اللاهوت الروحي

89- المحبة تبذل



89- المحبة تبذل

89- المحبة تبذل

المحبة
تختبر بالألم، وتختبر بالضيقة، والبذل.

والذى
لا يستطع أن يبذل، هو إنسان لا يجب.. فإذا أحب، بذل كل شئ.

إبراهيم
أبو الآباء، من أجل محبته لله، ترك أهله وعشيرته وبيت أبيه، وعاش متغرباً فى
خيمته.. ولكن حب إبراهيم لله وصل إلى قمته، حينما وضع إبنه وحيده الذى يحبه، على
المذبح، وحوله الحطب والنار، ورفع يده بالسكين، ليبذل إبنه.

 

وحينما
أحب دانيال الرب، بذل نفسه، ورضى أن يلقى إلى جب الأسود، وكذلك الثلاثة فتيه،
يرهنوا على محبتهم ببذلهم أنفسهم، ليقلوا فى أتون النار.. بولس الرسول، قال فى حبه
للسيد المسيح:

 


خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكى أربح المسيح وأوجد فيه.

 

آباونا
الشهداء، وآباؤنا المعترفون، من أجل محبتهم للرب بذلوا دماءهم وحياتهم وراحتهم،
ودخلوا إلى العذاب ولم يخافوا من أجل عظيم حبهم..

 

هناك
عوائق تمنع الإنسان من البذل: هى محبة الراحة، ومحبة الكرامة، ومحبة الذات.. أما
الحب الحقيقى، فلا تهمه الراحة ولا الكرامة ولا الذات..

 

إنه
يبذل كل شئ، من أجل من يحبه.. يعقوب أبو الآباء، عندما أحب راحيل، بذل من أجلها
الشئ الكثير. تعب من أجلها عشرين سنة، تحرقه الشمس بالنهار، والبرد بالليل.. وكل
هذه السنوات، كانت فى نظره كأيام قليله بسبب محبته له.

 

وأنت
ماذا بذلت من أجل المسيح، الذى بذل ذاته من أجلك على الصليب؟

 

الذى
يحب، يبذل ذاته من أجل الله، والناس. ويتدرب أولاً على بذل ما هو خارج ذاته،
كالمال، والوقت، والقنية.. أما الذى لا يستطيع أن يبذل ما هو خارج ذاته، فكيف يبذل
ذاته؟! إن كنت لا تستطيع أن تبذل، فأنت لا تحب غيرك، إنما تحب ذاتك فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار