92- رؤية أخرى
92- رؤية أخرى
نحن
ننظر إلى الأمور، بطريقة معينة، ومن زاوية معينة فنراها بشكل ما. ولكن رؤيتنا ليست
كل شئ.
هناك
رؤية أخرى، وبالإيمان، توافق ما يراه الله.
*
ماذا نرى فى بيع يوسف كعبد بواسطة أخوته؟ وماذا نرى فى سجنه، بعد كل إخلاصه لبيت
فوطيفار؟ لا نرى فى كل ذلك سوى الشر والغيرة والخيانة.. ونرى فى ذلك أيضاً الظلم
وسوء المصير. أما الله فكانت له رؤية أخرى للأمور. كانت هذه هى الطريقة التى
سيتمجد بها يوسف.
*
وماذا نقول نحن عن تصرف يهوذا الأسخريوطى، سوى الخيانة فى أحط صورها؟!
وماذا
نقول عن تصرف بيلاطس البنطى، سوى أنه الجبن والظلم والأستسلام للشر؟!
وماذا
نقول عن حنان وقيافا، سوى الحسد والكذب والتآمر؟! ونرى أن كل ذلك ما كان يجب أن
يحدث. ولكن الله كانت له رؤية أخرى. كان يرى الخلاص نتيجة الصلب الذى سببه هؤلاء
إنه الله الذى يحول الشر إلى خير.
ليس
معنى هذا أن شرور هؤلاء خير!
كلا،
ولكن الرؤية الأخرى هى أن الله قادر أن يخرج من الجافى حلاوة. وأن يحعل كل الأمور
تؤول إلى مجد إسمه القدوس.
*
ركب يونان سفينه، هاجت عليها الأمواج حتى كادت تنقلب، وحتى ألقى الناس أمتعتهم فى
البحر. وهم فى غاية الإنزعاج والخوف.. فهل كان كل ذلك شراً؟ أم كانت لهذه الكارثة
البحرية رؤية أخرى.
الرؤية
الأخرى هى أن هذه الأمواج من البحر الصاخب، كانت سبباً فى إيمان أهل السفينة.
*
لا شك أن رؤيتنا نحن قاصرة.. فقد ترى التجربة، ولا ترى البركة التى سيحققها الله
حتما من وراء هذه التجربة.
ولكننا
بالإيمان نرى هذه البركة، واثقين ” أن كل الأشياء تعمل معاً للخير، للذين
يحبون الرب”.