح. لكنهم كما يقول المسيح جيل شريرفاسق= أى أن خطاياهم وعنادهم وريائهم وحسدهم للمسيح ومحبتهم للأموال وخوفهمعلى ضياعها إذا سار الناس وراء المسيح، كل هذا أعمى عيونهم عن فهم كتب الأنبياء.ومثل هؤلاء مهما عُمِلَ أمامهم من آيات لن يؤمنوا لذلك تركهم المسيح ومضىوالآن بالنسبة لنا فالزمن زمن توبة فعلينا أن لا نفكر سوى فى الإستعداد بتوبة كماتاب أهل نينوى على يد يونان ولا نطلب حدوث معجزات من المسيح بل نسلم بما يريده.

ونلاحظأن المسيح أيضاً بإشارته ليونان فهو يشير لموته وقيامته، وتأملنا فيما صنعه المسيحلنا يجعلنا نحبه، ومن يحب المسيح سيقبل أى شىء يسمح به (راجع يو15:21-22). والصليبوالقيامة أعظم آيات قدمها المسيح للبشرية ففيهما سر خلاص البشرية.

هؤلاءالمعاندين بسبب شرهم فاتهم أن يدركوا من هو المسيح، وأنه جاء لخلاصهم الأبدى، ولوأدركوا لخلصوا، لو تابوا لكانوا الآن فى السماء. ولاحظ أن إشارة المسيح لآية يونانفيها تلميح بقبول الأمم بسبب رفض اليهود للمسيح.

وإنجيلمرقس لم يشير لكلام المسيح عن يونان فهو يكتب للرومان الذين لا يعرفون شيئاً عنيونان. وفى (مر12:8) تنهد بروحه = أى التنهد ليس على مستوى الجسد بل منأعماقه شعر بضيق من موقفهم منه.

إذاكان المساء قلتم صحو لأن السماء محمرة = أى إذا رأوا السماءحمراء فى المساء، يقولون إن الجو غداً سيكون صحواً. وفى الصباح اليوم شتاء = وفىصباح اليوم تقولون سيكون اليوم شتاء إذا رأيتم السماء حمراء بعبوسة آى هناغيوم وسحاب. وتفسير هذا أن السيد أتى بوداعة ومحبة يعلم ويشفى فكان يجب عليهمبذكاء أن يدركوا أن الزمن زمن قبول. صحو= سنة مقبولة (لو 19:4).

 

(مت5:16-12):-

ولما جاء تلاميذه إلىالعبر نسوا أن يأخذوا خبزا. وقال لهم يسوع انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيينوالصدوقيين. ففكروا في أنفسهم قائلين أننا لم نأخذ خبزا. فعلم يسوع وقال لهم لماذاتفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا. احتى الآن لا تفهمون ولاتذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة أخذتم. ولا سبع خبزات الأربعة الالاف وكمسلا أخذتم. كيف لا تفهمون أنى ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيينوالصدوقيين. حينئذ فهموا انه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليمالفريسيين والصدوقيين.

ولماجاء تلاميذه إلى العبر= أى عبر بحر الجليل.

تحرزوامن خمير الفريسيين = إذا تشبهوا بالفريسيين فى ريائهم فلن يمكنإقامة الملكوت داخلهم، فالرياء أخطر عدو للملكوت، هو يتسلل لحياة الخدام والشعبلينشغل الإنسان بذاته دون حساب لأهمية اللقاء مع المسيح وتشبيهه بالخميرة فذلكلإنتشارها السريع، الرياء هو عدوى سريعة الإنتشار. إننا لم نأخذ خبزاً =لقد إنشغلوا بمشكلة تافهة والمسيح صانع المعجزات بينهم.. وكم من مشكلة تافهةتشغلنا عن المسيح.

–    حتىيقيم السيد ملكوته السماوى فننا فلنهتم بعلاقتنا الشخصية معه بدون رياء، أى بدونإهتمام برأى الناس. ولنذكر على الدوام أنه موجود وقادر على حل أى مشكلة تواجهنا،لنحتفظ بإيمان بسلامنا فيه. ولاحظ أن السيد حين أراد أن يوبخ تلاميذه على خطأ صدرمنهم كان هذا بينه وبينهم حتى لا يجرح مشاعرهم أمام الناس.

–        ونلاحظ أيضاً شغف التلاميذ ببقائهم دائماً بجوارمعلمهم حتى أنهم نسوا أن يأخذوا معهم خبزاً.

لماذاتفكرون فى أنفسكم = فهو فاحص القلوب والكلى.

آلاتشعرون بعد ولا تفهمون = هى دعوة لدخولهم للأعماق، ليعرفوا من هوويؤمنوا به. أحتى الآن قلوبكم غليظة= يحركهم ليلبوا قلباً جديداً.

عموماًفالسيد المسيح لا يعنى بكلامه هذا أن نترك أعمالنا فهو لا يشجع الكسل ولكنه لايريد أن تكون الأمور المادية سبباً للهم فى قلب الإنسان.

(مر15:8) خمير هيرودس= خبثه ومكره.

 

(مت13:16-20 + مر 27:8-30 + لو 18:9-21):-

(مت13:16-20):-

ولماجاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس أنى أنا ابنالإنسان. فقالوا قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون ارميا أو واحد منالأنبياء. قال لهم وانتم من تقولون أنى أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيحابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا أن لحما ودما لم يعلنلك لكن أبى الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنيكنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطهعلى الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا فيالسماوات. حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد انه يسوع المسيح.

(مر27:8-30):-

ثمخرج يسوع وتلاميذه إلى قرى قيصرية فيلبس وفي الطريق سال تلاميذه قائلا لهم من يقولالناس أنى أنا. فأجابوا يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون واحد من الأنبياء.فقال لهم وانتم من تقولون أنى أنا فأجاب بطرس وقال له أنت المسيح. فانتهرهم كي لايقولوا لأحد عنه.

(لو 18:9-21):-

وفيماهو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه فسألهم قائلا من تقول الجموع أنى أنا.فأجابوا وقالوا يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون أن نبيا من القدماء قام. فقاللهم وانتم من تقولون أنى أنا فأجاب بطرس وقال مسيح الله. فانتهرهم وأوصى أن لايقولوا ذلك لأحد. من يقول الناس إنى أناإبن الإنسان . أنت هو المسيح إبن الله الحى.. طوبى لك

لاحظأن المسيح هنا يؤكد ناسوته، والآب يعلن لبطرس لاهوت المسيح وهذا هو إيمان الكنيسةأن تجسد وتأنس، الله ظهر فى الجسد (اتى 16:3).

وهذاالإيمان الذى أعلنه بطرس طَوَّبَهٌ المسيح عليه، فهو أعلن دستور الإيمان القويم،والمخلص يعلن أنه يقيم كنيسته على هذا الإيمان، ويعطى كنيسته سلطان الحل والربط،ليس لبطرس فقط بل لكل الرسل (مت 19:16+ مت 18:18). ولما سأل السيد سؤاله رددالتلاميذ ما يقوله الناس، فمثلاً هيرودس قال أنه يوحنا المعمدان=(مت 2:14).وهناك من قالوا أنه إيليا أى أنه السابق للمسيح (ملا 5:4) وآخرون تصورواأنه واحد من الأنبياء لأن موسى تنبأ بأن نبيا مثله سيأتى لهم (تث15:18).

وأنتممن تقولون إنى أنا = فالسيد المسيح يهتم جداً بكيف نعرفه نحن خاصتهفماذا لو سألك المسيح.. من أنا.. هل سيكون ردك عن معرفة نظرية عرفتها من الكتب، أومن خبرات شخصية إختبرت فيها حلاوة شخصه وحلاوة عشرته، وتعزياته إذ يقف بجانبك فىالضيقات، هل عرفته أم سمعت عنه. فبطرس لم يُكَوِّن رأيه عن المسيح من كلام الناس،بل الله أعلن لهُ، إذاً فلنصرخ إلى الله ليفتح أعيننا لنعرف المسيح ونختبره فنقولمع أيوب، بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عينى (أى 5:42) لنصلى حتى يعلن لناالروح القدس عمن هو المسيح، وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاّ بالروح القدس (1كو3:12 + يو 14:16) إيماننا بالمسيح، ومعرفتنا بالمسيح هو إعلان إلهى يشرق به الآببروحه القدوس.

وتسلمهذا الإيمان خلال التلاميذ والكنيسة، وإستلمناه، ولكن لنصلى حتى لا يبقى هذاالإيمان مجرد خبرة نظرية ولكن خبرة عملية بشخص السيد المسيح، فنحبه إذ ندرك لذةالعشرة معه، ومن يُدرك هذا سوف يحسب كل الأشياء نفاية (فى 8:3).

أنتهو المسيح = المسيح هو المسيا الذى كان اليهود ينتظرونه مخلصاً. وكلمةالمسيح تعنى الممسوح من الله. وكانت المسحة فى العهد القديم هى للملوك ورؤساءالكهنة والأنبياء فقط (رؤ 5:1 + ابط 4:5 + لو 76:1 )وفى هذه الآيات نرى المسيح ملكاً ورئيساً للكهنة ونبياً)

إبنالله الحى=لقد سبق نثنائيل وقال هذا قبل بطرس، أن المسيح إبن الله ولكن نثنائيل كان يقصدهابطريقة عامة كما يقولون إسرائيل إبن الله.ولذلك لم نسمع أن السيد طوب إيماننثنائيل كما فعل مع بطرس (يو 47:1-51).

أنتبطرس وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى= المسيح لايبنى كنيسته على إنسان مهماكان هذا الإنسان. ولكن معنى الكلام أن الكنيسة ستؤسس على هذا الإيمان الذى نطق بهبطرس، أن المسيح هو إبن الله الحى. وبإتحادنا به خلال المعمودية نصير أولاد الله،وندخل إلى العضوية فى الملكوت الروحى الجديد وننعم بحياته فينا، نحمله داخلنا كسرحياة أبدية.

ولاحظقول الكتاب أَنْتَ (مذكر) بطرس وعلى هَذِهِ ( مؤنث) الصخرة إذاً الصخرة هى ليستبطرس، لأن الصخرة التى تبنى عليها الكنيسة هى المسيح نفسه (1كو4:10).والمسيح هوحجر الزاوية (1بط 6:2). وكلمة بطرس مشتقة عن اليونانية Petraبترا أى صخرة، فالمسيح أسس كنيسته على صخرة هى الإيمان به كإبن الله والمسيح لميقل له أنت Petra. بل قال له أنت Petrus أبواب الجحيم لن تقوى عليها= أبواب الجحيم هى إشارة لقوى الشر وهذه لن تنتصر على الكنيسة، بل ولاالموت قادر أن يسود على المؤمنين، بل هم سيقومون من الموت فى الأبدية ( هذا إذا كانإيمانهم صحيحاً كإيمان بطرس ) وهى أيضاً تشير للتجارب والحروب ضد الكنيسةوالمؤمنين سواء كان مصدرها الشيطان أو بشر يحركهم شياطين. فإبن الله الصخرة وحجرالزاوية هو بنفسه الذى يسند كنيسته فلن تنهار.

 وأعطيكمفاتيح.. +مت 18:18 + يو 21:20. فالمسيح أعطى لكنيسته سلطان الحل والربطوغفران الخطايا وإمساكها، القبول فى شركة الكنيسة أو إخراج وفرز المخالفين منالشركة المقدسة، السيد أعطي لكنيسته سلطان الحكم على أولادها وتأديبهم. المسيح منخلال كنيسته يحل ويربط. والربط هو لمن يصر على خطيته، فتحرمه الكنيسة من التناول.والحل هو لمن يتوب ويعترف بخطاياه.

أوصىتلاميذه أن لا يقولوا لأحد= اليهود تصوٌروا أن المسيح آتٍ كمخلص منالرومان. وهم فهموا بعض الآيات فى سفر المزامير مثل تحطمهم بقضيب من حديد (مز 9:2+ مز6:79) بطريقة خاطئة، لذلك حرص المسيح ان لا ينتشر خبر أنه المسيا حتى لا يفهمالشعب أنه آتٍ ليحارب الرومان لذلك كان يوصى تلاميذه أن لا يقولوا أنه المسيا،وأيضاً المرضى وكل من أخرج منهم شياطين أمرهم أن لا يقولوا لأحد، وأنتهر الشياطينحتى لا تقول وتتكلم وتكشف هذه الحقيقة أمام الجموع (لو 41:4) لأن الجموع كان لهامفهوم سياسي وعسكري لوظيفة المسيا.

ولكنحينما أعلن بطرس ان المسيح هو إبن الله فرح المسيح وطوبه، لكنه وجه تلاميذه للفهمالحقيقي السليم للخلاص، وأن هذا لا يتم بالانتصار على الرومان، بل بموته وقيامته(مت 21:16) إذاً نفهم أن المسيح يود أن يعرف الناس حقيقته، ولكن ليس كل واحد، بللمن له القدرة على فهم حقيقة الخلاص. وفى أواخر أيام المسيح على الأرض إبتدأ يعلنصراحة عن كونه إبن الله (مت 63:26،64). لكن نلاحظ أنه تدرج فى إعلان هذه الحقيقةبحب حالة السامعين. فإن من له سيعطى ويزاد (مت 12:13) فبقدر ما ينمو السامع فىإستيعاب أمور وأسرار الملكوت يرتفع التعليم ويزيد وينمو ليعطى الأكثر والأعلى.فمستوى السامع فى نموه هو الذي يحدد مستوى التعليم الذى يقدمه المسيح، أما النفسالرافضة فينقطع عنها أسرار الملكوت والحياة مع الله. فالله إذاً يعطينا أن نكتشفأسراره بقدر ما نكون مستعدين لذلك. وراجع حوار المسيح مع السامرية لترى التدرج فىإعلان حقيقته ومع تجاوبها كان يعلن لها ما هو أكثر عنه.

–    إذاًالهدف الأول من أن لا يقولوا لأحد أن لا تطالبه الجماهير بأن يكون ملكاً زمنياًأرضياً فتحدث ثورة شعبية ضد الرومان، ولهذا أثاره الرهيبة.

–        السبب الثانى حتى لا يحرص الكتبة والفريسيون أنيقتلوه قبل الوقت، أى قبل أن ينهى كل تعاليمه وأعماله.

–        لا يصح أن يتكلم التلاميذ عنه كإبن الله دون أنتظهر الوهيته بالدليل الساطع وذلك بقيامته فعلاً بعد موته.

متى (13:16) قيصرية فيلبس= أسسها هيرودس فيلبس،وسميت بإسمه تميزاً لها عن قيصرية التى على البحر. وهى عند سفح جبل حرمون بجانبمنبع نهر الاردن (لو 18:9) وفيما هو يصلى… (مز 27:8) وفى الطريق :- لوقا وحدهأشار لصلاة المسيح وربطها بهذا الإعلان السمائى لبطرس بحقيقة المسيح، إذ بصلاةالمسيح يُعلن الآب بروحه القدوس لبطرس هذا السر. ومعنى صلاة المسيح هو شفاعةالمسيح عنّا امام الآب. لذلك نطلب بإسمه أى شىء نطلبه من الآب. (يو 23:16،24).فالمسيح صلّى على إنفراد (لو 18:9) ثم سار معهم إلى نواحى قيصرية فيلبس وفى الطريقسألهم هذا السؤال فالمسيح بشفاعته عنا يقبلنا الآب ويعمل فينا بروحه القدوس، وأولما يعمله فينا الروح القدس أنه يثبتنا فى المسيح إبن الله (بالمعمودية والتوبةوالإعتراف والتناول ) ثم يعلن لنا عمن هو المسيح فنفهم حقيقة علاقتنا بالله، هويشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (رو 16:8). لوقا يشير لصلاة المسيح هنا لأنه يدركخطورة ما سيعلنه بطرس الآن، ويشير أننا لا يمكننا فهم هذه الحقائق إلاّ بشفاعةالمسيح الكفارية= صلاته.ولاحظ أن نص أعتراف بطرس يختلف من إنجيل لآخر،ولكن بجمع النصوص يتكامل المعنى.متى :- المسيح إبن الله الحي :- هذه إشارةللاهوته فهو الله المتجسد.مرقس :- المسيح :- هو المسيح أى الممسوح كرئيسكهنة سيقدم ذبيحة نفسه. لوقا :- مسيح الله :- هو مسيا النبوات الموعودبه فى الكتاب، الذى ينتظرونه.

 

(مت21:16-28 + مر31:8-1:9 + لو 22:9-27):-

(مت21:16-28):-

من ذلكالوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتالم كثيرا منالشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليهوأبتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا. فالتفت وقال لبطرس اذهب عني ياشيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس. حينئذ قال يسوع لتلاميذهأن أراد أحد أن ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فان من أراد أن يخلصنفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالمكله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه. فان ابن الإنسان سوف يأتي فيمجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. الحق أقول لكم أن من القيامههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته

(مر31:8)-

فالتفتوابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بماللناس.

(لو22:9-27):-

قائلاانه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبةويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. وقال للجميع أن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسهويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه مناجلي فهذا يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه أوخسرها. لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الأبوالملائكة القديسين. حقا أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتىيروا ملكوت الله.

 

آية(21):-

من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انهينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتلوفي اليوم الثالث يقوم.

المسيح أوضح لتلاميذه من هو وأنه أتى ليؤسسكنيسته، وها هو يعلن ثمن تأسيس الكنيسة أى الصليب. وقبل أنيتوهم تلاميذه إذ سمعوا أنه إبن الله المسيا المنتظر، أنهم سيملكون معه إذ يصيرملكاً وقائداً عظيماً، ها هو يشرح لهم أنه حقاً سيملك ولكن سيملك على قلوب كنيستهبصليبه، حاملاً الرياسة على كتفه (أش 6:9) فالرياسة كانت بصليبه الذى به ملك علىقلوبنا، هو بصليبه هدم مملكة الخطية ومملكة إبليس وأقام ملكوته. وقوله هذا يشيرلأنه يعلم سابقاً وبدقة ما سيحدث له، إذاً فما سيحدث له هو بسلطانه.

 

آية(23):-

فالتفتوقال لبطرس اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.

رفضبطرس للصليب هذا لهو نابع من ذاته، أماّ إعترافه بأن السيد هو المسيح إبن اللهالحى فهو من الله. إذهب عنى ياشيطان= بطرس ليس شيطاناً ولكن يردد ما وسوسبه الشيطان لهُ، فالشيطان دائماً يصور لنا رفض الصليب الموضوع علينا. ويبدو أنبطرس كان رافضاً لفكرة الصليب حتى النهاية، لذلك حين سألهُ السيد أتحبنى … أتحبنى.. أتحبنى صرح له السيد بعد ذلك انه سيموت مصلوباً، ولعلمالسيد أن بطرس رافض لفكرة الصليب كرر له كلمة إتبعنى = أى لا ترفض الصليب إن كنتحقيقة تحبنى (يو 15:21-22). ويقال أن نيرون حين أراد قتل بطرس اقنعه المؤمنون فىروما بالهرب، فهرب بطرس، وعلى أبواب روما رأى السيد المسيح متجهاً لروما فسأله إلىأين ؟ فقال أنا ذاهب لأصلب بدلاً منك. فعاد بطرس وسلم نفسه وطلب أن يصلب منكسالرأس.

ولاحظما قاله المسيح أنت معثرة لى.. إذهب عنى يا شيطان.. لأنك لا تهتم بما لله لكنبما للناس.

فالسيدجاء ليقيم مملكته خلال صليبه وطلب ممن يريد أن يكون له تلميذاً أن يحمل صليبهويتبعه، فمن يرفض الصليب يرفض الفكر الإلهى آية (24). معثرة = تعملعلى تعطيل الصليب والفداء.       شيطان = ولا يوجد من يهتم بتعطيل الفداءسو الشيطان

 لاتهتم بما لله = الترجمة الحرفية لكلمة تهتم، أن عندك وجهة نظر معينة فهناكمن لهم وجهة نظر لا تتفق مع وجهة نظر الله (مثل بطرس هنا) وهى أننا نقبل أن نسيرمع المسيح فى الصحة والمجد العالمى والغنى المادى.. الخ أما لو وُجِدَ صليب نرفضالمسيح ونتصادم معهُ ويكون هذا بإيعاز من الشيطان. لذلك قال السيد لبطرس إذهب عنىيا شيطان، لأن بطرس كان يكرر فكر الشيطان. والشيطان الخبيث دائماً يسعى لأن يقنعأولاد الله بأنه لو أن الله يحبهم لأعطاهم خيرات زمنية (مال وعظمة وقوة وسلطان..)ولكن لنعلم أنه كرئيس لهذا العالم (يو 30:14) يغرينا بما تحت يديه، لكن أولادالله يرفضون العالم بما فيه حتى الصليب، ويقبلون من يد أبيهم السماوى ما يسمح بهسواء خيرات زمنية أو صليب، فما يسمح به أبوهم السماوى فيه حياتهم الأبدية، ولكنشرط الشيطان أن يعطينا من خيرات العالم أن نخر ونسجد لهُ (مت 9:4). والمسيح اعطانامثلاً حتى نفهم هذا فقال متسائلاً هل لو سأل إبن أباه أن يعطيه خبزاً فهل يعطيهأبوه حجراً … فإن كنتم تعرفونأن تعطوا أولادكم عطايا صالحه فكم وكم أبو كم السماوى. من هنا نعلم أن ما يسمح بهالله سواء خيرات زمنية (مال / صحة..) أو ما يسمح به من تأديبات، هو لصالح أولاده،هو لخلاص نفوسهم (رو28:8) + (1كو 21:3،22 ) + مرض أيوب وتجربته كانت لخلاص نفسهوكذلك مرض بولس.

 

آية (24):-

حينئذقال يسوع لتلاميذه أن أراد أحد أن ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.

ينكرنفسه = يرفضفكرة أن له حق فى الخيرات الزمنية، وهذا ما يقنعنا به إبليس لنتصادم مع الله. مثلالأخ الأكبر للأبن الضال، إذ تخاصم مع أبيه من اجل أنه لم يعطه جِدْياً يفرح به معأصدقائه، وقارن مع محبة أبيه الذى يقول له كل شىء هو لك، والله أعطانا أن نرثه أىنرث مع المسيح (رو17:8) فهل نتصادم معه من أجل أشياء تافهة. يحمل صليبه =يقبل بما سمح به الله واثقاً فى محبة الله، وأن ما سمح به هو للخير حتى وإن لمنفهم الآن (يو 7:13). إن أراد أحد = إرادة حرة.ويتبعنى = طاعةمطلقاً لكل ما يسمح به الله.

 

آية(25) :-

فانمن أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفعالإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه.

يخلصنفسه= يهربمن الإستشهاد / يهرب من الشدائد فى الخدمة مثلاً ليتمتع بملذات الدنيا / يرفضالصلاة والصوم لمتع دنيوية.

يهلكنفسه = يتقدمللإستشهاد / يقدم جسده ذبيحة حية / يقمع جسده ويستعبده / يصلب أهواءه وشهواته.

 

آية(26) :-

فانابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله

لوربح العالم كلهُ = هذا مثل من يضيع عمره فى عمله تاركاً الله، مثلهذا فليعلم أن العالم زائل بطبعه وخسر نفسه= وهى الباقية ولاحظ أنالسيد قال هذه الآية رداً على رفض بطرس للصليب. إذاً رفض الصليب فيه ربح للعالموخسارة أبدية. ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه = الأموال إن ضاعت جاز أنتعود، أما النفس فهلاكها خسارة لا تعوض. وكيف أقدم فدية عن إنسان تم قتله فعلاً.فإن هلكت النفس، أى ذهبت للجحيم بعد موتها فلا فداء لها.

آية(27):-منيرضى بأن يهلك نفسه ستكون مجازاته سماوية فى مجد سماوي هو إمتداد للملكوت الداخلىالذى نعيشه هنا على الارض، ننعم بسلام يفوق كل عقل، وفرح حقيقى بالرغم من ألام هذاالعالم (فى 7:4 + يو 22:16) أماّ الملكوت الأخروى فبلا ألم (رؤ 4:21).

أماّمن ترك المسيح ليجرى وراء لذات العالم فنصيبه معاناة وحزن على الأرض، ونار متقدةأبدية. وفى هذه الآية يتكلم المسيح عن مجده = يأتى فى مجد. فهو بعد أن تحدثعن ألامه يتحدث هنا عن مجده. ولنلاحظ قول بولس الرسول أن كل من يتألم معهُ يتمجدأيضاً معهُ (رو 17:8). فمن إحتمل صليبه بشكر سيتمجد معهُ.

القولالوحيد المسجل للقديس الأنبا بولا ” أن من يهرب من الضيقة يهرب من الله”فالضيقة هى شركة ألم وصليب مع المسيح، ومن يشترك معه فى الصليب سيشترك معه فىالمجد.

 

(مت28:16 + مر 1:9 + لو 27:9):-

(مت 28:16):-

الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقونالموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته.

(مر 1:9):-

وقاللهم الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قدأتى بقوة.

(لو27:9):-

حقاأقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله.

بعد الآية السابقة والتى تحدث فيها السيد المسيحعن المجد، أصبح إشتياق التلاميذ شديداً أن يروه أو حتى يعرفوا ما هو. والسيد فىهذه الآية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن الإنسان.فما هو ملكوت إبن الإنسان؟

ملكوتإبن الإنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه، ويكون فى صورة مجد الآب. ويجلس ليدين.ويملك على الأبرار وهم يخضعون لهُ، ويطأ إبليس وتابعيه ويحبسهم فى البحيرة المتقدةبالنار فيكفوا عن مقاومتهم لملكه. كل هذا سيكون فى يوم الدينونة وما بعده.. ولكننلاحظ أن كل من أستمع للسيد المسيح وهو يقول هذا الكلام، الكل ما توا أو استشهدواقبل مجىء السيد المسيح فى مجده ليدين الجميع. فما معنى أن منهم من يموت قبل أن يرىإبن الإنسان آتياً فى ملكوته ؟

نلاحظأن بعد هذه الآية مباشرة، وفى الأناجيل الثلاثة تأتى قصة تجلى المسيح على الجبل.وفى التجلي رأى بعض التلاميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم، وعلىقدر ما إحتملوا، وهم تمتعوا بمجده، وكان هذا إعلاناً عن بهائه الإلهي، وهؤلاء لميموتوا حتى رأوا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه رأوا قيامته وصعودهوحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت الله داخل قلوب المؤمنين، رأوا آلافتترك آلهتها الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا فى سفر أعمال الرسل) ويحرقواكتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على قلوبهم، ورأوا آلاف الشهداء يبيعون حياتهمحباً فى المسيح، كل هؤلاء كان ملكوت الله فى داخلهم (لو 21:17). لقد رأوا ملكوتالله معلناً فى حياة الناس ضد مجد العالم الزائل.

كلهؤلاء الشهداء والذين باعوا العالم لأجل المسيح تذوقوا حلاوة ملك المسيح علىقلوبهم، وكان هذا عربون المجد الأبدي إلى أن يحصلوا على كمال مجد الملكوت المعدلهم. وهناك ممن سمعوا قول المسيح هذا لم يموتوا حتى رأوا خراب أورشليم وحريقهاالهائل سنة 70م، لقد رأوا صورة للمسيح الديان، ورأوا عقوبة رافضى المسيح. ولاحظ أنالله دبر هروب المسيحيين كلهم من أورشليم قبل حصارها النهائي.

لايذوقون الموت =هذه لا تقال إلاّ على الأبرار فهم لا يموتون بل ينتقلون،وكما قال المسيح عن الموت أنه نوم ( عن إبنة يا يرس وعن لعازر). أماّ الأشرار فهميموتون وهم مازالوا على الأرض “إبنى هذا كان ميتاً فعاش + لك إسم أنك حى وأنتميت ( لو 24:15+رؤ 1:3). وذاق الموت قيلت عن المسيح (9:2) فتذوق الموت هو موتبالجسد أما الروح فتذهب إلى الله فى انتظار القيامة. ومن يتذوق عربون المجد الأبدىهنا على الأرض لا يموت بل يتذوق الموت فقط. ويكون معنى كلام السيد أن منالموجودين، من لن ينتقل قبل أن يتذوق حلاوة ملكوت الله فى داخله، وهذا ما حدث بعديوم الخمسين حينما حل الروح القدس فملأهم سلاماً وفرحاً، وكان المسيح يحيا فيهم(غل 20:2).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار