اللاهوت الطقسي

18- طقس صلاة الأنافورا



18- طقس صلاة الأنافورا

18- طقس صلاة
الأنافورا

الجزء الأول من صلاة الصلح الكاهن يصلي ويداه
عاريتان إشارة الي حالة البشرية للعري حتي إتمام الصلح علي الصليب، بسبب الخطية
تعرت البشرية في شخص آدم وحواء وبالتالي أبونا يصلي ويداه عاريتان، لأن الكاهن هنا
يمثل البشرية التي عانت من عري الخطية فيذكر حالة البشرية قبل إتمام الصلح، هذا هو
الجزء الأول. والجزء الثاني الكاهن يمسك اللفافة المثلثة التي فوق الأبروسفارين
وتشير هذه اللفافة إلي الأمور التي يعجز الانسان عن حلها مثلاً كختم بيلاطس، لذلك
رئيس الملائكة ميخائيل هو الذي دحرج الحجر، ولما الكاهن يمسك اللفافة المثلثة تشير
الي الحاجز الذي كان بين الله والبشر ويمثل الخصومة التي كانت بين الله والإنسان،
لهذا معلمنا بولس في (2كو 5) يقول: “إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم
لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم” لهذا قال السيد المسيح: “سلامي أترك
لكم” أي المصالحة، “سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم
أنا”.

 

أحياناً يسمون صلاة الصلح، صلاة التقبيل لأنه
يعقبها القبلة المقدسة علامة المصالحة كما في (2كو 6): ” أي أن الله كان في
المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة
“أي أنه في السيد المسيح تم الصلح، لهذا السيد المسيح لتلاميذه: ” سلامي
أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم أنا “. وسلام الناس معاً
هو ثمرة لسلام الناس مع الله، لذلك الكتاب يقول: “إذا أرضت الرب طرق إنسان
جعل أعداءه أيضاً يسالمونه” وهناك وصية لطيفة في كولوسى 3: “محتملين
بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد علي أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح
هكذا أنتم أيضاً وعلي جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال” والخطية
ظهرت في العري، والعداوة التي أدخلها إبليس ظهرت بين الإنسان وأخيه حينما قتل
قايين أخاه هابيل، لذلك يجب أن تكون القبلة المقدسة بعد صلاة الصلح لكى نعلن أن
السلام قد عم بين البشر نتيجة سلام الإنسان مع الله، أو نتيجة المصالحة التي تممها
السيد المسيح ” لذلك بعد صلاه الصلح يرسم الكهنة بكل رتبهم والشمامسة بكل
رتبهم، علي أساس أن الهدف من الخدمة هو خدمة المصالحة.

 

من صلاة الصلح إلي آخر القداس يخضع الكاهن برأسه
ويقبل المذبح في وقفات معينة، ويده علي شكل صليب علي صدره، بين الحين والآخر في
وقت الخضوع أو السجود، وعند تبادل الخدمة بين الكهنة علي المذبح الكاهن لا يترك
المذبح إلا لما الكاهن الأخر يستلم المذبح.

بعد ذلك يرفع الأبروسفارين وتستعلن الأسرار
المقدسة، وهذا الجزء يسمى الأنافورا، وكلمة أنافورا تعني “تقدمة” وهي
كلمة يونانية، وليتورجية كلمة يونانية تعني “خدمة عامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار