اللاهوت المقارن

77- قصة تدل على فاعلية المعمودية



77- قصة تدل على فاعلية المعمودية

77- قصة تدل على فاعلية المعمودية

حدثت
في هذا الجيل قصة تُظهر لنا قوة وفاعلية المعمودية؛ إحدى الطبيبات من دمياط، وهى
الآن راهبة بدير الأمير تادرس. تدربت شهرين بعد تخرجها خلال سنة الامتياز سنة
1981م بمعهد السرطان بفُم الخليج. وكان هناك طفل عمره حوالى اثنتى عشرة سنة، وكان
مريضاً بسرطان الدم، وكانت نسبة السرطان في بدء دخول الطفل 80% وبدأت النسبة تزداد
حتى وصلت إلى 90%، ثم أثبتت التحاليل حدوث زيادة أكثر من ذلك. وكانت هذه الطبيبة
في ذلك الوقت خادمة في كنيسة العذراء بجاردن سيتى. وبدأت هذه الطبيبة تحكى لأسرة
الصبى المريض عن قوة وفاعلية المعمودية والتناول من الأسرار المقدسة إذ كانت هذه
الأسرة بروتستانتية. وظلت تتحدث معهم حتى شعروا بالاشتياق لسر العماد المقدس،
وقالت لهم لابد من عماد الولد ليستطيع التناول من جسد الرب ودمه لكى يشفيه الرب.
فوافق كل أفراد الأسرة وقرروا أن يعتمدوا كلهم، وكان سن الصبى آنذاك 12 سنة.
وأبلغت هذه الخادمة قداسة البابا شنودة الثالث بالأمر، وبالفعل قام قداسته بعماد
هذه الأسرة جميعها بنفسه ثم تناولوا من الأسرار المقدسة. وقد صلى قداسة البابا
لهذا الطفل المريض ثم بعد ذلك عاد الولد إلى معهد السرطان بفم الخليج وقد أُعيد
إجراء التحاليل له مباشرةً بعد العماد؛ وكانت المفاجأة أن نتيجة التحاليل صفر%
وذلك ببركة العماد المقدس، وبركة صلوات قداسة البابا شنودة الثالث، لأنه من المحال
-حتى ولو بعد العلاج إن كان هناك إمكانية للشفاء- أن تنخفض نسبة التحاليل من أعلى
من 90% إلى صفر% فجأة بدون أى تدرج، وكان بالمعهد في هذا الوقت أطفالاً قد ماتوا
بنفس هذا المرض..

 

هذا
يعطينا فكرة عن البركة التى يعطيها الرب على يد قداسة البابا شنودة الثالث أطال
الرب حياته من خلال الإيمان بفاعلية سر المعمودية.. إيمان قداسة البابا شنودة
الثالث .. إيمان الطبيبة.. إيمان الصبى.. إيمان الأسرة كلها.

 

هذا
يرينا أن المعمودية ليست فقط لشفاء الروح وشفاء الإنسان من الخطية، بل لشفاء الجسد
أيضاً.. وهذا نراه في قصة المولود أعمى عندما قال له السيد المسيح “اذهب
اغتسل في بركة سلوام (رمز للمعمودية) الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل وأتى
بصيراً” (يو9: 7).. فالاستنارة الروحية كان يرمز لها شفاء العينين من العمى..

 

إذن
تعطى المعمودية استنارة؛ وبهذه الاستنارة يستطيع الإنسان أن يرى الملكوت. لذلك
تشدد الكنيسة في تعميد الطفل صغيراً.

 

وهذا
يؤكد لنا إن كان هناك إنسان مريض بالفعل فإنه يُشفي بالعماد.

 

بل
ونحن نطلب وقت العماد أن يُبطِل الرب كل سِحر، وكل تعزيم، وكل رُقية، ويطرد كل
الشياطين المتواجدة في الماء أو في المعمَّد.

 

ولكن
إذا مرض الإنسان بعد المعمودية لا يمكن رشمه بماء المعمودية لأن المعمودية لا
تُعاد. ولكن يوجد سر آخر وهو سر مسحة المرضى، وهذا السِر هو لشفاء الإنسان
المعمَّد. أما الإنسان الغير معمّد إذا آمن بالمسيح ونال سر المعمودية المقدس؛ فلا
يلزمه سر مسحة المرضى لشفائه لأن سر العماد نفسه يكون شفاءً له..

 

وكذلك
أيضاً عندما يأتى الإنسان للعماد يعترف بخطاياه أولاً أمام الأب الكاهن أو الأب
الأسقف الذي سوف يقوم بعماده.. يصلى الأب الكاهن أو الأب الأسقف التحاليل أثناء
صلوات المعمودية نفسها، وبذلك يكون سر الاعتراف متضَمناً داخل سر المعمودية. فلا
يلزمه أن يمارس سر الاعتراف كسر قائم بذاته، ويستطيع أن ينال الأسرار المقدسة
مباشرة بعد المعمودية بدون الاحتياج لممارسة سر الاعتراف حيث إن الاعتراف قد مورِس
داخل سر المعمودية، فيتم بالمعمودية نفسها الاعتراف والحِل من الخطايا. لكن إذا
أخطأ بعد العماد لابد من ممارسة سر الاعتراف كسر قائم بذاته وذلك لأخذ الحل
والتصريح بالتناول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار