اللاهوت الطقسي

25- طقس القسمة والاعتراف الأخير



25- طقس القسمة والاعتراف الأخير

25- طقس القسمة
والاعتراف الأخير

هناك نوعان من القسمة: القسمة المتصلة، والقسمة
المنفصله. القسمة المتصلة هو أن يقسم كل شئ دون أن يفصل أي جزء نفس التقسيمات التي
تعمل في القسمة المتصلة هي نفس التقسيمات هي التي تعمل في المنفصلة.

 

أول شئ يفصل الجزء الأيمن ويضعه علي الثلثين علي
شكل صليب بدون أن يضغط علي الأسباديقون، ودائماً نري منظر الصليب في القداس لكي
يؤكد أنها ذبيحة الصليب. بعد ذلك يفصل الرأس والأطراف وهو ماسك الإثنين، ثم يفصل
الربع الأعلي من الثلث الأيمن. ويفصل الرأس ثم الاطراف ثم الربع الاعلي من الثلث
الأيمن ويضعه، وبقية الثلث الأيمن (الثلاثة أرباع) يضعه أيضاً، بعد ذلك يأخذ الجزء
الأوسط من الثلث الأوسط بعدما أخذ الرأس والاطراف ويضعه أيضاً، يبقي الثلث الأيسر،
فيمسكه ويقسمه أربعة أجزاء بدون فصل، وبعد أن ينتهي من هذه التقسيمة، ويقسمه إلي
ثلاثة أقسام ويضمه الربع الاعلي الذي كان في الصينية، وبعد ذلك يأخذ الجزء الاوسط
من الثلث الاوسط ويفصل منه الاسباديقون ويقبله ويضعه مكانه، ثم يجمع كل الاشياء
(يجمع كل الجسد وكأنه بدون تفصيل).

 

في القسمة المتصلة لا يوجد الفصل لكن يوجد كل
هذه التقسيمات كل ثلث مقسم الي أربعة حتي في القسمة المتصلة يفصل الاسباديقون لأنه
يستخدمه لرشم الدم.

 

12 جزء غير الاسباديقون والجزء الذي يفصل إشارة
الي يهوذا الذي إنفصل ثم عاد في متياس. ويحترس من أن يشرح الاسباديقون “عظمة
من عظامه لا يكسر” لهذا بدقة شديدة يفصل الثلث الأوسط ويضعه في النصف. ثم
يضعه مكان بقية الثلث الأيمن ثم يأخذ بقية الثلث الأيمن ويقسمه الي ثلاثه بدون
إنفصال ويضعهم ليكمل بهم. وفي آخر شئ -وهي أدق مرحلة- كيف يخرج الاسباديقون من
النصف بحيث لا يؤثر علي سلامة الاسباديقون ولا الصليبيين اللذين فوقه ولا اللذين
تحته.

 

نلاحظ أنه في كل المراحل تكون الصينية علي شكل
صليب، حتي بعدما يكتمل الجسد نراه في شكل صليب، بحيث ال 12 قسمة واضحين وشكل
الصليب واضح، لأنه حتي بعد القيامة كان يطلق علي المسيح أنه يسوع المصلوب: ”
فقال الملاك للمرأتين: “لا تخافا أنتما فأني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب.
ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً
فيه”، حتي بعد القيامة المسيح احتفظ بعلامة الصليب في جسد القيامة لكي يعطي
للجراحات البعد الأدبي لأنها علامات الحب الأبدي.

الكاهن يعمل هذه القسمة يصلي صلاه اسمها
“صلاة القسمة” تتغير بحسب المناسبات وهناك سؤال: ما الداعي في إستخدام
القسمة المتصلة؟

 

ج: كانت تعمل في حالتين (فهي لا تستخدم كثيراً)
كانوا يستخدمونها في حالة أن الجسد أكبر من الصينية، فلو حدث إنفصال للأجزاء سيكون
من الصعب تجميعها في الصينية، أما الحالة الثاني فهي أيام الإضطهادت عندما كانوا
معرضين أن يهربوا بالجسد فيكون متماسك، لكن في غير هاتين الحالتين تستخدم القسمة
المنفصله (السيناكسيز المتصل والمنفصل).

 

في آخر صلوات القسمة نصلي “أبانا
الذي”.. لماذا؟

 

ج: لأن كان هدف الخلاص أن يصيرنا السيد المسيح
أبناء الله، كنا عبيد فصرنا أبناء، لذلك قال لمريم المجدلية: “ولكن أذهبي الي
أخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلي أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم “، فإلهنا بالخلقة
صار إلهه بالتجسد!! لكي يصيرنا أبناء بالتبني كما هو ابن بالطبيعة، لذلك قال
“أبي وأبيكم” و”إلهي وإلهكم” ولم يقل إلهنا، ولم يقلا “أبينا”
لأنه هو ابن بمعني، ونحن أبناء بمعني آخر، لهذا نقول أبانا الذي في السموات، التي
علمنا إياها السيد المسيح كأبناء لله.

العماد بمعني إعلان للمخلص.

التجسد بمعني الوجود لإتمام الخلاص.

الشعانين ودخول أورشليم بداية الاجراءات
التنفيذيه للخلاص.

 

فكل مرحلة تمثل خطوة في طريقة الخلاص، ولذلك
القسمة تعبر عن هذا، صلوات القسمة تعبر عن ذلك، وبعد أبانا الذي في السموات.. يقول
الشماس: “إحنوا رؤوسكم قدام الرب.. وانصتوا بخوف الله أمين” أثناء هذا
يصلي الكاهن الخديم صلوات سرية فيها تذلل أمام الله وإنسحاق، يقدم توبة عن نفسه
وعن شعبه يقول: “لا تدخلنا في تجربة ولا يتسلط علينا أي إثم.. الخ”
ويقول: “كملت نعم إحسانات ابنك الوحيد.. الخ” وهناك أيضاً شكر
“نشكرك أيها الرب القادر علي كل شئ..” فالشكر وطلب التوبة وبركة التناول
والثبات في المسيح، ويطلب أيضاً عن نفسه “اذكر يارب ضعفي أنا أيضاً..
الخ” ثم يذكر سلام الكنيسة وآباء الكنيسة “البابا والأسقف” ثم يذكر
الإجتماعات ويقول: “اذكر يارب إجتماعاتنا باركها وفي هذه اللحظة يأخذ
الاسباديقون علي يده ويرشم الكأس بالاسباديقون ثم يضعه مكانه، وهو يقول “اذكر
يارب اجتماعاتنا باركها”.

 

بعد أن غمس الكاهن الاسباديقون في الدم ووضعه
مكانه يقول “القدسات للقديسين مبارك الرب يسوع المسيح ابن الله وقدوس الروح
القدس أمين” وهو يقول هذا يرشم علامة صليب بالاسباديقون، علي الجسد الصليب
الكبير ثم الصليب الصغير ثم الصليب الخارجي، والشعب في هذا الوقت يقول: “واحد
هو الاب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس أمين” فيقول
الكاهن “السلام لجميعكم” فيرد الشعب “ولروحك أيضاً”. لأنه
عندما يقول “القدسات للقديسين” يرد الشعب لا أحد غير “الآب القدوس
والإبن القدوس والروح القدس” فنحن خطاه، لا قدوس غير ربنا، هنا يقول
“القدسات للقديسين”، ويقصد بهم التائبون الذي أحنوا رؤوسهم وطلبوا
التوبة، هنا يقول الشماس يقول: “خلصت حقاً ومع روحك ننصت بخوف الله
أمين”. وهي المرة الوحيدة التي يخاطب فيها الشماس الكاهن دائماً الشماس يخاطب
الشعب لكن هذه هي المرة الوحيدة التي خاطب فيها الكاهن، كأنه ملاك يطمئنه علي خلاصه.
يطمئنه علي قبول توبته وقبول توبة الشعب، أي أن التوبة مقبولة.

 

بعد ما يقول الشعب: “واحد هو الآب
القدوس..” الخ، يقول الكاهن “السلام لجميعكم”، أي كأنه يقول
اطمئنوا فالقداسة منحه من الله، بعد ذلك يقول: “جسد مقدس ودم كريم حقيقي
ليسوع المسيح إبن إلهنا أمين” وهو يرشم نفس الرشومات السابقة (ال 12) لثاني
مرة فيقول الشعب “أمين” بالإسباديقون، ثم يقول: “مقدس وكريم..
إلخ” ويرد الشعب “أمين”.

 

ثم يأخذ الأسباديقون ويقلبه علي الجانب الأيمن
ثم يأخذه علي يده ويضعه في الكأس ويقول: “جسد ودم عمانوئيل إلهنا هذا هو
بالحقيقة أمين” ويضع الأسباديقون في الكأس مقلوب. موضوع قلب الأسباديقون لأنه
عند ذبح الخروف يقلب الخروف علي ظهره ويذبح ويغرق في دمه، بالضبط هذا هو ما يحدث،
بما أن السيد المسيح هو خروف الفصح، و”المسيح فصحنا قد ذبح من أجلنا”
كما قال بولس الرسول، فنقلب الأسباديقون علي ظهره ونضعه في الكأس في وسط الدم، وهو
غرقان في دمه، وهو تصوير رائع في ذبح الخروف، ويعيش من يقدمها في مشاعر جميله جداً
في هذه اللحظات. كلمة أسباديقون (تعني الجزء السيدي) والأسباديقون وحوله 12 صليب
تمثل السيد المسيح وال 12 تلميذ.

 

ثم يحمل الكاهن الصينية وفيها الجسد ويقول
الإعتراف الاخير ويقول فيه “أمين أمين أمين.. أؤمن أؤمن أؤمن وأعترف الي
النفس الاخير أن هذا هو الجسد الذي لأبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح
أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم وجعله واحداً مع
لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير واعترف الإعتراف الحسن امام بيلاطس
البنطي وسلمه عنا علي خشبه الصليب المقدسة بارادته وحدة عنا كلنا. بالحقيقة أؤمن
أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحدة ولا طرفة عين، يُعطَي عنا خلاصاً وغفراناً
للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه. أؤمن أؤمن أؤمن أن هذا هو بالحقيقة
أمين”. والشماس يقول المرد، وكان هناك مرد في القديم يقول: “من كان
طاهراً فليدنوا من الأسرار المقدسة ومن كان غير طاهر فلا يدنو منها، فلا يقترب
وإلا يحترق بنار اللاهوت من كان له عثره مع صاحب، من كان به فكر زنا، من كان
سكراناً فلا يدنو” يبدو أنهم أحسوا أن هذا المرد شديد يخيف الناس فغيروه الي
الصيغة المعروفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار