علم التاريخ

2- حقوق الكنسية الغربية تجاه الدولة الرومانية



2- حقوق الكنسية الغربية تجاه الدولة الرومانية

2- حقوق الكنسية الغربية تجاه الدولة الرومانية

أخذت
كنيسة روما تحصل – بصفتها راعية الديانة الرسمية للإمبراطورية – عمل امتيازات خاصة
من الحكومة، وكان أهم هذه الحقوق:

 

حق
الحصول علي الهبات، والإعفاء من الضرائب – فضلاً عن قيام الأساقفة بالفصل بين
المنازعات التي تنشأ بين المسيحيين، ولم يلبث أن ازداد نفوذ هؤلاء الأساقفة
تدريجياً في أقاليمهم بفضل مكانتهم الدينية من جهة، وما جمعوه من من أموال الصدقات
والهبات من جهة أخرى، ولا سيما الصدقات التي جاء بها الخيرون والتي كان يتم
توزيعها علي الفقراء والمحتاجين عن طريق الأسقف نفسه، مما أوجد طبقة من سواء
الفقراء مستعدة لتنفيذ أوامر رجل الدين.

 

وهكذا
آخذت ثروة الكنيسة الغربية في الازدياد، حتى امتلكت الأراضي والضياع الواسعة التي
قام العبيد بفلاحتها، فضلاً عن الهبات التي أغرقها عليها الأباطرة بسخاء من جهة،
والتبرعات التي كان يقدمها الأهالي عن طيب خاطر من جهة أخرى في شكل العشور تنفيذاً
لأوامر الرب في الكتاب المقدس.

 

ولكن
يلاحظ انه إذا كان هذا التطور الذي مرت به الكنيسة في القرن الرابع الميلادي امتاز
بعمقه وسرعته حتى أدي إلى تحويلها من منظمة بسيطة ديمقراطية، إلى هيئة وراثية ذات
إدارة بيروقراطية مركزة، ألا أن الكنيسة دفعت ثمناً باهظاً مقابل ما أحرزته من
عظمة كلفتها التخلي عن سياسة التسامح من جهة، وانتشار الفساد والرشوة والمحاباة من
جهة أخرى.

 

ذلك
أن النعمة الكبيرة التي تمرغ فيها رجالها أنشأت فجوه بين الاكليروس والشعب،
وبعبارة أخرى فان ازدياد ثروة رجال الدين أدي إلى اختفاء روح الاخوة والمحبة
والبساطة والمساواة، وهي الروح التي ميزت الكنيسة الأولى، وحلت محلها مسحة التعالي
والتباعد ثم النفور، فتباعد الأساقفة عن رعاياهم، وصار الواحد منهم يجلس علي عرشة
الأسقفي كما كان يفعل الحاكم الروماني.

 

ولم
يلبث أن تضاءل قصر حاكم الولاية أمام القصر الأسقفي بعد أن تشبة الأساقفة
بالأمراء. أحاطوا أنفسهم بالحشم والاتباع والموظفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار