30- عيد دخول المسيح أرض مصر:
30- عيد دخول
المسيح أرض مصر:
ب) البُعد الروحي – البعد الرعوي للعيد
البعد الروحى:
محبة الله لمصر “من مصر دعوت ابنى”
(هو 11: 1) “مبارك شعبى مصر” (أش 19: 19) ” يكون مذبح للرب وعمود
عند تخومها”.
لاشك انها بركه خاصة لبلادنا المحبوبه مصر ان
يزورها الطفل يسوع مع امه ويوسف النجار وتحققت عبارة إشعياء النبى “مبارك
شعبى مصر”.. (اش 19: 25) إذ قد تحطمت اوثانها كما قيل فى النبوه ايضا
“فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها” إنها بشارة خلاص وردت
الى مصر قبل انم تعلن فى اى مكان اخر فى العالم.. (اش 19: 1).
وبالفعل لم تمر 60 سنه إلا وقد تمت كرازة بلادنا
على يد القديس مار مرقس الرسولى الانجيلى فأسس الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه.
تأسيس الكنيسة القبطية فى مصر وهى كنيسة الشهداء
قيادة المجامع المسكونية، الرهبنة القوية، الصوم والممارسات التقوية، أعظم كنيسة
فى العالم. بالإضافة إلى الهروب كمبدأ روحى يضمن النصرة على الشيطان. شيئ عجيب أن
تتحول مصر من عبادة الأوثان ومن السحر والشعوزة وتعدد الآلهة الوثنية، وكل ما هو
ضد الله تتحول إلى أعظم كنيسة فى العالم كله؛ الكنيسة القبطية. السيد المسيح نفذ
وصية “لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير” هذا مبدأ روحى جميل.
“كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح أيضاً تكثر تعزيتنا”.
البعد الرعوى:
+ تحويل كل تجربة إلى منفعه روحية، السيد المسيح
حول تجربة الإعتداء عليه (التصفية الجسدية حولها إلى أعظم منفعة روحية للتاريخ كله
ولأولاد الله). الإرادة الخيرة تخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافى حلاوة.
+ إيجاد مكان مقدس يشهد لمحبة الله غير القدس،
التى شهدت أقدس الأوقات فى حياة السيد المسيح.
فى هذا العيد نتذكر ان فى مجىء الرب الى ارض مصر
هناك من حقيقة رعويه واضحه وهى: ان الرب فى محبته يهتم بالكل ويبارك الجميع ولكن
ليس الجميع يحرصون على نوال هذة البركه او الاستفاده منها.. ففرص الالتقاء بالرب
كثيرة وليست متعذرة فى كل مكان وفى كل زمان..اليس هو الذى قال “هاانذا واقف
على الباب واقرع ان سمع احد صوتى وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معى”
(رؤ 3: 12) ولكن الامر يتوقف على الاستعداد الداخلى الغير مرئى.. وبالتوبه
والارادة الخيرة الداخليه يتهيا الانسان بالنقاوه والطهارة وتنفيذ الوصيه المقدسة
للقاء الرب يسوع المسيح سواء على المستوى السرائرى الذى يصل الى ذروته فى سر
التناول او على المستوى الكنسى بالوجود فى بيت الله المقدس او على المستوى الشخصى
المناجاة والصلوات الشخصيه القلبيه السهميه التى تقديس الفكروالقلب والمشاعر
والحواس.. وكل ذلك يمهد للقاء العريس فى مجيئه الثانى المخوف المملوء مجداً بزيت
فى المصابيح والاوانى الذى هو عمل الروح القدس فينا وبنا ومعنا..
كما نتذكر بعداً رعويًا اخر وهو اهمية الاحتفال
بهذا اليوم الذى إنفرت به مصر وسط بلاد العالم كله.. وصارت القدس التى نحب ان
نزورها لنتبارك من الاماكن التى عاش فيها السيد الرب يسوع المسيح واكل فيها وعلم
فيها لانه تركها لنا لنتبارك بها.. إن كانت القدس الان مغلقه بسبب اوضاع هناك
وإغتصاب اليهود لدير السلطان القبطي المصري وللاعمال العدوانيه التى تقع هناك
وتمثل خطورة كبيرة على الارواح.. لكننا نحظى بقدس اخرى هى مصر التى تقدست بالرب..
وفى هذا الصدد احب ان اوضح اعتزاز الله بمصر وفرحه بها حتى انه إختارها من دون
بلاد العالم كله قريبها وبعيدها لكى يهرب اليها يجد فيها سلاماً ويهبها سلامه..
فنشات الكنيسه القبطيه الفتيه التى كانت صاحبة الفضل على العالم فى ما قدمت من
شهداء ومعترفين وقديسين ورهبان وراهبات (منتشرون فى العالم كله).. وهى كنيسة
الاصوام والصلوات والروحانيه الواضحه.. كما انها التى حافظت على الايمان وقادت
المجامع المسكونيه الكثيرة..