اللاهوت المقارن

234- خرافات إنجيل برنابا: الجمل ووجهه



234- خرافات إنجيل برنابا: الجمل ووجهه

234- خرافات إنجيل برنابا: الجمل ووجهه!

الجمل
ورفضه لرؤية وجهه لأنه قبيح:

فى
أصحاح رقم 77 النص رقم 15 يقول:

[لقد
صح مثل الجمل أنه لا يرغب أن يشرب من الماء الصافى لأنه لا يريد أن ينظر إلى وجهه
القبيح.

 

فكاتب
هذا الكتاب يفترض هنا أن الجمل عنده عقل يميز به القبح والجمال. إذا كان للجمل عقل
يميز به القبح من الجمال فسوف يفكر أيضاً أن الماء الصافى مفيد له صحياً من الماء
العتم.

 

أما
حقيقة أن الجمل أو أى حيوان آخر من الممكن أن ينزعج إذا نظر فى الماء الصافى ربما
يكون بسبب أن المياه الصافية تعكس صورته بوضوح فيظن أنه يوجد حيوان آخر مماثل له
داخل المياه فيخاف أن يدب برأسه فى المياه فتصطدم رأسه برأس هذا الحيوان الآخر؛
لأنه لا يعرف شكله هو نفسه.

 

كيف
يقال أن الجمل ينظر إلى وجهه أنه قبيح؟ هل إذا أراد الجمل أن يختار زوجة له هل
يختار غزالة أم أحدى الجميلات من البشر أم أنه سوف يختار ناقة مثله؟ أن الكاتب
يعتبر أن الجمل وجهه قبيح وهذه وجهه نظره هو لكن ليست وجهة نظر الجمل. فإذا كان
الكاتب لا يحب شكل الجمل يوجد غيره من لا يرى ذلك.

 

ثم
لماذا يتهم الجمل بالقبح؟ إن كل فصيلة من الحيوانات أو الكائنات يكون مقياس الجمال
بالنسبة لها هو حسب نوعها هى. فمثلا الجمل يعتبر أن الناقة هى أجمل شئ إذا قيست
بأنثى الفرس. فأنثى الفرس شئ مزعج بالنسبة له، وهو يجد الجمال فى الناقة وليس فى
أنثى الفرس. فكيف يقول كاتب هذا الكتاب أن الجمل لا يريد أن يشرب لأنه لا يريد أن
ينظر إلى وجهه القبيح؟

 

وكيف
يدرك الجمل أن المنعكس على سطح المياه هو وجهه؟

 

إن
الإنسان يستطيع أن يدرك ذلك لأنه يعرف أن المرآة تعكس صورته. ومع ذلك فإن كثير من
الناس حينما يجلسون على كراسى فى قاعة بها مرايات، يظنون أن أمامهم قاعة أخرى
ويجلس فيها أناس آخرون . وأحياناً يتجه بعضهم فى اتجاه الزجاج فيصطدم به. بمعنى أن
الإنسان نفسه أحياناً لا يدرك أن هذه صورة فى مرآة. فهل نطالب الجمل بإدراك هذه
الحقيقة؟!

 

ثم أن
الجمل من الممكن أن ينزعج من الماء الصافى لأنه يرى فيه عمق كبيراً فيخشى أن يغرق
فى هذه المياه العميقة. أو أن تكون صفحة المياه جاء عليها انعكاس ضوئى شديد يخيفه
أو يؤذى عينيه. أما الماء العكر فلا يعكس الضوء، فما الذى ادخل هذا الكاتب فى
مواضيع هو أجهل من أن يتكلم فيها بهذه الطريقة؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار