علم الخلاص

21- الطبيعة اللاهوتية للمسيح



21- الطبيعة اللاهوتية للمسيح

21-
الطبيعة اللاهوتية للمسيح

أولا-
الطبيعة اللاهوتية:

أي
جوهر اللاهوت الذي قال عنه الإنجيل ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند
الله وكان الكلمة الله.. كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان.. فيه كانت الحياة
” (يو 1: 1 – 3) فهو الإبن الكائن منذ الأزل خالق كل شئ، وعندما تجسد في ملء
الزمان لم يتخلَ عن ألوهيته ولم يُنتقص شيئاً من مجده بل ظل إلهاً في كمال مجده،
فقد أخفى مجده “لم يزل إلهاً، أتى وصار إبن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتى
وخلصنا” (ثيؤطوكية الخميس) حقاً انه تخلى عن مظاهر مجده خلال فترة التجسد
” إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه
آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ” (في 2: 6، 7) فهو الغني المساوي للآب
ظهر في صورة الفقير من أجلنا ” فانكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من
أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ” (2 كو 8: 9) وهو القوي الذي
ظهر في صورة الضعف وصنع بالضعف ما هو أعظم من القوة.

 

أما
بالنسبة للبدع التي ثارت بشأن الطبيعة الإلهية، فاخطرها يتمثل في الأريوسية، فقد
أخطأ أريوس القس السكندري في تفسير بعض آيات الكتاب المقدس التي تتناول جانب
الناسوت في السيد المسيح، وتتكلم عن السيد المسيح في حالة تجسده واخلائه مثل قول
رب المجد “أبي أعظم مني” (يو 14: 28) “وأما ذلك اليوم وتلك الساعة
فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلاَّ الآب” (مر
13: 32) والآيات التي تتكلم عن جوع وعطش وألم وموت السيد المسيح، ولذلك اعتقد بأن
الآب أعظم من الإبن، وتجرأ على القول بأن الآب خلق الإبن، وبه خَلَقَ كل شئ، فتصدى
له أباء الاسكندرية بداية من البابا بطرس خاتم الشهداء الذي حرمه وأوصى تلميذيه
ارشيلاوس والكسندروس بعدم قبوله، وعُقِد بسببه مجمع نيقية سنة 325 م بدعوة من
الامبراطور قسطنطين، فوضع المجمع قانون الإيمان الذي يعلن مساواة الإبن من الآب
” نعم نؤمن برب واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل
الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر..
” وطال الصراع مع الأريوسية بقيادة القديس أثناسيوس الرسولي الذي تحمَّل آلام
النفي عدة مرات بسبب مؤامرات الأريوسيين ودسائسهم، والأمر العجيب أن هذه البدعة لم
تنتهي لأنها ظهرت في أديان أخرى، وفي هذه الأيام تظهر في شهود يهوه (راجع كتابنا: البدع
والهرطقات في الخمس قرون الأولى، وكتابنا: شهود يهوه.. هوة الهلاك، وكتابنا: ألوهية
المسيح.. من يخفي الشمس؟) وعموماً إن شاءت نعمة الله وعشنا فسيكون موضوع ألوهية
السيد المسيح موضوع الكتاب الثالث من سلسلة الدراسات هذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار