المديح الثاني عشر
المديح الثاني عشر
ثقة
معلّم البرّ في انتصار قضيته ونمو الفرع
(6)
أمدحك أيها السيّد. فقد سندتني بقوّتك، وروحك (7) القدوس أفضته فيّ لئلا أتزعزع.
وقوّيتني
بوجه حروب الكفر ووسط الشقاء الذي سبّبوه لي. (8) ما تركتني أتراخى وأبتعد عن
عهدك. بل جعلتني برجاً حصيناً وسوراً منيعاً. وأسّست على الصخر (9) بيتي، فكانت
قواعد الأبد أساساً. وصارت كل جدراني سوراً مختبراً لا يحرّكه شيء.
(10)
وأنت يا إلهي جعلته لأغصان مجلس القداسة. وعلّمتني عهدك، وكان لساني كلسان
تلاميذك. (11) أما روح الشرّ فكان بلا فم، وكل أبناء الاثم بلا جواب اللسان. فسوف
تكون صامتة شفاه (12) الكذب. فجميع مهاجميّ ستعلنهم أثمة في يوم الدينونة وتميّز
بي بين بار وخاطئ.
(13)
فأنت تعرف كل مشاريع العمل، وتدرك كل أجوبة اللسان. وقد هيّأت قلبي (14) كما هيّأت
قلوب تلاميذي. وفي الحقّ تقود خطاي في سبل البرّ لكي أسير أمامك في دنيا (15)
الكفر نحو طرق المجد والسلام الذي لا حدود له ولا نهاية.
(16)
وأنت تعرف ميل عبدك: تعرف أن البرّ ليس خاصاً بالإنسان. ولكني استندت إليك لكي
تنعش قلبي (17) وتعطيني القوّة والعزم. فلا ملجأ بشريّ لي، وليس للإنسان برّ ولا
فضائل لينجو من الخطيئة (18) وينال الغفران. أما أنا فاستند إلى وفرة رحمتك وإلى
وسع نعمتك. وأنتظر منك أن تُزهر (19) الخلاص وتنمي الفرع فتعطي القوّة والعزم
وتنعش القلب.
وأنت
في برّك وضعتني (20) في عهدك، فتمسّكتُ بحقّك وتعلّقت بعهدك. وجعلتَ مني أباً
لأبناء النعمة (21) ومرضعاً لأهل العلامة. فتحوا الفم كالأطفال نحو ثديَي أمهم،
وكالولد الذي يرتاح على صدر (22) مرضعه.
ورفعت
رأسي ضدّ المزدرين بي فتشتتوا وما بقي منهم أحد: الرجال الذين قاتلوني (23)
ونازعوني صاروا كالقس الذي تطرده الريح وامتدّ سلطاني على أبناء الأرض.
وأنت
يا إلهي أعنت نفسي ورفعت رأسي (24) فأكون مشعاً بالنور سبع مرّات في عدن الذي
خلقته لمجدك. (25) فأنت لي منارة الأبد وقد جعلت رجليّ في أرض آمنة.