علم الخلاص

29- ماني



29- ماني

29- ماني

ماني:
ولد سنة 239 م، ووقع أسيراً في بلاد فارس فحرَّرته سيدة عجوز وأنفقت على تعليمه
فتعلَّم الفن والطب والفلسفة. ثم تنصَّر وأراد أن يُقرّب بين المبادئ المجوسية
والمسيحية، فنادى بإلهين أحدهما إله للنور والخير وآخر للظلمة والشر، وقال إن إله
الظلمة هو إله اليهود ولذلك رفض العهد القديم الذي في نظره من عمل إله الظلمة،
ووضع إنجيلاً دعاه ” أرتن ” وقال انه وحي الله له، وأدعى انه الباراقليط
الذي وعد به السيد المسيح تلاميذه، واختار له أثنى عشر تلميذاً، وأثنين وسبعين
أسقفاً كما فعل المسيح، وأرسلهم يبشرون بالمانوية في بلاد الشرق فوصلوا إلى الهند
والصين.

 

ونظرت
المانوية للمادة على أنها شر، ولذلك نادوا بأن جسد المسيح خيالي، وعندما صُلِب لم
يلحق به أي ضرر، وبعد أن أتم المسيح رسالته عاد إلى السماء.

 

وقسَّم
ماني أتباعه إلى مختارين وسامعين، ونهى المختارين عن أكل اللحوم والبيض والسمك،
وشرب اللبن والخمر، ومنعهم من الزواج، وأوصاهم بممارسة كل صنوف التقشف التي تُضعِف
الجسد. أما السامعون فقد سمح لهم بامتلاك البيوت والزواج وأكل القليل من اللحوم،
وأدعى ماني المقدرة على شفاء الأمراض، وعندما فشل في علاج إبن ملك الفرس ومات
الأمير، ألقاه الملك في السجن، فاستطاع أن يهرب إلى فلسطين، وبدأ ينشر تعاليمه
فطردوه من هناك فذهب إلى الجزيرة العربية، وسمع بذلك ملك فارس فقبض عليه وسلخ جلده
وهو حي، وألقى جسده للوحوش.

 

وفي
رد القديس أثناسيوس على أصحاب هذه البدعة يقول ” أنتم تخالفون هذه التعاليم
وتدَّعون بأن الجسد نزل من السماء، ولما يسمح المسيح بأن يكون له جسد سمائي؟ وما
هي غاية نزول جسد سمائي إلى الأرض، هل لكي يجعل ذلك الجسد السمائي غير المنظور
منظوراً، والذي لا يمكن صلبه يجعله خاضعاً لآلام الصلب والذي لا يمكن أن يتغيَّر
قابلاً للتغيير والموت؟ يا أيها الناس الذين بلا فهم، ما هي الفائدة الحقيقية لكل
هذا؟! وإذا أُنزل جسد المسيح من السماء فكيف يفيد هذا آدم الأول؟ إنه لن ينتفع بشئ،
فإذا لم يأخذ المسيح ” شبه جسد الخطية ” لكي ” يدين الخطية في
الجسد ” (رو 8: 3) لن يتجدَّد مطلقاً.. هراء إذاً خيالات أولئك الذين ضلوا،
وقالوا إن جسد ربنا نزل من السماء. بل بالحرى إن ما سقط من الحالة السمائية إلى
الحالة الرضية، هذا بذاته رفعه المسيح من الأرض إلى السماء، وما أسقطه آدم في
الفساد ودينونة الموت (الجسد البشري) رغم إنه أصلاً بلا خطية وغير محكوم عليه بشئ،
هذا أظهره المسيح بلا فساد، بل صار يخلص من الموت (الجسد المحيي).. هذا الجسد الذي
ملك عليه الموت للفساد، لم يحتقره، وإنما قبله وإتخذه لذاته.. إنه لم يحتقر الوجود
الإنساني ولم يهمله فأخذ خيالاً إنسانياً بدلاً من الجسد الإنساني، وإنما هو بذاته
الإله وُلِد كإنسان، لكي يصبح الله والإنسان واحداً، كاملاً في كل شئ.. ” (1)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار