اللاهوت الروحي

157- الله والإنسان



157- الله والإنسان

157- الله والإنسان

أقدم
علاقة، وأكثر العلاقات دواما، هى علاقة الله بالإنسان..

إنها
علاقة أزلية، حينما كنا فى عقل الله فكرة، وفى قلبه مسرة.. وهى علاقة أبدية، لأنها
لا تنتهى.

أما
العلاقات بالبشر، فهى علاقات ترتبط بوقت معين من الزمان، وبمكان معين من الأرض، وبغرض
محدد.

 

وتستمر
علاقات الناس إلى الأبد، إذا اشتركوا معا فى عمل الخير، وفى إرضاء لله، واتيح لهم
بذلك أن يلتقوا معا فى حضن الله، فى الأبدية..

 

إذن
العلاقة الثابتة الدائمة هى العلاقة بالله..

وتكون
العلاقة بالبشر ثابتة أيضا ودائمة، إن كان الله طرفا فيها.. إن ارتبطت هذه العلاقة
بوصية من وصايا الله، وبإحدى القيم السامية التى وضعها الله كقاعدة للمعاملات بين
الناس. أما غير هذا، فزائل..

 

إن
كانت العلاقة بالله هكذا، فينبغى أن توضع فى قمة اهتماماتنا، ونفضلها على كل شئ،
وعلى كل أحد، وتفضلها أيضا على الذات ومتطلباتها..

 

وإن
اصطدمت محبة الله، بأية محبة أخرى، تجعل الله قبل الكل، كما قال بفمه الطاهر: (من
أحب أبا وأما أكثر منى فلا يستحقنى)..

 

وهكذا
لا نحب أحدا من الناس، ولا نجاهل ونرضى أحدا من الناس، على حساب محبتنا لله. وكما
قال الرسول: (لو كنت بعد أرضى الناس، فلست عبدا للمسيح) (غل 1: 10). حتى ولا الذات
فمن أجل الله يكون الإنسان مستعدا أن ينكر نفسه، وأن يحمل صليبه..

 

والذين
أحبوا الله من كل القلب والفكر حسب الوصية، هؤلاء تفرغوا له تماما كالآباء
المتوحدين، الذى كان شعارهم هو (الانحلال من الكل للارتباط بالواحد).

 

فليكن
اله بالنسبة إلينا، ليس فقط الأول، إنما للكل. هو الذى سنعيش معه فى الأبدية،
وبمحبتنا له يتقرر مصيرنا، ويتحدد نوع حياتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار