يعقوب وعيسو أمام البركة
يعقوب وعيسو أمام البركة
وسرق
يعقوب بركة معدّة لعيسو
26
(1) في السنة السابعة من هذا الأسبوع، دعا إسحاق ابنه البكر عيسو وقال له:
“يا ابني، قد صرتُ شيخًا وشحَّ نظري وأجهل يوم موتي. (2) خذ الآن سلاح الصيد،
جعبتك وقوسك، وامض فاصطد لي في البرية، أمسك لي (شيئًا) يا ابني، وأعدّ شيئًا
آكله، كما أحبّ، وجئني به لآكله فتباركك نفسي قبل أن أموت”.
(3)
وسمعت رفقة إسحاق يكلّم عيسو. (4) فمضى عيسو في الصباح الباكر ليصطاد في البريّة،
ليمسك شيئًا ويحمله إلى أبيه. (5) فدعت رفقة يعقوب ابنها وقالت له: “ها قد
سمعتُ إسحاق أباك يكلّم عيسو أخاك ويقول له: “أمسك شيئًا في الصيد وهيّئ لي
طبقًا وجئني به لآكله وأباركك في حضرة الرب قبل أن أموت”. (6) والآن يا ابني،
أطع كلمتي وما أوصيك به: إذهب إلى القطيع، خذ لي جديين جميلين فأصنع طبقًا لأبيك
كما يُحبّ. تحمله إلى أبيك فيأكل وتكون مباركاً (= يباركك)”. (7) فقال يعقوب
لرفقة أمّه: “لا أرفض لأبي شيئًا ممّا يأكله بسرور. غير أني أخاف، يا أمي، أن
يعرف صوتي ويريد أن يلمسني. (8) أنت تعلمين أني أمرد وعيسو أخي مشعر. فأكون في
نظره (= نظر أبي) لصًا وأفعل شيئًا لم يأمرني به. فيغضب عليّ وأجلب عليّ لعنة لا
بركة”. (9) فأجابته رفقه أمّه: “لتكن هذه اللعنة عليّ يا ابني، ولكن
اسمع لكلامي”.
(10)
فسمع يعقوب كلام رفقة أمه، ومضى فأخذ جديين جميلين وسمينين. وجاء بهما إلى أمّه،
فهيّأتهما أمه كما يحبّ (إسحاق). (11) وأخذت رفقة ثياب ابنها الأكبر عيسو، أفضل ما
كان لها في البيت، وألبستها يعقوب ابنها الأصغر، وجعلت جلد الجديين على يديه وعلى
رقبته العارية. (12) ووضعت بين يدي يعقوب ابنها الطبق والخبز اللذين هيأتهما.
(13)
وجاء يعقوب إلى أبيه فقال: “أنا ابنك صنعتُ كما قلتَ لي. فانهض واجلس، وكُل
ممّا أمسكتُه لك، با أبي، لكي تباركني”. (14) فقال إسحاق لابنه: “وما
الذي استطعتَ أن تجده في هذه السرعة يا ابني”؟ (15) فأجاب يعقوب: “ما
(وجّه) إليّ إلهك”. (16) فقال له إسحاق: “اقترب يا ابني لكي ألمسك وأعلم
إن كنت ابني عيسو أم لا”. (17) فاقترب يعقوب من إسحاق أبيه الذي لمسه وقال:
(18) “الصوت صوت يعقوب، وأما اليدان فيدا عيسو”. ولم يعرفه: كان ذلك
تدخّلاً من السماء الذي أخذ منه العقل. لم يعرفه إسحاق لأن يديه كانتا مشعرتين مثل
يدي عيسو، وهكذا باركه. (19) وسأل: “هل أنت ابني عيسو”؟ فأجاب (يعقوب):
“أنا ابنك”. فقال (عيسو): “قرّب (الطبق) منّي حتى آكل ممّا أخذتَ
في الصيد يا ابني. وأباركك” (20) فقرّب (يعقوب الطبق) منه، فأكل (إسحاق). ثم
جاء بالخمر فشرب. (21) وقال له إسحاق أبوه: “اقترب مني يا ابني
وقبّلني”. فاقترب (يعقوب) وقبّله. (22) فشمّ إسحاق رائحة ثيابه فباركه وقال:
“رائحة ابني هي كرائحة حقل باركه الربّ. (23) ليعطك الربّ بوفرة، ندى السماء
وبركة الأرض. ليوفّر لك القمح، ليوفّر لك الزيت، ولتخدمْك الأمم، لتنحنِ الشعوب
أمامك. (24) كن سيَّدا على إخوتك، ولينحن أمامك بنو أمّك. لتُمنح لك كل البركات
التي باركني بها الرب والتي بها بارك إبراهيم أبي، لتُمنح لك ولنسلك إلى الأبد!
ملعون من يلعنك، ومبارك من يباركك”.
(25)
وبعد أن انتهى إسحاق من مباركة ابنه يعقوب، وبعد أن ترك يعقوب إسحاق أباه، اختبأ.
فجاء عيسو أخوه عائدًا من الصيد. (26) فهيّأ هو أيضًا طبقًا، حمله إلى أبيه وقال
له: “ليقُم أبي وليأكل من صيدي لكي يباركني”. (27) فقال له إسحاق أبوه:
“من أنت”؟ فأجابه: “أنا ابنك البكر عيسو. فعلتُ كما أمرتَني”.
(28) فصُعق إسحاق وقال: “من هو ذاك الذي مضى إلى الصيد وأخذ (طريدة) وحملها
إليَّ؟ أكلت من كل (هذا) قبل أن تجيء. باركته. وليكن مباركًا هو وكل نسله إلى
الأبد”.
ولعن
إسحاق عيسو
(29)
حين سمع عيسو كلمة أبيه إسحاق، بكى بصوت عال وبمرارة، ثم طلب من أبيه (فقال):
“باركني أنا أيضًا”. (30) فأجابه: “جاء أخوك بحيلة وأخذ
البركة”. فقال (عيسو): “أعرف الآن لماذا سُمِّي يعقوب. فقد أوقعني في
الفّخ مرتين: بدأ فأخذ حقّ بكوريّتي، والآن أخذ البركة التي كانت معدّة لي”.
(31) فسأل: “أما تركت لي بركة، يا أبي”؟ فأجاب إسحاق عيسو: “ها أنا
جعلتُه سيّدًا، وأعطيته جميع أخوته عبيدًا. جعلته قويًا بكل حنطته وخمره وزيته.
والآن فماذا أصنع لك يا ابني”؟
(32)
فقال عيسو لإسحاق أبيه: “أما عندك سوى بركة واحدة، يا أبي؟ فباركني أنا أيضًا
مثله”. (33) وأخذ عيسو يبكي. فأجابه اسحاق: “ليكن منزلك بعيدًا عن ندى
الأرض، بعيدًا عن ندى السماء الآتي من فوق. (34) تعيش من سيفك وتُستعبد لأخيك. إذا
عصيت وحرّكت نيره عن عنقك، حينئذ تقترف ذنبًا قاتلاً ويُقتلع نسلك من تحت
السماء”.
(35)
ولكن عيسو هدّد يعقوب بسبب البركة التي أعطاها له أبوه، فقال في نفسه: “ليأت
الآن زمن الحداد لأبي. فأنا سأقتل أخي يعقوب”.