علم التاريخ

14- بداية الصراعات في الكنسية الغربية: أوروبا والإسلام



14- بداية الصراعات في الكنسية الغربية: أوروبا والإسلام

14- بداية الصراعات في الكنسية الغربية: أوروبا
والإسلام

عندما
بدا الإسلام في التحرك علي يد العرب في القرن السابع الميلادي، كان العالم آنذاك
مشغولاً بحروب شرسة بين الفرس والروم، وكلا البلدين أبديا صدوداً لرسل الإسلام
حينما وصلوا يدعون أهلها الدين الجديد، مما دفع العرب إلى استعمال القوة للجهاد.

 

ولقد
كان الأمن غربياً أن يتجاسر العرب علي مهاجمه ” الأسدين” فارس وروما كما
كانا يسميان في وقت واحد، وكانا اكبر إمبراطوريتين عرفهما العالم عند مستهل القرن
السابع.

 

وقد
بدأ احتكاك قوات المسلمين بقوات الروم في بادية الشام في عام 629 اي في العام
التالي مباشرة لانتهاء الحرب من الروم والفرس، كانت الدولة البيزنطية تعاني حينئذ
الأمرين من جراء ما تطلبه حروبها من فارس من جهة ومن البرابرة المهاجمين لاراضيها
من البلقان من جهة أخرى، زيادة علي النزعة الانفصالية التي أخذت تقوي عند أقباط
مصر والآراميين في سوريا والأرمن عند أطراف أسيا الصغرى، مما هدد كيان الدولة
ووحدتها تهديداً خطيراً.

 

وبدأت
جيوش العرب بقيادة أبىعبيدة بن الجراح تعمل في الشام ضد الروم فأرسل الإمبراطور
هرقل إمبراطور الروم جيشا بقيادة أخيه تيودور لإنقاذ فلسطين ولكن أتاه جيش عربي
أخر بقياده خالد بن الوليد من العراق، فانزل الجيشان الهزيمة بالروم في موقعة
أجناد ين 634.

 

تم
اتساع خالد بن الوليد في شمالي الشام حتى هزم الروم ثانية في موقعة اليرموك عام
636 وبذلك استولي علي الشام بما فيها القدس مابين عامي 637-638هذا بالنسبة لاملاك
الروم في الشام، أما في شمال أفريقية فقد فتحوا مصر عام 641 وفتحوا برقة في عام
643 ثم توقفت الفتوحات بسبب الفتنه التي قامت في الدولة الإسلامية بقيام الخلافة
الأموية في دمشق 660.

 

وفي
سنة 664فتح العرب ولاية أفريقية حيث أسس عقبة بن نافع مدينة القيروان واتساع العرب
في شمال أفريقية مكونين زاوية عربية إسلامية تحف الدولة الرومانية، وبدأو يستولون
علي بعض جزر البحر المتوسط ليقتربوا من جسم الامبراطوريه ذاتها فاستولوا علي جزيرة
سرد نيا 711 وعبر طارق بن زياد المضيق الذي عرف باسمة ليفتح أسبانيا فيما بين سنتي
711، 713

 

وبفتح
أسبانيا خسرت الكنيسة الغربية خسارة كبيرة، إذ فقدت بلاداً ارتبطت أصول المسيحية
الأولى مثلها مثل بلاد أخري كانت بمثابة أجزاء أساسية من الوطن المسيحي مثل شمال
أفريقيا وأسبانيا،

 

ألا
أن العرب المسلمين لم يكفوا عن مهاجمه الدولة البيزنطية براً أو بحراً حتى كان
أوائل القرن الثامن، وعندئذ اعتقد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (715- 717)
أن الوقت قد حان للقيام بحمله كبري تستولي علي القسطنطينية وتطيح تماما
بالامبراطوريه البيزنطية، واختار الخليفة أخاه مسلمة ليكون علي رأس هذة الحملة
التي شقت طريقها عبر أسيا الصغرى حتى بلغت البسفور وعبرته إلي الشاطئ الأوربي عام
717، وبينما أطلق المسلمون علي القسطنطينية من ناحية البر، إذا بالأسطول الإسلامي
يهاجمها من البحر، حتى كادت المدينة تقع في أيدي المسلمين، لولا النار الإغريقية
التي لعبت دورها كسلاح شتت سفنهم في الوقت الذي أغرى الإمبراطور ليو الابسوري
(717-741) البلغار بمهاجمة المسلمين من الخلف، وعندما سمع الخليفة عمر بن عبد
العزيز بحرج موقف العرب المسلمين أمرهم بالانسحاب في عام 718بعد أن ظلوا محاصرين القسطنطينية
اكثر من عام، وهكذا تم إنقاذ القسطنطينية وكذلك الإمبراطورية البيزنطية من خطر
محقق.

 

وبعد
أن فشل المسلمون في الاستيلاء علي القسطنطينية في أوائل القرن الثامن تشجع
البيزنطيون، واخذوا يدفعون خطر المسلمين تدريجياً من أسيا الصغري، حتى غامر
الإمبراطور قسطنطين الخامس بشن هجوم علي الشام عام 745 منتهزاً فرصة ضعف أواخر عهد
الدولة الأموية، وفي عام 746 أحرز البيزنطيون نصراً بحرياً علي المسلمين واستردوا
جزيرة قبرص، ولم تلبث سنة 750 أن شهدت سقوط الخلافة الأموية وقيام الدولة العباسية
في بغداد، هذة الدولة العباسية التي دخلت بجيوشها إلى الدولة البيزنطية من جديد
وكسبت معارك كثيرة.

 

ألا
انه رغم كل هذا استطاعت الدولة البيزنطية أن تعتمد ألي النهاية لاستبقاء ما بقي
لها فنجحت في صد العرب المسلمين عن حدودها الشرقية، كما نجح الفرنجة في أبعاد
خطرهم عن الأندلس وغرب أوروبا، وحافظت بذلك علي أوروبا الوسطي وحضارتها العظيمة.

 

وان
كانت الحروب الساخنة قد توقفت، فان الحرب الباردة بدأت في شكل التنافس الحضاري بين
أوروبا والشرق العربي الإسلامي، وقد رجحت كفة العرب في العلوم والثقافة وبدأ الغرب
يخطبون ودهم، فنجد الإمبراطور شارلمان الفرنجي يصادق هرون الرشيد ويتبادلان
الهدايا، لينعم عهدهما بالهدوء والاستقرار.

 

وظل
الحال هكذا حتى جاءت الحروب الصليبية فيما بين القرنيين الحادي عشر والثالث عشر
إلا أنها كانت كفقاعة لم تأت ألا بنتائج سيئة علي كلا من الطرفين وكانت أوروبا
سببها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار