علم التاريخ

1- أرشيلاؤس والي على اليهودية والسامرة وأدومية (4ق



1- أرشيلاؤس والي على اليهودية والسامرة وأدومية (4ق

1- أرشيلاؤس والي على
اليهودية والسامرة وأدومية (4ق.م-6م):

أوصى
هيرودس قبل وفاته أن يخلِفه ابنه أرشيلاؤس الذي من مالثاك الزوجة السامرية
وذلك في حكم اليهودية على أن يكون لقبه رئيس ربع.

كما
أوصى أن يُعطى أنتيباس، أخو أرشيلاؤس من نفس الزوجة الحكم على الجليل وبيريه
وأورانتيس وبانياس، على أن يكون لقبه أيضاً رئيس ربع.

كما
أوصى أن تُمنح أخته سالومة (زوجة يوسف عمها) الحكم على المدن الآتية: يمنيا
وأشدود وفازائيلس، وذلك بعد موافقة وتصريح قيصر، لأن المعروف في القانون الروماني
أن الملوك والرؤساء التابعين لقيصر ليس لهم الحق في توريث ألقابهم وحكوماتهم
لأبنائهم. لذلك كان على أرشيلاؤس أن يقوم برحلة إلى روما لتسلُّم مهام وظيفته
وألقابه.

ولكن
ما أن مات هيرودس حتى انفجر بركان غضب اليهود وحقدهم على هيرودس وعلى روما،
وصبُّوا هذا الحقد على أرشيلاؤس، وقد تزعَّم الحركة
جماعة من الفريسيين وأخرى من الغيورين المتطرفين غير المتعقلين ضد قيصر وضد الحكم
الروماني كله وضد ورثة هيرودس الأدوميين، وهدَّدوا أرشيلاؤس وأثاروا الشعب كله،
الذي بدأ ثورته فقامت مذبحة مات
فيها ثلاثة آلاف من اليهود في أُورشليم قرب
عيد الفصح. وبعد أن هدأت الحالة ظاهرياً، رحل أرشيلاؤس إلى روما بعد أن أوصى
فيلبُّس (ابن هيرودس من كليوباترا) للإشراف على شئون البلاد، ولحقه في روما
أنتيباس ثم فيلبُّس نفسه.

وبينما
هؤلاء يرتبون توزيع البلاد أمام أغسطس قيصر، قدم من اليهودية وفد يطالب قيصر
بإلغاء الملكية عن اليهودية ويجعلها تحت حكم روما المباشر.

وبعد
الفحص قرَّر قيصر الآتي:

1-
تعيين أرشيلاؤس على اليهودية والسامرة وأدومية بلقب “والي” ([1]).

2-
تعيين أنتيباس رئيس ربع على الجليل وبيريه وعلى مناطق شرق الأُردن التي يسكنها
يهود.

3-
تعيين فيلبُّس رئيس ربع على المناطق الشمالية وتشمل باتانيا وتراخونيتس وأورانتيس([2]).

وقد
اهتموا جميعاً بحكم البلاد وبفن العمارة حاذين حذو أبيهم، وبالأخص أرشيلاؤس الذي
اهتم بتكميل بناء الهيكل وتزيينه([3])،
وعمارة قصور أريحا ومدها بمجرى من الماء لري نخيلها وأشجارها في وادي أريحا
الشمالي، وبنى مدينة أرشيلائيس واهتم أيضاً بحدائقها.

ولكن
للأسف كان أرشيلاؤس أقل أبناء هيرودس حكمة وسياسة، وقد استمر في الحكم عشر سنوات،
ولكن دون أن يفوز بأي ثقة من شعبه لأنه كان
قصير النظر غير متجاوب مع اليهود في أي شيء، وقد أثار شعور اليهود:

أولاً:
بأن
طلَّق امرأته مريمن وتزوَّج جلافيرا أرملة أخيه اسكندر التي كانت قد خلَّفت من
اسكندر ثلاث بنين، وبهذا يكون زواجه منها ضد شريعة الآباء([4]).

ثانياً:
تصدَّى
مرتين لرئيس الكهنة وعزل اثنين منهم من رئاسة الكهنوت.

ثالثاً:
اضطهد
وأساء معاملة اليهود بدون أسباب واضحة، وذلك ضد توجيهات قيصر نفسه. وهذا كله اضطر
اليهود أن يقدِّموا شكوى شديدة لقيصر يطلبون فيها عزل أرشيلاؤس، وفعلاً استجاب لهم
قيصر ونفاه في فيينا بإقليم الغال بعد أن جرَّده من جميع أمواله، وكانت مدة حكمه
عشر سنوات (4 ق.م6م)، ودخلت اليهودية تحت إدارة حكَّام رومانيين
مباشرة([5]).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار