اللاهوت المقارن

199- تشارلز رصل بين النبوة والإيحاء الشيطاني



199- تشارلز رصل بين النبوة والإيحاء الشيطاني

199- تشارلز رصل بين النبوة والإيحاء الشيطاني

ربما
كان اختيار رصل لعام 1914م هى بمحض الصدفة أو بإيحاء شيطانى، لأن الشيطان يستطيع
أن يعرف بعض الأشياء ليس كنبوة ولكن كاستنتاج لأحداث يمكن أن تحدث من دراسته للجو
السياسى فى العالم. فلا نأخذ هذه الاستنتاجات على أنها نبوات.

 

النبوة
هى شئ لا يستطيع أحد أن يستنتجه بطريحته أو بذكائه السياسى. فمثلاً عندما يتنبأ
إشعياء النبى قبل ميلاد السيد المسيح بثمانمائة سنة ويقول: “ها العذراء تحبل
وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل” (إش7: 14) فهذا لا علاقة له لا بالطب ولا
بالسياسة أو غيرها. وعندما يقول داود النبى قبل صلب السيد المسيح بألف سنة:
“ثقبوا يدىّ ورجلىّ. أُحصى كل عظامى.. يَقسِمُون ثيابى بينهم وعلى لباسى
يقترعون” (مز22: 16-18) والمعروف أن أحداً لم يثقب يدى داود أو رجليه. وأيضا
حينما يقول: “يُنغِضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجه، لينقذه لأنه
سُرَّ به” (مز22: 7، 8) .. هذه العبارات نفسها قالها اليهود وهم يلتفون حول
صليب السيد المسيح، وكان هذا الكلام قد قيل قبل الحدث بأكثر من ألف سنة وقدم وصفاً
دقيقاً لصلب السيد المسيح. والذين تمموا هذه النبوات ليسوا أصدقاء للسيد المسيح
لئلا يظن أحد أنهم اتفقوا على محاولة إتمام النبوة، بل الذين تتموه هم أعداء السيد
المسيح اليهود ومعهم الرومان الوثنيون. فما منفعة الرومان أن يعملوا كل هذا
ليثبتوا الآيات التى قالها داود النبى؟!

النبوة
دائماً تكون واضحة أنها نبوة.. لكن الأحداث التى تحدث بالصدفة لا تكون نبوات.
مثلما يقول البعض أن مستردامس تنبأ عن بعض الأشياء. بالطبع لا؛ مستردامس فى فرنسا
عندما كان التنجيم محرّماً وكان يحكم على المنجمين بالإعدام، كتب بعض الأخبار
والأشياء فى وريقات متفرقة خوفاً من أن تُمسك وتعتبر تنجيماً، وكتب عن حروب وعن
مآسى وعن أمور أخرى من الممكن أن تحدث فى العالم ولكن لم يحدد تاريخ لأى حدث منها.
فالذين يتتبعون أوراقه يبحثون إلى أن يجدوا ما يناسب الزمن المعين فينسبون ما فى
ورقة ما إلى تاريخ معين، أو يقولون هذه نبوة لم تحدث بعد. يا ليتنا لا نتبع هذه
البدع والخرافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار