علم التاريخ

20- نمو سلطان الكنيسة الغربية: أملاك الباباوية وسلطانها



20- نمو سلطان الكنيسة الغربية: أملاك الباباوية وسلطانها

20- نمو سلطان الكنيسة الغربية: أملاك الباباوية
وسلطانها

بعد
أن نجح اللمبارديون في غزوهم شمال إيطاليا واستقرارهم هناك في القرن السابع
الميلادي، وقضوا بذلك علي الوحدة الإيطالية التي اجتهد الإمبراطور جستنيان
Justinian I نفسة في أحبائها، ظلت إيطاليا حتى القرن 19 مجرد إصلاح جغرافي دون
أن تكون لها وحدة سياسية تنظم أمورها، وهنا وقعت إيطاليا بين ثلاثة قوي:
اللمبارديون والدوله البيزنطية والبابوية، وكانت البابوية هي القوة الأكثر استفادة
في هذا التناهر.

 

فالبابوية
وازدياد سلطانها السياسي ألي جانب سلطانها الديني غدت تمثل إحدى القوي الحاكمة في
إيطاليا، وخير ما يوضح نفوذ البابوية في هذة الفترة هو تضاعف ممتلكاتها الكنيسية،
تلك الممتلكات التي لم تضمن للبابوية مورداً مالياً ضخماً فحسب بل حققت لها نوعاً
من النفوذ المادي والمعنوي في البلاد.

 

ذلك
أن أساقفة إيطاليا استغلوا فرصة الفوضي السياسية والاجتماعية التي سادت إيطاليا
آنذاك واخذوا يمتلكون الأراضي، ويتخذون لانفسهم صفة الحكام العلمانيين، وقد ساعد
رجال الكنيسة علي تحقيق أغراضهم هذه ومطامعهم في الاستيلاء علي الأراضي، أن صغار
الملاك في إيطاليا بحثوا عن سلطة قوية يدخلون تحت حمايتها، فلم يجدوا وسط الفوضى
الناجمة عن النزاع بين اللمبارديين والبيزنطيين سوي الكنيسة درء لهم و ملاذاً،
فسلموها أراضيهم مختارين واصبحوا شبه مستأجرين لها، مقابل حصولهم علي نوع من
الحماية والامان وأمام زيادة رقعة أملاك الكنيسة وعلي رأسها البابا فقد ازداد مركز
إيرادات البابا في روما، بل وزودها أيضا بوسيلة تمارس بها الكنيسة نفوذها الأدبي
والمادي في كل أرجاء إيطاليا، اذ كان للكنيسة منذ عهد قسطنطين الحق القانوني في
حيازة الأملاك، وظلت هذة الأملاك في ازدياد مستمر بسبب وصايا أغنياء المسيحيين لها
بالأموال وما كان بهيبة لها إشراف روما من أراضى، وقد بلغت هذه السطوة دورتها في
عهد البابا جريجورى الكبير (العظيم)، حيث كانت له رسائله ألي أعوان من الأساقفة
تدل علي كيفية تنظيمة أدارته لتلك الممتلكات، بل وتظهر الدور الذي لعبة جريجورى
نفسه في تنمية موارد الكنيسة، حيث بذل فيما وجهه من تعليمات إليهم حتى وصلت إلى
قساوسة الايبارشيات وكانوا آنذاك يعتبرون موظفين كنيسيين يجمعون في عملهم بين
واجبات حكام الأقاليم والقضاة والموكلين بتوزيع الصدقات في أماكنهم وبين أعمالهم
الروحية وأن كانت ضعيفة إذ نجد التعاليم تشمل أصول تربية المواشي وتنظيم الإيجار
وحيازة الرقيق، وجميع الأمور التي تهم كل ما لك ارض، وتنظيم الاستيراد وكان تأتي
السروج من كامبانيا وعروق الخشب من بروتيوم لتستخدمها كنيسة روما، أما صقلية التي
كانت فيها اغني الأوقاف واوسعها مساحة فكانت ترسل إليهم القمح ليفي بحاجة روما.

 

هذا
يدل علي أن نشاط الكنيسة قد حل محل الحكومة الإمبراطورية في روما نفسها، وكانت
الإيرادات الضخمة التي يحصل عليها البابا من هذه الطرق تستخدم في:

1-
افتداء الأسري

2-
تخفيف ضائقات المجاعات وصيانة المستشفيات والأنفاق عليها

3-
إعانة مختلف الكنائس التي تعرضت لغارات اللوبياردين

4-
كما كانت تقدم منها الرشاوى علي البلاط الإمبراطوري ومختلف الموظفين البيزنطيين
الذين يعتبر تعاونهم مع روما أمرا ضرورياً

 

هذا
في أول الأمر ألا أن الوضع تغير لمصلحة الباباوات الشخصية كما سنرى بعد هذا ألا أن
الكنيسة بلغت اكبر مساحة لها من النفوذ في عهد هذا الرجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار