اللاهوت العقيدي

8- السماء والأرض



8- السماء والأرض

8- السماء
والأرض

السماء لغة هى كل ما يسمو، آي ما يرتفع. وقد
أطلقت اصطلاحا علي أعلى ما ترتفع إليه أبصارنا.. وهنا نسأل: هل هناك سماء واحدة أم
عدة سماوات؟ ورد في أول آيه في الكتاب المقدس “في البدء خلق الله السماوات
والأرض” (تك 1: 1). أي أن هناك سموات ونحن ونصلى ونقول” أبانا الذي في
السموات” (مت6: 9)

 

ويحكي لنا القديس بولس الرسول إنه “أختطف
من السماء بثالثه” (2كو12: 2)

وذكر أن هذه السماء الثالثة هي الفردوس (2كو12:
4). إن كانت الفردوس هى السماء الثالثة فما هى السماء الأولى والثانية؟ السماء
الأولي هي هذا الغلاف الجوى المحيط بالأرض. نسميها سماء الطيور أي التي تسبح فيها
الطيور كما قيل “كالنسر يطير نحو السماء “(أم23: 5). وكذالك الطائرات
التي تمخر عباب السماء. أما السماء الثانية فهي الفلك الذي توجد فيها الشمس والقمر
والنجوم والمجرات وسائر الكواكب. ولا تستطيع طائره أن تقترب من الشمس، وإلا فان
تحترق. وإن كانت سفن الفضاء استطاعت أن تصل الي القمر، فإن مناطق عديدة جدا في
الفلك لا يستطيع الإنسان أن يصل أليها. والحديث عن النجوم والشهب والمجرات هو حديث
مذهل ومبهر، مع أن الإنسان لم يصل إلا إلى قليل من المعرفة في هذا المجال.

 

فوق هذه السماوات الثلاث توجد “سماء
السموات”.

وهي التي يوجد فيها عرش الله. وعنها قال السيد
الرب “لا تحلفوا ألبته: لا بالسماء لأنها كرسى الله” (مت5: 34) أي عرشه.
وهى التي قال عنها لنيقوديموس ” ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من
السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يو 3: 13). لقد صعد إيليا إلي
السماء. ولكن ليس إلي هذه “سماء السموات “، الخاصة بالله وحده.. وقد ذكر
سليمان الملك في سماء السموات في صلاته يوم تدشين الهيكل. فقال لرب ” هوذا
السموات وسماء السموات لا تسعك. فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت” (1مل 8:
27). وهنا نذكر سماء السموات في التسبحة. فنقول مع داود النبي في المزمور
“سبحوا الرب من السموات،سبحوه في الأعالي.. سبيحه يا سماء السموات.. ”
(مز148: 1،4).

 

ومع كل هذه، أطلق علي كل هذه السموات، لقب سماء.

لسموها كلها وارتفاعها. وهكذا قيل في الوصايا
العشر عن الراحة في اليوم السابع: ” لأنه في سته أيام صنع الرب السماء والأرض
والبحر وكل ما فيها. واستراح في اليوم السابع” (خر 20: 11). وقيل عنها (صنع).
لأنه خلق أولا المادة. ومنها صنع هذه السماء التي نراها،وهذه الأرض التي نسكنها..

 

وعبارة ” خلق الله السموات والأرض ”
تعني خلقها وكل سكانها

تعني أنه خلق السماء وكل الملائكة والأجناد
السماوية، وكل صفوفها وطبقاتها وطغماتها.. الملائكة، ورؤساء الملائكة، والأرباب
والعروش والسلاطين” (كو1: 16). والشار وبيم والسارافيم وكل الجمع غير المحصي
الذي للقوات السمائية. (وخلق الأرض) تعني أيضا كل ما عليها.

خلق الكل ” ما يري وما يري ” (كو 1:
16)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار