اللاهوت المقارن

89- إيلين هوايت



89- إيلين هوايت

89- إيلين هوايت

انضمت
عائلة “هارمون” إلى حركة المجيئيين، ومن ضمنهم إيلين هوايت التى ولدت في
قرية اسمها جورهام في 26 نوفمبر 1827م في ولاية ماين في أمريكا على بعد اثنى عشر
ميل من مدينة بورتلاند في الجزء الشمالى الشرقى من الولايات المتحدة، وكانت أختاً
توأماً لبنت ثانية اسمها إليزابث وبذلك اعتنقت إيلين هوايت في سن الثانية عشر هذه
البدعة التى نادى بها وليم ميللر.

 

أما
قصة إيلين هوايت فهى انه بعد التحاقها بالمدرسة بثلاث سنوات وهى في عمر التاسعة
أصابها في طريقها من المدرسة إلى بيتها حجر ألقاه زملائها بالفصل، فأصيبت في وجهها
من الناحية اليسرى، فكسر أنفها وتشوه وجهها وأصيبت بغيبوبة مدة ثلاثة أسابيع وأصبح
عندها أمراض في الجهاز العصبى وتعقيدات جعلتها غير قادرة على الاستمرار في
الدراسة. ويبدو أنها أصيبت بنوع من الصرع نتيجة إصابة جهازها العصبى. و في ذلك
الحين كانت تعانى من تهديد لحياتها بسبب الأمراض التى أصابتها نتيجة الإصابة
الشديدة.

 

في
أواخر ديسمبر سنة 1844م ادعت إيلين إنها رأت رؤيا سماوية. ويبدو أنها كانت تحضر
اجتماع صلاة لمجموعة من أتباع بدعة المجيئيين. ومن ذلك الحين وإلى نهاية حياتها
اعتبرها المجيئيون ملهمة من الله وأنها رسولة ونبيه وتستلم رسائل سماوية وتعاليم
في الكنيسة كلها بصورة خطيرة جداً.

 

في
كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الذي أخرجه الأدفنتست يصفون حالتها أثناء
الرؤى: فتقول السيدة مرثا أمادون التى حضرت عدة مرات تلك الرؤى }أنا ممن راقبوها
كثيراً وهى في الرؤيا وأعرف المجموعة التى تحضر معها في العادة وجميعهم ذو قوة
ملاحظة وإيمان بما تقوم به وكنت أتساءل كثيراً: لماذا لم يُعطَ وصفاً أكثر حيوية
للمناظر التى حدثت؟ كانت عيناها مفتوحتين في الرؤيا. لم يكن هناك نَفَس، لكن حركات
كتفيها وذراعيها ويديها كانت رشيقة تعبّر عما كانت تراه. كان مستحيلاً على أى شخص
آخر أن يحرك يديها أو ذراعيها. وكثيراً ما كانت تنطق بالكلمات فرادى، وأحياناً
بجُمَل تعبر لمن حولها عن طبيعة المنظر الذي تراه سواء سماوى أو أرضى}([1]).

 

وآخر
اسمه جورج بطلر من أتباع هذه الطائفة قد شاهدها في مناسبات عديدة. في سنة 1874م
فيقول([2]): }أعطيت إيلين هوايت هذه الرؤى طيلة ثلاثين سنة تقريباً، وكانت تكثر
تارة وتقل تارة أخرى، وشهدها الكثيرون. و في الغالب كان الحاضرون من المؤمنين بها
وغير المؤمنين على السواء . وهى تحدث عامة -ولكن ليس دائماً- في مواسم الاهتمام
الدينى الجادة حيث يكون روح الله حاضراً بشكل خاص{. وقال أيضاً في وصفه لها }يتوقف
تنفسها تماماً وهى في الرؤيا ولا يفلت من منخاريها أو شفتيها أى نفس وهى على هذا
الحال.{ وقال أيضاً }كثيراً ما تفقد قوتها مؤقتاً فتتكئ أو تجلس ولكن فيما عدا ذلك
تكون واقفة. إنها تحرك ذراعيها برشاقة{.

 

وزوجها
جايمز هوايت يعلق على رؤاها قائلاً }عند خروجها من الرؤيا سواء بالنهار أو بالليل
في غرفة جيدة الإنارة يكون كل شئ حالك الظلمة (بالنسبة لها) ثم تعود قدرتها على
تمييز حتى ألمع الأشياء بالتدريج.. مهما كان قريباً من عينيها.. يقدر عدد الرؤى
التى تلقتها أثناء ثلاثة وعشرين عاماً خلت بما يتراوح بين مائة ومائتين رؤيا. وقد
أعطيت هذه الرؤى في مختلف الظروف تقريباً ومع ذلك تحتفظ بتماثل عجيب{([3]).

 

دكتور
بوردو أراد أن يتأكد في بوكس بريدج
Buck’ s Bridge بنيويورك في سنة 1857م ذهب لرؤية إيلين هوايت وهى تدعى أنها في
حالة رؤيا فيقول أنه } في يوم 28 يونيو.. رأيت الأخت إيلين هوايت في رؤيا لأول مرة
وكنت آنذاك غير مؤمن بالرؤى. ولكن موقفاً من المواقف الكثيرة التى يمكن أن أذكرها
أقنعنى بأن رؤاها من الله. فلكى أرضى عقلى بشأن عدم تنفسها (وهى في الرؤيا) أولاً
وضعت يدى على صدرها مدة كافية فتأكدت من عدم تنهد رئتيها تماماً كما لو كانت جثة
هامدة. ثم أخذت يدى ووضعتها على فيها، وضغطت منخاريها بين إبهامى وسبابتى بحيث
يستحيل عليها الشهيق أو الزفير، حتى ولو أرادت هى ذلك. فأمسكتُ بها هكذا بيدى
قرابة العشر دقائق، وهذا يك في لخنقها لو كانت في حالتها الطبيعية. لكنها لم تتأثر
بهذا على الإطلاق. ومنذ مشاهدتى هذه الظاهرة العجيبة لم أجنح ولو مرة واحدة بعد
ذلك إلى الشك في مصدر رؤاها الإلهى{([4]).

 

هذا
الكلام من وجهة نظرهم يثبت أنها رؤية إلهية لكن من وجهة نظرنا هو كما قال الكتاب
“لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور” (2كو11: 14) وأنه من
الممكن أن تحدث أمور خارقة للعادة ولا تكون من الله بل تكون من مصادر أخرى غير
الله.

 

على
هذا الأساس أوصى السيد المسيح أن نحترز من الأنبياء الكذبة وقال “من ثمارهم
تعرفونهم” (مت7: 16). فإذا كانت ثمارها مقبولة وجيدة يمكننا أن نعتبرها
قديسة. وقد ترى القديسات رؤى أو أحلام لكن لا نعتبرها رسولة من الرسل. قد نعتبر
حلمها فيه شئ من الإرشاد الإلهى لسبب أو آخر.. بمعنى إذا أراد البعض تحذير أحد من
شئ معين؛ فقد يرى أحدهم حلماً ويحذره. لكن تعليم رسولى جديد مخالف لما تسلمناه وعن
طريق فتاة أو امرأة فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق حسب تعليم الآباء الرسل. فقد
قال بولس الرسول “لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل” (1تى2:
12). حينما يكون التعليم إيماناً جديداً فهذه مسألة خطيرة.

===

1) من
كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الفصل الرابع (تطبيق الاختبار).

2)
أيضاً من كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الفصل الرابع (تطبيق الاختبار).

3) من
كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الفصل الرابع (تطبيق الاختبار).

4) من
كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الفصل الرابع (تطبيق الاختبار).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار