اللاهوت المقارن

18- المطهر ضد وعود الله



18- المطهر ضد وعود الله

18- المطهر ضد وعود الله

كيف
يقول الله عن خطايانا التي تبنا عنها: لا أذكرها. لا تحسب عليه. لا يحسب لهم الرب
خطية. تمحى. تبيض كالثلج. اطهرهم. أغفر كل ذنوبهم. ثم يعود بعد ذلك لكى يطالبنا
بهذه الخطايا، التي قال إنه لا يعود يذكرها، ويطالبنا بعقوبة لها، فيها عذاب..؟!
[أنظر وعود الله في (أع3: 19) (اش44: 22) (اش43: 25) (مز32: 1، 2) (أر31: 34)
(أر33: 8)].

 

وماذا
عن وعود الله بالمغفرة، والصفح، والمصالحة (2كو5: 21)، والمسامحة، ومحو الصك الذي
علينا (كو2: 14). وإنه كعبد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا (مز103: 3)؟!

 

إننا
نعلم أن الله أمين في مواعيده، حسب قول الكتاب ” لأن الذي وعد هو أمين”
(عب10: 23). ويقول الرسول في ذلك:

 


إن أعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل
إثم” (1يو1: 9).

 

إذن
تطهير الله لنا من خطايانا، أمر يتفق مع أمانته وعدله. ويقول القديس بولس الرسول
” أمين الذي يدعوكم، الذي سيفعل أيضاً” (1تس5: 24). إننا نفرح جداً،
ونحيا في رجاء، نعتمد على صدق الله في مواعيده. بل نطمئن بالأكثر حينما نسمع قول
الرسول:

 


إن كنا غير أمناء، فهو يبقى أميناً، لن يقدر أن ينكر نفسه” (2تى2: 13).

 

حقاً،
صادقة هذه الكلمة، ومستحقة لكل قبول.. فلنعتمد إذن على صدق الله في مواعيده، ولا
نسمح أن يشككنا فيها أحد. وعود الله أمينة لا رجعة فيها. فإن تاب إنسان وغفر له
الله، لا يعود يعيره بخطايانا، أو يعاقبه عليها، أو يقول له: باق عليك حساب يجب أن
توفيه. بل يقول “لا يحسب له الرب خطية” (مز32: 2)، والذي غسله الله من
خطاياه، كما قيل ” الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه” (رؤ1: 5)،
هذا لم تعد عليه خطية بعد، بل صار أبيض من الثلج (مز50). وهنا يبدو جمال التوبة،
وجمال المغفرة.. أما المطهر فهو ضد وعود الله. وهو صورة قاتمة، عنهم المغفرة، وعن
محبة الله ورحمته، وصدق مواعيده.

 

أيضاً
الشخص الذي اصطلح مع الله (2كو5: 18) لا يعود الرب يكسر صلحه معه ويحاسبه على شئ
تنازل الله عنه في صلحه. هل معقول أن شخصاً تصطلح معه، ثم ترجع إلى بيتك، فتجده قد
أرسل الشرطة لقيادتك إلى السجن؟! صدقونى ولا مع العلمانيين، أهل العالم، يحدث مثل
هذا الأمر. بل على العكس: الله في مغفرته، يبعد عنا خطايانا، كعبد المشرق عن
المغرب (مز103). فإن أراد الرب معاقبتك على خطية في المطهر، تقول له: ما هذا
يارب؟! ألم تقل لا أعود أذكرها؟! ومادمت قد نقلتها إلى حساب المسيح، فلماذا
تحاسبنى أنا؟! هل عمليه النقل لم تتم؟!

 

يقول
بعض الكاثوليك إن وعود الله خاصة بوصمة الخطية، وليست خاصة بعقوبة الخطية!! ونحن
نسأل من أين هذا التفسير؟! ما دليله الكتابي؟ ما تفسيره اللاهوتي؟

 

ما
معنى أن يعقد الله معك مصالحة، قوامها أن يغفر، ولا يحسب لك خطية، ثم يطالبك بعدها
بثمن الخطية والتى وعد أنه لا يحسبها عليك، بل لا يذكرها؟! المطالبة بثمنها معناه
انه عاد يذكرها..!

 

مثل
شخص يعقد صلحاً، ويتعهد أنه لا يطالبك بدين. ثم ترجع إلى بيتك، فتجد أنه ارسل لك
شريطاً يقودك إلى السجن بسبب هذا الدين!! هل معاملات الله مع الناس من هذا النوع؟!
حاشا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار