علم التاريخ

5- انتشار المسيحية في أوربا



5- انتشار المسيحية في أوربا

5- انتشار المسيحية في أوربا

تسيدت
أوروبا في عصورها القديمة نهايتها وعصورها الوسطي علي المشرق كله تقريباً في ذلك
الوقت، وكانت سيادتها سياسية وإدارية، ألا أن المشرق كانت له الباع الطولي في نشر
سيادته الروحية والدينية علي أوروبا.

 

فمن
الشرق خرج الدين والروحانية لينشر في العالم القديم ومنه جنوب أوروبا مكان
الامبراطوريه الرومانية، وبتوالي الزمن ظهرت تأثر مناطق بعينها من الشرق علي
الإمبراطورية، وكان من هذة المآثر أفعال ما تزال واضحة ومعترف بها هناك إلى اليوم.

 

وعندما
نتناول موضوع انتشار المسيحية في أوروبا بدء ببلاد الإمبراطورية الرومانية، لنما
يجب أن نوضح مآثر مصر وفضلها علي أوروبا كلها – وليس فقط علي الإمبراطورية
الرومانية في هذا المجال.

 

فقد
كان لمصر بالذات فضل السبق في تعريف الأوروبيين بالدين المسيحي، بل وبنظمه وطقوسه،
حتى وشاركت مصر في إدخال شئ من التحضر علي الأقوام المتخلفة هناك لتخرجها عن ظلمات
الجهل والوحشية إلى نور الإيمان والحضارة الإنسانية

 

فمصر
التي لم تكن سوي ولاية الفتح الرومانية، ألا أنها أخذت علي عاتقها احتضان العلم
والدين والحضارة التي ورثتها عن آلاف السنين لتقدمهم لقاء لا شئ إلى كل من كان
يطلبها، بل واستغلت الاضطهاد والطبقة العظيمة التي مرت بها بسببه لتعطي بسخاء
هؤلاء المضطهدين، إيمانا وحبا وسماحة وحضارة.


انتم ارادتم بي شراً أما الله فقد أراد بي خيراً ”

هكذا
كانت مصر في قرونها الأولى بالنسبة لأوروبا وغطرستها في القرون الأولى،

 


حدث أيام الإمبراطور دقلديانوس وشريكة مكسيميانوس، واللذان اتخذا القتل أسلوبا
لعلاقاتهما أن كان يجندان من شعوبهما جيوشاً وكتائب لتكون قريبة من أماكن
الاضطهاد، ألا انه حدث أن تمرد أهالي غاليا (فرنسا) علي الإمبراطور مكسيميانوس ولم
يستطع أن يقمع ثورتهم، فاستعان بزميلة دقلديانوس الذي استعان بدورة كان قد شكلها
من أبناء صعيد مصر الذين كانوا يتميزون بالشجاعة وقوة الأبدان وكانت تسمي باسم
البلدة التي منها كان هؤلاء الأبطال وهي (طيبة) الأقصر ألان، وكان علي رأسهم شاب
مسيحي شجاع قلبة متوقد بالأيمان هو ” موريس ” أمر الإمبراطور هذة
الكنيسة بان تتوجة إلى غاليا وتنقسم قسمين، الأول يتجه إلى حدود غاليا ويرابط هناك
بينما يتوجه الثاني إلى الحدود الشمالية الشرقية (سويسرا ألان) ولما كان من عادة
الإمبراطور ليلة الحرب أن يسجد مصلياً للأوثان ويقدم البخور لها، طلب ألي الكنيسة أن
تكون معه في هذه الصلاة، ولكن لانهم كانوا مسيحين رفضوا هذا الشرف الباهت، وبذلك
يكونون رافضين لأوامر الإمبراطور وبتكرار هذا الطلب منهم وبتكرار هذه المأساة
وسقوط العشرات قتلي وشهداء لم يتركوا مبادئهم ولم يطيعوه، وظل كذلك حتى أفناهم
وكان أخرهم موريس الشاب القبطي الصعيدي الذي اظهر شجاعة وقوة أيمان، خاف منها
الإمبراطور نفسة.

 

ولذلك
تأسست باسمة في هذة المنطقة (سويسرا) كنائس وبلاد وبحيرات للان وبعد أن خصبت الأرض
بدماء المصريين الشهداء علي مرأى ومسمع من الأوربيين الوثنيين دخل الإيمان قلوبهم،
حيث كان ملحقاً بهذه الكنيسة كتيبة من البنات كممرضات، نال بعض منهم الاستشهاد
وطرد الباقيات في الجبال والأحراش يلقين مصيرهن علي يد الوحوش والقبائل المتوحشة
هناك، ولكن أن كان معهن، فانتشرن بين هؤلاء الأهالي الوثنيين المتوحشين ينشرون
الدين الذي رأوا الشهداء يتساقطون من اجله، كما علموهم النظافة من استحمام وتصفيف
للشعر وتجهيز للطعام وكانت علي رأسهن (القديسة فيرنيا) حيث بدأت من منطقة الحدود
البلجيكية الفرنسية ألان واستقرت في سويسرا، وظلت هؤلاء الفتيات المصريات بعملن
بنشر الروح والحضارة حتى توفين جميعاً أقيمت لهن كنائس هناك، وبل وظلت صورة فيرنيا
عالقة بأذهان السويسريين إلى اليوم حيث أقاموا تمثالاً موجوداً في حديقة السفارة
بالقاهرة.

 

-كذلك
انه أثناء نفي القديس اثناسيوس الرسولي في النصف الثاني من القرن الرابع هو وبعض
ابنائة من الرهبان والقسوس تركهم يبشرون في شمال فرنسا ثم واصلوا إلى إنجلترا حيث
أسسوا هناك كنيسة

 

(كنيسة
الصحراء) مازالت للان، ومنهم عرف أهل تلك البلاد المسيحية والرهبنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار