علم

العظة السابعة



العظة السابعة

العظة
السابعة

القديس
بولس حامل لواء المسيح

حمل
الصليب ليُعلم آخرين – تنبع عظمته من نعمة الله وتجلو به مع هذه النعمة وتمثله
بالسيد المسيح –دعوته الإلهية للعمل الكرازي – شجاعته- دقتّه – حماسه في مواجهة كل
العقبات-.

 

تنسحب
انتباه الجماهير عندما تحمل الألوية الملكية في موكب تسبقه الأبواق المدوية وتحرسه
كتائب إلى البلاد فهم يعشقون سماع صوت الأبواق ليروا اللواء محمولاً عاليًا
ويدركوا قوة حامل اللواء.

 

اليوم
في دخول بولس الرسول لا إلى مدينة بل إلى العالم ليسحب انتباهنا لنتأمله لأنه لا
يحمل لواءًا لا لملك أرضي بل صليب يسوع المسيح رب السماء وحراسته قوامها ليس بشر
بل ملائكة ليكرموا ما يحمله ويكونوا حراس لحامله، إن كانت الملائكة مُكلفة من قبل
إله بحراسة هؤلاء الذين يعملون في وظائف خاصة دون الاستغراق في أعمال الرحمة
العامة كما هو مكتوب “الملاك الذي خلصني من كل شر منذ صباي” (تك 16: 48)
فكم يكون لهؤلاء الملائكة الحراس الذين استأمنوا على الاهتمام بالعالم ويحملون
أيضًا كم من العطايا والتكريم (الكرمات).

 

فالذين
يعملون في الجيش وينالون ذاك الشرف يلبسون زيًا فاخرًا ويرتدون حول أعناقهم قلائد
ذهبية ومظهرهم بهي. ولكن بولس الرسول يُقيد بسلاسل بدلاً من قلائد الذهب ويحمل
الصليب ويُطارد ويُجلد ويجوع، فلا تضطرب لذلك لأن زينته أثمن وأكثر بهاءً وأفضل
عند الله، لذلك فإن حمل الصليب لا يعد عبءً.

 

وهذا
هو العجب فهو أكثر بهاءً في السلاسل والجلد والجراح أكثر مما لو كان يرتدي
الأرجوان والتيجان، فملابسه هذه تجعله أكثر بهاءً وهذه الكلمات ليست خطبة جوفاء.

 

إذا
كان شخص ما مصاب بالحمى فآلاف من الجواهر والملابس الأرجوانية لا تستطيع أن تخفض
من درجة الحمى، ولكن مآزر بولس التي توضع على المرضى كانت تزيل كل الأمراض فإذا
رأى اللصوص ألوية الملك لا يقدرون أن يقتربوا بل يهربون فكم بالأكثر الأمراض
والأرواح الشريرة التي تهرب حينما ترى الصليب.

 

حمل
بولس هذا الصليب ليس لأجل نفسه فحسب ولكن لكي يعلم الجميع أن يفعلوا مثله لذا
يقول: “كونوا متمثلين بي معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن
عندكم قدوة” (في17: 3) وأيضًا “وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه
ورأيتموه فيّ عندكم قدوة” (في9: 4) وأيضًا ” لأنه قد وُهب لكم لأجل
المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا تتألموا لأجله” (في 29: 1) فالكرامات
البشرية تظهر بصورة أفضل حينما تجتمع في شخص واحد ولكن في الأمور الروحية الأمر
يختلف، الكرامات تكون أكثر بهاءً حينما يشارك فيها أناس كثيرون ولا تكون قاصرة على
شخص واحد بل يستمتع كثيرين في مشاركتها.

 

القديس
بولس حامل لواء المسيح

موكب
الصليب

يستدير
الجماهير مشدودين عندما ُتحمل الألوية الملوكية في موكب تسبقها الأبواق المدوية،
وتحرسها كتائب من جنود البلاد. فالجماهير تشتاق أن تسمع صوت البوق ليروا اللواء
محمولاً عاليًا، ويتلمسوا قوة حامل اللواء.

 

اليوم
إذ يدخل بولس الرسول لا إلى مدينة بل إلى العالم فلينجذب انتباهنا لنراه حاملاً لا
لواء ملك أرضي بل صليب يسوع المسيح رب السماء، قوام حراسته ليسوا بشرًا بل ملائكة
يمجدون ما يحمله (الرسول) ويحرسون حامل اللواء، إن كانت الملائكة مكلفة من قبل إله
الكون بحراسة العاملين في وظائف خاصة دون استغراقهم في الأعمال العامة التي
للبنيان، كما هو مكتوب: “الملاك الذي خلصني على الدوام منذ صباى” (راجع
تك6: 48)، كم بالأكثر يؤتمنون على اهتمامات العالم كملائكة حراس مقدمين الكثير من
المواهب والكرامة.

 

يرتدى
الذين لهم شرف العمل في الجيش زيًا مزخرفًا ويضعون سلاسل ذهبية حول أعناقهم، ولهم
المظهر البهي، أما بولس فمقيد بالسلاسل عوض سلاسل الذهب، يحمل الصليب، وُيطارد
وُيجلد وبجوع. لا تحزن لهذا أيها العزيز المحبوب، لأن زينته عند اللَّه أفضل وأكثر
جلالاً وأكثر حبًا. هذا هو السبب الذي لا ُيحسب حمل الصليب عبئًا.

 

قوة
الصليب!

هذا
هو العجيب، فإن (بولس) بقيوده وجلداته وجراحاته أكثر بهاءً مما لو ارتدى الأرجوان
ولبس تاجًا. ملابسه هذه تجعله أكثر سموًّا، وليست هذه كلمات بلاغة مجردة.

 

لنطبق
هذا على إنسانٍ مصاب بحمى، فإن الآلاف من الجواهر والثياب الأرجوانية لا تستطيع أن
تشفي الحمى، أمّا مآزر بولس فكانت توضع على أجساد المرضى فتزول عنها كل الأمراض،
وهذا فقط ما هو لائق (به كحاملٍ للصليب)! وكما إذا رأى اللصوص لواء الإمبراطور لا
يقدرون أن يقتربوا بل يهربوا، كم الأكثر تهرب الأمراض والشياطين إذ يروا الصليب.

 

كرامة
حمل الصليب

حمل
بولس هذا الصليب لا لأجل نفسه فحسب، وإنما لكى يعلم الكل أن يفعلوا مثله. لهذا
يقول: “كونوا متمثلين بى معًا أيها الاخوة، ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما
نحن عندكم قدوة” (في 17: 3)؛ وأيضًا “ما تعلَّمتموه وتسلَّمتموه
وسمعتموه ورأيتموه فيّ فهذا افعلوا” (في 9: 4)؛ وأيضًا: “لأنه قد ُوهب
لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضَا أن تتألموا لأجله” (في 29: 1).

 

تظهر
الكرامات البشرية بصورةٍ أفضل عندما تجتمع في شخصٍ واحدٍ، لكن الأمر مختلف في
الروحيات، فإن الكرامات تكون أكثر بهاءً حينما يشترك فيها كثيرون ولا تقتصر على
شخصٍ واحدٍ بل يتمتع بها كثيرون.

 

ها
أنتم ترون الجميع حاملي لواء المسيح، كل واحد يحمل اسمه أمام شعوب وملوك، أماّ
بولس فحمله أمام وجه الجحيم والعذاب الأبدي. إنه لم يطلب ذلك من كل أحد، لأنهم لا
يستطيعون أن يحتملوا هذا كله! أترون مقدار الفضيلة التي يمكن للطبيعة البشرية أن
تبلغها، وأن هذا هو أثمن ما يقتنيه الإنسان في هذه الحياة؟ أتستطيع أن تذكر لي ما
هو أثمن من ذلك؟! أيوجد كم من ملائكة ورؤساء ملائكة لا يستحقهم من ينطق بهذه
الكلمة؟! بينما كان لا يزال في هذا الجسد المائت الفاسد ضحى من أجل المسيح، بكل ما
في قدرته، بل وما لم يكن في قدرته. لقد تخلَّى عن الأمور الحاضرة والمستقبلة،
الارتفاع والعمق، بل وكل خليقة. لو أن هذا الإنسان كان في طبيعة لا تفسد فماذا كان
لا يقوله؟ وماذا كان لا يفعله؟

 

نتعجب
من الملائكة لأنهم يستحقون هذه الكرامة، ليس لأنهم غير هيوليين، فالشيطان غير
هيولي وغير منظور، مع هذا لا يوجد من هو أبأس منه، وذلك منذ عصى الله الذي خلقه:
هكذا ُيدعى البشر بائسين ليس عندما نراهم في جسدٍ بشري، وإنما عندما يفشلون في
استخدامه كما ينبغي، فبولس أيضًا له جسد بشري.

 

سر
عظمة بولس الرسول

ما
هو إذن مصدر عظمته؟ مصدرها مزدوج: من اللَّه، ومن جانبه هو. ما ناله من اللَّه جاء
بسبب ما كان هو نفسه عليه، لأن اللَّه لا يقبل الوجوه (أع14: 10).

 

إن
كنت تسأل: كيف يمكن أن تتمثل بأولئك الأشخاص؟ اسمع ما يقوله: “كونوا متمثلين
بي كما أنا أيضًا بالمسيح” (1كو1: 11). لقد تمثل بالمسيح، ألا تتمثلوا أنتم
بالعبد رفيقكم؟ لقد تبارى مع سيده، ألا تباروا العبد رفيقكم؟ أي عذر لكم؟

 

تسألون:
كيف تمثل به؟ تأملوا تقدمه منذ البداية. منذ خرج من ماء المعمودية كان ُملتهبًا
بالغيرة، حتى أنه لم ينتظر معلمًا ما. لم ينتظر بطرس، ولا جاء إلى يعقوب، ولا إلى
آخر، إنما انقاد بغيرةٍ ُمضرمة ليبدأ حربًا شديدة تقوم ضده، فإنه عندما كان لا
يزال يهوديًا كان يفعل أكثر مما كان ُيتوقع منه، ُمقيدًا وقاتلاً. إنه مثل موسى
الذي خرج لينظر في أثقال اخوته ضد الغريب دون أن ُيكلف بأية مسئولية.

 

هذا
دليل على نبل النفس وسمو الروح أن يرفض الشخص الوقوف والنظر إلى آلام الآخرين، حتى
وإن كان أحد لم ُيكلف بمساعدتهم”.

 

أظهر
اللَّه باختيار موسى فيما بعد أنه كان ُكفئًا للقيادة. هكذا أيضًا بالنسبة للقديس
بولس فقد قدمه اللَّه سريعًا إلى كرامة العمل التعليمي ُمظهرًا أنه كان على حق في
رغبته في القيام بالعمل التعليمي والكرازي منذ البداية.

 

لو
أنهم قاموا بهذا الدور من أجل الكرامة والريادة لاستحق اللوم بحق. على أى الأحوال،
إذ أحبُّوا المخاطر وطلبوا الموت من أجل خلاص الآخرين، فمن يكون غبيًا فيلوم تلك
الغيرة؟.

 

أظهر
حكم اللَّه أن أفعالهم كانت مدفوعة بالرغبة في خلاص الآخرين، كما فعل الخراب
بالذين طلبوا نفعهم الخاص. فقد ادعى آخرون الحكم والقيادة لكنهم انتهوا إلى الموت،
البعض أكلتهم نار من السماء وآخرون ابتلعتهم الأرض (عد 16). ُعزِّيا طلب القوة
لكنه أُدين وأُصيب بالبرص (2أى26). طلب سيمون الساحر القوة لكنه ُنبذ وأُنقذ من
الموت. طلب بولس الرسول القوة لكنه ُكلل لا بالكهنوت والكرامات بل بالخدمة
والأتعاب والمخاطر، لأنه بدأ بغيرةٍ شديدةٍ وحماسٍ، لذا كان كارزًا شهيرًا منذ
البداية.

 

كما
أن الشخص المعين للخدمة منذ البداية يستحق العقوبة إن لم يكمل عمله كما ينبغي،
كذلك الشخص الذي يمارس الوظيفة دون تعيين، لست أقول عن الكهنوت، وإنما عن الاهتمام
بالجماهير، متممًا إيَّاها بلياقةٍ تستحق كل كرامة.

 

القديس
بولس حامل لواء المسيح

تنسحب
انتباه الجماهير عندما تُحمل الألوية الملكية في موكب تسبقه الأبواق المدوية
وتحرسه كتائب من جنود البلاد، فهم يعشقون سماع صوت البوق ليروا اللواء محمولاً
عاليًا، ويدركوا قوة حامل اللواء.

 

اليوم
في دخول بولس الرسول لا إلى مدينة بل إلى العالم لينسحب انتباهنا لننظر فهو يحمل
لواءً لا لملك أرضى بها صليب يسوع المسيح رب السماء وحراسته قوامها ليس بشر لكن
ملائكة ليمجدوا ما يحملوا وليعملوا كحراس للذى يحمل. إن كانت الملائكة مكلفة من
قبل إله الكون بحراسه هؤلاء الذين يعملون في وظائف خاصة دون الاستغراق اعمال
الرحمة العامة كما هو مكتوب “الملاك الذي خلصني من كل شر عند صباى (1). فكم
يكون لهؤلاء الذين أستؤمنوا على الاهتمام بالعالم يحملون أيضًا مسئوليه مثل هذه
المواهب والتكريم.اولئك الذين يعملون في الجيش وينالون ذاك الشرف يلبسون الزى
المزخرف ويرتدون سلاسل ذهبية حول أعماقهم ومظهرهم بهى. ولكن بولس الرسول يقيد
بالسلاسل بدلاً من سلاسل الذهب ويحمل الصليب ويطارد ويجلد ويجوع.

 

لا
تضرب لذلك يا عزيزى لان زينته افضل وأكثر جلالاً وافضل عند الله، لذلك فان حمل
الصليب لايعد عبء.

وهذا
هو العجب، فهو اكثر بهاء ًا في السلاسل والجلد والجراح اكثر مما لو كان يرتدى
الأرجوان والتيجان،, ملابسه هذه تجعله أكثر بهاءًا وليست هذه الكلمات بلاغة جوفاء.

 

اذا
كان شخص ما بحمى فآلاف من الجواهر والملابس الارجوانية لاتستطيع ان تشفي الحمى،
ولكن مأذر بولس بولس التي توضع على المرضى كانت تزيل كل الأمراض.

 

فاذا
رأى الصوص ألوية الملك لا يقدرون ان يقتربوا بل يهربون فكم بالاكثر المراض
والارواح السريره تهرب حيبما ترى الصليب.

 

حمل
بولس هذا الصليب ليس لأجل نفسه فحسب ولكن لكى يعّلم الجميع ان يفعلوا مثله.

 

لذا
يقول كونوا متمثلين بى معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم
قدوة (في17: 3) وايضًا ” وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في فهذا
أفعلواّ (في 9: 4) وأيضًا لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل
ايضًا ان تتألموا لاجله (في 29: 1) الكرامات البشرية تظهر بصوره أفضل حينما تجتمع
في شخص واحد. ولكن في الأمور الروحيه الأمر يختلف الكرامات تكون أكثر بهاء حينما
يشارك فيها أناس كثيرون ولا تكون قاصرة على شخص واحد بل تستمع بها كثيرون ولاتكون
قاصرة على شخص واحد بل تستمتع بها كثيرين.

 

ها
أنتم ترون ان الجميع حاملوا المسيح وكل واحد يحمل أسمه امام شعوب وملوك. أما بولس
فحمله أمام وجه الجحيم والعذاب الابدى لم يطلب ذلك من كل واحد لانهم لايستطيعون ان
يحتملوا. هل ترى مقدار الفضيلة التي يمكن للطبيعة البشرية أن تصل إليها وانها أقيم
ما نملك في هذه الحياة. هل تستطيع ان تذكر لى ما هو أثمن منها؟ أو حتى مساوٍ لها؟

1.cf Gen. 48;16

 

 كم
ملائكه ورؤساؤ ملائكه يستحقها الذي نطق بهذه الكلمات؟ بينما كان مازال في هذا
الجسد المائت الفاسد ضحى بكل ما في قدرته للمسيح بل حتى ما لم يكن في قدرته.لقد
تخلى عن الأمور الحاضره والمستقبله، الارتفاع والعمق بل وكل خليقه. لو أن هذا
الانسان كان في طبيعه لاتفسد فماذا كان لايقوله؟ وماذا كان لا يفعله؟

 

نتعجب
من الملائكه لانهم يستحقون تلك الكرامه ليس لانهم مجرد غير هيولين. فالشيطان غير
هيولى وغيلا مرئى ولكن لايوجد أبأس منه منذ عصى الله الذي خلقه، هكذا يدُعى البشر
بإنسان ليس عندما نراهم في جسد بشرى وانما عندما يفشلون في استخدامهكما ينبغى،
فبولس أيضًا كان له جسد بشرى.ماذا كان اذن، مصدر عظمته؟ لقد كان لها جانبين: حانب
الله وجزء من جانبه ومانا لهمن الله جاء بسبب كان عليه هو نفسه لان الله لا يقبل
الوجوه

 

وإن
كنت تسأل كيف يمكن أن نتمثل باولئك الاشخاص اسمع ما يقوله ” كونوا متمثلين بى
كما انا ايضًا بالمسيح “(1كو 1: 11) لقد تمثل بالسيد المسيح. ألا أنت بالعبد
الذي هو مثلك؟ لقد امتثل بسيده. ألا يمتثل بالعبد زميلك؟ ما هو عذرك؟

 

تسأل
كيف تمتثل به تأملوا تقدمه من البداية منذ لحظة البدء. منذ خرج من مياه المعموديه
كان مشتعلاُ بالغيره حتى انه لم ينتظر اى معلم. لم ينتظر بطرس ولاجاء إلى يعقوب
ولا إلى أى شخص آخر وانما إذا نقاد بغيرته اضرم المدينة ليبدأ حرب ليبدأ حرب شديدة
ضد نفسه حينما كان لايزال يهوديًا كان يفعل أكثر مما يتوقع منه مقيدًاوقاتلاً.

 

مثل
موسى دون ان يكلف بمسئوليه خرج لينظر في اثقال أخوته ضد الغريب. هذا دليل على نبل
النفس وسمو الروح أذ يرفض ان يقف وينظر آلام الآخرين حتى لو لم يكلف بمساعدتهم.

 

اظهر
الله باختيار موسى بعد ذلك انه كان كفء للقياده. وكذلك بالنسبه لبولس اطهر الله بتقدمه
من قبل في كرامة العمل التعليمى انه كان على حق في دور التعليم والكرازه منذ
البدايه.

 

انه
كان قد أخذ هذا الدور لاجل الكرامه والرياده لكن يستحق اللوم. ولكن لأنه احب
الاخطار وبحث عن الموت لاجل خلاص الآخرين من يكون احمق فيلوم تلك الغيره؟

 

اظهر
حكم الله ان افعالهم كانت مدفوعه بالرغم في خلاص الآخرين، كما فعل الخراب الذين
كانوا يطلبون الشخصيه. وآخروين أدعوا الحكم والقياده ولكنهم انتهوا إلى الموت،
بعضهم اكلتهم النار من السماء وآخرين ابتلعهم الارض لانهم لم يطلبوا مصلحة الآخرين
وانما مصالحهمالخاصه. عزيا طلب القوه ولكنه ادين واصيب بالبرص سيمون الساحر طلب
القوه ولكنه نبذ وانقذ من الموت. بولس طلب القوه ولكنه نال الاكليلليس لأجل
الكهنوت والكرامه ولكن لاجل الجدمه والعمل والمخاطره. لانه بدأ بغيره شديده وحماس
لذا كان واعظًا شهيرًا من البدايه.

 

كما
ان الشخص الذي يكون مختارًا من البدايه يستحق العقوبه بالاكثر ان لم يكمل عمله كما
ينبغى، فكم يكون الشخص الذي يمارس الوظيفه دون تعين -لست اقول عن الكهنوت وانما عن
الاهتمام – ويكمل

3.Acts 10;34 5.2chron. 26

4.Num 16 6.Acts 8;18

 

 فتممها
بلياقة فانه يستحق كل كرامه. بناء على ذلك فان هذا الرجل إذ كان اكثر تأججًا من
النار ولم يبقى بلا عمل يوم واحد، فمجرد ان خرج من ماء المعمودية، اشتعلت نار في
داخله. ولم يفكر في المخاطر ولا في سخريه وتهكم اعدائه ورفضهم لرسالته ولا اى من
هذه الاعتبارات.

 

لقد
طلب عيون اخرى- أقصد عيون المحبهم وعقل أخر واندفق بقوه دافعه مثل السيل الجارف في
هذا الوقت لم يكن مملؤ بفيض من النعمة الإلهية. ولا متمتع بتدفق الروح، وبالرغم من
هذا كان مشتعلاً ويعمل كل شىء بروح الإمانه لعله يعوض ما كانت عليه حياته الأولى
كان يعد نفسه بكل اعماله هذه ليواجه بقوه رغم انه كان في ملء لجرأه والاندفاع.
والانفعال إلا انه كان دائماُ رقيقًا سهل الانقياد لمعلميه ولم يرفض طاعتهم رغم
حماسه المتدفق فعندما ما أتوا اليه واخبروه بانه يجب ان يذهب إلأى طرسوس وقيصريه
لم يرفض رغم توقد حماسه بل أقول ” جنونه المؤقت”.قالوا انه يجب ان يدلى
من الحائط في سله ووافق… نصحوه بان يحلق رأسه فلم يعترض. قالوا له لاتدخل المسرح
فلبى طلبهم. كان هدفه الوحيد أن يتحمل كل شىء ليسند المؤمنين ويعمل من أجل السلام
والتوافق.كان دائمًا على الاستعدلد للتبشير بالأنجيل.

 

عندما
تسمع انه ارسل ابن اخته إلى الوالى)
tribune) ليخلصه من المخاطر او انه رفع دعواه الى قيصر فاسرع إلى روما فلا
تعتقد ان هذه مخاطر جبنه.

 

ألم
يكن هو الذي حزن عندما كان سيواصل حياته الدينوبه واختار ان يكون مع السيد المسيح؟
كيف له ان يرغب الحاضر وهو الذي استخف حتى بالسموات وبالملائكه من أجل السيد
المسيح؟

 

لماذا
اذا كان يفعل ما يفعله؟ من اجل الاستمرار في الوعظ وليتول له اتباعًا في العالم
وكل قد ربح اكليلاُ. كان يخشى ان يترك الحياه اكثر فقرًا اذا ما حرم من خلاص
الجموع. وهذا دفعه لانىيقول ” ولكن ان ابقى في الجسد ألزم من اجلكم” (في
24: 1).

 

وبناء
عليه فغندما رأى ان محاكمته تجرى لمصلحته وان فستوس قال ” كان يمكن ان يطلق
هذا الانسان لو لم يكن رفع دعواه إلى قيصر ” (اع 32: 26) وبالرغم من انه اُخذ
مكبلاً بالسلاسل اكثر من اعتى المجرمين مرتكبى الجرائم إلا انه لم يخجل ان يكون
مكبلاً قلا مثل هذه الصحبه، مهتمًا بخلاص كل هؤلاء المجرمين معه. لم يكن مهتمًا
بنجاته لانه كان يعلم انه سيكون بخير. فاخذه مكبلاً في هذا البحر الخضد كان يسعده
كمن يكون في موكب امبراطوريه قويه.

 

 لانها
في الحقيقه لم تكن بالمكافأه الهينه التي قدمت له، الا وهى هدايه مدينه روما. هذه
لم تجعله يغفل عن نفس واحده في الموكب لقد هدأ من روعهم معلنًا انه رأى رؤيا واكد
لهم ان كل من يبحرون معه يبحرون سينجون.

 

لقد
فعل هذا لا لكى يفتخر بنفسه ولكن لكى يجعلهم يقبلون الأيمان. ولهذافقد سمح الرب
للبحر بان يضطرب ليعلن النعمه الإلهيه التي لبولس الظاهره منها والخفيه(التي سمع
عنها والتي لم يسمع عنها).

 

لانه
عندما نصحهم بالا يبحروا رفضوا ان يسمعوا له وواجهوا مخاطر جمه. لم يصطنع الكبرياء
من اجل هذه الكنه واتخذ جميع الاحتياطات مثل أب يرعى اولاده خشيه ان يضيع احدهم.

 

عندما
وصل إلى روما انظر كيف كان يتكلم بكل رقه وبأى شجاعه ابكم فقد الخائنين لم يتوقف
هناك بل واصل سيره إلى اسبانيا وازداد شجاعه في مواجهه المخاطر المتزايده واصبح
اكثر جرأه ليس هو فحسب بل تلاميذه ايضًا الذين احتذوا به، وبلا شك لو انهم رأوه
جبانًا او خاضعًا لو هنت غزيمتهم. ولكن عندما رأوا شجاعته تزداد مبادرًا ومصدرا
للتعليمات نادوا هم ايضاَ بالانجيل بكل ثقه وقد قال لنا ذلك في كلماته ”
واكثر الاخوه وهم واثقون في الرب بوثقى يجترئون اكثر على التكلم بالكلمه بلا
خوف” (في 14: 1).

 

لو
ان جزالاً اظهر شجاعه ليس فقط عندما يذبَحَ ويقهر ولكنه ايضًا عندما يجُرح، فهو
يزيد شجاعه اتباعه. فالشجاعه تزداد عندما يجُرح هو نفسه اكثر من ان ينزل الجروح
بالآخرين عندما يراه هؤلاء انه مغطى بالدم والجروح ورافضًا الخضوع وواقفًا بتبات
ملوحا بسيفه مرسلاً الطلقات على الاعداء رافضًا الاستسلام لالامه حينئذ ستتأكد من
انهم سينقادون لمثل هذا القائد بحماس اكبر. وهذا ما حدث في حالة القديس بولس
فعندما ما رأوه مكبلاً بالاغلال وواعظًا حتى في السجن غالبًا بكلماته هؤلاء الذين
جلدوه- اكتسبوا ثقه اكبر ولهذا فهو لايقول انهم تجرأوا ولكنهم تمكنوا من نطق
الكلمات بجرأه وبلا خوف.

 

واعظين
بشجاعه اكثر عن مين كان حرًا غير مكبلاً في هذا الوقت قد اكتسب هو ثقه اكبر بنفسه.
كان شاهدًا حازمًا ضد اعدائه. وزياده العقوبه ادت إلى زياده الثقه بالنفس وفي
السجن كان غالبًا لدرجة ان الاساسات اهتزت والأبواب اندفعت مفتوحة والسجناء
تحولوا. حتى الوالى كاد ان يؤمن كما اعترف هو بنفسه بذلك ” بقليل تقنعنى ان اصير
مسيحيًا” 0(اع 28: 26). مره اخرى عندما رجموه بالحجاره دخل المدينه التي
رجموه فيها وحولها إلى الايمان. استدعوه للمثول للمحاكمه مره امام الاعداء واخرى
امام الاثينين والذي حاكموه اصبحوا له تلاميذ وخصومه صاروا تابعين له.

 

كما
تندلع النيران عندما تلامس المواد المختلفه ةتنتشر كذلك كانت كلمات بولس الرسول
تحدث تحولاً لكل من يصادفها بل وتقتنصه. فهؤلاء الذين حاربوه بسرعه تحولوا إلى
وقود لنار الروح القدس ومن خلالهم انتشرت الكلمه ووصلت الآخرين ولذلك فقد قال
” الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب ولكن كلمه الله لا تفيد (2تى9:
2).

 

مرات
عديده ساعدوه على الفرار. كانوا كأنهم مطاردين ولكنهم في الحقيقه كانوا تابعين
فيما بعد العدو عمل اعمال الاصدقاء والحلفاء فلم يتركوه يبقى في مكان واحد بل
جعلوا الطبيب يتجول بسبب مطاردتهم وتهديداتهم، وكانت النتيجه ان الجميع استمعوا
إلى كلماته.

 

قيدوه
ثانيه ولكن هذا جعله اكثر حده في تصميمه – في طردهم لتلاميذه ارسلوهم إلى الناس لم
يكن لهم معلمين حتى ذلك الوقت – قادوه إلى محكمه عليا وهكذا منحوا فرصه مباركه
العاصمه. وهذا جعل اعداؤه يغتاظون من الرسل قائلين: “ماذا نفعل بهذين
الرجلين” (اع 16: 4) بمعنى ان اسلحتنا التي للقمع هى اسلحتهم للفوزارسلوه
للسجان ليضعه في القيود ولكنه اقتنص السجان. ارسلوه مكبلاً بالسلاسل مع مساجين
آخرين حتى لا يهرب. ولكنه كسب المساجين للإيمان ارسلوه بالبحر في رحله كريهه ولكن
تحطم السفينه اعطاه الفرصه لتعليم وارشاد رفقائه في الرحله. حكموا عليه بالعديد من
العقوبات ليخمدوا نار الكرازه ولكنها استمرت في الانتشار.

 

وكما
قالوا عن السيد المسيح “ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتى الرومانيون
ويأخذون موضعنا وأمتنا ” ولكن حدث العكس انهم قتلوه والرومان سلبوا موضعهم
وامتهم والذي تصوروه عوائق ساعد في انتشار البشارة وهكذا في وعظ بولس الرسول. الذي
ظنه الأعداء انه سيعوق انتشار كلمته ساعد بالأحرى على اتساع مجالها وزيادة هيبتها.

 

ولكل
هذه الأسباب فلنعط الشكر لله الذي يحول كل شيء للاصلح فلنفتخر ببولس الذي جعل هذه
الأشياء ممكنة ولنصلى لكي نحصل على نفس البركات من خلال النعمة ومحبة الرحمة التي
لسيدنا يسوع المسيح الذي من خلاله وبه المجد للآب والروح القدس إلى أبد الآباد ,
آمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار