اللاهوت الطقسي

35- الإفخارستيا والاتحاد بالمسيح



35- الإفخارستيا والاتحاد بالمسيح

35- الإفخارستيا
والاتحاد بالمسيح

+ نقطة أخرى تخص الكنيسة كجسد المسيح: (الوحدة
بين المؤمنين والمسيح) توجد بين المؤمنين والمسيح فى الأفخارستيا.. فهناك الاتحاد
بين الرأس مع المسيح والاتحاد الأفقى فى الكنيسة.

 

 وهذا هو
صليب الاتحاد: اتحاد رأس مع المسيح واتحاد أفقى مع المؤمنين..

 

 والاتحاد الأفقى: بين المؤمنين.. الذين يكونون
جسداً واحداً لها مصطلح يونانى: (يتحوى) أى تعبير ليس الجسد..

 

فالجسد: (سوما) أو (ساركس) تعبير لجسد الإنسان.

 

(ساركس): الجسد الخاضع لتيار الاثم – الجسد
اللحمى الذى ممكن أن يسقط لكن جسد المسيح له العصمة معصوم من الخطأ.

 

(سوما): يخص الجسد القائم من بين الأموات لذلك
نقول على جسد المسيح: بى سوما اثئواب.. الجسد القائم من بين الأموات تظهر فيه
الدرجات الروحية فى أقصى درجاتها..

 

لكن الجسد الواحد (الكنيسة) ونحن كأعضاء اسمه
الشعب الذى يكون أعضاء الجسد وكل واحد عضو فى الجسد يؤدى دور معين.

 

(إبنسيس فيزيقا): أى الاتحاد الطبيعى والمسيح
عندما يحل فى المؤمنين يكون نوع من الاتحاد الطبيعى الذى ينتج عن التناول.

 

* ما أهمية الجسد الواحد للمؤمنين (جسد المسيح
الواحد)؟!

 كل واحد
له كيان وفكر وحياة خاصة فلماذا نكون جسد واحد؟!!

 

والقديس كيرلس الكبير يوضح الفكرة بقوله:

 

علاقات الناس من خلال سر التناول تختلف عن
علاقات الناس بعيداً عن سر التناول فلا خصام ولا زنى ولا قتل ولا سرقة ولا خطية
يفعلها أحد بالآخر لأن الأعضاء فى الجسد الواحد لا تؤذى بعضها البعض أى تيار
الفضيلة الذى يسرى فى المؤمنين لابد أن يكون جسداً واحداً.. الكيان الواحد..

 

والمسيح هو أصل الاتحاد بين الله والإنسان.. لأن
المسيح فيه الطبيعتان الطبيعة الإلهية عن طريقها وحدنا بالآب ولأن فيه الطبيعة
الإنسانية وحدنا بعضنا ببعض.. ويقول القديس كيرلس: “هذا هو البعد الكرستولوجى
Christology الذى نلمسه فى حياتنا ككنيسة.. الوحدة الروحية والوحدة الكيانية
لشعب الله المبارك كرستولوجى: أى طبيعة المسيح اللاهوتية التى توحدنا بالله وطبيعة
إنسانية توحدنا ببعضنا..

 

الوحدة الروحية يسموها (إبنمايتكوس) مصطلح
يونانى..

 

الوحدة الجسدية فى المسيح: (سوماتيكوس).. لذلك
يقول القديس كيرلس: نحن جميعاً واحد فى الآب والابن والروح القدس من خلال الشركة
فى الجسد المقدس.. هى شركة روحية من خلال الشركة الجسدية أى فى جسد المسيح لكى
تكون جميعاً جسد واحد. والقديس أثناسيوس يؤكد هذا المعنى بقوله: الرب حاضر ويحيى
حياتنا ونحن نحيا فى حياته أى أن الله حاضر على المذبح ومن خلال حياته نحن نحيا..
لأنه يحيا حياتنا ونحن نحيا حياته..

 

(قصة الأخوان فى سفينة كادت أن تغرق)..

 

فالخلاص يتحقق بالكامل فى حضور الرب لأن فى شخصه
تحيا الكنيسة باستمرار كوحدة واحدة معه من خلال الذبيحة المقدسة وكوحدة للكنيسة
كلها..

 

وبذلك تكون درسنا اليوم:

 

1- فعل التناول من خلال الشركة مع المسيح ومن
خلال التناول والمظلة الواقية التى تفيد من هو مستعد للتناول فى حياة توبة.

 

2- الوحدة التى تحدث فى شعب الله فى كنيسته
المقدسة من خلال التناول المقدس..

يبقى ثلاث نقاط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار