126- جسد حقيقي ودم حقيقي
126- جسد حقيقي ودم حقيقي
في
إحدى المرات كنت في انجلترا وذهبنا إلى برمنجهام وكان يصحبنى نيافة الأنبا مرقس
أسقف شبرا الخيمة وأتت سيدة إنجليزية تريد أن تنتمى إلى الكنيسة الأرثوذكسية وتريد
أن تستفسر عن ما تقوله الكنائس في انجلترا بأن الخبز والخمر هو مجرد رمز وتذكار،
فجاوبها نيافة الأنبا مرقس وقال لها: لقد قال السيد المسيح “هذا هو جسدى وهذا
هو دمى” فمن يستطيع أن يقول غير ذلك؟!
ثم
سألتها إن ذهب إنسان لشراء زجاجة نبيذ، هل يصلح هذا النبيذ لمغفرة الخطايا؟!
فأجابت بالطبع لا. فقلت لها ولكن نحن نتناول من جسد الرب ودمه لمغفرة الخطايا، فلو
كان مجرد النبيذ يغفر الخطايا كان ما أسهل هذا الأمر!! وأصبحت هذه السيدة بعد ذلك
أرثوذكسية..
سر
التناول له تأثير قوى جداً في حياة الإنسان.. سنورد قصة تدل على هذا؛ كان المتنيح
أبونا بيشوى كامل يذكرها دائماً:
شاب
مسيحى في الإسكندرية كان يريد ترك المسيحية.. وأثناء مناقشته لهذا الأمر، دخل
كنيسة اسبورتنج – وكان لم يدخل الكنيسة منذ طفوليته- وكان ذلك في نهاية القداس
أثناء التناول من الأسرار المقدسة.. قابله أبونا بعد القداس فقال له الشاب: أنا
تأثرت اليوم كثيراً، فسأله عن السبب، فقال له:
إنه
تذكّر عندما كان يدخل الكنيسة وهو طفل صغير، كان يشرب من الكأس مثل باقى الناس
الذين شربوا اليوم وكان يشعر بالفرح، فقال له المتنيح القمص بيشوى:
إن
هذا هو دم المسيح الذي يغسلنا من خطايانا ولا نستطيع أن نعيش بدونه.. بمجرد أن
تذكر هذا الشاب إنه كان يتناول وهو طفل اهتز كيانه من الداخل، وتغيرت حياته وعاد
إلى أحضان السيد المسيح.