علم المسيح

(6) الفارق بين المسيح والبشر



(6) الفارق بين المسيح والبشر

(6) الفارق بين المسيح والبشر

 

 ” من ثم أيها الأخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول
اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع حال كونه أمينا للذي أقامه كما كان موسى أيضا في
كل بيته. فأن هذا قد حسب أهلا لمجد أكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة
أكثر من البيت. لان كل بيت يبنيه إنسان ما ولكن باني الكل هو الله. وموسى كان أمينا
في كل بيته كخادم شهادة للعتيد أن يتكلم به. وأما المسيح فكابن على بيته. وبيته
نحن أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية ” (عب2: 1-6).

 يقول
أحد المشككين أن الكلمة المستخدمة في العهد القديم ” ابن “، هي ”
בןben وتنطق bane)، وقد تكررت في العهد القديم 4902 مرة. وتدل على البنوة المجازية
والبنوة الحقيقية
، كما استخدمت الكلمة العبرية ” zera ” التي لا تنصرف إلا إلى البنوة الحقيقية. فلو كان الروح القدس
يقصد بنوة حقيقية، للمسيح، لاستخدم هذه الكلمة
zera
التي يتكرر ذكرها 230 مرة في العهد القديم. وإنما قصد بنوة مجازية فاستخدم
ben. ويستشهد بقوله: ” أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ
لِيَ ابْناً ” (2صم 7: 14)، ويقول الكتاب يستخدم هنا ”
ben وليس ”
zera “. ولذا فهو يقصد بنوة مجازية وليس بنوة حقيقية!!

 ونقول
له إذا كانت الكلمة مستخدمة آلاف المرات عن البنوة بمعناها الحقيقي وأيضاً
المجازي، كما استخدمت آلاف المرات عن البنوة الحقيقة مقابل استخدام كلمة ”
zera ” 230 مرة فقط، هذا فضلا عن أن كلمة ” zera ” لها معاني أخرى لن ندخل في تفصيلها هنا، فما الذي يقلل من
قيمتها في الحديث عن البنوة الحقيقية آلاف المرات مقابل 235 مرة فقط؟؟!!

 أن
كلمة ابن في العربية تعبر عن البنوة الحقيقية والمجازية وكذلك كلمة
son في الإنجليزية وهكذا في كل اللغات، فهل معنى أن كلمة ابن في
العربية تعني البنوة الحقيقية والمجازية نقول أن بنوة إبراهيم بن سلامة هي بنوة
مجازية وليست بنوة حقيقية؟؟ والإجابة كلا!! فعندما نقول إبراهيم بن سلامة نعرف
أنها تعني بنوة حقيقية، وعندما نقول ابن مصر أو ابن السبيل نعرف أنها تعني بنوة
مجازية، وهذا لا يقلل من قيمة الكلمة عندما تعني البنوة الحقيقية!!!

 ثم
يزعم قائلاً: ”
عندما يستشهد القديس بولس بالكلمة المجازية ويطبقها على
المسيح فليس أمامنا بعد هذا التحليل اللغوي إلا أن نعتبر أن بنوة المسيح لله هي
بنوة مجازية: إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ إِذْ
أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي:
أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ
” (أع 13: 33)، ” كَذَلِكَ
الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ
الَّذِي قَالَ لَهُ: ” أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ
” (عب 5: 5). ثم يقول والكلمة اليونانية المستخدمة لكلمة ” ابن” هنا
هي: ”
υἱός uihos “، وتدل على البنوة المجازية والبنوة الحقيقية.

 ونقول
له: أن الكلمة مستخدمة مئات المرات بالمعني الحقيقي والمجازي، وقد وردت عن المسيح
كابن مريم ”
υιος μαριας” (مر6: 3) وكابن الإنسان ” υιος του
ανθρωπου
” وكابن الله ” υιος ει
του θεου
“، فهل تقول لنا أنه عندما يقول ابن مريم يقصد بنوة حقيقية،
وعندما يقول ابن الإنسان يقصد بنوة حقيقية، وعندما يقول ابن الله يقصد بنوة
مجازية؟؟؟!!! يا عزيزي الكلمة هي هي ولكي نعرف أن كان المقصود بها بنوة حقيقية أو
بنوة مجازية علينا أن نراجع بقية ما جاء عن هذا الشخص من جهة هذه البنوة. والكتاب
يقول عن الابن، المسيح، ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ”
(يو1: 1)، و ” الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب
هو خبر ” (يو1: 18)، والابن يقول عن علاقته بالآب: ” أنا أعرفه (أي
الآب) لأني منه ” (يو7: 29)، ويقول عنه الوحي الإلهي: ” الذي وهو بهاء
مجده (مجد الله) ورسم جوهره ” (عب1: 3)، ” صورة الله غير المنظور ”
(كو1: 15)، ” الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساويا لله
” (في2: 5) 00 الخ. وهذه الآيات توضح حقيقية وطبيعة وجوهر، الابن، المسيح؛
أنه كلمة الله الذي هو الله، ابن الله الوحيد الذي في حضن الآب، والذي من الآب،
بهاء مجد الله ورسم جوهره، صورة الله المساوي لله.

والنتيجة
الطبيعية هي أنه ابن الله بالمعني الحقيقي للكلمة. والابن ذاته يؤكد هذه العلاقة
الجوهرية والوحدة الحقيقية والبنوة الحقيقية للابن الذي من ذات الآب وفي ذاته حيث
يقول: ”
كل
شيء قد دفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ” (لو 10: 22). وهذا
يؤكد أن الابن له كل ما للآب وأن الآب يعطي للابن كل سلطانه، وأن المسيح له المجد،
الابن، هو الوحيد الذي يعرف الله الآب، بل ولا يعرف أحد حقيقية الابن ذاته إلا
الآب، لماذا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار