اللاهوت المقارن

1- مقدمة الكتاب



1- مقدمة الكتاب

1- مقدمة الكتاب

هذا
الكتاب نقدمه في صراحة ومحبة، كجزء من الحوار اللاهوتي، مع أخوتنا الكاثوليك..

لقد
بدأ حوارنا الأول معهم في سبتمبر سنة 1971 م، قبل اختياري للبطريركية بشهرين. وكان
حواراً نظمته جماعة
Pro- Oriente في فينا التي يشرف عليها الكاردينال كينج. وقد حضرت هذا الحوار
كأسقف للتعليم، ومعي الأب الموقر القمص صليب سوريال، ممثلين عن الكنيسة القبطية،
مع مندوبين آخرين من رجال اللاهوت عن باقي أخوتنا الأرثوذكس من السريان والأرمن
والأحباش والهنود.

 

وخرجنا
من ذلك الحوار الذي دار حول طبيعة المسيح بوثيقة مشتركة.

 

وثيقة
تحمل إيماناً مشتركاً في هذا الموضوع الخطير الذي كان سبب الانقسام منذ سنة 451 م
حتى الآن. وكنت أنا- بنعمة الله- الذي اقترحت كلمات هذه الوثيقة، وواقف عليها
الجميع من كاثوليك وأرثوذكس. ثم توالت اجتماعات جماعة-
Pro- Oriente.. ولكن قراراتها كانت تمثل اتفاقات بين اللاهوتيين، وليست أتفاقاً
رسمياً على مستوى رئاسة الكنائس..

 

ثم
أقيم اجتماع آخر رسمي بيننا وبين الكاثوليك في دير القديس الأنبا بيشوى بتاريخ
فبراير سنة 1988 م، تمت الموافقة على نفس وثيقة-
Pro- Oriente.. بصفة رسمية.

 

واجتزنا
مرحلة، وبقيت مراحل أخرى..

بقي
أمامنا الحوار في موضوعات: المطهر والغفرانات، وانبثاق الروح القدس، والحبل بلا
دنس، ومسائل أخري خاصة بالقديسة العذراء مريم، ومركز كنيسة رومه، وأمور أخري خاصة
بالطلاق، وبالزواج المشترك، وبالصوم، وبالقوانين الكنسية.. الخ.

 

وحددنا
دورة أخري للحوار من 3 إلى 9 أكتوبر بدير القديس الأنبا بيشوى لناقشة موضوعين هما
المطهر، وأنبثاق الروح القدس.

 

وكان
لابد لكل طرف أن يقدم عقيدة كنيسة في هذا الموضوع. لذلك رأيت أن أضع هذا الكتاب
ليمثل عقيدة كنيستنا. والأسباب التي من أجلها ترفض عقيدة المطهر، وما يلحق بها من
غفرانات.. وهي عقيدة حديثة، لم تكن من عقائد الكنيسة قبل الإنقسام. وقد أعترف بها
مجمع فورنسا الكاثوليكى سنة 1435 م
Eccumenical
Council of Florence
.

 

وقد
وضعت أمامي أهم المراجع العربية الموجودة في المكتبات لعدة أسباب منها:

1-
أنها هي التي ينتشر تعليمها في مصر والشرق العربي.

2-
وهي التي يعلمونها لأولادنا في المدارس.

3-
وهي التي يقرؤها الناس، من الذين لا يقرأون اللاتينية ولا الفرنسية.

4-
وهي التي يري الشرقيون أنها تعبر عن الإيمان الكاثوليكي.

5-
ولأنها كتب صادرة بتصريح من رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الشرق.

6-
ولآن بعض هذه الكتب تعرض لعقائد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية محاولين إثبات عقيدة
المطهر من كتبها الطقسية.

 

وكان
أيضاً لابد أن نوضح عقيدة المطهر، حتى لا نسبب عثرة في إيمان أولادنا الأرثوذكسي.
وأيضاً لكي نقدم وجهة نظرنا اللاهوتية في هذا الموضوع، إلى جوار لزومه للحوار
اللاهوتي.

 

وقد
سلكنا في هذه الكتاب بطريقة موضوعيه بحتة. فتعرضنا أولاً لما يعتقده أخوتنا
الكاثوليك في موضوع المطهر، من واقع كتبهم.. ثم ناقشنا ما ورد في هذه الكتب من
الناحية اللاهوتية البحتة. ومواجهتها بالإيمان المسيحي المعترف به من جميع الكنائس،
وبخاصة في موضوعات الخلاص والكفارة والفداء وهي نقاط أساسية جوهرية في العقيدة
المسيحية. ثم طرقنا أيضاً موضوعات المغفرة والدينونة، والتطهير والتكفير.. مع أمور
أخرى.

 

كان
لابد أن نعرض الفكر اللاهوتي السليم أولاً. وبعد الرسول على قواعد لاهوتية ثابته،
نبدأ في مناقشة مفاهيم النصوص.

 

وتناولنا
كل النصوص المستخدم وناقشنا المفهوم منها ودلالاته. علماً بأن كلمة (المطهر) لم
ترد في الكتاب المقدس كله. وبالتالي لم ترد في كل تفاسير الآباء الأول للكتاب. ولي
نصيحة أقدمها لأخوتي الكاثوليك بكل حب، ومن عمق أعماق قلبي، وبضمير صالح أمام الله
(عب13: 18) (أع23: 1)، ومن أجل خبرهم..

 

نقوا
الكتب العربية التي كتبت عن المطهر. وإثبات ذلك ما ورد في هذا الكتاب. وإن كان
هناك اعتقاد جديد بخصوص المطهر، أرجو أن تنشروه وباللغة العربية، ومن سلطة كنسية.

وشكراً..

وأنا
مستعد أن أصدر كتاباً آخر عن المطهر، إن أردتم..

ولو
أنني أرى- الآن- أن هذا يكفي..،،،

البابا
شنوده الثالث

27
/ 9 / 1988 م (عيد الصليب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار