اللاهوت العقيدي

14- نور من نور



14- نور من نور

14- نور من نور

نور بالمعني اللاهوتي، وليس بالمعني المادي.

قال عن نفسه ” أنا نور العالم. من يتبعني
لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة “. وطبعا المقصود بالنور هنا تعبير
غير مادي. وقيل عن الله “أن الله نور” (1 يو 1: 5). وقيل أيضا عن الأب
“ملك الملوك ورب الأرباب.. ساكنا في نور لا يدني منه، الذي لم يره أحد من
الناس.. ” (1 تي 6: 15، 16)

 

إذن الأب نور. والابن المولود منه نور من نور.

ولعل البعض يسأل: لقد قال الرب “أنتم نور
العالم” (مت 5: 14)، كما قال عن نفسه “أنا نور العالم” (يو 8: 12).
فما الفرق إذن في المعني؟ الفرق يظهر كما في مثال الشمس والقمر. وقيل عنهما في قصة
الخليقة ” فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور
الأصغر لحكم الليل” (تك 1: 16). هما الشمس والقمر. ولكن الشمس نور بذاتها.
والقمر ليس له نور في ذاته إنما هو ينير بانعكاس نور الشمس عليه.

 

هكذا السيد المسيح هو ” النور الحقيقي الذي
ينير كل إنسان (يو 1: 9). أما نحن فنصير نورا بقدر ما نأخذ منه..

 

بنوره نعاين النور هو ينيرنا فننير.. وهكذا قيل
عن يوحنا المعمدان ” هذا جاء لشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته. لم يكن
هو النور بل ليشهد للنور” (يو1: 7، 8) ونحن – في صلاة باكر – نقول للرب
” أيها النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان آت إلي العالم “ونقول أيضا
“أنر عقولنا وقلوبنا وإفهامنا يا سيد الكل”..

 

الرب بطبيعته “نور لا يُدني منه” ولكنه
لما أخذ جسدا وحل بيننا، استطعنا أن نقترب إليه.

ماذا يقول عنه أيضا قانون الإيمان؟ يقول:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار