انجيل يوحنا

الإصحاح الثاني عشر



الإصحاح الثاني عشر]]>الإصحاح الثاني عشر

 

آيات(1-8):- +(مر 23:2-28) + (لو 1:6-5):-

(1-8):-

فيذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع فجاع تلاميذه وابتداوا يقطفون سنابلويأكلون. فالفريسيون لما نظروا قالوا له هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فيالسبت. فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه. كيف دخل بيت اللهوأكل خبز التقدمة الذي لم يحل أكله له ولا للذين معه بل للكهنة فقط. أو ما قرأتمفي التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء. ولكن أقول لكمأن ههنا اعظم من الهيكل. فلو علمتم ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم علىالأبرياء. فان ابن الإنسان هو رب السبت أيضا.

(مر23:2-28):-

واجتازفي السبت بين الزروع فأبتدا تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون. فقال له الفريسيونانظر لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل. فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داود حيناحتاج وجاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله في أيام ابياثار رئيس الكهنة وأكل خبزالتقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة وأعطى الذين كانوا معه أيضا. ثم قال لهمالسبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت. إذا ابن الإنسان هو رب السبتأيضاً.

(لو1:6-5):-

وفيالسبت الثاني بعد الأول اجتاز بين الزروع وكان تلاميذه يقطفون السنابل ويأكلون وهميفركونها بأيديهم. فقال لهم قوم من الفريسيين لماذا تفعلون ما لا يحل فعله فيالسبوت. فأجاب يسوع وقال لهم أما قرأتم ولا هذا الذي فعله داود حين جاع هو والذينكانوا معه. كيف دخل بيت الله واخذ خبز التقدمة وأكل وأعطى الذين معه أيضا الذي لايحل أكله إلا للكهنة فقط. وقال لهم أن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً.

بمقارنةما حدث فى لوقا مع ما قيل فى متى نجد أن اليهود لاموا التلاميذ أولاً ثم شكوهمللمسيح. ونلاحظ الآتى فى هذه القصة:-

1-  فقرالتلاميذ، إذ يأكلون سنابل وكانت هذه عادة يهودية أن يفركوا السنابل الطريةالناضجة وينفخون القش ويأكلون الحب. ولقد سمحت الشريعة بقطف سنابل الغير أو عنبالغير فى حالة الجوع (تث 24:23،25) ولكن لا يكون هذا فى وعاء أو بإستعمال منجلوالاّ صار كسرقة للغير وإستغلال للمحبة.

2-  متابعةالتلاميذ المستمرة للمعلم فهو لا يهدأ فى خدمته، وهم ملتصقون به دائماً محبة فيه،لا يبحثوا عن طعام بل يأكلوا سنابل نيئة.وواضح أن السيد أراد أن يختلى بتلاميذهفذهبوا للحقول وهناك جاعوا.

3-  ماأثار اليهود ليس أكل السنابل من حقل الغير بل قطف السنابل وفركها ونفخ القش يومالسبت، وهذا إعتبروه حصاد وتذرية، وهذا ممنوع يوم السبت. هو مفهوم حرفى قاتل، فكيفيطبقون مفهوم الحصاد على قطف عدة سنابل لأشخاص جوعى.

4-  والسيدبرر ما فعله تلاميذه بأن داود إذ جاع هو ورجاله أكل الخبز المقدس الذى لا يحل أكلهإلاَّ للكهنة. وقطعاً فرك السنابل يوم السبت هو أقل خطورة بكثير من أكل أشخاصعاديين لخبز التقدمة المقدس.وكانت الأرغفة من خبز التقدمة توضع على مائدة خبزالوجوه كل سبت لمدة أسبوع ثم يأكلها الكاهن وأسرته فقط (1صم 1:21-6).

5-    أماقرأتم = المسيح متعجب ممن يقرأون ولا يفهمون.

6-  الكهنةفى السبت يدنسون السبت=أى الكهنة يقومون بالأعمال الطقسية يوم السبتمثل الذبح والسلخ والتنظيف وشى الذبائح وختان الأطفال إذا وافق اليوم السبت اليومالثامن لميلاد الطفل. فالكهنة لم يتوقفوا عن العمل= وهم أبرياء=أى أنهم لميخطئوا بعملهم هذا. وهذه الأعمال لو قاموا بها خارج الهيكل لصار تدنيساً للسبت.فمن أجل كرامة الهيكل وكرامة الوصية التى وضعها رب الهيكل (تقديم الذبائحوالختان….) يقوم الكهنة بأعمالهم داخل الهيكل ولا يحسب عملهم خطية، حتى تتمرسالة الهيكل لم يتوقفوا عن العمل. والآن فالمسيح هو رب الهيكل وقد حلَّ على الأرضوهؤلاء التلاميذ يخدمونه ويتبعونه، فما الخطأ فى أن يعملوا هذا العمل البسيطليستمروا فى خدمتهم لرب الهيكل يوم السبت =ههنا أعظم من الهيكل =فالسيدالمسيح بلاهوته المتحد بناسوته هو أعظم.

7-  وصيةالسبت تشير لراحتنا الأبدية فى السماء فى المسيح وخلاصنا من الخطية الذى تم بقيامةالمسيح يوم الأحد الذى هو يوم الخليقة الجديدة. وكانت الراحة هى راحة من الأعمالالأرضية ليتذكروا أن هناك سماء وأن هناك إله يجب أن يعبدونه، وفى عبادة الله يجدواراحتهم. لكن المسيح هو هذا الإله، والتلاميذ الآن معهُ لا يذكروا شيئاً عن أعمالهموأكلهم وشربهم، بل هم جاعوا حتى إضطروا أن يفركوا سنابل ليأكلوا، فهم وجدوا راحتهمالحقيقية فى التصاقهم بالمسيح، وهذا بالنسبة لهم لم يكن يوماً فى الأسبوع، بل صارالمسيح كل حياتهم، فلماذا التقيد بالحرفيات، خصوصاً أن المسيح إلهنا هو واضع وصيةالسبت، وله كل الحق كواضع للوصية أن يفسر الوصية كما يريد فهو رب السبت

8-  يذكرإنجيل مرقس أن السبت وضع لأجل الإنسان = ليرتاح الإنسان وكل من معه جسدياً،بالإ ضافة لأن يذكر الإنسان أنه ينتمى للسماء. وكون السبت وضع لأجل الإنسان فلايصح أن يكون سبباً فى جوع التلاميذ. فالله يريد رحمة لا ذبيحة (هو 6:6).

9-  لقدإشتكى اليهود التلاميذ للمسيح بسبب حريتهم فى المسيح، لكن ما أحلى أن نجد أنالمسيح يدافع عنا وعن تلاميذه. فليشتكى علينا من يشتكى فلنا مسيح يدافع عنا.

10-     هناكمقارنة لطيفة بين أكل التلاميذ للسنابل والقصة التى إقتبسها السيد المسيح من حياةداود إذ أكل من الخبز المقدس. فكلا القصتين يرمزان للأكل من جسد المسيح فى سرالإفخارستيا، فالمسيح شبه نفسه بحبة الحنطة (يو 24:12) وخبز الوجوه يشير لجسدالمسيح فى سر الإفخارستيا ونحن بتناولنا من جسد المسيح نصير كلنا خبز واحد. وأكلداود الذى من سبط يهوذا، سبط المسيح يشير لأن الخبز المقدس الذى كان حكراً على سبطلاوى صار لسبط يهوذا أى لكل المؤمنين بالمسيح.

11-          فى إنجيل معلمنا مرقس يذكر أن رئيس الكهنة هوأبياثار، بينما جاء فى سفر صموئيل ” أبيمالك”:-

أ‌-     (يمكن)أن أبياثار كان وهو إبن إبيمالك وكانا معاً حين إلتقى بهما داود النبى، ثم أن شاولقتل إبيمالك وهرب ابياثار إلى داود وصار رفيقاً له. ولما استقر داود فى ملكه صارأبياثار هو رئيس الكهنة والأكثر شهرة من أبيمالك، وإستمر رئيساً للكهنة طوال فترةملك داود. ونال شهرة أكثر من أبيه. (1 صم 20:22+7:30).

ب‌-   (يمكن) أنأبيمالك رفض إعطاء الخبز المقدس لداود ورجاله ولكن أبياثار إبنه هو الذى وافق علىذلك، أو أن أبيمالك كرئيس للكهنة رأى أنه بحكم مركزه لا يصح أن يكسر الشريعة فأعطىالخبز المقدس لإبنه ليعطيه هو لداود فنسب العمل لأبياثار.

12-     فى(لو 1:6) وفى السبت الثانى بعد الأول= السبت الأول هو عيد الفصح 14 نيسان،فالفصح يسمى سبت. والسبت الثاني هو السبت الذى أتى بعد الفصح مباشرة. وفى هذاالوقت تكون السنابل طرية يمكن أكلها. وفى هذا السبت يقرأ اليهود فى المجامع قصةداود وأكله من الخبز المقدس. وهذه هى القصة التي أستشهد بها السيد المسيح.

 

مت(9:12-14) + (مر 1:3-6) + (لو6:6-11):-

(مت9:12-14):-

ثمانصرف من هناك وجاء إلى مجمعهم. وإذا إنسان يده يابسة فسألوه قائلين هل يحلالإبراء في السبوت لكي يشتكوا عليه. فقال لهم أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فانسقط هذا في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه. فالإنسان كم هو افضل من الخروف إذايحل فعل الخير في السبوت. ثم قال للإنسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالأخرى. فلماخرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه.

(مر1:3-6):-

ثمدخل أيضا إلى المجمع وكان هناك رجل يده يابسة. فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبتلكي يشتكوا عليه. فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط. ثم قال لهم هل يحلفي السبت فعل الخير أو فعل الشر تخليص نفس أو قتل فسكتوا. فنظر حوله إليهم بغضبحزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مد يدك فمدها فعادت يده صحيحة كالآخرى. فخرجالفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه.

(لو6:6-11):-

وفيسبت آخر دخل المجمع وصار يعلم وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة. وكان الكتبةوالفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية. أما هو فعلم أفكارهموقال للرجل الذي يده يابسة قم وقف في الوسط فقام ووقف. ثم قال لهم يسوع أسألكمشيئا هل يحل في السبت فعل الخير أو فعل الشر تخليص نفس أو إهلاكها. ثم نظر حولهإلى جميعهم وقال للرجل مد يدك ففعل هكذا فعادت يده صحيحة كالأخرى. فامتلاوا حمقاوصاروا يتكالمون فيما بينهم ماذا يفعلون بيسوع.

السيدهنا يؤكد المبدأ السابق أن الله يريد رحمة لا ذبيحة (هو 6:6) فالسيد هنا بنفسة قامبشفاء الإنسان ذو اليد اليابسة أى المشلولة. واليهود سالوا هل يحل الإبراء فىالسبوت= لم يكن السؤال لأجل المعرفة بل إستنكاراً لتصرفات المسيح وإتهاماًلهُ. والسيد إذ يعلم محتهم للأموال والمقتنيات سألهم أى إنسان منكم يكون لهخروف ليظهر لهم أنهم يهتمون بمقتنياتهم وأموالهم أكثر من رحمتهم بإنسان يده مشلولة.والرب كما أعطى قوة لهذا المريض ثم أعطاه أمراً أن يمد يده، هكذا مع كل وصيةيعطيها لنا يعطى معها القوة على التنفيذ فنمد أيدينا لفعل الخير بنعمته. ولاحظإيمان الرجل إذ لم يعترض على أمر المسيح بل مد يده.هناك من قال أن اليهود وضعواهذا الرجل فى المجمع ليروا هل يشفيه المسيح.والمسيح تعمد أن يصنع معجزات كثيرة يومالسبت، فهو أتى ليصحح المفاهيم الخاطئة. ولاحظ أنهم كانوا يريدون من المسيح ألاّيشفى يوم السبت، وتآمروا هم لقتل المسيح يوم السبت (مت 14:12) ولهذا إذ عرف المسيحفكرهم قال لهم هل يحل فى السبت فعل الخير أو فعل الشر تخليص نفس أو قتل (مر4:3)بغضب= بسبب عنادهم. ولو فكروا قليلاً فى روح الوصية. ففى وصية السبت يمنعشغل حتى الحيوانات (تث 14:5) وذلك لكى يرتاح الحيوان، فهل الله يهتم براحة الحيوانيوم السبت ولا يهتم بشفاء مريض يوم السبت. لاحظ قول مرقس فصاروا يراقبونه=المقصودأنهم يتربصون به ليتصيدوا عليه خطأ قال السيد للرجل قم فى الوسط =كان هذاليستدر رحمتهم على الرجل المشلول. ولكن القلوب القاسية لم تلنْ. وهذا تدين فاسد إذلم يجعل القلوب رحيمة، لهذا أصر السيد على عمل معجزاته يوم السبت ليصحح هذا التدينالفاسد الذى أغلق القلوب.

 

مت(15:12-21):-

فعلميسوع وانصرف من هناك وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. وأوصاهم أن لا يظهروه. لكييتم ما قيل باشعياء النبي القائل. هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسيأضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارعصوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلي النصرة*.وعلىاسمه يكون رجاء الأمم.

إنصرف=إذأرادوا قتله إنصرف 1) فهم لا يستحقونه،هم رفضوه فرفضوا الحياة. 2) إنصرف ليس خوفاًولكن لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد. وكان عليه أن يتم تعاليمه أولاً. لذلك أوصاهمأن لا يظهروه. لكنه بعد أن أنهى تعاليمه ورسالته وعِلمَ أن ساعته قد جاءت ثبتوجهه لينطلق إلى أورشليم (لو 51:9). من هنا نتعلم أن نهرب من وجه الشر إذا أمكنناذلك. هم لم يقبلوه وتشاوروا على قتله أما هو فقدم محبة للناس تبعته جموع فشفاهمجميعاً.

هوذافتاى = إشارةلتجسده، وكونه كان طفلاً ثم فتى ثم رجلاً. لايصيح=كما يفعل المحاربون فىالحروب، ولا يصيح لينتهر ويدين ويزجر. لا يسمع أحد فى الشوارع صوته= لفرطتواضعه ووداعته.

قصبةمرضوضة لا يقصف=الخاطىء المنسحق تحت خطاياه يشجعه. فتيلة مدخنة لا يطفىء=من له شرارة من نار النعمة يضرمها.

 

مت(22:12-37) + (مر 22:3-30) + (لو14:11-23):-

(مت22:12-37):-

حينئذاحضر إليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى أن الاعمى الأخرس تكلم وابصر.فبهت كل الجموعوقالوا العل هذا هو ابن داود. أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرجالشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمةعلى ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت. فان كان الشيطان يخرجالشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته. وأن كنت أنا ببعلزبول اخرج الشياطينفأبناؤكم بمن يخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن أن كنت أنا بروح الله اخرجالشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهبأمتعته أن لم يربط القوي أولا وحينئذ ينهب بيته. من ليس معي فهو علي ومن لا يجمعمعي فهو يفرق. لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروحفلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من قال على الروحالقدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي. اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداأو اجعلوا الشجرة رديه وثمرها رديا لان من الثمر تعرف الشجرة. يا أولاد الأفاعيكيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وانتم أشرار فانه من فضلة القلب يتكلم الفم.الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنزالشرير يخرج الشرور. ولكن أقول لكم أن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطونعنها حسابا يوم الدين. لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان.

 

(مر 22:3-30):-

وأماالكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا أن معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرجالشياطين.فدعاهم وقال لهم بأمثال كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطانا. وأن انقسمت مملكةعلى ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت. وأن انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيتأن يثبت. وأن قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر أن يثبت بل يكون له انقضاء. لايستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته أن لم يربط القوي أولا وحينئذ ينهب بيته.الحق أقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن منجدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية. لأنهمقالوا أن معه روحا نجسا.

(لو 14:11-23):-

وكانيخرج شيطانا وكان ذلك اخرس فلما اخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع. وأما قوممنهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. وآخرون طلبوا منه اية منالسماء يجربونه. فعلم أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وبيت منقسمعلى بيت يسقط. فان كان الشيطان أيضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته لأنكم تقولونأنى ببعلزبول اخرج الشياطين. فان كنت أنا ببعلزبول اخرج الشياطين فأبناؤكم بمنيخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن أن كنت بإصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبلعليكم ملكوت الله. حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون أمواله في أمان. ولكن متىجاء من هو أقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه.من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق.

فىإنجيل متى نسمع أن السيد المسيح يشفى مجنون أعمى وأخرس فيتهمه الفريسيون لحسدهم لهانه إنما عمل هذا بالشيطان ليبعدوا الناس عنه. ورد المسيح عليهم فى خطاب طويل.يورد منه القديس مرقس بعضٌ منه. أما القديس لوقا فأورد نفس الخطاب بعد معجزة شفاءأخرس. وكان يخرِجُ شيطاناً وكان ذلك أخرس = طبعاً لا يوجد شيطان أخرس. ولكنهذه صفة الإنسان الذى صار أخرساً نتيجة لسكن الشيطان فيه. وبمقارنة ماورد فى متىوفى لوقا نفهم أن السيد المسيح قد شفى المجنون الأعمى الأخرس بأن أخرج منه الروحالنجس الذى جعله كذلك.

والمجنونهو من يفعل شْىء لا يتوقع أن يصدر عن إنساناً عاقل، مثلاً إذا وجدنا إنساناً يُلقىبنفسه فى النار، نقول عنه أنه مجنون لأنه يفعل ما يضربه نفسه. والشيطان يغوىالإنسان أن يخطىء وحين يتجاوب معه ويسير فى طريق الخطية يكون مجنوناً روحياً إذ هويضر نفسه، فطريق الخطية نهايته الموت. ثم لو سار إنسان فى هذا الطريق سيصاب بالعمىالروحى فلا يعود يعرف المسيح ولا يتذوق حلاوة عشرته. وطالما صار لا يعرف المسيحولا حلاوة عشرته فهو لن يسبحه ولن يتحرك لسانه طالباً التوبة إذ صار أخرساً.(فالعمى الروحى يعمى الإنسان أيضاً عن فساد طريقه فلا يعرف انه خاطىء ولن يطلبالتوبة). فشفاء السيد المسيح لهذا المجنون الأعمى الأخرس هو رمز لشفاء الخاطئ الذىيسيطر عليه الشيطان أو تسيطر عليه الخطية فيسلبه لبه وعقله ويعميه عن رؤية البركاتالسماوية وعن رؤية الهلاك الأبدى، فلا يقع بصره إلاّ على اللذات العالمية ويعقدلسانه عن الإعتراف بالذنب والتوبة وعن التسبيح. وفى هذه المعجزة نرى إنهيار مملكةالشيطان التى تفقد الإنسان فكره السليم ورؤيته وتخرس لسانه.والشعب العادى رأى فىهذا إعلان مملكة المسيا=العل هذا إبن داود ولكن الفريسيين جدفوا وأظهرواعداءهم بغير تعقل قائلين هذا لا يخرج الشياطين إلاّ ببعلزبول رئيس الشياطين =وأصل كلمة بعلزبول هو بعلزبول أى إله الذباب عند العقرونيين، (2مل 3:1) وأسموههكذا إذ كانوا يعتقدون أن فيه القدرة على طرد الذباب من المنازل، أما اليهودفأخذوا الإسم وأطلقوه على الشيطان بعد تعديله إلى بعلزبول أى إله المزابل وكان ردالمسيح أن الشيطان لا ينقسم على نفسه وإلاّ خربت مملكته. وفى هذا درس لنا إلاننقسم على أنفسنا سواء على مستوى الكنيسة أو مستوى العائلة.وكل إنقسام سواء علىمستوى الكنيسة أو العائلات هو غريب عن روح المسيح. إنه من عمل الشيطان. وهل منالمنطقى أن يأتى الشيطان ليسئ لإنسان ( وهذه خطتهم ) فيأتى أخر وينقسم عليهمويخرجه ما لم يكن لمن أخرجه سلطان على الشياطين.

فأبناؤكمبمن يخرجون= يقصد تلاميذه الذين هم من أبناء الشعب وهؤلاء لما أرسلهمالمسيح أخضعوا الشياطين بإسم المسيح (لو 17:10 + مت 8:10) وهؤلاء صيادين بسطاء لميعرف عنهم أنهم يتعاملون بالسحر وهم صاروا شهود للمسيح وبره وقوته ومحبته وقضاةلهؤلاء المتمردين، فهم بشهادتهم يوم الدين سُيحكم على هؤلاء المفترين على المسيحظلماً. ولو تعلل هؤلاء بأن الشيطان أغواهم إذ كان مسيطراً عليهم، فتلاميذ المسيحأيضاً سيدينونهم إذ هم منهم، هم إخوتهم وأبناءهم، وهم سيشهدوا أن المسيح قد قيدإبليس وحررهم، وكان المسيح مستعداً لأن يحرر كل من يقبله. ولكن إن كنت أنا بروحالله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله = هنا السيد يؤكد أنه يخرجالشياطين بروح الله، والمقصود طبعاً أن المسيح يريد أن يقول أنا لا أستخدم بعلزبولولكن أنا بروح الله الذى تعرفونه أعمل ما أعمله من معجزات إخراج الشياطين، هناالسيد يظهر العلاقة بينه وبين الله حتى يطمئنوا أنه لا يستخدم قوى شيطانية، كانالمسيح يمكنه أن يقول أنا أخرج الشياطين بقوتى ولكن كان هذا لن يعطى إطمئناناًللسامعين فهم لم يعرفوا بعد من هو المسيح، كان السيد يريد أن يطمئنهم أن مصدر قوتههو الله وليس الشيطان. وعلامة ذلك قد ظهرت فى حياة التلاميذ البسطاء الذين صاروايحملون قوة وسلطاناً، الأمر الذى يؤكد ظهور ملكوت الله، محطماً مملكة الشيطانليقيم مملكة الله الروحية على كل الأمم. وليملك على القلوب

والآنهل السامعين هم من مملكة الله أم من مملكة الشيطان ؟لقد أقبل ملكوت الله وتحطمتمملكة الشيطان، فإن هم قبلوا المسيح صاروا مسكناً للروح القدس وتحرروا من سلطانإبليس، وإن هم عاندوا المسيح وقاوموه فهم بالضرورة سيهلكوا مع مملكة الشيطان التىهلكت وأتت الآية فى لوقا ولكن إن كنت أنا بإصبع الله أخرج.. وبهذا نفهم أنالروح القدس هو إصبح الله بينما يسمى المسيح ذراع الله (اش 9:51+ مز 1:98) فالذراعهى القوة التى يُعْمَلَ بها العمل، أماّ الأصابع فهى التى تنفذ العمل والآن الروحالقدس يبنى الكنيسة ويهيىء النفوس، ولكن عمله مبنى على قوة عمل المسيح فى فدائه.وعموما وحدة الذراع والأصابع إشارة لوحدة الإبن والروح القدس.

السيدالمسيح هنا لا يستعرض قوته الإلهية بل هو يوجه نظر السامعين من الرافضينوالمعاندين إلى السلطان الجديد على الشياطين الذى صار متاحاً للتلاميذ، ومتاحأيضاً لهم ولكنهم بعنادهم يحرمون أنفسهم منه. إذن عوضاً عن أن تتهمونى بأنىببعلزبول أخرج الشياطين تمتعوا بهذا السلطان وهذا الرصيد الذى صار للبشرية.

أمكيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوى.. = هذا دليل ثالث أنالمسيح أخرج الشيطان بسلطانه فهو الأقوى من الشيطان. لقد إحتل الشيطان الإنسانوحسبه بيته، ونهب كل طاقاته وإمكانياته ومواهبه لتعمل لحساب مملكة الشر.هذاالعدو القوى لن يخرج، ولا تسحب منه أمتعته التى إغتصبها ما لم يربط أولاً. فقد جاءالسيد المسيح ليعلن عملياً سلطانه كمحطم لهذا العدو القوى حتى يسحب منه ما قد سبقفسلبه. وقد يكون بيته هو مملكته على الأرض وأمتعته هم الناس الذين يتشبهون بإبليسأبيهم فى أعمالهم. وكما أننا ندعو القديسين أو أنى مقدسة وأمتعة مكرسة، فالأشرارهم آنية إبليس وأمتعته. والمسيح بدأ معركة مع الشيطان على الجبل وأنهاها علىالصليب، وبعد الصليب ربطه (2بط 4:2 + رؤ 1:20-3) من ليس معى فهو علىَّ= فىالحرب مع إبليس ( فالحرب لم تنته بعد لأن إبليس لم يلق فى البحيرة المتقدة بالنار)لا يوجد حياد فإما أن نكون مع المسيح ضد إبليس أو نكون مع إبليس ضد المسيح، إماّنكون أولاداً لله أو أولاداً لإبليس. هذا الكلام موجه للسامعين ومنهم من إعتبرالمسيح أنه إبن داود خصوصاً بعد معجزة شفاء المجنون الأعمى الأخرس، ومنهمالفريسيين الرافضين الذين جدفوا عليه. ومن لا يجمع معى فهو يفرق = فالذىيجمع بدون المسيح، مهما جمع فهو يفرق، فالمسيح واحد وكنيسته واحدة، ومن يجمع بدونهسيكون خارج الكنيسة الواحدة. مع المسيح ليس حل وسط، إماّ أنت مع المسيح أو ضده.والمسيح أتى ليرد الناس لله والفريسيين بقولهم يفرقون الناس عن المسيح، إذن هم معالشيطان ضد الله

ونلاحظفى (لو 21:11) قوله حينما يحفظ القوى دارهُ متسلحاً = وأسلحة إبليس القوىالخبث والدهاء، وجاء المسيح ليشهر هذا العدو ويفضحه ويحطم أسلحته بمحبته وبالحقالذى فيه، ليطرده من قلوب أولاده.

فى(مر 22:3) أماّ الكتبة الذين نزلوا من أورشليم = هم بعثة غالباً من مجمعالسنهدريم مرسلة لإفساد خدمة السيد، إذ ذاع صيته. لكن قوله نزلوا فهذا إشارةلإنحطاطهم. ولاحظ أن مرقس لم يضع خطاب السيد عقب معجزة ولكن عقب أن أقرباء المسيحقالوا أنه مختل (مر 21:3). فمرقس يصور أن الهجوم على المسيح كان من أقربائه ومنالفريسيين والكتبة والسنهدريم. وهنا يوضح مرقس أن هؤلاء كان يلوثون سمعة يسوعليوقفوا الإنبهار به.

ومن(مر 22:3) نجد أن هؤلاء الكتبة مرة يقولون أن معهُ بعلزبول ومرة يقولون برئيسالشياطين يخرج الشياطين. والمسيح يرد بأن قولهم هذا وذاك فيه تناقص إذ كيف وهومستحوذ عليه الشيطان يخرج شياطين، هذا هو الإنقسام بعينه، والشيطان لا يفعل ذلكحتى لا تخرب مملكته. فإخراج الشيطان من إنسان هو حكم بطرده بسلطان يخرج أمامهالشيطان منهزماً.

وفىلو (16:11) نجدهم لم يكتفوا بمعجزة إخراج الشياطين بل يطلبوا معجزة أخرىليثبت أنه المسيا، فكان اليهود عندهم إعتقاد أن المسيا سينزل مناً من السماء كمافعل موسى (يو 30:6-31).

 

(مت31:12-32) ما معنى التجديف على الروح القدس + (لو 10:12) :-

يستغلإبليس هذه الآيات ليحطم بعض النفوس، فيشككها أنه قد مر على فكرها تجديفاً علىالروح القدس وبالتالى تبعاً لهذه الآيات فلا غفران وبالتالى إغلاق باب الرجاءأمامها.

ولكنعلينا أن نفهم أن أى خطية يقدم عنها توبة يغفرها الله، وهذا وعده (1يو 7:1-9) لاحظقوله يطهرنا من كل خطية ولكن المقصود بالتجديف على الروح القدس هو الإصرارعلى مقاومة صوت الروح القدس الذى يبكت على الخطية داعياً للتوبة، أى أن يصرالإنسان على عدم التوبة حتى آخر نسمة من نسمات حياتنا. من قال كلمة على إبنالإنسان يُغفر له= فالإنسان غير المؤمن قد يتعثر فى المسيح إذ يراه إنساناًعادياً فيتكلم عليه كلاماً غير لائق، لكنه حين يؤمن ويعترف بهذه الخطية تغفر لهُ.

أمامن قال على الروح القدس فلن يغفر لهُ= السيد يقول هذاللفريسيين الذين قالوا أنه يخرج الشيطان بواسطة بعلزبول، فهم بهذا يقولون عن الروحالقدس الذى به يخرج السيد الشياطين أنه بعلزبول، وهذا فيه تجديف على الروح القدس.وحتى من هؤلاء من سيقدم توبة بعد إيمانه ستغفر لهُ، أما لو إستمر مقاوماً للحق فلنتغفر خطيته.ولنلاحظ أن الروح القدس هو الذى يبكت على الخطايا (يو8:16 ). ولكن أمامإصرار الإنسان على المقاومة لصوت الروح القدس ينطفىء صوته. لذلك يحذر الرسول بولس” لا تطفئوا الروح ” و”لا تحزنوا الروح” وإذا إنطفأ الروحداخل إنسان لعناده (مثل هؤلاء الفريسيين) سيصبح غير قادراً على التوبة ( لأنه لايسمع صوت الروح القدس) وإذ لا يقدم توبة لا تغفر خطيته، وهذا هو التجديف على الروحالذى لا يُغفر. ولكن لا يُفهم الكلام حرفياً فغير المؤمنين طالما جدفوا على الروحالقدس فهل حينما يؤمنون لن يغفر لهم ما قالوه ؟!!

مر(28:3-30):-

الحقأقول لكم أن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدفعلى الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية. لأنهم قالواأن معه روحا نجسا.

لاحظناهنا أن خطاب السيد المسيح جاء بعد أن قال أقرباء المسيح عنه أنه مختل فهذا يعتبَرتجديفاً على إبن الإنسان إذ هم تعثروا فيه ولم يعرفوا حقيقته وجاء الخطاب بعدتجديف الفريسيين وقولهم على الروح القدس أنه بعلزبول وبمثل هذا التجديف على الروحلو إستمروا فى عنادهم فلن يغفر لهم أبداً.

 

(مت33:12-37):-

اجعلواالشجرة جيدة وثمرها جيدا أو اجعلوا الشجرة رديه وثمرها رديا لان من الثمر تعرفالشجرة. يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وانتم أشرار فانه منفضلة القلب يتكلم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحاتوالإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور. ولكن أقول لكم أن كل كلمة بطالةيتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين. لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان.

إجعلواالشجرة جيدة وثمرها جيداً. أو إجعلوا الشجرة رديئة..= السيد يوجه كلامه لمنيتهمونه أنه ببعلزبول يشفى ويخرج الشياطين. وإن كان أحد تصدق عليه هذه التهمة فهوبالتأكيد شجرة رديئة وثمارها رديئة ولكن السيد يشرح لهم، أن ينظروا إلى أعمالهفسيجدونها أعمال صالحة فهو يجول يصنع خيراً ويشفى المرضى ويدعو للتوبة.. إذاًثماره جيدة وهذا يدل أنه شجرة جيدة. أما هم فشجرة رديئة فأعمالهم شريرة ومؤامراتهمضده تفضح خبثهم وريائهم. ولكن السيد لا يغلق الباب أمام أحد فلاحظ أنه يقول إجعلواالشجرة جيدة = فالفرصة إذن متاحة أمام الجميع لكى يتغيروا من كونهم شجرة رديئةليصيروا شجرة جيدة ولكن السيد يقول أيضاً إجعلوا الشجرة رديئة = فاللهخلقهم شجرة جيدة وأتى بهم إلى أرض جيدة، وهياً لهم كل الظروف ليستمروا شجرة جيدةولكنهم بإنحرافهم صاروا شجرة رديئة. هذا الكلام لا يعطى لأحد فرصة أن يتعلل بأنهضعيف وأن طبيعته ساقطة ضعيفة شريرة. لكن يُفهم من هذا الكلام أن السيد يفتح بابالرجاء أمام كل إنسان، ومن يريد يحوله الله من شجرة رديئة إلى شجرة جيدة.

ياأولاد الأفاعى= هم قالوا أنه ببعلزبول يخرج الشياطين، لذلك قال عليهم أولادأفاعى. فكل من يقبل الأفكار الشيطاينة التى يطرحها عليه الشيطان فى قلبه ثم يتكلمبها بلسانه فقد صار إبناً لإبليس وبوقاً للحية القديمة. كيف تقدرون أن تتكلموابالصالحات وأنتم أشرار = هؤلاء داخلهم فساد لكنهم فى رياء يتكلمون كلاماًصالحاً أمام الناس وهم يفسرون الكتاب ويعظون.والسيد هنا يلفت النظر أن المهم هوتنقية الداخل وحينما يتطهر الداخل تكون كلماتنا نقية من فيض قلبنا الطاهر =منفضلة القلب يتكلم اللسان =فالبر والتقوى ليست كلمات نوهم بها الناس أنناأتقياء، ( فهذا هو الرياء، وطبيعتنا الداخلية لابد وستفتضح يوماً ما فليس خفى إلاّويعلن مت 26:10). ولكن البر والتقوى هى طبيعة نابعة من القلب، فلنصرخ مع داود” قلباً نقياً إخلقه فّى يا الله ” والسيد المسيح أتى لهذا ليعطينا أننكون خليقة جديدة (2 كو 17:5).

بالإضافةلأنهم فى بعض الأحيان يمتدحونه حين يعمل معجزات، وها هم يتهمونه، فكيف يستقيم أنمن يمدحونه يتعامل مع بعلزبول. بل كيف يعمل أعمالاً صالحة وهو يتعامل مع بعلزبول،وإخراج الشيطان هو عمل خَيِّرْ والشيطان لا يصدر منه أى خير فكيف يستقيم كلامهم.

ونلاحظأن القلب يمتلىء بما نضعه فيه، ومصادر دخول المعلومات للقلب هى الحواس والأفكار،فلوقدسناهاأى نمنع العين من أن تنظر نظرة شريرة ونمنع الأذن من أن تسمع كلمة بطالة نتلذذ بهاوهكذا، بل نغذى حواسنا بمعلومات مقدسة، كما كان داود يشتهى أن يتفرس فى هيكل الله،أو ندرب الأذان على سماع الألحان والترانيم ونجتهد أن نضبط الفكر، فنفكر فىالسماويات، بهذا يمتلىء القلب من الكنوز الصالحة، وحينئذ يخرج اللسان أقوال صالحة.

كلكلمة بطالة =هنا يقدم المسيح حل لمشكلة كيف يتقدس القلب.والبداية التى يعرضها المسيح هى التحكم فى اللسان، جهادنا ألاننطق بكلمة شريرة أورديئة أو قبيحة، فاللسان لو ضبطناه نضبط الحياة كلها (يع 1:3-12) فمثلاً من يتذمربإستمرار على وضعه يملأ قلبه تذمراً ضد الله ويزداد لسانه فى إتهاماته ضد الله،ولن تنتهى هذه الدائرة الشيطانية، أما من يتعود على شكر الله وتسبيح الله بلسانه،فهذا يملأ قلبه حباً لله، وبالتالى من داخل هذا القلب المملوء حباً تخرج كلماتتسبيح.

فلنبدأبأن نغصب أنفسنا أن نتكلم حسناً، هنا ينصلح حال القلب فيبدأ يخرج أقوالاً مباركةمن قلب محب وليس بتغصب بالطبيعة الجديدة بالنعمة التى نحصل عليها بالجهاد (أىبالتغصب). وقطعاً علينا أن نغصب أنفسنا حتى تدركنا النعمة وتغير طبيعتنا حتى لاندان = لأنك بكلامك تتبرر وبكلمك تدان.

 

(مت38:12-42 + لو29:11-32):-

(مت38:12-42):-

حينئذأجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقاللهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كانيونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرضثلاثة أيام وثلاث ليال. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهمتابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا. ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذاالجيل وتدينه لأنها آتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمانههنا.

 

(لو29:11-32):-

وفيماكان الجموع مزدحمين أبتدأ يقول هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آيةيونان النبي. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذاالجيل. ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم لأنها أتت من أقاصيالأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا. رجال نينوى سيقومون في الدينمع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا.

رفضالسيد المسيح تقديم آية لهم لأنهم طلبوا هذا بمكر، فهو صنع معجزات من قبل لكنهمقالوا أنه يعملها ببعلزبول فهم لا يستحقون، لأن السيد نفسه عَلّمَ من قبل ضرورةألا يُلقى القدس للكلاب. ولنفهم أن المعجزة ليست عملاً إستعراضياً، وإنما هى عملإلهى هدفه خلاص الإنسان، يقدم هذا كله الآية التى حملت رمزاً لدفن السيد المسيحوقيامته التى بها أعطانا الخلاص وهذه الآية هى آية يونان النبى. وموت المسيح نفسهوقيامته هى آية عجبية لمن يفهم، فموت المسيح فيه موت للخطية وقيامة المسيح فيهاإنتصار على الموت وهذه هى الآية التى يحتاجها الإنسان لخلاصه.

ونفهمأيضاً أن المعجزات لن تزيد إيمان أحد بقدر ما يزيد إيمانه التأمل فى محبة المسيحالمصلوب عناّ، والقائم من الأموات ليقيمنا ويعطينا حياة أبدية فها هم اليهود قدرأوا معجزات كثيرة ولم يؤمنوا بل هم يطلبون المزيد منها، والمسيح يقول لا معجزات،فما تحتاجونه لخلاصكم ليس هو المعجزة بل التأمل فى عمل المسيح الفدائى أى موتهوقيامته. ويحتاجون لتوبة كتوبة يونان النبى وتوبة نينوى التى تابت بمناداة يونان.

ثلاثةأيام وثلاث ليال= التلمود يعتبر جزء اليوم يوماً كاملاً. واليهود يعبرون عناليوم الكامل بقولهم ليلاً ونهاراً (تك 5:1،8… + تك 4:7،12+إس 16:4) جيل شرير وفاسق = يتهمونه أنهببعلزبول يعمل معجزاته التيمن= اليمن أو الجنوب عموماً أو سبأ.

(لو30:11) يونان آية لأهل نينوى = ربما أن خبر الحوت وصل لأهل نينوى منالبحارة، ثم خرج يونان حياً، وكان هذا سبباً فى إيمان أهل نينوى فكانت آية يونانهى خروجه من بطن الحوت بعد ثلاثة أيام. وآية المسيح الكبرى هى خروجه من الموت بعدثلاثة أيام. والمعنى وراء هذا الكلام أن الضربات التى كانت ستوجه لنينوى إن لمتتب، ستوجه لليهود لو رفضوا الإيمان بالمسيح، وهذا ما حدث من تيطس سنة 70م.

ونلاحظفى المثلين الذين إستخدمهما المسيح 1) نينوى سمعت عن خوف وإضطرار 2) ملكة التيمنجاءت تسمع عن إشتياق بعد أن سمعت عن سليمان أماّ إسرائيل فليس لديه إشتياق ولايحرك قلوبهم الخوف بالرغم من كل ما رأوه وسمعوه من المسيح، مع أن المسيح أتى بحكمةومعجزات أكثر بكثير من سليمان، ونادى بكلمات أعظم من يونان لكنهم رفضوه. ولاحظ أننينوى قبلت نبياً غريباً عنهم فهو من إسرائيل وسمعت له وتابت، واليهود رفضوا ربهمالمتجسد الذى تكلمت عنه نبوات كتابهم المقدس.

تأمل:- مانحتاجه اليوم فعلاً ليس كثرة المعجزات ولكن تغير القلب إلى قلب محب لله، والقلبالمملوء حباً لله سيقبل من يديه أى شىء.

 

(مت43:12-45 + لو 24:11-26) :-

(مت43:12-45):-

إذاخرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد. ثميقول ارجع إلى بيتي الذي خرجت منه فياتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا. ثم يذهب ويأخذمعه سبعة أرواح أخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان اشر منأوائله هكذا يكون أيضا لهذا الجيل الشرير.

(لو24:11-26):-

متىخرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة وإذ لا يجديقول ارجع إلى بيتي الذي خرجت منه.فياتي ويجده مكنوسا مزينا.ثم يذهب ويأخذ سبعةأرواح أخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان اشر من أوائله.

قبلهذا شرح المسيح أنه هو الذى نهب أمتعة القوى بعد أن دخل بيته وذلك بعد أن ربطهأولاً. والسيد المسيح حررنا كمؤمنين من سلطان إبليس.ولكن السيد المسح هنا يحذرنالئلا نبدأ الطريق ولا نكمله، فإننا بعد أن حررنا المسيح، علينا أن نجاهد لنستمرأحرار. وذلك بأن نرفض طريق الخطية، وأن نصلى بإستمرار ونمارس وسائط النعمة، نسهرعلى خلاص نفوسنا ونستعد لليوم الأخير، أماَ من يهمل ويريد فسيعود له الشيطان وبقوةأكبر، فهو لا يجد راحته إلاً فى العودة من حيث طُرد، وهكذا يبقى متربصاً لعله فىتهاوننا يرجع بصورة أشر وأقوى لكى يسكن فينا من جديد. هذا حال من بدأ بالروح وأكملبالجسد (غل 3:3) وهذا هو حال اليهود الذى يوجه السيد كلامه إليهم، إذ هم بسابقعلاقتهم مع الله ووجود الله فى وسطهم، فكأنهم تمتعوا بطرد إبليس من قلوبهم، لكنهمإذ جحدوا الرب وجدفوا عليه صاروا أشر مما كانوا عليه قبل الإيمان ليس فيها ماء=أى يطوف باحثاً عن شخص خلا من الروح القدس ليحتل قلبه.

والشعباليهودى حين كان فى مصر مستعبداً، يعيشون حسب نواميس المصريين المملوءة دنساً سكنالروح النجس فيهم، ولكنهم خلصوا بواسطة موسى خلال رحمة الله وتقبلوا الشريعة،حينئذ طُرِد منهم الروح النجس، والآن بجحدهم للمسيح هاجمهم الروح النجس من جديدفوجد قلبهم فارغاً، خالياً من مخافة الله، كما لو كان مكنوساً مزيناً، فسكن فيهم.والعكس فالروح القدس إذ يجد قلباً نقياً يطلب الله، يأتى ويسكن عنده.

ليسفيها ماء= كاناليهود يظنون أن البرية هى مكان الشياطين. ونلاحظ عموماً أن الماء يرمز للروحالقدس (أش 1:44-4 + يو 37:7-39).

يطلبراحة =الشيطان يجد راحة فى إحتلال أجسام البشر. ليؤذيهم ويبعدهم عن الله، فهذه راحته

أرجعإلى بيتى =فهو إن لم يجد إنسان آخر يدخل فيه يعود لمن خرج منه. ولنطبق هذا على اليهود،فالشيطان خرج منهم إذ أخرجهم موسى من أرض مصر وسكنوا فى أرض الميعاد، ثم سكن فىالأمم الوثنيين، لكنه ظل متربصاً بالمكان الذى خرج منه، فالأمم كانوا أماكن ليسبها ماء. ولما جحد اليهود المسيح وصلبوه، صار واهم أماكن بلا ماء، فرجعالشيطان إلى بيته ومعه سبعة أرواح أخر أشر منه. وهذا ما حدث، فحسب وصفالمؤرخ يوسيفوس عن حال اليهود قبل خراب سنه 70م على يد تيطس، نرى فعلاً أن حالاليهود صار من أردأ ما يمكن أخلاقياً كإنما إستولى عليهم لجيئون وإندفعوا فىشرورهم جداً. مكنوساً مزيناً = إذا عاد الإنسان لسيرته الأولى (2بط20:2-22) ولم يحصنوا أنفسهم بعبادتهم لله. أشر منه= إذاً الشياطين متفاوتينفى القوة والشر والخداع لكن من يتحصن بالله ينجو منهم هو برج حصين.

مكنوساً= ليسفيه أثر لكلام المسيح مزيناً = فيه صور الخلاعة فى القلب. ولاحظ فالشيطانحين يخرج من شخص يظل يجول باحثاً عن شخص آخر يؤذيه، فعمله هو أذية الناس. وإن لميجد آخر يعود للشخص الذى خرج منه ليحتله ثانية ويؤذيها

 

(لو 11 : 27-28):-

وفيماهو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثدييناللذين رضعتهما. أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه.

طوبىللبطن= هنانجد تنفيذ نبوة العذراء “كل الأجيال تطوبنى (لو 48:1)” هذه المرأة تطوبالمرأة التى حملت المسيح فى بطنها إذ أعجبت بأقواله. ونفهم أن الروح القدس نطق علىشفتيها فهى لم تذكر أباه فهو بلا أب جسدى طوبى للذين يسمعون كلام الله = المسيح بهذا يطوب العذراء أيضاً فهى بلا شك تحفظكلام الله وإلاً ما إستحقت أن تكون لهُ أماً. المسيح هنا يرفض أن تكون الطوبى بسببالقرابة الجسدية، ولكن بسبب التقوى فهذا أهم.ونجد أن من تلاميذ المسيح من همأقرباؤه بالجسد مثل يعقوب ويهوذا كاتب الرسالة وليس الإسخريوطى، ولكنهم فى كتابتهملم يقولوا أنهم أقرباء لهُ بالجسد، بل عبيده (يع 1:1 + يه1). فالقرابة الجسدية لاتعطى فرحاً بالمسيح، فهاهم بعض أقرباؤه يعتبرونه مختل (مر 21:3). لذلك إعتبر بولسالرسول أنه إن عرفنا المسيح حسب الجسد فنحن ما عرفناه (2كو 16:5) ولاحظ أن الناسلن يحبوا أحداً لأنه يقول أنا إبن فلان أو علان وإنما هم يحبونه لشخصه وأعماله،وهكذا السيد المسيح أراد أن تكون الطوبى لأمه بسبب تقواها. وإن كنا نهاجمالفريسيين على عنادهم وعدم إيمانهم المسيح وعيونهم المغلقة، فإننا نطوب هذه المرأةعلى أذنيها المفتوحتين وعيونها المفتوحة وقلبها المفتوح،فى علمت أن من أمامها أىالمسيح، ليس شخصاً عادياً، إذ هى عرفت قدر كلماته وتعاليمه.

 

(مت46:12-50 + مر 31:3- 35 + لو 19:8- 21):-

(مت46:12-50):-

وفيماهو يكلم الجموع إذا أمه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه. فقال له واحدهوذا أمك واخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له من هي أميومن هم اخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها امي واخوتي. لان من يصنع مشيئة أبىالذي في السماوات هو آخى وأختي وأمي.

 

(مر31:3- 35):-

فجاءتحينئذ اخوته وأمه ووقفوا خارجا وأرسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالواله هوذا أمك واخوتك خارجا يطلبونك. فأجابهم قائلا من أمي واخوتي. ثم نظر حوله إلىالجالسين وقال ها امي واخوتي.لان من يصنع مشيئة الله هو أخي واختي وامي.

هذهالقصة تحمل نفس المفهوم السابق، فالمسيح هنا يرفع العلاقات من مستوى القرابةبالجسد إلى مستوى العمل بمشيئة الآب كأساس، فمن لا يصنع مشيئة الآب لا يكون من أهلالمسيح. ونلاحظ أن إخوة المسيح المسيح بالجسد لم يكونوا يؤمنون به أولاً (يو5:7)،وبعض من أقربائه قالوا أنه مختل (مر 21:3)، فأيهما أقرب للمسيح هؤلاء غير المؤمنينحتى وإن كانوا أقربائه بالجسد، أم الذين آمنوا به وأحبوه وحفظوا وصاياه (يو15:14). المسيح عموماً يريد أن يرفعنا فوق مستوى العلاقات الجسدية، فهو الذى قالمن أحب أباً أو أما…. اكثر منى فلا يستحقنى.

ثممد يده نحو تلاميذه وقال ها أمى ……= فالمسيح بتجسده وحلوله فى وسطنا دخل معنا فىعلاقة جديدة فحسبنا أمه وإخوته. نحن نصير أماً له بحمله فى داخلنا، وصرنا إخوة لهبكونه بكراً بين إخوة كثيرين ولاحظ أن السيد المسيح لم يتنكر للعذراء أمه، فهو لميقل ليست أمى بل من هى أمى ليرفع العلاقة من أن تكون جسدية لعلاقة أسمى، خلالالطاعة لإرادة أبيه. نحن بتنفيذنا للوصية لا نكون فقط أقرباء له بالجسد بل نتحد بهونثبت فيه، فما يفصلنا عنه هو الخطية فلا شركة للنور مع الظلمة. نحن قد أتحدنا بهبالمعمودية (رو 3:6-8) ونظل ثابتين فيه (أقرباء له ) إن التزمنا بوصاياه

إخوتهُ=اليهود يعتبرون أولاد الخالة والخال وأولاد العمومة أنهم إخوة. وهكذا قال إبراهيمعن لوط أنه أخاه. وهناك رأى بأنهم إماّ أولاد خالته أو هم أولاد يوسف من زواجسابق.

لاحظأن لوقا يضع هذه القصة بعد قول السيد المسيح انظروا كيف تسمعون فمن يسمع كلامالسيد وينفذه يصير قريباً لهُ. ومتى يضع القصة بعد حديث المسيح عن خروج الروحالنجس ورجوعه لو كان المكان مكنوساً. إذاً متى يقصد، هل تريد أن تكون حراً منالأرواح النجسة، وتكون قريباً للسيد المسيح، إذاً نفذ وصاياه. ونفس المفهوم نجدهفى إنجيل مرقس واقفون خارجاً = فإخوته لأنهم كانوا لايؤمنون به وقفواخارجاً. فالوقوف خارجاً يفقدنا علاقتنا بالمسيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار