179- أنت أم الآخرون؟
179- أنت أم الآخرون؟
إن
الله قد أعطاك نفسك لكى تكون مسئولا عنها أمامه، كوكيل استؤمن على وكالة. فهل أنت
منشغل بها أم أنت منشغل بالآخرين. و
فى
حدود مسئولية خدمتك، إن كانت لك خدمة، لا مانع. وذلك أيضا فى نطاق المحبة التى هى
مثل الله (تريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون) (1تى 2: 4).
وشرط
آخر هو أنك لا تهمل نفسك، ولا تنسى أبديتك، ولا تجعل الأهتمام بالآخرين يفوق
أهتمامك بنقاوة قلبك وتعميق علاقتك بالله ومحبته.
وأيضا
أحذر من شيطان العظمة الذى يوحى إليك بالرغبة فى تدبير الآخربن، كما لو كنت قد
أقمت عليهم رقيباً!!
وفى
هذا الأمر تذكر الشيخ الروحاني: “إن حوربت بهذا، انظر إلى مشاعرك وحواسك
وأفكارك، وقل هذه هى التى أقامنى الله عليها رئيسا، لكى أدبر أهل بيتى حسن”.
إن
الله أعطاك قوة غضبية لكى توجهها إلى أخطائك أنت، فتصلح من ذاتك، وتثور على
سقطاتك، وفى هذا تنقذ وصية الرب فى المزمور (إغضبوا ولا تخطئوا).
أما
إن وجهت كل ما عندك من غضب إلى غيرك، فسوف تخطئ. ويقول لك الرب: أخرج الخشبة من
عينك أولا، وحينئذ تبصر جيدا، فتخرج القذى من عين أخيك.
كذلك
أيضا طاقة الإدانة وجهها إلى نفسك لا إلى غيرك.
إن
وجدت نفسك ميالة أن تنتقد، وتنظر إلى النقط السوداء، قل لها لا مانع. عندى لك فى
ذاتى نقط سوداء كثيرة، إنشغلى بانتقادها. وحينئذ سوف لا يبقى لك وقت لكى تنتقدى
فيه أخطاء الآخرين.
اكرز
أولا فى أورشليم، قبل أن تكرز فى السامرة، وفى أقاصى الأرض، أعنى فى نفسك، قبل أن
تبعد بعيدا إلى الآخرين فى كل مكان.
وثق أنك إن اهتممت بنفسك وبنقاوتها وبروحياتها
وأبديتها، حينئذ تكون مثالا حسنا للباقين وقدوة صالحة. وإن انشغلت بغيرك، فسيكون
ذلك بأسلوب روحى لا عيب فيه.